«فنان الشعب» يفتتح دورة أحمد رزق .. قضايا الإنسان والمجتمع فى عروض «الإسكندرية المسرحى»

قائمة متنوعة من الفعاليات المختلفة يقدمها مهرجان الإسكندرية الدولى «مسرح بلا إنتاج»، برئاسة الفنان إبراهيم الفرن، خلال دورته الثالثة عشرة، والتى تحمل اسم الفنان أحمد رزق، فى الفترة من 22 وحتى 28 من الشهر الجارى، متضمنة عددا كبيرا من الورش فى مختلف المجالات، وكذلك العروض المشاركة حول عدد من القضايا المتنوعة تناولها العرض الأردنى «فاصل زمنى»، حيث ناقش فكرتى المتاجرة بالنساء والبطالة، وغيرهما من الأمور التى تهم المجتمع، على مسرح قصر ثقافة الأنفوشى.

«فاصل زمنى» استضافه مسرح قصر ثقافة الأنفوشى، وهو من تأليف محمود الزغول، سينوغرافيا وإخراج محمود الزغول، مساعد مخرج آية عاشور، تمثيل عمراه العنوز، فرح نصار، كامل شاويش، عبدالله خليل، سارة أبو زهرة، زيد سيوف، محمود الزغول، تنفيذ الإضاءة كفاح قباجة، وأحمد الخلايلة، تنفيذ موسيقى أحمد الخلايلة.

العرض الأردنى «فاصل زمنى»

وأعرب أبطال العرض عن سعادتهم بالمشاركة ضمن الفعاليات، حيث قالت فرح نصار إن فريق العرض يتكون من عشرة أفراد فى مجموعة متنوعة من المحترفين والهواة والكبار والشباب، وأعربت سارة أبو زهرة عن سعادة الفريق بحسن الاستقبال، مشيدة بالعرض العراقى، بينما أوضح عبد الله خليل أن هذه هى المشاركة الأولى له فى المهرجان، والإسكندرية بلد الفن وبلد سيد درويش، ولفت كامل شاويش: «فريق العمل من أهم فرق الأردن بما يتضمن عددا كبيرا من طلاب وخريجى الجامعة الأردنية قسم الفنون المسرحية المؤسس حديثا».

العرض العراقى «ملف ١٢»

وحول قضايا الهجرة ناقش العرض العراقى «ملف 12» الأزمة التى رأى أنها تؤرق الكثيرين،، وذلك على مسرح مكتبة الإسكندرية، وسط تفاعل جماهيرى.

«ملف12» من إخراج مرتضى على، مدير الفرقة، ودراماتورج على دعيم، وتمثيل كل من فكرت حسين، على جابر، مهتدى باسم، مؤمل حيدر، أسعد ماجد.

وقال الفنان فكرت حسين إن هذه هى المشاركة الأولى لهم فى المهرجان، لافتا إلى أنهم شاركوا فى العام الماضى فى القاهرة، بعرض «إعادة ضبط مصنع» وحصدوا جائزة أفضل سينوغرافيا وكذلك شاركوا هذا العام من مهرجان القاهرة بعرض «ملف 12» وفاز أيضا بجائزة أفضل سينوغرافيا، لافتا إلى أن المسرح العراقى الآن له أسلوب وشكل مختلف.

ا
لعرض العمانى «العاصفة»

وفى إطار من الكوميديا الساخرة التى تضع المشاهد فى حيرة من تحديد نوعية العرض هل هو سياسى أو اجتماعى، جاء العرض العمانى «العاصفة»، ليقدم عروضه على مسرح ليسيه الحرية بالإسكندرية.

«العاصفة» من إخراج وسينوغرافيا عدى الشنفرى، وتأليف الدكتور عماد محسن الشنفرى، وتمثيل عبد الله الشنفرى وهشام صالح.

وقالت عزة القاسمى، مديرة الفريق العمانى، إن هذه هى المشاركة الثانية على التوالى للفريق فى مهرجان الإسكندرية المسرحى، وإن الفريق سعيد للغاية لأن المهرجان فى الإسكندرية مدينة الجمال، موجهة الشكر للقائمين على المهرجان لإتاحة الفرصة لهم للمشاركة ضمن الفعاليات.

كما يقدم المهرجان ضمن فعالياته 7 ورش تدريبية مختلفة بهدف تطوير وتنمية مهارات الشباب فى مختلف المجالات الفنية والإدارية، والتى تتضمن أداء الممثل عن طريق الموسيقى والغناء، كذلك مصادر التمويل البديلة، والكوميديا البصرية للإيطالى، الحكى وحركة الذاكرة، والتمثيل، الارتجال واستكشاف الحرية الصوتية.

وانطلقت ورشة الحكى وحركة الذاكرة للممثل والمخرج والمدرب المسرحى البولندى دانيال أربازويسكى، والتى بدأت بتمارين حركية تساعد الممثل على التركيز فى كل حركة بشكل منفرد دون جعل أخطاء الآخر تؤثر عليه بشكل يفقده تركيزه، وذلك عن طريق استخدام حركة أجزاء الجسد بشكل منفصل، ثم الجمع بشكل فجائى مثل حركات لاعبى الفنون القتالية، بالإضافة إلى الحركة الحرة وغيرها من الحركات الجسدية التى تساعد الممثل فى التحرر الجسدى أثناء الرقص مما يساعده خلال الوقوف على خشبة المسرحى لحكى قصته.

وتضمنت الورشة تمرين حكى بعد تكوين فريق ثنائى، يحكى الأول القصة عن طريق الصوت واستخدام الكلمة، بينما يحكى شريكه القصة باستخدام حركة الجسد دون النظر لبعضهم البعض، بينما كان الآخرون جمهورا يشاهدون القصص.

أما ورشة الابتكار مع المهرج والدمى، والتى قدمها الدكتور الإنجليزى ريتشارد تالبوت، والتى تستمر على مدار ثلاثة أيام بقصر ثقافة الأنفوشى، حيث تعرف من خلالها المتدربون على أساليب جديدة للكوميديا الجسدية مع فن الدمى البسيط.

وبدأ دكتور ريتشارد بالتعرف على الحضور وأسمائهم وأهدافهم من الورشة، موضحا لهم ما سيفعلونه خلال الورشة عن طريق الاعتماد على أجسامهم فى التحرك، معلنا أنه سيتم التركيز على حركة الإنسان وتغيرات حركته التى نراها ما بين المسرح وبين التى نراها فى الشاشات فى أعمال السينما والتليفزيون ثم سيتم الانتقال فى الأيام القادمة لحركة الدمى والجمع بين حركة الإنسان والدمى بوقتٍ واحد.

وأوضح أن هدفه من الورشة هو التعاون مع المشاركين وتعليمهم والتعلم منهم ومن أساليبهم فى الاستعراض والأداء فى المسرح المصرى، ثم انتقل بالمتدربين إلى خشبة المسرح، بالاعتماد على لعبة تسهل من معرفة أسماء بعضهم البعض وهو ما ساهم فى خلق جو من الود بين المتدربين والتدرب على الحركات المختلفة التى تنتج عن الحركات المرتجلة منهم.

وتضمن الجزء الثانى من الورشة على فكرة تعتمد على حبل يحركه شخص من كل جانب من خشبة المسرح وعلى باقى المتدربين استغلال الوقت الذى يبتعد فيه الحبل عن خشبة المسرح لأعلى حتى يمروا من خلاله بحركات مرتجلة على أصوات موسيقى اختارها د. ريتشارد.

ولفت «ريتشارد» أنظارهم إلى عرض العراق والحركة الحرة فيه، وأنه فى الغالب تكون هناك موازنة فى العروض بين الحركة الحرة وبين الاعتماد على الحركات الميكانيكة والسينوغرافيا، وقسمهم بعدها إلى مجموعات من فردين يتدربون فيها على حركة الدمى سويًا واستجابة الدمى لحركة الخيوط وبنهاية اليوم طلب منهم تسجيل مقطع فيديو من ١٠ ثوان يستطيعون استخدامه كخلفية بالاعتماد على أى مشهد يمرون عليه خلال يومهم.

وفى ورشة أداء الممثل، انتقل المدرب الموسيقى كريم عرفة إلى اختبار المشاركين للتعرف على أصواتهم، وتوجيه بعض الأسئلة للحضور خاصة الموسيقيين ومن ثم شرح الأدوات التى يجب أن يهتم بها ويركز عليها الممثل أو المغنى.

وتابع «عرفة» أنه يجب الاستعداد بتنظيم التنفس للمصداقية سواء فى الحوار أو الغناء شارحاً كيفية تنظيم التنفس مفسراً أنه كلما كانت مساحة الهواء أكبر كلما كانت مساحة التنفس أطول، مما يجعل الصوت الخارج أفضل للممثل ويكون قادراً على الاستعداد للتحدث فى أى وقت وبعد الانتهاء من الجزء النظرى تم الانتقال للأداء العملى تطبيقاً للتنفس الصحيح وتنظيم التنفس وثانى أهم الأدوات التى ذكرت هى «الإرسال والاستقبال» «التحدث والسمع».

واختتم بطلب من المتدربين «حفظ منولوج لتقديم مشهد قصير» وطلب المدرب كريم عرفة تدريبا منزليا وهو الوقوف فى وضعية الركوع، وهى أن يكون الصدر منحنيا للأمام والظهر مستقيما ووضع يد على الصدر والأخرى على البطن والتنفس بشكل منظم وانتهى اليوم بتدريب عملى على السلم الموسيقى.

كما قدم ورشة النقد الفنى والكتابة الإبداعية الدكتور محمد عيسى، والذى قام بتجميع المتدربين فى شكل دائرة وقام بتعريف نفسه أنه مصرى فلسطينى الجنسية، وقاموا بدورهم بتعريف أنفسهم، وقام بتمرين حركى باستخدام الكرة والمشى فى جميع الاتجاهات ولكن بتحديد هدف معين، وتم تقسيم المتدربين إلى مجموعتين كل مجموعة مكونة من شخصين، وكلفهم باختيار مشروع والبحث عن طرق تمويله ومن هم الأشخاص الذين بإمكانهم تمويله وأعطاهم أدوات وألوانا لتسهيل إنشاء الخطة ثم بعد انتهاء الوقت قام بتجميعهم مرة أخرى فى شكل دائرة لمناقشة فكرة كل مجموعة.

وأضاف دكتور محمد عيسى أنه يفضل أن كل فرد يبدأ مشروعه الصغير بعيدا عن التجمعات، لافتا إلى أن أوغندا وسنغافورة يشجعان هذه المشروعات.

وقامت كل مجموعة بتقديم بريزينتيشن عن فكرتهم ودارت مناقشة واسعة المدى عن موضوع كل مجموعة ودكتور محمد عيسى كان يقدم لهم النصائح والتوجيهات ثم بعد انتهاء المناقشة قام بتوزيع بعض من النقود على المجموعتين وكلفهم بتجربة عملية وهى صنع أحلى باقة من الورد ومن ثم قاموا بالانطلاق فى الشارع لتنفيذ التجربة وبالفعل بعد بعض من الوقت عادت كل مجموعة بباقة الورد المطلوبة وبالأحداث الذى حدثت لهم أثناء أداء التجربة، وكان هدف الدكتور من هذه التجربة إثبات للمتدربين أنهم قادرون على عمل الشىء فى وقت قصير وبتكلفة قليلة ومواجهة أى عقوبات تواجههم حتى يصلوا إلى هدفهم الأخير، وبالفعل من حديثهم عن التجربة أنهم استفادوا الكثير.

ثلاتة عروض قامت بتمثيل مصر فى المهرجان، بالإضافة إلى عدد آخر من مختلف الدول العربية، بواسطة لجنة مشاهدة، حيث تضمنت الدول المشاركة، «مصر، فلسطين، إسبانيا، سلطنة عمان، المغرب، العراق، تونس، إيطاليا، الأردن، الكويت، الإمارات العربية المتحدة».

وانطلقت فعاليات مهرجان الإسكندرية الدولى للمسرح فى دورته الثالثة عشرة، بمكتبة الإسكندرية، بحضور عدد كبير من الفنانين، منهم أحمد رزق، والذى يحمل اسم الدورة وتم تكريمه وسلمه ذلك الفنان حمدى الميرغنى، وشهد أيضا الافتتاح كل من الفنان إبراهيم الفرن رئيس المهرجان، والفنان إسلام وسوف، مدير المهرجان، وعدد آخر من الفنانين، بينهم أحمد صيام، وعارفة عبد الرسول والدكتورة رانيا فتح الله، والدكتور أبو الحسن سلام، والدكتور جمال ياقوت، والملحن كريم عرفة.

واستهل الافتتاح عرض فيلم عن فنان الشعب سيد درويش، تزامنا مع مرور 100 عام على رحيله، وتلاها أوبريت «أغنية المهرجان».

وأعرب الفنان أحمد رزق عن سعادته لإطلاق اسمه على الدورة ١٣ من مهرجان الإسكندرية المسرحى الدولى، لافتًا إلى أن هذا التكريم جعله يفتخر بانتمائه لمدينة عريقة مثل الإسكندرية.

وأشار إلى أن هناك العديد من الأشخاص لهم فضل فيما وصل له والقدر لم يمهلهم ليحضروا تلك اللحظة، وعلى رأسهم والده المخرج الكبير عبدالمنعم رزق، والمخرج السكندرى الكبير الراحل عادل شاهين، والمخرج الراحل ناجى أحمد ناجى، وأستاذه الملحن حمدى رؤوف، ووجه الشكر لكل القائمين على المهرجان، مضيفًا أن سعادته زادت بتقديم الفنان حمدى الميرغنى له خلال التكريم.

كتب: هالة نور |

https://www.almasryalyoum.com/

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.

   

This will close in 5 seconds