محمد بلحجام المعروف ب”الكريمي”.. “أبُ الفكاهة الشعبية” يطوي صفحة “الفرجة الماتعة” #المغرب

.jpg
الفنان الشعبي الكْريمي

“الكريمي”.. “أبُ الفكاهة الشعبية” يطوي صفحة “الفرجة الماتعة” #المغرب

سخرَ من كلّ شيء إلا من شبحِ “الموت”.. لم يقدر عليهِ ظلّ يعاندهُ ويراوغهُ مرّاتٍ عديدة.. إلى أن جاء موعدُ الرّحيل.. رحلَ إلى السّماء وانتهى مع رحيلهِ زمنُ “الارتجالِ الحرّ” والابتسامة “العفوية” السّاطعة وزمن “الفرجة الماتعة”.. إنّه الفنان الفكاهي، محمد بلحجام المعروف بلقب “الكريمي” نسبة إلى بلدته “الكريمات” ضواحي الصويرة، الذي توفي أول أمس السبت عن 59 عاما.

يلقّبه المغاربة بـ”أبي الفن الفكاهي الشّعبي”.. تجده في ساحة جامع “الفنا” وسط مراكش محاطاً بجموع من الناس والفضوليين، يأتون من بعيدٍ للاستمتاع بعفوية الرّجل وسحره المفتونِ، كان ينشرُ الفرح وسطَ الجمهور بينما ظلّ يلاحقُ طموحه في نيلِ “اعترافٍ” متأخّرٍ مضمّخ بالقسوةِ والألم.

قبلَ أيّامٍ انتشر خبرُ وفاتهِ وسط مواقع التّواصل الاجتماعي إثر تعرّضه لحادثة سير خطيرة فيما كان يسوق دراجته النّارية، بعدما صدمته سيارة من نوع “بيكوب”، ونقل إلى مستشفى ابن طفيل في مدينة مراكش وهو في حالة “حرجة”.

وبعد ثلاثة أيّامٍ من الغموض الذي لفّ مصير فنان “الشّعب”، جاء الخبر اليقين ليتأكّد بشكلٍ رسمي نبأ وفاة “الكريمي”، تاركاً ساحة جامع “الفنا” “خاويةً” وبلدته “لكرايمات” يدبّ فيها السّكون، تستحضرُ أمجادهُ وتاريخه الطّويل في إدخال البهجة على قلوب المغاربة.

ويشير عبد الرحيم، الأخ الأصغر للفنان الشعبي الراحل، في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، إلى أنّ “الرّاحل كان فناناً محبوباً لدى الجميع، يعمّر البيوت ويشيّد مساحات كبيرة من الفرح، لقد كانَ إنساناً عظيماً”. وتابع: “إنها حقيقة مفجعة، لقد كان فنانا كبيراً وجميعُ المغاربة يحبونه”.

“عمرو هاز العين وكان دائماً يبتسمُ في السّراء والضّراء، ولي ثقيلة علينا كانت خفيفة عليه”، يقول شقيق الرّاحل الكريمي في شهادته، مورداً “لما كنّا نجتمع في المنزل الكل كان ينفجرُ ضاحكاً بفعل قفشاته الهستيرية.. النفس مكتخرجش بقوة الضحك”.

وكان الرّاحل يحملُ زادهُ من القصص والنّوادر ويقصد الأسواق البعيدة والأعراس المبهجة، جاعلاً من “المجْمع” فضاء مفتوحاً على الحكايات المسلّية والمواضيع التي تدخل ضمن “الطّابوهات”، حيث كان يناقشُ مواضيع الجنس والسّلطة بطريقة ساخرة.

“كان هو الكبير في عائلة تضمّ 8 أبناء. كان يأتي إلى دوار لكريمات نواحي الصّويرة ويجتمع حوله النّاس، ويطلبون منه الحديث وعندما ينطلق في سرده الكل ينفجر بالضّحك”، يقول شقيق الفكاهي سالف الذكر.

وقال أحد محبي الكريمي في شهادته: “من رواة فن الحلقة رحمه الله أخذ هذا الفن عن أستاذه الغليمي وغيره من الحلايقية الذين حافظوا على الرواية الشفهية للفن الكوميدي الشعبي الذي يخترق الطابوهات ويحقق الفرجة الممتعة المضحكة للرجال فقط داخل الحلقة دون النساء”.

وكان الهالك نقل، الجمعة، إلى المستشفى في حالة حرجة جدا وتم تزويده بجهاز للتنفس الاصطناعي، بعد تعرضه لحادثة سير خطيرة في الطريق السريع الرابط بين مدينتي شيشاوة والصويرة، بعد اصطدام سيارة من نوع “بيكوب” بدراجته النارية.

 عبد السلام الشامخ – المغرب

(هيسبريس)

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش