مسرح الدمية و الخيال تجارب عربية الابتكار والتطبيق الخلاق في التجربة الذاتية(صندوق العجب)
مسرح صندوق العجب/فلسطين المحتلة عادل الترتير. فلسطين

مسرح الدمية و الخيال
تجارب عربية
الابتكار والتطبيق الخلاق في التجربة الذاتية(صندوق العجب)
مسرح صندوق العجب/فلسطين المحتلة
عادل الترتير. فلسطين
المقدمة:
كان فن الحكواتي وصندوق العجب وراوي الربابة وخيال الظل (كراكوز وعواظ) والمساخر والتقاليع ومنها (شخصية الشنيعة) وشعراء الملاحم وشاعر الربابة من الفنون الشعبية السائدة في فلسطين والبلدان العربية الأخرى حيث مهدت هذه الفنون الطريق الى المسرح. وفي نهاية القرن التاسع عشر انتشرت الارساليات التبشيرية في فلسطين والتي كانت منفذا الى الثقافة الغربية بعد عقود طويلة من العزلة التي فرضتها الدولة العثمانية على البلدان العربية، وهو ما ساهم في نقل ظاهرة المسرح الى الكنائس والساحات العامة في المدن الفلسطينية. وفي اوائل القرن العشرين بدأت بالظهور اشكال مسرحية جديدة في فلسطين مثل المسرح المدرسي ومسرح النوادي والجمعيات الثقافية .
أدت نكبة عام 1948 الى انهيار المؤسسات الثقافية التي كانت قائمة آنذاك، حيث ساد ركود في المسرح الفلسطيني ابان هذه المدة والتي امتدت من 1948 – 1967. بعد نكسة 1967 بدأ الاهتمام بالعمل المسرحي خصوصا في بداية السبعينات حيث بدأ المسرحيون بإقامة فرق لهم حملت اسماء متعددة.فعاد المسرح بعد ذلك الى الارض المحتلة برؤية جديدة مستلهما من المقاومة شكلا تعبويا وتحريضيا على الصعيدين الاجتماعي والنضالي. وعندما نتحدث عن عودة الحركة المسرحية الفلسطينية، نشير بالتحديد الى الفترة التي بدأت بها فرقة “بلالين” لأن كل ما قبلها لا يتعدى كونه محاولات بسيطة، وبالتالي لم يأخذ المسرح بعدا آخر الا بعد أن بدأت بلالين نشاطها المتميز وفهمها لدور المسرح سياسيا واجتماعيا ، اذ أكدت هذه الفرقة على أنها تعمل على خلق مسرح شعبي حقيقي يمثل قضايا المجتمع وهمومه ويوضح الواقع السياسي الذي تخضع له الجماهير في الأراضي المحتلة وذلك بأسلوبها الخاص.
فرقة بلالين/تأسيس الفرقة بعد هزيمة عام 1967(بدايات تجربة مسرحية جديدة) :
انتقل العمل المسرحي في فترة ما بعد النكسة من كونه مجرد عملا موسميا ونشاطات متفرقة في بعض المدارس والنوادي الشبابية حيث طغى عليها طابع الاحتفالات الفولكلورية الى عمل جدي باتجاه ارساء قواعد صحيحة للمسرح تقوم على تأكيد الذات والهوية الوطنية.
في العام 1970 التقت مجموعة من الشباب من الجنسين من منطقتي القدس ورام الله حيث قاموا بتشكيل أول نواة للمسرح بالاعتماد على مواردهم الذاتية اسموها فيما بعد “فرقة بلالين”.
كانت هذه الفرقة بمثابة أول فرقة مسرحية مستقلة غير تابعة لأي اطار او مؤسسة وبدأت بالعمل المسرحي بأسلوب العمل الجماعي، بمعنى أن تأليف النص واخراجه وتمثيله كان يتم من قبل كل أعضاء الفرقة كل بحسب قدرته على العطاء. واختارت مواضيع سياسية اجتماعية حيث لاقت هذه الفرقة استحساناً ورضى والتفاف جماهيري واسع. وبدأت تطوف داخل الوطن مخاطبة الجمهور باللهجة العامية خارجة عن النمطية والتقليد وقدمت العديد من الأعمال المسرحية مثل مسرحية “قطعة حياة” ، “العتمة” ،” نشرة احوال الجو” ،” ثوب الامبراطور”، تربايتك عمي”،” شجرة الجوز ويونس الاعرج”،،الكنز”، “، ” تع تخرفك يا صاحبي”، “عنتورة ولطوف”، ” الثعلب والعنب”، وقد انتهت تجربة هذه الفرقة في عام 1975. وكان من بين المؤسسين فرانسوا/ كاسبار ابو سالم)، سامح عبوشي، اميل عشراوي، نادية ميخائيل، عادل الترتير، ماجد الماني، مايكل مسيس وعلي حجاوي. والجدير بالذكر أنني شاركت في جميع أعمال هذه الفرقة.
فرقة صندوق العجب/التفرغ والاحتراف (1975 الى 2013):
مع انتهاء فرقة بلالين في العام 1975 بدأت مرحلة جديدة بتشكيل فرقة تحاول الاحتراف والتفرغ لأول مرة حيث قام عدد من أعضاء فرقة بلالين “السابقة الذكر” بتأسيس فرقة “مسرح صندوق العجب” معتمدين أسلوب العمل الجماعي ايضا. أما اولئك الاعضاء فهم: عادل الترتير، أنيس البرغوثي، فرانسوا ابو سالم، ومصطفى الكرد.
تعود تسمية فرقة صندوق العجب الى صندوق العجب الذي كان صاحبه يحمله على ظهره ويطوف به من بلد الى بلد لادخال الفرحة والبهجة الى قلوب الأطفال وتقديم القصص والحكايات بشكل مبسط معتمد على الصورة، وكان الشخص (صاحب الصندوق) يعتبرها مهنة بسيطة يعتاش من خلالها.
يتكون الصندوق من 3-5 عيون فيها عدسات مكبرة ويحتوي أيضا على شريط صور حيث يقوم صاحب الصندوق بتحريك الشريط من خلال العصي من وراء الصندوق بينما الاطفال جالسون يتفرجون من خلال العيون. وتعاد القصة مرارا وتكرارا حتى يتسنى لكل طفل سماعها ومشاهدة الصور. ومقابل هذا العرض الذي كان يقدمه ، كان صاحب الصندوق يقبل بأشياء بسيطة من الأطفال مثل رغيف خبز، قرش، بيضة أو حسب ما هو متوفر. وهكذا أسمينا أنفسنا فرقة صندوق العجب، احدى الاشكال الشعبية التي تشكل روافد للعمل المسرحي و التي كانت منتشرة في فلسطين.
اتبعت فرقة صندوق العجب نهج اسلوب العمل الجماعي كما كان لدى فرقة بلالين، حيث قدمت مجموعة أعمال مسرحية كان أولها تجربة بعنوان ” لما انجنينا”، تبعتها مسرحية اخرى بعنوان “تغريبة سعيد بن فضل الله” ومسرحية “راس روس” التي تعتبر أول مونودراما في فلسطين. كذلك مسرحية الحقيقة ومسرحية الاعمى والاطرش ومسرحية القبعة والنبي المقتبستان عن مؤلفات الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني.
ومن الجدير ذكره أنني قمت عام 2004 بتطويرفكرة تقوم على التواجد في حارات البلدة القديمة الشعبية لمدينة رام الله بشكل شبه كامل مما يمكنني أن أكون على اتصال مباشربسكان الأحياء الشعبية وأطفالهم. وبناء عليه قمت باستئجار مقر للفرقة والصندوق في أحد البيوت القديمة التراثية الطراز بعد ترميمه بجهودي الذاتية.
مسرحية “راس روس” كنموذج من أعمال مسرح صندوق العجب(تجربة مسرحية فريدة) :
راس روس كانت أول مونودراما تجسد على المسرح الفلسطيني، و المميز في التجربة انها كان من ألفها الى يائها من عمل شخص واحد(عادل الترتير) من تأليف وتمثيل واخراج و سينوغرافيا وصناعة دمى ،وكان لأول مرة بتم فيها التعامل مع الدمى بشكل غير تقليدي حيث جاءت كنسيج من العمل نفسه متداخلة في الحكاية ومصنوعة ايضا بشكل غير تقليدي فهي أجسام لشخوص بأحجام كبيرة و متخذة شكل كاريكاتيري بملامحها وتعابير وجهها وبشخوصها المتعددة. وقد قدمت هذه المسرحية في عام 1980 واستمرت في عروضها حتى عام 1984.
الفكرة الأساسية التي تدور حولها المسرحية هي عن انسان يعيش مجتمع القهر والاستغلال في كافة تناقضاته، سلبياته وعجزه عن فهم حركة الصراع الدائر من حوله ومحاولاته للخروج من هذا المأزق.
الشخصية الرئيسية في المسرحية هي احدى هذه النماذج لهذا الانسان العاجز المقهور والتي تتكثف من خلالها هزيمة الفرد الذي يهرب من حركة الواقع الى عالم الوهم الذي يصنعه بنفسه.
هذه الشخصية لها تاريخ طويل يشكل سلسلة طويلة من عمليات القهر والاستغلال الذي وقع عليه من بقائه كل الوقت في أدنى السلم الاجتماعي مما خلق عنده ردود فعل سلبية تتفاعل في داخله وتؤدي في النهاية الى وجود انسان مريض يخلق عالما وهميا من اللعب صنعها من الاسفنج والخشب وبقايا الأشياء والمهملات بحيث تمثل هذه اللعب نماذج عايشها في الواقع، يضعها بترتيب جديد حيث يكون فيه هو الأقوى والمسيطر وهو الذي يتحكم بعلاقات هذه النماذج، كان يحلم بالتغيير وكان يحلم بمجتمع آخر مجتمع قائم على علاقات جديدة، لذلك ومن خلال عالمه الوهمي وفي مختبره الخاص بدأ بعملية خلق لشخصية جديدة تكون نموذجا للانسان المرشح للتغيير أو المنقذ الذي يجسده في شخصية الطفل. وعند انتهائه من بنائها وفي هذه المرحلة التي أحس أنها قمة انجازه وفي اللحظة التي ينتظر فيها انطلاق طفله للتغيير، تبدأ أصوات أطفال مصدرها الشارع تصل أذنيه مظاهرات حقيقية حناجر تصرخ وطلقات تسمع حيث يزداد معها انفعاله ويدفع طفله الاسفنجي الوهمي للخروج الا أنه لا يخرج ولا يتحرك ولا يرد ولا يستطيع أن يحمي نفسه، وعند هذه النقطة يبدأ التحول الكبير فيكتشف وهمه الذي يتلاشى عندما يبدأ الواقع الحقيقي بفرض نفسه على شكل معركة وصراع حقيقي يجسده الجيل القادم فعلا.
البحث والتجريب بتوظيف صندوق العجب بأشكال مختلفة:-
في ظل غياب مؤسسة رسمية راعية للحركة المسرحية بقيت التجربة والمحاولات معتمدة على جهود الافراد ومدى استعدادهم للاستمرارية في العمل المسرحي، لذلك بقي القليل من الاشخاص الذين تعاملت معهم منذ البداية لغاية اليوم، وكنتيجة للمنهج الذي اتبعته في عملنا اصبح من الصعب لبعض الاعضاء الاستمرار في العمل ضمن الفرقة فآثروا الانسحاب. كان المنهج المتبع هو الاعتماد على الانتماء والعشق والرغبة والتضحية والعطاء في المجال الفني،هذا الأمر حتم علي لرغبتي وقناعتي للعمل باستمراري بعيدا عن التغييرات الحاصلة على صعيد الساحة المسرحية واعتمادها على الدعم من قبل المؤسسات الأجنبية والعمل تحت مظلتهم ورؤيتهم وتدخلهم بطبيعة اختيار المواضيع واملاء شروطهم وتوجيه العمل المسرحي حسب أجندتهم، فخروجا من هذا المأزق كان لا بد من البحث عن طرق اخرى أفضل والاعتماد على الذات بغية تقديم ما نشعر أن له الاولية بعيدا عن شروط الممولين.
بالاضافة الى ذلك تراجع مفهوم العمل الجماعي و مفهوم الفرقة اللتان كانتا بمثابة الحجر الاساس لتشكيل المسرح الفلسطيني، و مع التغييرات السياسية التي حصلت مؤخرا بدأ يتراجع مفهوم التطوع والانتماء وعشق المسرح وهذه المفاهيم والقيم الجميلة وظهور حالة محاولة البحث عن التمويل ووقوع المسرح بهذا الشرك. من هنا وخوفا من الانزلاق في هذا التيار العارم كان لا بد من البحث عن ادوات ومفاهيم ونهج للعمل في المسرح يضمن المحافظة على القيم والمبادئ ولأجل استمرارية العمل تم اختيار الاهتمام بالطفل والتركيز عليه واعطاؤه حصة من هذا المجال المسرحي. وهذا بالطبع مع الحفاظ على فرقة صندوق العجب المسرحية كفرقة ذات رسالة مسرحية ووطنية تقدم أعمالا للكبار.وجاءت فكرة الرجوع الى الجذور ومحاولة الاستلهام والاستفادة من الارث العريق من خلال توظيف شخصية الحكواتي وصندوق العجب واشكال شعبية عديدة كالدمى وخيال الظل. وكل هذه الطقوس التي تشكل روافد يجب توظيفها والاستفادة منها من أجل الحصول على شخصية مستقلة ومن أجل البحث عن الذات والوصول الى شكل مميز يعطينا اللون والصفة الخاصة بنا. فتم اختيار شخصية الحكواتي الذي كان يعتمد على جهوده الفردية، وجاءت ولادة شخصية الحكواتي أبو العجب وتوأمه صندوق العجب وفكرة البحث في هذا المجال في العام 1993 ، فأخذت وغرفت من الحكايات الشعبية التي تحمل قيم وعبر ومضمون انساني عام نحب أن نقدمه للاطفال مع المحافظة على روح وسياق القصة. وبدأنا بتناول القصص من خلال الدمج ما بين الحكواتي وصندوق العجب برمزيته الذي كان يحتوي فقط على 3 عيون مما يحدث مشكلة مع اقبال الجمهور ،فكان لا بد من البحث عن شكل آخر مع الحفاظ على أصالة الفكرة، فنبقى في اطار البحث عن آلية صندوق العجب البسيطة لأن الحفاظ عليه مهم من حيث الهوية والتراث والتاريخ في ظل التكنولوحيا والانترنت . و في الوقت الحالي نحن نخرج القصة من داخل الصندوق مع التركيز على شخصية الحكواتي الى خارجه ،في حين كان في الماضي الجمهور يتفرج على القصة داخل الصندوق بدون التركيز على شخصية الحكواتي(صاحب الصندوق).
أشكال صناديق العجب التي عملنا على صناعتها وتوظيفها حتى الآن: –
نموذج الصندوق الأول عام 1993
كان أول عمل بعنوان “حكايات ابو العجب” حيث عملنا على اختيار خمس حكايات مستمدة من كليلة ودمنة على لسان الشخصيات الحيوانية . وتم عمل صندوق عجب بمواصفات تحتوي على اكثر من توظيف من خلال هذا الصندوق فكان يصلح لاستخدام دمى، حيث تم استخدام دمى على شكل رؤوس حيوانات بأحجام كبيرة يضعها الممثل على رأسه ويتقمص الشخصية التي يؤديها، وفي الوقت نفسه يسمح بتوظيف خيال الظل بالاضافة الى شكله الأساسي كصندوق عجب وكان من خلال شخصية الحكواتي يقوم باخراج القصة من داخله الى الخارج بحيث يسحب شريط قديم مرسوم عليه خلفية(لتقوم بمهمة الكواليس). ويتم تجسيد الادوار والحكاية من خلال تمثيل الشخصيات أمام هذه الخلفية المعبرة برسوماتها عن القصة.
وقد قمنا بعرض هذه المسرحية في أكثر من مكان و بعد انتهاء هذا العمل تبرعنا بالصندوق لاحدى المدارس.
نموذج الصندوق(2) عام 1996
واستمرينا بالاستلهام والبحث من خلال الصندوق الأول، فبعد هذه التجربة ولعدم توفر الممثلين بشكل دائم تم صنع صندوق آخر يعتمد على المؤدي اي الشخص الواحد/صاحب الصندوق. وصنعنا صندوقا بمواصفات أكثر مواكبة حتى نستطيع العرض بأي مكان وبأية مسافة أتيحت. فأحيانا كانت العروض تؤدى في ساحة أو في شارع أو غرفة صفية أو قاعة ،على مسرح، خارج المسرح، و في أي فضاء أو مكان.
نموذج الصندوق (3) عام 2007:
ومن ثم استمرينا بفكرة صندوق العجب والتجربة مع الحكواتي والدمج بين الحكواتي وصاحب صندوق العجب وعملنا صندوق آخر معتمد على الآلية القديمة بشكلها الشعبي القديم مع التأكيد على رمزية هذا الصندوق بحيث أنه لا تستطيع أن تقدم من خلاله العمل بشكل متكامل أمام جمهور كبير لأنه في الماضي كان الجمهور يكون محصور بعدد قليل من 3 الى 5 اشخاص والاخرين ينتظرون دورهم لكن لقاءنا حاليا مع مجموعة كبير ة تبلغ من عشرات الى مئات الأشخاص ،تجعلك دائم البحث عن طريقة لاستقبال أكبر عدد ممكن من الجمهور فجاءت فكرة جديدة حيث عملنا على تجسيد صندوق آخر بمواصفات مختلفة ، صندوق عملاق من 7*3 متر يتألف من ثلاثة عيون كبيرة بوجود شخصية الحكواتي ابو العجب مع الاستعانة بممثلين بدل من شريط الرسومات معبرين بأجسادهم وادائهم التمثيلي ومرورهم بشكل دوران كبديل للصورة المتحركة مع وجود شخصية الحكواتي اثناء رواية القصة.
وما زال البحث والتجريب على محاولة توظيف هذا الصندوق بأشكال عديدة ومختلفة فدائما البحث مستمر على امكانية استلهام هذا التراث من خلال الحكواتي وخيال الظل وكل الأشكال الأساسية التي تشكل رافد اساسي للبحث عن خصوصية مسرح عربي اصيل.
الأهداف والرؤية :
من خلال هذه التجربة نحرص على انتقاء واختيار القصص التراثية التي تحمل العبر والقيم الانسانية الجميلة والعمل على صياغتها بما يلائم القدرة العقلية لدى الاطفال. لقد قمت بتقديم عدة قصص جمعتها تحت ثلاث مسميات هي : “حكايات أبو العجب” و”تع اتفرج يا سلام” و”حكواتي حارتنا”. أما تلك القصص فهي: ولادة الحكواتي أبو العجب، الجراد في المدينة، نص نصيص، الحطاب والباطية، بنت الكندرجي، النملة النمولة، بقرة اليتامى، حذاء الطنبوري والعديد من الحكايات الأخرى.
ما زال البحث والتجريب على هذه الأشكال جاريا ومحاولة الاستفادة منها بأكبر قدر ممكن . ومهم جدا الاهتمام بالتلاقي مع الاطفال بتجمعاتهم المختلفة، لأجل تقديم المتعة والبسمة من خلال التواصل معهم وبالتالي تعريف الاطفال على القصص الشعبية وتنمية خيالهم وتعزيز مداركهم والتخفيف من حدة التوتر نتيجة الظروف القاسية وتوصيل العبرة والحكم والمفاهيم الايجابية من خلال اطار سلس يبتعد عن التلقين والوعظ والارشاد بشكل مباشر والتأكيد على تعريف الاطفال على أشكال تراثية شعبية قديمة وايصال فكرة المسرح ومدى اهميته في المجتمع وبناء علاقة تراكمية مع الاطفال من اجل تهيأته كجمهور مستقبلي متذوق وواعي لدور واهمية المسرح.
ومن ميزات هذه التجربة محاولة التغلب على مصاعب التواصل مع الجمهور لغياب عنصر مهم وهو قاعة العرض بامكانياتها سواء كانت كبيرة أو صغيرة ملائمة او غير ملائمة لانه لغاية الآن لا توجد قاعات متاحة امام العاملين في الساحة المسرحية، فمن خلال هذه التجربة نبحث عن ايجاد منصة أو منبر أو مكان بسيط متوفر لأجل التواصل مع الناس بأي فضاء: ملعب، ساحة، شارع، غرفة صفية، أي مكان نستطيع وضع فيه صندوق العجب ومن خلال أنسنة هذا الصندوق وتلاقحه مع الحكواتي نستطيع التواصل مع الجمهور و طبعا هذه مهمة غير سهلة وبحاجة الى تعميق وتجربة اطول من أجل تاكيدها ومحاولة خلق قاعدة جماهيرية أوسع وأكبر ولكنها تبقى تجربة لا بد من خوضها والتأكيد عليها.