لأول مرة في السعودية.. ساحر أوز يحطّ في مسرح إثراء.. عمل مسرحي موسيقي مقتبس من واحدة من أيقونات السينما الأميركية – زكي الصدير #السعودية

لأول مرة في السعودية ساحر أوز يحطّ في مسرح إثراء
عمل مسرحي موسيقي مقتبس من واحدة من أيقونات السينما الأميركية، في عرض يحتفي بالحياة وروح المغامرة.
الاثنين 2019/10/21

أفضل الأعمال الخيالية في تاريخ الأدب الأميركي
يعد المسرح من الفنون المباشرة، لذا فهو يملك طاقات تأثيرية لا يمتلكها غيره من الفنون. وإيمانا بدور المسرح الفعال في التكوين الجمالي والمعرفي والفكري، وفي خلق حركية ثقافية عميقة، يأتي توجه السعودية إلى مزيد تدعيم الفن الرابع واستقطاب عروض عالمية سيكون لها تأثيرها المحلي.

خلال شهر أكتوبر الحالي، وبالتعاون مع مجموعة برودواي إنترتينمنت وآبيكس تورينغ، يستضيف مسرح “إثراء” في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بمدينة الظهران شرق السعودية، مسرحيةَ “ساحر أوز العجيب”، المسرحية الموسيقية المقتبسة من كتاب قام بتأليفه إل. فرانك بوم عام 1900، والذي حقق شهرة واسعة على مستوى العالم. ويأتي هذا العرض ضمن موسم “تنوين” الثاني الذي ينظمه المركز.

“لقرابة أربعين عاماً، كانت هذه القصة ‘ساحر أوز العجيب’ خير رفيق للقلوب الشابة، ولم يستطع الوقت أن يغيّب فلسفتها الرقيقة، لكل من كان وفياً لهذه القصة، ولكل قلب شاب، ونهديكم هذا الفيلم”.

نص وفيلم

عندما كُتب هذا الإهداء في شارة البداية لفيلم “إم.جي.إم” الكلاسيكي “ساحر أوز” في عام 1939، لم يكن لأحد أن يتخيّل الأثر الدائم لهذا الفيلم على الثقافة الأميركية، أو مدى دقة مقولة “الوقت لن يغيّب هذه القصة مستقبلاً”.

الوقت الفعلي الذي يستغرقه المشاهد في الانتقال من كانساس إلى عالم أوز السحري والعودة مجدداً يعدّ قصيراً إلى حدٍ ما. رغم ذلك، سيشعر أي مشاهد للفيلم أن تأثيره يظل باقياً لفترة أطول بكثير، فكيف لأحد أن ينسى عبارات درامية مثل “توتو، أشعر بأننا لم نعد في كانساس بعد الآن”، و”أسود ونمور ودببة! يا للهول!”. ظل المشاهدون يرددون أداء جودي غارلاند لأغنية “فوق قوس قزح” لعقود من الزمان، وما أن يسمعه أحد حتى يظل محفوراً في عقله وفي قلبه إلى الأبد. هذه هي قوة “ساحر أوز”.

ربما لا ينكر أحد أن هذا الفيلم المحبب لدى قلوب الكثيرين قد أصبح جزءاً أصيلاً من الثقافة الأميركية على نحو لا مثيل له، وبدءاً من نادي المعجبين الدوليين، الذي تأسس منذ أكثر من نصف قرن ويضم أكثر من ألف عضو، وانتهاءً بقرابة ألف اقتباس موثق من فيلم ساحر أوز، لا شك أن الظهور المستمر لهذه القصة في الثقافة العالمية على اختلاف مناطقها وجغرافيتها لهو أمر مدهش حقاً.

المسرحية تروي مغامرات فتاة صغيرة تعيش بمزرعة في كانساس الأميركية، تضطرها الظروف للمغادرة إلى بلاد أوز العجيبة

بحسب المنظمين للعرض، فإن هذا العمل المسرحي الموسيقي يحتفي بـ”ساحر أوز” الذي تحول لفيلم “إم.جي.إم” الكلاسيكي عام 1939، إذ تقدم الفرقة عرضاً فنياً برؤية جديدة ومبهرة للفيلم الكلاسيكي المحبوب، ويأمل المنظمون أن يبهر هذا الإنتاج أفراد الجمهور صغاراً وكبارا، سواء كانوا يشاهدونه للمرة الأولى أو الخامسة، وذلك بفضل مشاهده المفعمة بالألوان التي تستلهم موسيقى الفيلم الخالدة، وتستعين بمؤثرات خاصة.

يقول فريق التنظيم “إنه حقاً عرض رائع لجميع أفراد العائلة، وسواء منحتكم هذه التجربة ذكريات جديدة أو استحضرت ذكريات من الماضي، فيستحق كل منكم أن يستكشف أو أن يعيد استكشاف هذه القصة الرائعة والأبدية”.

في كلمة لماجد سلمان مدير الفنون المسرحية والسينمائية في مركز إثراء قال فيها “يسعدنا أن نقدّم لكم النسخة الموسيقية الحية من ساحر أوز، القصة التي ألهمت الصغار والكبار لأكثر من مئة عام، وكانت إحدى المؤشرات الرئيسة على تطور الكتابة الأميركية إلى لون أدبي مستقل بذاته. لا تقتصر أهمية قصة ساحر أوز على شخصياتها العظيمة، وقصتها الملهمة، وموسيقاها المؤثرة، إذ تتناول القصة مفاهيم الإلهام والطموح في مواطن كثيرة. كل شخصية في القصة تبحث عن أمر معين، إما عن كيفية العودة إلى الوطن أو عن وسيلة لتطوير ذاتها، وترفض جميع الشخصيات واقعها المحدود، فتسعى جاهدة لبناء مستقبلها، إما بتطوير شجاعتها أو عقلها أو قدرتها على فهم الغير”.

ويضيف “تمثل المسارح أدوات للتحول، بالإضافة إلى محفزات للإبداع والابتكار. تعمل العروض على تحفيز الجماهير ليكونوا مشاركين وليس فقط مشاهدين ومنتجين وليس فقط مستهلكين. ولدعم مهمة إثراء ورسالته، نسعى إلى استعراض أفضل المهارات الفنية السعودية، وندعو جمهورنا أيضاً للتعرف على أفضل ما في الثقافات الدولية لتكون مصدراً لإلهامهم وإثرائهم”.

المغامرات والاستعراضات

وبدوره يقول إيلي كرم المدير الفني لمسرح إثراء “يحدونا تساؤل عن الفكرة والصورة التي تكونت عند الأطفال في عام 1900 عند قراءتهم للكتاب أول مرة، وكيف تختلف هذه الفكرة والصورة عند أطفال اليوم بعد مشاهدتهم للمسرحية الموسيقية، في عام 2019. ربما يكون الفارق ضئيلا لا يذكر، لأن أكثر ما يلمس شغاف قلوبنا – بغض النظر عن الوسيلة أو العصر – هي في الأساس تلك القصة الخالدة المتأصلة في طبيعتنا البشرية بجانب طابعها العالمي. إنها قصة تجسد الثقافة المشتركة للعالم، والوعي الجمعي الذي يتجاوز الحدود، والاختلافات، والعصور والأعمال. إنها بمثابة البوابة التي يجب على كل طفل أن يعبر منها، فهي احتفاء بالحياة وروح المغامرة”.

وعن تأثير هذه القصة على الأطفال يتابع كرم “أشار مؤلفها إل فرانك بوم في مقدمة كتابه قائلاً ‘يطمح ساحر أوز إلى أن يكون قصة خيالية معاصرة، يستقي قراؤها مشاعر الدهشة والفرح، يلفظون الأحزان والمخاوف’ ونحن ندعوكم لترك مخاوفكم عند الباب، والسير بتمهل على طريق الطوب الأصفر”.

يذكر أن “ساحر أوز” في الأصل هي رواية خيالية أميركية كتبها فرانك بوم عام 1900 وصنفتها مكتبة الكونغرس كأفضل رواية خيالية في تاريخ الأدب الأميركي، كما تُرجمت الرواية إلى العديد من لغات العالم، إلا أنها اكتسبت شهرتها العالمية الواسعة بعد تحويلها إلى عمل سينمائي أنتجته هوليوود عام 1939 وحاز على جائزة الأوسكار، ليصبح بعد ذلك أيقونة من أيقونات الأفلام الغنائية في العالم.

ويشتمل عرض “ساحر أوز العجيب”، الذي يعد نسخة مسرحية منقحة من العمل السينمائي الذي أنتجته هوليوود عام 1939 وحاز على جائزة الأوسكار، على أهم وأشهر أغاني الفيلم في تجربة مسرحية تجمع بين المغامرات والاستعراضات الراقصة والإبداع الغنائي والموسيقي. وتروي المسرحية مغامرات فتاة صغيرة اسمها “دوروثي” تعيش بمزرعة في كانساس بالولايات المتحدة الأميركية، ثم تضطرها الظروف لمغادرة مزرعتها الصغيرة بكل ما فيها من نقاء وأمان وصدق إلى بلاد أوز العجيبة، حيث تبدأ سلسلة من المغامرات الشيقة مع أصدقائها كاوردلي لايون، وتن مان، وسكاركرو.

زكي الصدير – كاتب سعودي

https:// alarab.co.uk

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش