“أيام قرطاج المسرحية”: ارتجال طوباوي

بتغييرات كثيرة وضعتها الإدارة الجديدة للمهرجان، أطلّت أمس الدورة 17 من “أيام قرطاج المسرحية”. تُرى هل ستخدم هذه الخيارات المهرجان أم أنه سيظل يراوح مكانه؟

تبدو الدورة، من عدّة زوايا موجّهة إلى الجمهور التونسي، حيث جرى إلغاء المسابقة الدولية، وسيطرت العروض التونسية على البرمجة، (30 عرضاَ تونسياَ، 29 عربياً، 7 عروض أفريقية و7 أوروبية وآسيوية). أما أهم ما يتحدّث عنه المنظّمون؛ فهو توسيع دائرة المهرجان ليشمل المدن الداخلية والمدارس.

يعتبر المسرحي التونسي محمد رجاء فرحات، في حديثه إلى “العربي الجديد”، أن “هذه التغييرات من دورة إلى أخرى تسيء إلى المهرجان”، وهي حالة يصفها بـ “الارتجال الطوباوي”، مضيفاً: “لا أُنكر على المنظّمين حبهم للمسرح وجهدهم الكبير في إيجاد حلول لتعثّراته. لكن، ورغم أن هذه هي الدورة السابعة عشرة، إلاّ أن تنظيم التظاهرة يوحي بأنها ما زالت في البدايات، بسبب الأخطاء التي تتكرّر في كل دورة، حتى أن البرمجة لم تكن مطبوعة في يوم الافتتاح”.

بالنسبة إلى فرحات، فإن “وراء هذا التذبذب بيروقراطية تهيمن على الحياة الثقافية، ترفع شعارات وتسيء تنفيذها، مثل شعار اللامركزية الثقافية الذي تحاول تطبيقه من خلال مهرجان، في مقابل أن تترك حال الثقافة في الداخل كما هو، بقية أيام العام”. يضيف: “المهرجان لا زال سحابة خريف عابرة”.

من جهته، يرى المسرحي التونسي خالد بوزيد أنه ينبغي أن نرى جوانب إيجابية رئيسية في المهرجان مهما كانت السلبيات التي تحيط به. يقول “أهم شيء بالنسبة إليّ هو ما يبعثه من روح في الحياة الثقافية ومن دفء في المدينة”، ويكمل: “المسرح بطبعه مجال للتواصل الواعي، كما أن المهرجان مستمرّ في تجاوز البعد الترفيهي للمسرح والتمسّك بالجانب التوعوي والفني والإبداعي”.

وعن هيمنة العروض التونسية، يرى بوزيد أن “الأفضل هو أن نأتي بالتجارب من العالم، ونحتكّ بها. المهرجان فرصة للقاء المخرجين والممثلين والمنتجين وكتّاب النصوص وخلق مشاريع مشتركة بين مؤسّسات الإنتاج، كما أنه فرصة للجمهور التونسي كي ينفتح على أفق أرحب مما يقدّمه المسرح المحلّي”.

وعن إلغاء المسابقة الرسمية، يجد بوزيد في الأمر جانباً سلبياً وآخر إيجابياً، إذ يرى أن ذلك “أمر طبيعي في مهرجان مخصّص للفن، حيث يصعب ترتيب الأعمال الفنية ضمن معايير دقيقة”.

يوضّح: “كل عمل فني يبتكر عالماً وتجربة وقراءة وأفقاً. لكن من جانب آخر، لا ننكر أن إلغاء المسابقة يضفي برودة على المهرجان، لأن الجائزة تظلّ المحفّز الأكبر للمشتغلين في المسرح”.

كان افتتاح المهرجان جرى أمس في الشارع الرئيسي في تونس العاصمة، قبل عرض “غيلان” للمسرحي التونسي الراحل عز الدين قنون. تشارك في هذه الدورة فرق مسرحية من مصر والعراق والأردن وسورية والكويت والإمارات وقطر والسودان وفلسطين وليبيا ولبنان والجزائر والمغرب وبنين والكونغو والكوت ديفوار وفرنسا وبلجيكا وروسيا واليابان.

تونس – شوقي بن حسن

http://www.alaraby.co.uk/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *