دراسة في مسرحية طرد بريدي للكاتب المسرحي عبد الفتاح رواس قلعه جي – الكاتب والمترجم: محمد إبراهيم العبدالله

 

 

دراسة في مسرحية طرد بريدي

                      للكاتب المسرحي عبد الفتاح رواس قلعه جي                    

     الكاتب والمترجم: محمد إبراهيم العبدالله[1]

    صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب- وزارة الثقافة  مجموعة نصوص مسرحية للكاتب المسرحي السوري عبد الفتاح رواس قلعه جي وتضم ثلاث مسرحيات هي: الأراجوز- العربة والرحيل – طرد بريدي  وقد حملت المجموعة عنوان هذه المسرحية ” طرد بريدي”.

     حين تقرأ نصاً مسرحياً لكاتب مسرحي متمرس مثل عبد الفتاح رواس قلعه جي ينبغي أن تعرف البنية السطحية للحوار والبنية العميقة التي تحمل في طياتها تيارات فكرية ونفسية  متداخلة يصعب الإمساك بها أو تحليلها بسهولة، فالبنية المعمارية للنص المسرحي لدى عبد الفتاح قلعه جي تعتمد بشكل أساسي على البناء ذي الطبقات المتعددة الذي يأخذ بعين الاعتبار المستوى المعرفي والثقافي الذي يمتع به المتلقي سواء أكان قارئاً للنص أو مشاهداً له. 

يعرفنا الكاتب في المشهد الأول من المسرحية  على عائلة تتألف من زوج وزوجة وحماة ووالد الزوج وهي شخصيات محورية في المسرحية؛ هذه العائلة تعيش تحت سقف واحد لكن كلُّ فرد فيها سجين ذاته ، وسجين الآخرين، وكل فرد فيها تفصله آلاف الأميال عن الأفراد الآخرين فيها، فهي أنموذج للعلاقات الأسرية اليوم التي تحكمها الظروف الراهنة وتجعل من الزوج مجرد لعبة أو دمية لا يقام له أي وزن في الأسرة التي تهيمن عليها الحماة بكل ما تحمله من سفاهة ونكد ونرجسية زائدة.

  الزوج  مقيد حتى في حركته داخل المنزل فقد فرض عليه السير في دوائر متلاصقة في أرضية البهو، وما إن يخرج عن هذه الدوائر حتى ينبح الكلب الذي في القبو، في الحقيقة لا نعرف ما الذي يريده الكاتب  من هذه القيود الصارمة المفروضة على الزوج  الذي يعيش حالة من اليأس والخنوع والخذلان.

     الزوجة تقدّم لنا بملامح  القط المتوحش، والزوج بملامح الضفدع ، أما الحماة  فلها ملامح أفعى الكوبرا، لها عثنون وأظافر طويلة  تشي  بشراستها وعدوانيتها، يتعلّم الزوج كيف يمشي في بيته وينصاع لتعاليمها خشية أن تغرز الدبابيس في رأس دميته وهي بين يدي حماته لتسحره، كما تغرزها في الدمى التي حولها. هذه الوصوفات التي يقدمها الكاتب في مستهل المسرحية تشي بصراع عميق سيحدث لاحقاً بين أفراد العائلة, والمسرحية عموما تقدم لنا مركَّبا حُلُمياً تنتمي إلى المسرح الطليعي التجريبي أو ما يسمى مسرح العبث، وقد انتهج التجريبيون الطليعيون الحلم كما السرياليين للتعبير عن لواقع الباطني للإنسان ولتشخيص بعض الأفكار، كما أن أشكال وجوه الشخصيات تعيدنا إلى ما دعا إليه أنتوني آرتو في أن الشكل أو القناع يجب أن يكون معبراً عن حقيقة الشخصية. أما باقي الأحداث ومجرياتها في المسرحية فهي واقعية صارمة تكاد تنتمي إلى المسرح التسجيلي وبخاصة فيما يتعلق بالحرب.   

يطلعنا الكاتب على بعض الأحداث التي تتقاطع وسيرته المهنية وتجعلنا نعتقد جازمين أن المسرحية في نهاية المطاف سيرة ذاتية للكاتب وضعها في قالب درامي مميز، في المشهد الثاني من المسرحية، على سبيل المثال، تسخر الحماة من الجائزة التقديرية التي منحتها الحكومة لزوج ابنتها وتقول بكل صفاقة ووقاحة واستخفاف ” إنّهم يمنحون الجوائز للأغبياء والمدعومين.” هذه حال بعض النساء الجاهلات اللائي لا يعرفن قيمة الأدب ولا يقمن وزناً لأحد، ولا ترى في هذا العالم سوى نفسها، فهي بحكم شراستها وجهلها لا ترى أي مبرر لوجود الرجال في هذا العالم. هذه الأسرة انعكاس لهذا العالم المتوحش الذي يغيّب الكتاب والمبدعين ويضع السلطة بيد الجهلة والمتخلفين ، وربما أراد الكتاب أن يصنع من  هذه المرأة رمزاً من رموز الظلم والاستبداد وأحادية النظرة وانغلاق الرؤية التي تعيشها بعض المجتمعات التي تعاني من الجهل والتخلف. ولا يغيب عن الكاتب في المشهد الثالث من المسرحية ما وصلت إليه حال المدينة جرّاء الحرب من ازدحام في الأسواق، وإشغال الأرصفة بالبراكات، وانقطاع الماء والكهرباء لأسابيع عديدة وغيرها، فالنازحون الذين قدموا من المناطق الأخرى تكدسوا جميعهم في هذا الجزء من المدينة، وحتى مشفى المجانين طالته القذائف وانطلق المرضى العصابيون خارجه يحملون السلاح وإيديولوجيا الجنون.  

   يتحدث الكاتب عن المدينة وما خلفته الحرب من خراب ودمار، ونزوح معظم سكانها إلى مناطق أكثر أمناً، ويسلط الضوء على الحصار الذي فرض على المدينة، وما خلفه هذا الحصار من نقص في المواد والسلع ليطال حليب الأطفال. من يعرف الكاتب المسرحي عبد الفتاح قلعه جي يدرك يقيناً أن المدينة التي يتحدث عنها إنما هي مدينته حلب التي لم يغادرها طوال الحرب، وأن الخراب والدمار الذي تعرضت له المدينة طال منزله أيضاً فقد أصيب الكاتب ذات مرة  بجروح بالغة وأصيب بكسر في رجله  جرّاء تساقط القذائف على الحي الذي يسكنه وتهدم داره. المسرحية تؤرخ لحرب شهدتها المدينة على مدار سنوات عديدة،  وتظهر لنا الانحدار الاجتماعي والأخلاقي الذي وصلت إليه ، فالزوج يُهمل ويُهمش، يرضخ لأوامر الزوجة والحماة ولا يمتلك القدرة  على التذمر،  فالأسرة متفككة لا يجمعها سوى هذا المنزل ، فالزوج المهمش تُفرض عليه القيود حتى إنّه لا يستطيع التحرك داخل منزله إلا ضمن دوائر رسمت له ، ويشكك في مصداقيته ورجولته وقدرته على فعل الأشياء، فالحرب وما خلفته من آثار ونقص في المشتقات النفطية جعلته يقول في لحظة استبصار نادرة: “إنّ معظم الحيوانات لها جحور ومخابئ تختبئ فيها شتاء إلا الإنسان الذي يعاني اليوم من نقص في المواد النفطية التي يمكن أن تدفئه شتاء.”

  لكن يحمل الكاتب في هذا المشهد الحماة فلسفة الوجود وهي غير مؤهلة لها  حين يستشهد الكاتب برواية ” الصدع” للكاتبة البريطانية دوريس ليسنغ التي قمت بترجمتها إلى العربية حين تقول إن النساء خلقن أولاً والرجل جاء إلى هذا العالم بمحض الصدفة، وهي تعمل وتبحث على أن تكتفي المرأة بنفسها (من غير رجل) وتنجب.

الحماة في موضع آخر تستغرب من تأهب الزوج للعودة إلى الخدمة العسكرية وهو الذي سرّح منها لأسباب أخلاقية ( اغتصاب طفلة) هي تريد الافتراء عليه وتحميله من الرذائل بقدر ما تكّن له من عداوة وحقد لا تجد مبرراً له في كثير من الأحيان على الرغم من أنّ زوج البنت (الصهر) في المجتمع الحلبي  تكّن له الحماة كلّ الود وكل الحب وتعتبره ابناً لها، لكن ربما أراد الكاتب أن يظهر لنا أن الحرب قد قلبت كل المعايير وجعلت الفرد يفكر بأنانية مفرطة لدرجة لم يعد يرى سوى نفسه في هذه الحرب وتركت الزوج في حالة من الضياع والانحطاط والاستسلام لكل القوى التي تحيط به.

   يعرض لنا الكاتب تفاصيل الحياة اليومية في زمن الحرب؛ هذه التفاصيل  لا تقدّم مجاناً دون أن يكون لها  أغراض درامية واضحة ، في المشهد الرابع تنفد جرة الغاز وتطلب الزوجة من الزوج أن يؤمن جرة غاز على الرغم من القذائف التي تتساقط هنا وهناك، وعلى الرغم من أن القذائف التي تنهال على المدينة أصبحت مشهداً مألوفاً إلا أنها سببت عقداً نفسية لدى الأطفال، فالزوجة مرشدة اجتماعية في إحدى المدارس وتعرف جيداً العقد النفسية التي تسببها هذه الحرب للأطفال لكنها لا تجد المبرر  لزوجها كي يبقى في المنزل ويختبئ من هول تساقط القذائف على المدينة. إنها النرجسية التي ولدتها الحرب عندها وعند أمّها ودفعت بهما لأن يتعاملا مع الزوج كأنّه خادم في المنزل لا كيان له ولا رأي بل أن الزوجة والحماة  تنظران إلى الزوج بأنه أشبه بذكر النحل. 

في المسرحية لا نعرف الايديولوجية التي تدفع  الزوجة والحماة  للقيام بهذا السلوك الشائن تجاه الزوج،  فهما تشككان في أخلاقه ورجولته وحتى في إمكان عودته للخدمة العسكرية، الخدمة التي أقيل منها ويحلم في كل يوم أن يتصل به أحدهم ويطلب منه العودة إليها لأنه ربما أحسّ بكينونته ووجوده فيها. 

 الزوج يلبس “حزام العفة” ويخلعه عند التبول فقط ، وفي لحظة تبصر يسأل الزوج زوجته بعد أن علم أنها حامل في الشهر الثاني (حملاً وهمياً)، كيف تحملين وأنا مخصيّ ألبس حزام العفة؟ تقول الزوجة:

الخصاء لا يكون جنسياً فقط، فعندما لا تتجاوز أفكارك وطموحاتك أرنبة أنفك وغرائزك البهيمية فأنت مخصيّ.

  الشخصيات في المسرحية متقلبة لا تثبت على موقف معين، فسلوكها حيث يقتضي الأمر، نجد الحماة تتحدث أحياناً كأنها فيلسوف وتتعاطى أحيانا التمائم والخرافات. العائلة تعيش بين الوهم والحقيقة: حمل الزوجة الوهمي، وحزام العفة الذي يلبسه الزوج.

في المشهد الخامس يفتح الزوج طرداً بريدياً مجهول المرسل وهو طرد من الكتب، إنها كتب والده أرسلها له أخوه التوأم ليتخلص منها.  توضع هذه الكتب في مستودع تكاثرت فيه الحشرات والقوارض وتصبح  الكتب عبئاً على العائلة. نقرأ في المشهد السادس:

الزوج:  (صوت صأصأة وقرض) هذا صوت الجرذان… الجرذان بدأت تقرض الكتب.

الحماة: الجرذان يجب أن تتغذى.

كل شيء في المسرحية معرّض للتبدل والتقلب والتحرر من القيود إلا ذلك الزوج الذي رسمت له الدوائر في أرض البهو وكلما خرج عنها نبح الكلب الذي في القبو.

الشخصيات في المسرحية عبثية بكل ما في الكلمة من معنى، فهي تعيش في جزر معزولة، تذهب وتأتي دون أي هدف، الحوار غير متماسك، لكنه في العمق يحمل معاني ودلالات عميقة، الشخصيات تعيش في عزلة حقيقية، لا تفكر في شيء سوى بمصلحتها الشخصية.  

في المشهد السابع تظهر شخصية الجد ( أبو الزوج) الأديب والشاعر الذي يتحدث عن فلسفة الموت، يرسله له أخوه التوأم الذي أثرى بشكل غير مشروع والذي ضاق به، في صندوق كطرد بريدي! وهذا المشهد ينتمي إلى الواقعية العميقة المخبوءة في الإنسان، وإلى لا واقعية الوضع الإنساني.  يقول الجد:

بدأت أفكّر في الموت، هذا الزائر الذي يأتيك من أعماق الجحيم…

ويضيف:

” الإنسان مجرد طرد بريدي، من الولادة وحتى الموت تتقاذفه الحياة بأمواجها.

في الختام يتحدث اكاتب عن لعنة العائلة في حوار بين الجد وآدم، يعاتبه الجد لأنه تركه في عزلة تامة، يجلس طويلاً جانب الهاتف لعله يتصل به  ويسمع صوته لكن يطول الانتظار فيغفو على الكرسي يائساً محبطاً، ويعلمنا الجد  أنّه هو أيضاً لم تكن معاملته جيدة مع أبيه، فسوء المعاملة التي تتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد ليست جديدة في عالم المسرح فقد تناولها  كتاب مسرحيون آخرون مثل هينرك إبسن في مسرحيته ” الأشباح ” وغيره أيضاً.

في ” طرد بريدي” النزعة الواقعية ظاهرة في المسرحية، والحوارات الشعبية تأخذ بكل وضوح  طابعاً واقعياً لكن إذا كان ما يجري في المسرحية  هو واقعي ، فما يقوم  به الكاتب  ليس واقعياً. بل إنها الواقعية العميقة كما يسميها الكاتب في بحوثه، فالكاتب مقارنة بكتّاب الواقعية لم يتحدث عن البرنامج الاجتماعي المعمول به، بل على العكس قام بتفكيك الواقع الاجتماعي بفضل تطابق الشخصية مع بيئتها فنزع  المألوفية  المبتذلة  وزعزع القارئ بما تحمله هذه الأسرة من علاقات اجتماعية فاسدة تركت الزوج في حالة من التراخي والاستسلام لكل السنن الاجتماعية التي فرضت عليه، وتركت الجد أيضاً بعيداً عن الحياة الاجتماعية السوية التي تشعره بموقعه الاجتماعي الرفيع كونه مؤلفاً وكاتباً مرموقاً. الكاتب لم يضع اللوم كاملاً على الحرب وما خلفته من سلوكيات اجتماعية فاسدة  دفعت كثيراً من أفراد المجتمع  التخلي عن القيم التي تربوا عليها من احترام الزوج واحترام الوالد والإشفاق على كبار السن ومساعدتهم في شؤون حياتهم بل تحدث أيضاً عن اللعنة التي تلاحق العائلة وتنتقل من الآباء إلى الأبناء، لعنة عدم البر بالوالدين وعدم الاهتمام بهما ونيل رضاهما. 

يقول آدم مرة  محدثاً نفسه:

” لعنة العائلة تلاحقني، لم تحتمل زوجة ابني وجودي في البيت، فطلبت إلى زوجها أن يبعدني عنه…

يعيش آدم حالة من الندم ويستذكر ما قاله له خاله ذات مرة أن يا آدم لا توزع مالك على أولادك، سيأخذون المال ثم يرمونك في الشارع…

ثم يدور حوار بين الزوج والزوجة والحماة لإخراج الأب من البيت ( الطرد البريدي) فتقترح الزوجة أن يبنى للأب كوخ في المقبرة يعيش فيه حتى يموت.

ويقيم الأب في الكوخ الذي بني له في المقبرة ويقدّم له الابن بساطاً لكي يجلس عليه فيقول له الأب يكفيني نصف البساط يا بني ، أما النصف الآخر فاتركه لنفسك لأنك في يوم ما سيخرجك أولادك من بيتك وتقيم هنا في هذه المقبرة كما أقيم أنا اليوم.

 في المقبرة  يلتقي آدم بالتربي ( حفار القبور) يدعوه هذا الأخير إلى بيته، وعدم النوم في المقبرة، ويلتقي  بابنة التربي  نسمة الطالبة الجامعية التي تحضر رسالة جامعية بعنوان ” الليل في الشعر العربي.” يقرأ لها آدم الأطروحة ويضع إضافات عليها.

  الإحباط والقلق والخوف والضياع وانتهاك القيم الاجتماعية والأخلاقية سمة مميزة للشخصيات الحداثية، حفار القبور الذي يتعامل مع الموتى بشكل يومي ويفترض أن تموت فيه الأحاسيس والمشاعر جرّاء تعامله اليومي مع الأموات نجده  أكثر إشفاقاً على هذا الرجل من ابنه وزوجة ابنه، إنّها الخيبة التي تلّف آدم ذاك الرجل الذي يُكن له الاحترام والتقدير في كلّ الأوساط الأدبية وينال جائزة الدولة التقديرية توضع اليوم مؤلفاته وكتبه  في مخزن مهجور لتأكلها القوارض ، بالمقابل عرفت  تلك الفتاة الجامعية ” نسمة” قدر ذلك الرجل وما يملكه من علم ومعرفة فحنت عليه وأحبته واستفادت من علمه وأدبه حين قدّم لها المساعدة في إعداد رسالتها الجامعية.

كل من التقى بهم آدم كانوا أرحم عليه من أبناء عائلته، حتى حفار القبور الرجل الذي تصلبت عنده العواطف والأحاسيس يعطف عليه ويدعوه للنوم في منزله بدل من النوم في كوخه الذي نصب له في المقبرة.

 المسرحية تبدو بكلّ وضوح سيرة ذاتية لهذا الكاتب العبقري الذي يعيش اليوم في شقة سكنية لا شيء يؤنس وحدته سوى أعماله الأدبية وإبداعاته المسرحية التي تجاوزت ثمانين عملاً. إنها الحياة المخيبة للآمال التي جعلت الكاتب يرى في حفار القبور الشخص الودود الذي يمكن أن يعطيه شيئاً من السكينة والأمان.

أخيراً يكتب آدم رسالة في الموت ويعطي نظارته وقلمه إلى بسمة .

   في الفصل الأخير نشهد موت آدم ، ويتداعى الكوخ ويختفي صندوق الكتب ، وتقام مراسم الدفن، ويلقي الزوج كلمة يقول فيها أن الفقيد كان عالماً كبيراً في اللغة وباحثاً قديراً، وتلقي كذلك الزوجة كلمة تبين فيها مناقب الفقيد وما تركه من آثار أدبية وعلمية. وتتحدث الحماة عن علمه أيضاً وتدعي أنّها نصحت ابنتها للحفاظ على مؤلفاته.

في المسرحية يستخدم الكاتب تقنية ” وعي العكس” التقنية التي استخدمها الكاتب المسرحي الإيطالي بيراندلو في معظم مسرحياته ، فقد أظهر لنا الكاتب حسن المعاملة التي لقيها من  التربي ( حفار القبور ) وابنته، ليظهر مدى الجور والظلم والإهمال الذي لقيه من أقرب الناس إليه . وأظهر لنا كذلك الاحترام والتقدير الذي لقيه من المؤسسات الثقافية في بلده حين قلدته أعلى الأوسمة مقابل الإهمال وعدم الاكتراث من عائلته  حين استخفوا بمهنته ككاتب وضعوا  كتبه ومؤلفاته  في مستودع مهجور,   

تنتهي المسرحية بسماع أصوات قذائف تنفجر وسقوط  قذيفة طائشة، تنفجر فيتطاير الكوخ والخطباء ويملأ خشبة المسرح الدخان والحجارة والأتربة المتطايرة.

  • محمد إبراهيم العبدالله كاتب وناقد ومترجم صدرت له عدة كتب مترجمة عن الانجليزية منها كتاب الحداثة والأخلاق للكاتب البريطاني مارتن هاليويل ، وعدة مسرحيات مترجمة للكاتب المسرحي البريطاني هارولد بنتر منها: مسرحية من الرماد إلى الرماد ، ضوء القمر، الغرفة، الحفلة، وسيناريو المحاكمة وقد صدرت جميعها عن دار إنانا بدمشق ، كما صدر له رواية مترجمة بعنوان  أطلالنا للكاتبة الأمريكية كيجا بارسنين عن الهيئة العامة السورية للكتاب وكتاب الورق ما قبل الطباعة وتأثيره في الحضارة الإسلامية صدر عن وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية، ورواية الصدع للكاتبة البريطانية دوريس ليسنغ منشورات اتحاد الكتاب العرب.

حضر مؤتمرا عن المسرح في جامعة ليدز البريطانية حضره الكاتب العالمي هارولد بنتر عام 2005 بمناسبة منحه جائزة نوبل للآداب.

 

 

المصدر:

الكاتب والناقد والمترجم
محمد إبراهيم العبدالله/ سوريا

شاهد أيضاً

المسرح متعدد الثقافات، أم مسرح المهجر … مادة بحثية حـسن خـيون

المسرح متعدد الثقافات، أم مسرح المهجر … مادة بحثية  حـسن خـيون  المقدمة  في قراءة للتاريخ …

This will close in 5 seconds