المرشد الى الإخراج المسرحي. بقلم د. أياد حامد الهويدي
المرشد الى الإخراج المسرحي. بقلم د. أياد حامد الهويدي

المرشد الى الإخراج المسرحي. بقلم د. أياد حامد الهويدي
أهداني الصديق والزميل الدكتور فاضل الجاف كتابه الموسوم (المرشد الى الإخراج المسرحي). ولما لهذا الكتاب من أهمية وفائدة للمخرجين الشباب وطلاب العلم في المعاهد والأكاديميات المسرحية، ارتأيت أن أكتب عنه ملخصاً بسيطا.
يمثل كتاب ” المرشد الى الإخراج المسرحي” إضافة نوعية إلى المكتبة المسرحية العربية، نظرًا لكونه يجمع بين الخبرة العملية للمؤلف والتأصيل الأكاديمي لفن الإخراج. يمكن النظر إلى الكتاب على أنه دليل عملي وخارطة طريق موجه إلى المخرجين الشباب وطلبة المسرح، حيث لا يكتفي بتقديم النظريات بل يقدّم أدوات تطبيقية نابعة من خبرة طويلة في العمل على خشبات المسرح العربية والأوروبية.
الجمع بين النظرية والتطبيق
يتميز الكتاب بقدرته على المزاوجة بين التنظير الأكاديمي والتجربة الحياتية، فالدكتور الجاف لا يقدّم الإخراج كفن تجريدي أو كمعادلات تقنية جامدة، بل يربطه بالتجارب الإنسانية، مستشهدًا بنماذج من كبار المخرجين مثل بيرغمان، مييرهولد، بروك، وغروتوفسكي والمعلم الأول ستانسلافسكي. هذه المقارنات تعطي القارئ منظورًا عالميًا، وتساعده على استيعاب الإخراج كفن متعدد المرجعيات.
أسلوب حواري تربوي
من أبرز ميزات الكتاب أسلوبه الحواري المباشر. يخاطب المؤلف القارئ كرفيق في رحلة تعلم الإخراج، مستخدمًا لغة توجيهية مثل “جرّب هذا” و”ابتعد عن ذاك”. هذه الطريقة تكسر الجمود الأكاديمي وتحوّل النص إلى ورشة تعليمية مكتوبة، ما يجعله أكثر قربًا للطلبة والممارسين.
التوازن بين الجانب الفني والتنظيمي
يشدد المؤلف على أن المخرج الناجح لا يقتصر دوره على الإبداع الفني، بل هو أيضًا قائد ومدير للعمل المسرحي. هذا الطرح بالغ الأهمية، إذ يلفت الانتباه إلى أن الإخراج عملية إبداعية وإدارية في آن واحد، وأن فشل العديد من التجارب المسرحية يعود إلى إهمال هذا الجانب.
التركيز على التدريب العملي
يولي الكتاب اهتمامًا كبيرًا للتدريب العملي وورش العمل، مستشهدًا بالنماذج السويدية والأوروبية في تدريب طلاب الإخراج. هذه الرؤية تجعل الكتاب مرجعًا يمكن أن يُستفاد منه في تطوير مناهج تعليم المسرح في العالم العربي، عبر إدماج التطبيق العملي مع الدراسة النظرية.
مرجعية متعددة الثقافات
يمتاز المؤلف بخبرة دولية واسعة، حيث عمل ودرّس في السويد وبريطانيا وروسيا وغيرها. هذا التنوع مكّنه من نقل تجارب متعددة الثقافات إلى القارئ العربي، وهو ما يعزز من قيمة الكتاب كمصدر ثري لفهم الاتجاهات المختلفة في الإخراج المسرحي عالميًا.
باختصار، يعد كتاب ” المرشد الى الإخراج المسرحي ” مرجعًا مهمًا لكل من يسعى إلى دخول عالم الإخراج أو تطوير خبرته فيه. قوته تكمن في الوضوح، الأسلوب العملي، والانفتاح على التجارب العالمية، مما يجعله جسرًا بين النظرية والتطبيق، وبين المسرح العربي ونظيره العالمي.
من بين فصول هذا الكتاب: كيف اصبح مخرجا؟ المخرج والممثل،المخرج والميزانسين، المخرج والنص المسرحي، المخرج والإرتجال، المخرج والسينوغرافيا، المخرج والموسيقى. والمخرج مربيا.