كورونا عالم جديد وديكتاتوريات جديدة – غنام غنام يدعو إلى الترحم على الضحايا الأبرياء الذين قتلتهم كورونا

كورونا عالم جديد وديكتاتوريات جديدة – غنام غنام يدعو إلى الترحم على الضحايا الأبرياء الذين قتلتهم كورونا
تجاوزاً فكرة منشأ الكورونا ومبعثها وتبادل الاتهامات بمن أرادها سحراً يقض به قوة الآخر وانقلاب السحر على الساحر ومدى صحة نظرية المؤامرة في هذه الجائحة، يدعو الكاتب والمخرج المسرحي الأردني غنام غنام إلى الترحم على الضحايا الأبرياء الذين قتلتهم كورونا، كما لا بد من تحية العلماء والأطباء والطواقم الطبية التي تقف في مواجهة المرض على امتداد العالم، ولن أنسى مواساة عمال المياومة وصغار الكسبة الذين يقفون في أول صفوف الضحايا بالآثار الجانبية لهذه الجائحة التي لا تكشف عن بشاعة المرض فقط بل عن بشاعة النظم الرأسمالية و اهترائها واهتراء قوانينها التي لا تعبأ إلا بأرباح أصحاب رأس المال.
ولا تفوتني الفرصة من توجيه التهنئة للنظم المتحكمة باقتصاد العالم والأنظمة التابعة لها لحصولهم على الفرصة الذهبية المتمثلة في سيادة الخوف وسيطرته على عقول البشر وفشل العديد من الإيديولوجيات الدينية والغيبية في مواجهة هذه الجائحة مما يعطي النظم الاقتصادية المتحكمة الفرصة في خلق منظومة جديدة لعالم جديد و ديكتاتوريات جديدة.
ويرى غنام غنام أن الأزمة مثلها مثل كل الأزمات والمصائب والهزائم التي مرت علينا في بلادنا العربية والتي هزت أنظمة وعروشا وشردت شعوبا، لكنها أبرزت دور المثقف، فلنتذكر أنه عشية هزيمة يونيو/حزيران 1967 وما تلاها، كانت الهزيمة ماحقة للأنظمة وكان الصعود المدوي للمثقفين وأدب المقاومة، وإذا كنا نعاني مما هو اسوأ من كورونا (الاحتلال الصهيوني لفلسطين) فإن الفلسطينيين الذين يعانون ما يعانون سياسياً وعسكرياً منتصرون على الاحتلال بالثقافة.
ويضيف: من هنا فإن دور المثقف في هذه الأزمات يصبح أكثر أهمية، وأدرك أنه لن يخترع دواء الكورونا ولن يقوم بدور الطبيب والممرض، لكنه سيكون المصباح الذي ينير الغد الذي يبدو مجهولاً ويشكل البيئة الخصبة لمزيد من ظلم البشر للبشر، إذ ستشتد قبضة الأنظمة الاقتصادية الرأسمالية وتعمل على تشييء الناس وتسليعهم، ضمن نظام جديد متطور عن نظام (الأخ الأكبر وجورج أورويل) ومن هنا فإن الدور التاريخي الذي يلعبه الفنان والمثقف كتنويري ومدافع عن قيم الجمال والحق سيزداد أهمية.
وتابع غنام غنام “عليه فإن الأزمة ستكون فرصة لمراجعة مفاهيم ومعطيات تؤكد القيم الثابتة بالسعي نحو الحرية والحق والعدل والجمال وإشاعة الحب كقيمة عليا، هذا بالنسبة للفنان المثقف صاحب الموقف الواضح، وبالنسبة للفنان الذي لم يكن الموقف واضحاً ومبنياً على أساس ايديولوجي فسوف تكون الفرصة مواتية لمراجعة كل ذلك وبناء رؤى وموقف جديد فاعل.
كل ذلك لا بد أن يكون موضع اهتمام المثقفين الذين يرقبون بكل تأكيد مصالحات طارئة بين منظومات سياسية واجتماعية كانت قبل الكورونا بأيام في حالة صراع، والأمر هنا لا يخرج عن كونه اصطفافات مصالح جديدة، كما أن ثقة طارئة بين الشارع والمؤسسات الرسمية تحت طائلة ثقافة الخوف.
محمد الحمامصي 
(ميدل ايست اونلاين)

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …