عين على المسرح-الـنـدوة العلمية ضمن فعاليات مهرجان البساط العربي للمسرح الاحترافي المسرح العربي بين الصمود والإنهـيـار-بقــلم : عـباســـيــة مـــدونــي –سـيـدي بلـعـــبــاس- الـجـزائـــر

       في ظل فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان العربي للمسرح الاحترافي بـ” بن سليمان” ، عقدت ندوة فكرية في محور ” المسرح العربي بين الصمود والإنهيار” ، حيث أثار تفاصيلها جمع من الأساتذة والفنانين المتمرسين من دول عربية مشاركة ضمن فعاليات الدورة  على غرار المغرب ، الجزائـر ودولة الإمارات العربية المتحدة ، وذلاك على مستوى قاعة الندوات بفضاء جمعية الزيايدة  ، حيث اجتمع شمل المشاركين بفعاليات الدورة الثالثة من المهرجان ، وعديد المهتمين بالفعل المسرحي من فنانين ونقاد وإعلاميين .

 

محور أسال الحبر الكثير وفتح النقاش حول عديد الاستفهامات والأسئلة العالقة التي ما تزال تؤرق الفنان والمهتم بأبي الفنون ،  سواء كان متلقيا أو ممارسا ، في ضوء مجموعة من التحديات والآفاق المعوّل عليها خدمة لأبي الفنون ، مهما كانت العراقيل وتفاقمت المشاكل التي تلاحقه ما سموه بمسرح عربي .

استهل الندوة الفكرية الدكتور ” عبد الفتاح الأبطاني” الذي تحدث عن واقع المسرح العربي وما يتخبط فيه من مشاكل وما يعترضه من معوقات ، مشيرا إلى الانفتاح على الغرب ونهلنا التقنية التي غيّبت المسرح العربي الذي من المفترض احتوائه والتركيز على خصائصه ومميزاته ، والتي تعدّ البذرة الأساس في تطوره والتعزيز من إمكانياته التي لابدّ أن تخدم مساره ، متسائلا عن أي صمود نتحدث وأيّ انهيار سنواجهه ، في ظل ما يلحق بالمسرح العربي حسب رأيه من تقليد للغرب وتغييب للأصول والثوابت العربية .

أين لابدّ أن ننحت مشهدا مسرحيا عربيا ، يقف أمام شتى التحديات والتحولات التي من شأنها العمل على تطويره وتطوير مداركه وإبداعاته التي تخدم الفرد والمجتمع .

الورقة الثانية كانت من إثراء الفنان ” عبد الله الجابري” من دولة الإمارات العربية المتحدة ، الذي جاءت ورقته جدّ مختصرة ، مصرّحا بجهود السلطان الشيخ زايد في حرصه على الاهتمام بالمسرح وكل ما يتعلق به ، بخاصة وأنه تمّ مؤخرا افتتاح معهد خاص بالمسرح حيث يتمّ استقدامهم كثير من المبدعين المغاربة لتعليم أصوله ومناهجه نظريا وتطبيقيا ، ناهيك عمّا تتوفر عليه الإمارة من بعث لعديد المهرجانات التي تعنى بالفن الرابع وبالمبدعين ، مركّزا على أهمية المسرح ودوره في تقريب المسافات وتحقيق التفاعل والاحتكاك .

من جهتها ومن دولة الجزائر الأستاذة ” برمانة سامية ” من جامعة الجيلالي ليابس-سيدي بلعباس ، قسم الفنون ، قدّمت ورقة بحثية  رصينة كشفت من خلالها عن واقع المسرح العربي لاسيّما الجزائري منه ، مثيرة أهمية العمل الميداني في مجال أبي الفنون للرقي به والعمل على تحقيق التوافق ما بين النظري والتطبيقي ، كما أصرت على ضرورة الاهتمام بالنصوص الدرامية كتابة ومسرحة ، والسعي إلى ملامسة قوة الطرح فيها والواقع المعيش ، وأن المسرح بالجزائر له خصوصيته وغاياته لكن لا ينسلخ من ريبرتوار المسرح العربي ، فله معوقاته وطموحاته وآماله وما يعوّل عليه مستقبلا .

بعدها فسح المجال ، أمام المتداخلين ليقفوا عند محور الندوة الفكرية التي فتحت لهم آفاق النقاش ومنح آرائهم وطرح ما يؤرقهم تّجاه ما يسمى بمسرح عربي ، وقد تباينت وجهات النظر وتعالت أصوات الطموح والرهانات المعول عليها ، مع ضرورة الالتفاف حول المسرح كفن إنساني لا حدود ولا جغرافية له ، وأن نحافظ على تراثنا وأصالتنا دونما الانسلاخ عن الذات ، مع الحفاظ على قيمة ذلكم التراث ، وضرورة الانفتاح على الآخر واستغلال التقنية حتى نؤسس لمسرح واعد ويشي بالكثير من الإبداع ، ناهيك عن فتح المجال أمام الطاقات الشبانية وإبداعاتها وفق الراهن تحقيقا للصمود ودحضا للانهيار.

وهته الندوة ستكون امتدادا لعديد اللقاءات في المستقبل القريب بغية تحقيق الانصهار وتلاقح الأفكار مع  الوقوف عند  إشكاليات جوهرية متصلة بالمسرح العربي لتبحث في لبّه ومساره وآفاقه وشتى المعطيات المحيطة به ، وكيف لنا أن نحدد خارطة مسرحية عربية رائدة وذات أبعاد ، لاسيّما في ظل الآليات الحديثة وموجات الإبداع الشاهقة ، بخاصة مع المد المعلوماتي ، وكيفية استغلال الطاقة البشرية في مجال أبي الفنون للرقي به .

هذا ، وقد أتبعت الندوة بتوقيع كتاب ” لعبة الشطرندلس” للمؤلف المغربي الفنان والشاب” حسن الفايز“. وهذا بحضور وازن لعديد المشاركين من جموع الفنانين والمشاركين ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان البساط العربي للمسرح الاحترافي .

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …