دور الهيئة العربيَّة للمسرح في الحِرَاك المسرحيّ على مدارات المهرجان العربيّ خلال 10 سنوات الماضية – مجدي محفوظ

منذ أن تم الإعلان عن تأسيس الهيئة العربيَّة للمسرح ككيان مسرحي عربي قادر على النهوض بالحِرَاك المسرحي في الوطن العربي، وهي تقدم كل ما هو أسمَى للمشاهد وللباحث، حيث أوْلَت الهيئة كل جهدها في هذا السياق ولخدمة هذا الهدف. ومن هذا المنطلق بدأت في التطوير والعمل الدَّءُوب لتقديم الخُطط الطَّمُوحة لبلورة حِرَاك مسرحي جاد ومتجدد، ومواجهة التحديات الكثيرة التي يواجهها المسرح العربي.

وإذا أردنا الحديث عن هذا السياق وابراز هذا الدور على مدى السنوات العشر الماضية، فلا تكفي هذه الكلمات للحديث عنه؛ لأنه دورٌ مُهمٌّ في الحِرَاك المسرحي العربي، ومساهمته في تطوير المستوى الثقافي والفكري للأجيال، كما فعل جيل الرواد في الماضي للارتقاء بالمسرح ورسالته في ستينيَّات القرن الماضي، فكان لا بُدَّ أن تكتمل المسيرة برؤًى حديثة تتنافس على تجويد ما تُقدِّمه للجمهور والوصول للمسرح العالمي.

هنا جاء الدور الكبير الذي تبنَّاه سُمُوُّ حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بِنْ محمد القاسمي اتجاه مثقفي ومسرحيِّي الوطن العربي بإنشاء الهيئة بيتًا للمسرحيِّين العرب؛ حتي تقوم بواجبها نحو المسرح والمسرحيين. ومن أبرز أنشطة الهيئة الإشعاعية : مهرجان المسرح العربي، والذي تنطلق فعالياته في العاشر من يناير من كل عام، إضافةً لما يتضمنه من تنافس على جائزة سُمُوِّ الشيخ الدكتور سلطان بِنْ محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي؛ ليشتد الحِرَاك المسرحي في جميع الأقطار العربيَّة للتنافس على الجائزة لقيمتها العربيَّة الكبيرة.

إن المتابع للحِرَاك المسرحي العربي في السنوات الأخيرة، يلحظ هذا التنافس الشديد بين العروض المسرحية المشاركة في الجائزة على مستوى الأقطار العربيَّة من محيطها لخليجها؛ ليعكس الأثر الإيجابي نحو هذا الحِرَاك المُتميِّز والنهوض به عامًا بعد عام، ويتضح ذلك جيدًا من كَمِّ الأعمال المشاركة في المسابقة.

هذا إضافةً إلى جائزة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار وجائزة تأليف النص المسرحي الموجه للصغار لدعم حركة الكتابة العربيَّة وإحداث نقلة نوعية لإنتاج المعرفة، والتنوع المستمر. وقد اقتصرت المشاركات في العامين الأخيرين على الكُتَّاب الشُّبَّان الالاقل من 35 سنة؛ لإبراز قدراتهم وتحقيق طموحاتهم نحو المستقبل.

هذا بالإضافة إلى المشاركات الكثيرة التي تشرف عليها الهيئة، ولا نستطيع أن نغفل الدعم المستمر من الهيئة للمسرح والمسرحيِّين العرب من مشاركات مسرحيَّة فيما بين الأقطار العربيَّة؛ مما سهَّل للجميع مشاهدة العروض والاطِّلاع على التجارب العربيَّة والحوار حول قضايا المسرح العربي، وأيضًا المُلتقَيَات الفكريَّة والثقافيَّة الكثيرة والمتنوعة؛ بل وظهور الكثير من التجارب والرُّؤَى المسرحيَّة المختلفة بالإضافة إلى الورش المسرحيَّة المتنوعة، والمنشورات التي تقوم الهيئة بنشرها ومشاركتها في كل المحافل الثقافيَّة العربيَّة.

لقد أوْلَت الهيئة العربيَّة للمسرح كل جُهْدها لخدمة المسرح العربي وقضاياه المختلفة، وكان ذلك كله بتوصياتٍ سديدةٍ ورؤًى حكيمة من سُمُوِّ حاكم الشارقة – حفظه الله -. وفي مارس 2018م، كانت الرؤية السديدة لسُمُوِّ حاكم الشارقة نحو تفعيل مهرجانات عربيَّة وطنية؛ حيث قامت الهيئة العربيَّة للمسرح بالدراسة والإعداد والحركة الدَّؤوبة فيما بين الدول العربيَّة لإطلاق دورات أولى للمهرجانات المسرحية في الدول العربيَّة التي ليس فيها مهرجانات مسرحية وطنية؛ لتحمل على كاهلها النهوض بالحركة المسرحيَّة العربيَّة داخل بلدانها؛ مما يدفع بها في الاستمرار والتطوير فواصلت ليلها بنهارها؛ حتى تستطيع أن تنجز الدورة الأولى لهذه المهرجانات قبل نهاية العام 2018.

إن دور الهيئة العربيَّة للمسرح على الساحة العربيَّة لدورٌ مُهمٌّ في تطوير الحِرَاك المسرحي العربي لإعادته لمكانته الطبيعيَّة التي كان عليها قبل عقودٍ مضت، وبدعمٍ سخيٍّ ومستمرٍّ من سُمُوِّ حاكم الشارقة؛ حتى تكرِّس الهيئة جهدها نحو تفعيل وتطوير الحِرَاك المسرحي العربي والذي كان الهدف الأسمَى الذي أُنشئت لأجله وما ارتأته من ضرورة حتميَّة للنهوض بالمسرح العربي وتطوير واقعه؛ ليلتقي مسرحيُّو الوطن العربي كل عام للوقوف على قضايا المسرح المختلفة وتطوير كيفية طرحها ومعالجتها، ومناقشة تجليات مشكلاته المختلفة، وكذا مشاهدة العروض المقدمة ومناقشتها في ندوات تطبيقيَّة مُتخصِّصة والوقوف على مكامن القوة والضعف في هذه العروض الفنية لأجل تطويرها وتجويد مستواها الفنتي والفكري في التجارب القادمة منها.

كل الأمنيات للهيئة العربيَّة للمسرح بالتوفيق والسداد اتجاه مسئولياتها الكبيرة؛ بغية النهوض بالمسرح العربي وحِرَاكه المستنير لتتحقق رؤية سُمُوِّ حاكم الشارقة في تنوير المواطن العربي وحمله على الثقافة والحرية؛ ليكون المسرح مِنصَّة تنويريَّة عربيَّة قادرة على تثقيف مجتمعنا العربي الكبير … 

يقول سُمُوُّ حاكم الشارقة – حفظه الله -:« يا أهلَ المسرحِ، تعالَوْا معنا، لنجعلَ المسرحَ مدرسةً للأخلاقِ والحريَّة».

مجدي محفوظ – الشارقة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش