أخبار عاجلة

76 عاماً من تاريخ المسرح في الكويت يكتبها الشطي

صدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب واحد من أهم الإصدارات التي تؤرخ لنشاط المسرح في الكويت وتعرف برواده وأعلامه ومساراته الأولى ومؤسساته وفرقه وعروضه، كتاب «المسرح في الكويت 1924-2000».

وأوضح الباحث المسرحي الزميل أمجد زكي أهمية هذا الإصدار – كما يراه – انه تمثل في أربعة عناصر، أولها أنه كتاب جامع وحّد بين «الجذر» ولملم كل شتات المعلومات والمعرفة عن المسرح في الكويت، واهتم بتفاصيل القصة.. بداية، وازدهار، وتواصل، ولم يغفل عن لفت الانتباه إلى المؤشرات الأولى والمرتكزات الثقافية التي مهدت وأفادت التفاعل مع وافد جديد (المسرح).

العنصر الثاني في أهمية الكتاب وتميزه، أنه لم يكتف برصد عناوين العروض ومنتجيها، فنجده يضم تحليلا فنيا عن عروض مسرحية بذاتها مقدما – ضمن رؤية نقدية جميلة – مشهديات تضع القارئ في مقعد «المتفرج» وتعرفه ببنية ومحتوى الفصول التي سمع عنها سماع الأذن، مثلما هو الحال في التجربة المسرحية الأولى «محاورة إصلاحية» التي جاء الإحاطة بها في فصل الكتاب الأول «المرحلة الأولى للمسرح في الكويت: عشرينات وثلاثينات القرن الماضي».. تحليل فني سوف نجده في أقسام أخرى عند الحديث عن صقر الرشود وسعد الفرج وعبدالرحمن الضويحي وعبدالعزيز السريع وإبراهيم العواد، وغيرهم.

في هذا الكتاب، نلحظ، دون عناء التدقيق، المنهج الأكاديمي الذي التزم به الكاتب سواء في جانب الحرص على دقة المعلومة أو من ناحية التزامه بالأمانة العلمية، حينما أشار إلى المصادر في هوامش ومراجع الكتاب وزيّنها بإضاءات حول ظروف جمع المعلومات أو الشخوص التي استفاد من وثائقها وغير ذلك، وقد لاحظنا أن الكاتب جمع الهوامش والمراجع في محتوى متكامل نهاية الكتاب.. نهج أكاديمي لمحناه أيضا في فهرس «الأعلام»، ووجدناه في ممارسته لما يعرف بـ «التحقيق»، ولنقرأ ما كتبه في المقدمة: «ولن أنسى فضل الأستاذ علاء الجابر، فبعد معاناة خضتها في توثيق مسرح الطفل، وكنت متشككا وحائرا في بعض المعلومات التي بين يدي جاءت هديته المتمثلة في كتبه الثلاثة عن مسرح الطفل، فوثقت ما وصلت إليه وقد أشاع في نفسي بعض الاطمئنان، وأذكر شاكرا الدكتور عادل العبد المغني الذي استفدت من مؤلفاته توثيقا ومن مناقشاته تحفيزا ومثابرة». هذه الفقرة تبين الجهد البحثي المضني والشاق الذي بذله الكاتب وحالة «قلق المبدعين» التي انتابته أحيانا، وما أنفقه من وقت في الاطلاع والبحث في كل ما كتب ونشر وهمس به عن المسرح في الكويت، وحينما نجد أن الهوامش والمراجع تضم أكثر من 160 بندا في كتاب لا تتجاوز صفحاته الـ 220، حينها ندرك حجم الجهد البحثي والتحقيقي المبذول.. ذلك «النهج الأكاديمي» نقرر أنه العنصر الثالث في تميز الكتاب.

أما العنصر الأخير، فيتمثل في الأسلوب الأدبي الرفيع للكتاب، حيث إن الكاتب د ..سليمان الشطي، متعدد الطاقات والمواهب الإبداعية والذي تجتمع فيه خصال الأديب، والناقد الموثق، والأكاديمي، يغلف ثلاثية الشطي هذه جد ومثابرة والتزام صارم بالمنهج العلمي، لذلك يمكن القول إن «المسرح في الكويت» كتاب يشبه صاحبه وقد بذل في صناعته جهد مدهش ومحترم، وإن كان من اقتراح حوله فإنني أتمنى على صاحبه أن يضيف في طبعته التالية أسماء الممثلين في العروض المسرحية التي يتناولها الكتاب.

يذكر أن الكتاب يقع في 7 فصول، وهي المرحلة الأولى عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، والثاني الأربعينيات والخمسينيات، والثالث مؤسسات المسرح من الوعي إلى التنفيذ، والرابع مرحلة الازدهار 1962-1980، والخامس أعلام السبعينيات والثمانينيات، والسادس المسرح في الربع الأخير من القرن العشرين، والسابع مسرح الطفل، الوعي النظري والمتابعة النقدية.

د.سليمان الشطي
أمجد زكي
غلاف الكتاب

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.