البروفيسور عقيل مهدي يستجوب ‘جماليات المسرح ومرويات الفن والأدب’

 

الكتاب وليد المخرج والناقد المسرحي صاحب الرؤية الثقافية الجديدة وهو واحة لبعض من منجزاته ومأثوراته وعطاءات شاملة أبدعها عقله وفكره وقلمه في مجالات شتى.

 

تحت عنوان “أ.د. عقيل مهدي .. جماليات المسرح ومرويات: الفن والأدب والمسرح” صدر كتاب جديد للبروفيسور عقيل مهدي الذي يمتلك تجربة طويلة في ممارسة التمثيل والإخراج والتأليف الدرامي والنقد المسرحي والأدبي، فضلاً عن كونه واحداً من أكفأ الأساتذة في كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد، التي تولى زمام عمادتها لسنوات عدة قبل تقاعده الوظيفي، الذي لم يوقف حضوره وعطاءاته الإبداعية المتنوعة والثرة، بفاعلية تذكرنا بفاعلية وحضور وعطاء الفنان القدير الراحل الكبير الدكتور سامي عبد الحميد..

فالمخرج والكاتب والناقد المسرحي الدكتور عقيل مهدي يوسف – كما يؤكد الناقد عواد علي- يتميز بين جميع المشتغلين في الحقل المسرحي العراقي الراهن بثقافته الموسوعية التي تجمع بين نظريات المسرح، وعلم الجمال، والمعرفة، بمفهومها الفلسفي، والثقافة السينمائية، واتجاهات النقد الحديث، ناهيك عن ممارسة التمثيل والإخراج والتأليف الدرامي والنقد المسرحي والأدبي، والتدريس الأكاديمي الرصين، والترجمة لعدد من منظري المسرح المعروفين، دون أن ننسى مقالاته في الصحف والدوريات العراقية، ومؤلفاته المعرفية المتنوعة، التي قاربت البعين مؤلفاً وصولاً الى الى منهجه الخاص في الإبداع المسرحي، “مسرح السيرة” تأليفاً وإخراجاً، فأنجز مجموعة من العروض عن رموز ثقافية عراقية.

البروفيسور عقيل مهدي الذي سبق له أن أصدر كتابه الموسوم “الأدب الدرامي”، الذي قدم فيه “السيرة الافتراضية” لتجربته الأدبية والمسرحية بتجليات وتمظهرات متنوعة، سواء تلك التي أنتجها بذاته أم تلك التي سبر غورها مجايلوه من النخبة المعرفية البارزة، يجيء وليده الثقافي الجديد (جماليات المسرح ومرويات الفن والأدب والسياسة) ليكون واحة لبعض من منجزاته ومأثوراته وعطاءاته الشاملة التي أبدعها عقله وفكره وقلمه في مجالات شتى، والتي أسست وعرفت ونهضت بخطابه الجمالي والابداعي ورؤاه الشاملة، ومنها مقدماته وعروضه لعدد من الكتب التي توشت بقراءته الحصيفة واللماحة والمعبرة، مع مجموعة من مقالات وحوارات وعروض لكتبه ونقود لبعض من عروضه المسرحية المغايرة، توقف عندها عدد من النقاد والصحفيين والإعلاميين أضاؤوا فيها جوانب مهمة من هذه السيرة الابداعية المشعة، والتي كانت وستظل بمثابة شهادات وذاكرة جمالية وتاريخية لمحطات مهمة في تاريخنا الثقافي والحضاري..

الكتاب جاء ضمن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ضمن سلسلة “مسرح” وبواقع 320 صفحة من القطع الكبير، وتضمن توطئة تنظيرية موحية ومعبرة ودالة على مكامن ومعاني ومضامين العملية الإبداعية الشاملة ومظانها الموازية لمضامين هذا الكتاب، حيث أوضح البروفيسور عقيل مهدي ” تلعب الألسنية في مجرى تفاعل العملية الفنية – والأدبية، دوراً حاسماً في تحقق (الخطاب الإبداعي) برمزياته الجمالية، والسياقية (التاريخية، والبيئة الاجتماعية)، في مقارباتها الفيلولوجية، وسردياتها الفنية والأدبية وهي تهدف الى انجاز بعد نوعي في أسلوبها ورؤيتها ودلالاتها، سواء في “أدبية النص الدرامي”، أم في (فنون الأدب).”

مؤكداً ” لتتبدى، بأجناس، وأنواع متنوعة، إذ تتصارع في المسرح علامات “الحوار”، مع مادة “العرض” بقنوات تركيبية “إخراجية” مبتكرة ومواقف situation)) مبتدعة في صورة مشهدية باستعارات مضافة تمنح الحوارات الأدبية السابقة في النص أبعاداً تأويلية جديدة عند العرض بفضاءات معمارية متخيلة وربما مغايرة للنسق الحواري في النص”.

الكتاب تضمن فصولاً عدة، فجاء المبحث الأول من الفصل الأول تحت عنوان “إشكالية الإبداع في الفن والأدب” وعرض فيه مقالات عدة عن منجزه الإبداعي في المسرح وغيره، والمبحث الثاني “عروض مسرحية” الذي تناول فيه بالنقد والتحليل عدداً وافراً من العروض المسرحية لعدد من مبدعي المسرح العراقي بمختلف أجياله.

وفي المبحث الأول من الفصل الثاني توقف عند المنجز الابداعي لعدد من الروائيين العراقيين، في حين كرس المبحث الثاني (نصوص نقدية عن السرد) لقارءة نقدية لعدد من الدراسات والبحوث التي تناولت ظواهر ومظان وقيم وحقائق في الأدب والسياسة والمجتمع مستلة من التاريخ القريب والبعيد.

اما المبحث الأول من الفصل الثالث الموسوم “فنون تشكيلية” فجال بقراءاته التحليلية في تجليات وعطاءات ومنجز عدد من المبدعين وهم يقدمون رؤاهم لمنجز رموز عراقية باذخة وثرية وملهمة، وخصص المبحث الثاني (السينما والتلفزيون) لقراءة نقدية لكتب بحثت ودرست في هذين الفنين المهمين.

في المبحث الاول من الفصل الرابع “حوارات نقدية” يكرس عدداً من الحوارات التي أجراها معه عدد من الاعلاميين المتخصصين والنقاد المسرحيين وجالت في مناحي مختلفة من مسيرته وعطاءاته ومنجزاته الابداعية المختلفة.. وفي المبحث الثاني نقرأ شهاداته بحق الجهات الثقافية والاعلامية والمسرحية التي كرمته بندواتها أو بإطلاق اسمه على مهرجاناتها أو بالتعريف بمنجزه الابداعي المتنوع، ليخلص الى عرض بعض من (وجهات نظر) التي عبر فيها عن رؤيتها لها من زوايا عدة بدوافع نقدية ذات طبيعة تربوية نافعة، و”مقدمات الكتب” كتبها بنفسه وتوشت وتصدرت عدداً من الكتب المسرحية الصادرة من جهات عدة، ومن باب الوفاء النبيل يتوج آخر صفحات كتابه بمجموعة خطية مصورة، لبعض من اهداءات كتب “مجلدات” صديقه الباحث والمؤرخ “شفيق مهدي” التي أنجزها بأصالة بحثية رصينة.

البروفيسور عقيل مهدي الذي تميز بمنهجه في “مسرح السيرة” متناولاً العديد من رموزنا الثقافية والابداعية، أظنني، ويشرفني وقد جايلت وزاملت هذا الرمز الثقافي الإبداعي الكبير والفذ والرصين وحاورته وكتبت عنه كثيراً، وهو يدأب بحرص ومسؤولية، عبر هذا الكتاب وما سبقه وربما ما سيليه، على توثيق ماكتبه هو، وما كتبه وسيكتبه عنه الكثيرون، أتطلع – وربما هو يتطلع أيضاً – الى اليوم الذي سيرى سيرته الباذخة والضاجة بالثراء الجمالي، شاخصة على خشبة المسرح، مستذكرين ما قاله الناقد المسرحي الدكتور رياض موسى سكران عنه ” لايمكن الحديث عن نصوص “السيرة” بعيداً عن شخصية مؤلفها (عقيل مهدي) فثمة تداخل بين الإثنين…

وكذلك في أن ينبري حامل راية التوثيق المسرحي الراهن في العراق الدكتور علي محمد هادي الربيعي “تلميذه النجيب والوفي”، الى تأليف كتاب أو ربما مجلدات، عن سيرة رمزنا الثقافي والجمالي والفكري والمسرحي الرصين البروفيسو رعقيل مهدي، كما فعل مع آخرين بعضهم لا يصل الى قامته الابداعية التي نفخر بها جميعاً..

 

https://middle-east-online.com/

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.