الساحة المسرحية تعاني قلة الأقلام القطرية

 

 

 

كشف الفنان فهد الباكر عن نص مسرحي جديد يحمل عنوان “موت مؤلف” أبدعه فريق عمل ورشة الكتابة المسرحية التي أقيمت منذ ما يقارب أسبوعين ومن المنتظر أن تنهي أعمالها مساء اليوم، وأوضح الباكر لـ الراية أنه قام بصياغة النص بعد تطوير الفكرة خلال جلسات عمل الورشة التي تضمنت العديد من العناصر الشابة الجديدة والقليل ممن هم موجودون من الأساس على ساحة الحركة المسرحية.

مفهوم مغلوط

وأبدى الباكر تعجبه من تخلف أغلب المسرحيين الشباب عن هذه الورشة، لكنه رجح أن يكون السبب في ذلك أن الكثير منهم يرون أن ورشة للكتابة المسرحية لا تعنيهم في الوقت الذي يعملون فيه بعناصر أخرى من العمل المسرحي كالتمثيل أو السينوغرافيا أو الإخراج أو غيرها من عناصر العرض المسرحي، وأشار إلى أن هناك مفهوما مغلوطا يتحسب البعض فحواه، أنه على الممثل التركيز في عمله والابتعاد عن باقي العناصر، ولذلك لا يجب أن يتعلم كل عناصر العرض، لكن الحقيقة هي أن التأليف هو المستند الأساسي الذي يعتمد عليه الفنان المسرحي ويجب أن يكون فهمه جيداً مقدمة للحصول على جواز مبدع مسرحي أياً كان مخرج أو سينوغرافي أو ممثل أو أي قائم على العملية الإبداعية في مجال المسرح.

فك الشفرات

وأكد الباكر على أن حضور مثل هذه الورش لا يقتضي من الممثلين أو المخرجين بترك عملهم والتوجه إلى ميدان الكتابة المسرحية لكنه فقط يصنع منهم قادرين على فك شفرات النص المسرحي وترجمته بعملهم من خلال أي عنصر من عناصر اللعبة المسرحية، منوهاً أن الممثل الذي لا يمتلك كل الأدوات والتي تأتي في مقدمتها فهم النص لا يملك القدرة على ترجمته أو الولوج به إلى المتلقي.

كارثة كبرى

واعتبر الباكر أن عدم وجود شباب المسرحيين داخل هذه الورشات كارثة كبرى تهدد الحركة المسرحية بالمزيد من الإشكاليات، يأتي في مقدمتها مشكلة النص الذي نعاني منه الآن، ولفت إلى أن الكثيرين يتهمونه شخصياً بتجاهل الأعمال المحلية واللجوء إلى المسرح العالمي في الوقت الذي لا يجد فيه من يكتب له، حيث تعاني الساحة في قطر من قلة الأقلام القطرية في مجال الكتابة المسرحية، ويقول الباكر: في الوقت الذي نعاني فيه من قلة الأقلام يتجاهل شبابنا تلك الورش التخصصية، في حين يخرج علينا العديد من الفنانين الشباب ليطالبوا بإقامة هذا النوع من الورش وعندما يستجيب لهم المركز الشبابي للفنون المسرحية نجدهم يتجاهلونها تماماً، ويضيف قائلاً: ربما كان المركز مهتما بالفعل بورش التمثيل أكثر من غيرها، لكنه اليوم يعود إلى الشباب بما يحتاجونه فيجدهم يديرون ظهورهم له، في حين أن الفنان محمد البلم رئيس مجلس إدارة المركز لم يدخر جهداً للقيام بمحاولات جادة في تنويع الدورات والورشات من نابع إدراكه لضرورة أن يكون المسرحي ملما بكل عناصر العمل، ولقد كان حرصنا على التواجد أنا وزملائي الفنانين – علي الشرشني وموسى الأمير وناصف الجمل وغيرهم من المسرحيين الموجودين على الساحة الفنية منذ فترة – بمثابة رسالة للشباب بضرورة تواجدهم في مثل هذه الدورات والورش الإبداعية، وليتجلى كيف كنا حريصين على أن ننهل من خبرة الكاتب المبدع مصطفى خليفة القائم بالتدريب خلال هذه الورشة.

موت المؤلف

وعن النص المسرحي “موت المؤلف” الذي قاموا بكتابته خلال الورشة أوضح الباكر أنه يعالج الأشكالية ذاتها التي تحدث عنها فيما قبل، وهي أزمة النص المسرحي المحلي، حيث تدور أحداث المسرحية حول بحث مجموعة من الممثلين عن كاتب مسرحي يكتب لهم نصا، ليشتركوا به في مهرجان حوار الثقافات الذي يطلب منهم المشاركة، ليعرضوا خلاله ثقافتهم المحلية، لكنهم لم يجدوا من يتعاون معهم في ظل قلة الكتاب المسرحيين، فيحاولون أن يتلمسوا نصوص الرواد لإعادة صياغتها، متذكرين بذلك أيام الزمن الجميل الذي كان يشهد وفرة من الكتاب واحتضان للمواهب، حين كانت الأعمال تقدم ولا تظل في الأدراج، ومن أمثال تلك الأعمال التي يتذكرونها ويبحثون في أحيائها، مسرحية “زنزانة البحر” لعبد الرحمن المناعي، و”سبع السبعبع” لعبدالله أحمد، وغيرها من الأعمال، لكن الشباب يفشل في إعادة صياغتها، فيقرروا اللجوء لأسطورة بو درياه، وعند ارتجالهم لهذه الفكرة يدخل مالك العقار الذي يتدربون فيه ويقيمون المسرح داخله ليطلب إخلاءه لأنه سيحوله موقفا للسيارات، فيتحول في نظرهم إلى بو درياه، ويشعرون بخطر آخر وهو تهلهل البنية التحتية للمسرح بعدم توفير مكان آمن يقيمون في تدريباتهم ويمارسون به هوايتهم، وهم يتذكرون بذلك ضياع التربية المسرحية من قبل وانهيار مسرحها.

ناقوس الخطر

يضيف الباكر أن “موت المؤلف” يدق ناقوس الخطر، ويستشعر احتمالية الرجوع للمربع الأول، لذلك يظل شخصيات “موت المؤلف” على خشبة المسرح مصرين على أن يموتوا تحت أنقاض هذا المسرح إذا ما تم هدمه، وتأتي كلمة على لسان شخصية المخرج يقول فيها: المؤلف مفقود .. فلنمت ونحن واقفين في أماكننا.

 

أشرف مصطفى:

http://www.raya.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *