كلية الاداب والعلوم الانسانية في الدار البيضاء تضّيف الفنان جواد الاسدي : طه رشيد

ضيّفت كلية الاداب والعلوم الانسانية بنمسيك في مدينة الدار البيضاء، صبيحة يوم الجمعة المصادف 13/01/2023، المخرج العربي جواد الاسدي بمناسبة تشريفه بالقاء كتابة يوم المسرح العربي في مهرجان الهيئة العربية للمسرح بدورته الثالثة عشر في الدار البيضاء / المغرب.
وقد هيئت عمادة الكلية مجموعة كبيرة من الطلبة لحضور هذا اللقاء تحت مسمى “ تجربتي” كما حضر هذا اللقاء الكاتب والفنان اسماعيل عبدالله الامين العام للهيئة العربية للمسرح والفنان المصري مازن غرباوي مدير مهرجان المسرح الشبابي في شرم الشيخ والفنان الاردني علي عليان والفنان المغربي المغترب في المانيا فتاح ديوري والمنسقة من وزارة الثقافة المغربية السيدة رحمة ناجي.
وكان في استقبال الضيوف عميد الكلية الدكتور عبد القادر گونگاي ونائبه ومجموعة من كادر الكلية.
رحب العميد ترحيبا كبيرا بجميع الضيوف مؤكدا على اهمية وفاعلية الهيئة العربية للمسرح والدور اللائق لتشكيلتها الادارية ممثلة بامينها العام الاستاذ اسماعيل عبدالله وشاكرا المبادر الرئيسي في تشكيل هذه الهيئة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة. كما رحب بحرارة بالمخرج جواد الاسدي واعتبر زيارته الى الكلية واللقاء بالطلبة لقاء تاريخيا سيكون له الاثر الطيب عند الطلبة مذكرا ما قاله الاسدي في كلمته عن اي مسرح نتحدث؟!
واشار في معرض حديثه امام الطلبة الى ان كلية الاداب التي” تحتضن هذا اللقاء، عاشت منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود على انغام سمفونية مسرحية رائعة ورائدة، من خلال تنظيمها للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي الذي نظم الدورة 35 منه صيف هذه السنة… خلال عمر هذا المهرجان، دافعنا عن مشروع مسرحي بناء، هدفه التكوين والتاثير والانفتاح على كل التجارب الابداعية في العالم”. من جانب اخر صرح د. گونگاي على “ اننا ننوه ونشجع مبادرة تنظيم الهيئة العربية للمسرح لهذا المهرجان ولمهرجانات اخرى احترافية وهاوية، ولِمَ لا جامعية ومدرسية”.
بعد ذلك طالبنا العميد بالعودة الى الضيف الكبير الفنان جواد الاسدي ليجيبنا على سؤاله المهم: عن اي مسرح او عن اية ثقافة نتحدث؟
كان عنوان اللقاء مع الاسدي هو “ تجربتي”، وفعلا استعرض الضيف اهم المفاصل الاساسية في تجربته الحياتية والفنية، مبتدءا من طفولته وعلاقته الازلية بوالدته المشبعة بالثقافة الشعبية ومن جهة اخرى بخاله المثقف والمنفتح على ثقافات اجنبية متعددة. وكانت الطقوس الشعبية في شهر محرم ( عاشوراء ) او في شهر رمضان اثر كبير في تنمية الحس الفني في صباه وخاصة وهو يكبر في مدينة “ كربلاء “ التي تمتلك خاصية دينية مختلفة عن بقية المدن العراقية باعتبارها الحاضنة الرئيسية للشعائر الدينية الحسينية واعادة تمثيل الواقعة من قبل ناس بسطاء يتقاسمون الادوار بين تمثيل وتصميم وتنفيذ الملابس وفيهم من يعتبر نفسه مخرجا! ولكن جواد لا ينظر للجانب الديني بقدر ما ينظر للجانب الانساني والكوني في شخصية الحسين وما حدث له في كربلاء. وما اثار انتباه جواد في تلك الشعائر هو العلاقة بين المتفرجين المتواجدين على جانبي الشارع التلقائي الجمالي حيث يتدخلون في مرات عديدة في حيثيات العرض دون اعتراض من الممثلين! لا توجد هناك خشبة بل الشارع بكامله هو فضائهم المسرحي!
اما النقطة الثانية فتحدث فيها عن العزلة، عزلة المتفرج العربي عن المسرح العربي! قائلا بعدم وجود شباك تذاكر حقيقي، فالممثل والفرقة والمخرجون يعملون لمدة شهر او اكثر ثم لا يجدون الجمهور الا في اليوم الاول بينما كانت قاعات المسارح في بغداد بسبعينيات القرن الماضي تحجز مسبقا لمدة شهر! وعبر جواد عن المه وحزنه لفقدان المتفرج الحقيقي او وجود شباك تذاكر حقيقي.. انها العزلة القاتلة وهزيمة وعي حقيقية!
اما النقطة الاخيرة التي تحدث فيها الاسدي فاشار الى ان “ في هذا العقم العربي، في المؤسسة العربية، في الدول العربية، في الثقافة العربية، هناك ضوء، هناك بصيص امل اسمه الهيئة العربية للمسرح ممثلة هنا بامينها العام الاستاذ اسماعيل عبدالله، التي تقودنا للنهوض بالمسرح العربي بمعايير مختلفة بروح مختلفة وبشغف مختلف وبالتالي يمكن للهيئة اصطياد الاعمال المهمة لاعادة عرضها في اكثر من مكان كما تعمل الدول الاوربية في عقودها مع انتاج مسرحي ما!”.
وفي الختام اطرى الفنان جواد الاسدي على الدور الريادي لحاكم الشارقة الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي، الذي استطاع ان يؤسس نموذجا ومثالا كبيرا، كانه يريد ان يقول لكل المؤسسة العربية انا هنا موجود وبالرغم من كوني مسؤول سياسي لكني شغوف بالمسرح وبالتجربة المسرحية. علما انه كاتب نص ومبدع نص وهو مثقف كبير يحاول ان يمد يد المساعدة لكل المبدعين في التجربة المسرحية، هؤلاء الذين يعانون من التشظي وها هو يجمع سنويا هذا العدد الكبير من المسرحيين العرب، يمد لهم يد العون، وليتبادلوا الرأي والتجربة والاقتراب جهد الامكان من بعضهم في لحمة سداها الابداع والتالق وليقول لهم : الهيئة هي بيتكم ولكم، فيه مختلف العناصر: مسابقة نصوص وورشات وسينغرافيا واخراج وتمثيل وكل ما له علاقة في العمل المسرحي!

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد العاشر