يقول جيم فالفو : ” يمكن للسرطان أن يسلب كل قدراتي البدنية ، لا يمكن أن تلمس عقلي ، ولا يمكن أن تلمس قلبي ، ولا يمكن أن تلمس روحي ” .
السرطان كمرض معركة غير متوقّعة يمكن للإنسان أن يستعدّ لها دونما سابق إنذار ، لكن في المجتمع الإنساني عامّة ثمة عديد الحالات غير المتوقعة ممّن تحدّت وواجهت بكل إرادة ، معتمدة على روح متّقدة أبت أن تنطفئ في ظل الظروف القاهرة للمرض .
من ذلكم المنطلق ، تسمو المبادرات الإنسانية الجادّة التي من شأنها تخفيف وطأة المرض والرفع من معنويات المصاب بكذا أسلوب من منبع إنساني محض ، حيث وفي مبادرة متجدّدة من مبادرات معهد دراما بلا حدود الدولي بألمانيا ، ووقوفا عند أهمّ الأهداف والآفاق المسطّرة للمعهد ضمن سياسته التنموية الهادفة ودعما للبعد الإنساني ، أشرفت الدكتورة ” دلال مقاري باوش” المدير المؤسس للمعهد مؤخرا على بعث ورشة تكوينية لصالح متحدّي مرض السرطان .
وتحت شعار : ” أنت لست وحدك ” تمّ الإشراف على الورشة التي كانت هدية للكاتبة الشابة “هند الخالدي “، والتي تعتبر أنموذجاً للتحدي والإصرار والأمل ، في تحديها خلال سنوات لمرض السرطان ، ومقاومته بالبحث والتغيير والكتابة ، والفائق من سلام الروح والقلب والعقل .
حيث تطرق برنامج الورشة المتجددة ، الى التدريبات النفسية والذهنية والحركية والروحية ، أين استندت الدكتورة ” دلال مقاري باوش” في برنامجها التدريبي الموازي للخط العلاجي الدوائي الكلاسيكي على منهجها الخاص في السيكودراما والدراما ثيرابي والذي تستخدم فيه تقنيات وأساسيات ( الكولاج ثيرابي ، خيال الظل ، الكتابة الموزاييك ).
سعت الورشة الى تغيير المنظور الشخصي للمصابين بالسرطان ، من خلال اكتشاف الذات أولا ً، وإعادة انتاج الأفكار والمشاعر ، القادرة على تغيير الواقع بحكمة وبصيرة .
الورشة وضمن غايتها الأسمى تهدف في الأساس إلى التأهيل والتمكين والدعم النفسي لمتحدّي مرض السرطان ، أين قدمت المشرفة على الورشة الدكتورة ” دلال” مستندة إلى عصارة البحث والتجريب في السايكودراما والدراما ثيرابي ، محققة بذلك تمارين جديدة مبتكرة في هذا المجال تنتمي في الأساس الى منهاجها الخاص ، الذي يعنى بتنمية الذات وتطوير المسار الروحي والسعي باتجاه مستقبل أفضل .