في المؤتمر الفكري ..التجارب المغربية المسرحية : من الدار البيضاء: أسامة الماجد

في المؤتمر الفكري ..التجارب المغربية المسرحية

مسعود بوحسين: لا ألوم الناس على إنهم لم يفهموا عبقريتي.

من الدار البيضاء: أسامة الماجد

قال المخرج والممثل المسرحي المغربي مسعود بوحسين انه في كل مسار فني لابد ان تكون هناك نقطة تحول تصنع قناعات راسخة في وعي أو لا وعي المبدع وتؤثر بشكل كبير في مساره الإبداعي، محطات تكون نقطة تحول ترسخ قناعات شخصية مهنية محددة.
جاء ذلك في المؤتمر الفكري الذي يقام بمهرجان المسرح العربي في دورته 13 بالدار البيضاء والذي يحمل عنوان” التجارب المسرحية المغربية. الامتداد والتجديد.مساءلات علمية وعملية لتجارب مسرحية مغربية.
بوحسين قسم مسيرته الإبداعية إلى  خمس محطات:
  المحطة الأولى لقاء الجماليات ويقول عن هذه المرحلة..منذ بداية الهواية وأنا أمارس المسرح في دور الشباب وأنديتها وجمعياتها في الثمانينات، وفي نفس الوقت كان هناك شغف بالقراءة والاطلاع فيما يتعلق بالمسرح والفلسفة أيضا. واصلت شغف المسرح كاتبا حينها وممثلا كثيرا ومخرجا أحيانا ، ومن ثم اجتزت مباراة المعهد سنة 1992 .
المحطة الثانية اسماها بوحسين ” قصة الحيوان او التجربة مرتين”، وهنا يؤكد ان قصة الحيوان لادوارد البي كانت تجربته الأولى تعريبا وإخراجا سنة 1996 في إطار بحث التخرج، حاول فيها ان يختبر نفسه كمخرج ورغم ان النتيجة كانت جيدة بالنسبة لطالب حديث التخرج، إلا انه شعر بشي من عدم الرضا وان الطموح اكبر.
المحطة الثالثة كانت ” ايون طوبوشارو..لقاء الإبداع والاستتيقا” وهي مرحلة السفر إلى رومانيا للدراسة في الجامعة الوطنية للمسرح والسينما، ومن ثم المحطة الرابعة ” إنهم باردون..يلعبون دون حرارة” ويقول في هذه المرحلة انه حضر لأول مرة تدريب في مسرح بولندرا وكان الوضع صدمة بالنسبة له، فقد جلس في القاعة يتابع عمل المخرجة الرومانية ” كاتالينا بوزويانو” وهي تدير الممثلين على الخشبة، ممثلين كبارا ومشهورين يتدربون بكل هدوء وبأصوات منخفضة. وداوم على الحضور ومع كل إعادة هناك شيء جديد يضاف لشيء قديم.
المحطة الخامسة لبوحسين كانت ” سحر الواقعية في الفانتازيا” واستفادته من المخرج الروماني ” ليفو تشولي”.
ثم تحدث مسعود بوحسين عن قضية الممثل كواقع والشخصية كوهم، والسينوغرافيا، والتدريبات التقنية، وغيرها من القضايا المسرحية ذات العلاقة واختتم ورقته بالقول:
في مساري المهني كمخرج، ليست لدي قناعة بالأسلوب الواحد، كما لا أحبذ العمل وفق تيار محدد، كما لا حكم لدي على من يعتقد العكس، هناك دائما شيء ذاتي وشخصي في الإبداع قد يتغير، ومثلما هناك ثوابت تقنية ومعرفية، هناك متغيرات إبداعية تتطلب قدرا من المغامرة ومسايرة ما يراه المبدع قابلا للتقاسم، وإذا كان هناك من شخص يستحق بالدرجة الأولى هذا التقاسم، فهو الجمهور. ليس بمنطق الرضوخ لرغبته ولأفق انتظاره الذي قد يكون محدودا، ولكن أيضا من منطلق رغبة المبدع في ان يتقاسم معه متعة فكرية وجمالية ذاتية، ومن هنا يكون الرهان على الجمهور بالنسبة لي أمر حيوي ومحوري، بغض النظر عن أسلوب العرض، حتى لو كان الجمهور محدودا، وحتى لو فشل . لا ألوم الناس على إنهم لم يفهموا عبقريتي.
ولذا في حياتي المهنية كمخرج ومكون زاوجت مابين..العمل على المسرح العالمي بلهجة مغربية، وان اللغة المنطوقة لا تشكل عائقا في تقريب الأعمال العالمية للجمهور المغربي دون تغيير كبير في النص.

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد العاشر