أضواء على مهرجان إنغمار برغمان المسرحي الدولي الثالث ستوكهولم

1

للفترة من ٢٠١٦-٨-٢٥ ولغاية ٢٠١٦-٩-٤ نظم المسرح الملكي دراماتن في مدينة ستوكهولم مهرجان  إنغمار برغمان المسرحي الدولي الثالث وقد شاركت فيه العديد من الدول ألمانيا بثلاث مسرحيات والنرويج بمسرحيتين والدانمارك وبلحيكا وهولندا وايطاليا والسويد وبحضور جمهور كبير ومبدعي الاخراج المسرحي في أوروبا وافتتح المهرجان برعاية وزيرة الثقافة والديمقراطية أليس باه ومدير المسرح الملكي دراماتن  اريك ستوبو. والمهرجان يقام كل سنتين وأصبح بمثابة معلمآ من معالم النشاط الثقافي للسويد بل وربما لاوروبا الكاتب والمخرج السينمائي والمسرحي إنغمار برغمان صاحب مقولة الفيلم “عشيقة متطلبة ” مخرج ساحر وأفلامه تناقش قضايا فكرية وتلامس حواس ومشاعر المشاهد معظم أفلامه صورت في جزيرة فارو السويدية حول بيته الى استوديو مثل فيلم صرخات وهمسات وقد قضى معظم حياته هناك وتكريمآ له هناك جائزة سينمائية بإسمه وكذلك شارع ووضعت صوره في الطوابع البريدية وهناك عملة ورقية نقدية فئة ٢٠٠ كرونا ويقام مهرجان سينمائي سنوي في جزيرة فارو إعتزازآ بأفلامه   المسرح يتكلم بلغة العصر على صالة المسرح الملكي الكبير عرضت مسرحية البيت في نهاية الليل كتابة واخراج المخرج الالماني المشهور سباستيان هارتمان إستلهم المخرج الفكرة من خلال بيت المخرج إنغمار برغمان في جزيرة فارو والمكون من عدة غرف وإستطاع أن يجمع العديد من شخصيات أفلام برغمان والمسرحيات ومن كتاب المصباح السحري والسيرة الذاتية للمخرج السويدي إنغمار برغمان واستحضار كل شخصياته من من فيلم صرخات وهمسات ومن فاني والكسندر ومشاهد الزواج والعار وشخصيات من الدمى وإظهار وخلق المناخ المفعم بالحب والجنس والصراخ والهمس والبكاء والصمت وساعة الذئب وكل الشرائح داخل وخارج العرض ويبقى المخرج الالماني سباستيان هارتمان واسلوبه في تفكيك النص المسرحي مثلما فعل مع الكاتب النرويجي هنريك أبسن ومسرحيات الكاتب الروسي نيكولاي غوغول وإبتدأ العرض المسرحي بكاميرات ترافق الممثلين وإظهارهم على  الشاشات والجدران في لقطات كبيرة وإظهار مقاطع من الالفلام وتحولت صالة العرض المسرحي الى صالة سينما واستخدام موسيقى والدور الكبير في بناء أحداث المسرحي وتبقى مسرحية البيت في نهاية الليل محاولة جادة للتنقيب الحي عن سلوك شخصيات إنغمار برغمان في كل مسرحياته وأفلامه وإبراز العلاقات والمشاعر المعقدة وهذا العرض المسرحي  لفرقة المسرح الملكي دراماتن في مدينة ستوكهولم  والعرض يستغرق ثلاث ساعات مع إستراحة واحدة إستطاع المخرج الالماني سباستيان هارتمان إدخال كاميرات محمولة من خلال الموبايل والتصويرالمباشر وإدخالنا الى الغرف السرية وإظهار الشياطين وعرض أفلام فيديو من خلال حركة فريق العمل السينمائي مع ممثلي المسرحية وخلق حالة الاثارة والتفاعل مع الممثلين وإظهار أشكال فنية باستخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة الى خشبة المسرح وتصوير الممثلين وسط الجمهور وإظهارهم على الشاشة بلقطات كبيرة توحي للمتلقي كإنه في صالة سينما والتركيز على الوجه بلقطات كبيرة والحوارات واضحة وكل مايحصل داخل الغرف الحمراء. هذه المسرحية موضوعها الاساسي مستمد من كتاب الفانوس السحري وهي قصة حياة وأسرار المخرج السويدي إنغمار برغمان إستطاع المخرج الالماني سباستيان هارتمان خلق الاجواء النفسية الخاصة بالشخصيات والتي مثلت وادت الادوار في أفلام ومسرحيات إنغمار برغمان باستخدام جماليات الكاميرا على خشبة المسرح والتركيز على عناصر وعوامل الاثارة مثل الدم والجنس والعُري وإدخال الجمهور ضمن مسلسل اللعبة والتركيز على المنجز الفني للمخرج إنغمار برغمان مثل العار وصمت الذئاب وساعة الذئب وافلام الفيدو وحركة الممثلين على الشاشة وابراز جوانب من فلم الختم السابع للمخرج برغمان  وخلق أجواء الخوف والحزن باستخدام اللون الاحمر والجميع يصرخ ويهمس وجوانب مهمة من مسرحية فاني والكسندر وداخل الغرف تحصل العجائب وموت أغنس ومعاناة الجميع وتظهر المشاكل وحالات الجنون  من خلال الخلل الموجود في سوء التربية وإظهار الممثل بيتر وهو عاري وخائف وهو يجسد شخصية إنغمار برغمان وكذلك الصراخ والعويل أراد المخرج خلال ثلاثة ساعات أن يركز ويبرز ثيمة الحب والولادة رغم حالة الموت والفراق ويبقى الفن الحقيقي وسيلة للوصول الى الغايات وتحقيق الاهداف. وتبقى مسرحية البيت في أخر الليل عبارة عن بيت انغمار برغمان في جزيرة فارو واختيار المخرج سباستيان هارتمان لهذا البيت وبكل غرفه ربما البعض يخاف ويخشى النوم  هناك بسبب وجود الشياطين ومشاهد الزواج والعلاقات المزيفة والموت  لذلك حرك ممثله مع فريقين من ومجموعتين من كادر التصوير ترافق الممثلين مابين الجمهور وخشبة المسرح وتحول كل شيئ حتى الجدران الى شاشات لعرض صور وحركة الممثلين واستخدام موسيقى ومؤثرات وسينوغرافيا الالوان المختلفة من خلال الاضاءة اراد المخرج  سباستيان هارتمان خلق أجواء السينما والمسرح في أن واحد وهو كاتب النص والمخرج والسينوغراف ويتحكم في مفاتيح اللعبة وتبقى مسرحية البيت في نهاية الليل بيت  إنغمار برغمان وكل شخصيات أفلامه تعيش حياة الحب والفراق تشكيلات تتحرك وعاشت في البيت الالي في جزيرة فارو المخرج امرهم بالمعايشة  هناك قبل بروفات العرض المسرحي والمسرحية من بطولة ايريك شيلن، إيلين كلنكا،روبين سلامند،اندرياس روبلين ،ميا بينسون،بيتر إنغمار،توفا ماجنسون،إخراج وسينوغرافيا سباستيان هارتمان ولد في مدينة لايبزك سنة ١٩٦٨ درس الدراما  في أكاديمية المسرح عمل في المسرح الوطني الالماني فايمار ومسرح برلين اسس شركة مستقلة بالمسرح أخرج العديد من المسرحيات في المسارح الالمانية وفي النمسا والنرويج وسويسرا وهو صاحب موهبة إستثنائية يمزج مابين القصص التأريخية والحاضر بطريقة حديثة أخرج مسرحية اللصوص لشيلر على شكل رواد الفضاء وتنين النار الصيني وإستستنساخ جورج  بوش الابن بوش الرقص يمتلك المخرج الالماني سباستيان هارتمان نفس اسلوب وطريقة المخرج الالماني كاستروف في تفكيك النصوص المسرحية والمخرج مايكل تلهامر والمخرج بندر هوسمان وهو محاولة الخروج عن المسرح السردي رغم إنه أخرج مسرحية بلاتونوف للكاتب الروسي أنطوان تشيخوف وأخرج مسرحية زجاج حديقة الحيوان للكاتب الامريكي تينيسي وليامز وقد حاول المخرج سباستيان هارتمان التخلص من إرث المخرج كاستروف وهو يستخدم طاقة الشباب وبناء الخيال من خلال الصورة والكولاج وإسلوب معالجته في جعل العرض والمسرح مسرح القيئ والعري وهو مخرج مثير للجدل في كل مسرحياته وخاصة في مسرحية الاشباح والتي أخرجها لمهرجان   هنريك ابسن في النرويج  ومسرحية الانفجار للكاتبة البريطانية سارة كان . ويبقى المسرح يتكلم بلغة العصر أقصد الاخراج الحديث من خلال الكلمة والصورة الجديدة وتأكيد الجانب الانساني لغة الانسان المميزة مابين الضحك والبكاء والبحث عن المعنى, ويبقى رجل المسرح هو سيد الموقف على خشبة المسرح وهو يصنع مسرح أوروبي لجمهور أوروبي بدون  تابوات وممنوعات ومحرمات عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي ستوكهولم –

 

http://elaph.com/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *