حاتم السيد.. حتى نقيم مسرحا عريقا، لابدّ من الاهتمام بمسرح الطفل، الشباب والجـامـعـي – عباسية مدوني وكنعان البني

  الفنان والمخرج المسرحي ” حاتم السيد” قامة من القامات المسرحية الشاهقة أردنيا وعربيا ، صاحب تجارب عديدة ورؤى هادفة فنيا ، ومن خلال حضوره ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي بالأردن في دورته الثانية عشرة ، والمنظّم من لدنّ الهيئة العربية للمسرح ، وباعتباره مكرّما ضمن قائمين المكرمين العشر الذين اختارتهم نقابة الفنانين الأردنيين ، سمح لنا جسر التواصل أن يكون لنا معه هذا الحوار ، والذي فسح لنا المجال للتعرّف أكثر على هته القامة الفنية ، وكل ما قدّمته وما تسعى لبذله لصالح فنّ أصيل وواع .

  • فــمن هو ” حـاتـم الـسيــد” ؟ وما أهمّ ما ميّز مسيرته الفنية والمسرحيـة ؟       

حاتم السيد : بداية أنا خريج المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة ، تخرجت من أكاديمية الفنون المسرحية عام 1971 ،  مع جيل من الفنانين العمالقة الذين قادوا الحركة المسرحية في مصر وبعض الدول العربية، وقد رجعت عمان عام 1972 لأستهلّ مرحلة جديدة بتاريخ الحركة المسرحية بالأردن ، حيث كان قد بدأ بالحركة المسرحية الأستاذ القدير رحمه الله “هاني سنوبر” عام 1964 ، والذي عمل بالمسرح العربي السوري قبل العام 1964 ، وأعتقد تحديدا منذ العام  1959 ، وفي رصيده ما يربو عن الثلاثين       ( 30) عملا مسرحيا في سورية ، وذات الأعمال قدّمها في عمان باسم أسرة المسرح الأردني.

  وتعتبر تلكم  المسرحيات نوعية من المكتبة العالمية ، حيث أن المتتبّع  للحركة المسرحية يعرف كاتبي هذه المسرحيات وماذا تريد أن تقول هذه العروض ، وبدأت بعد أن شعرت أن المسرح في الأردن بحاجة لجرعة من المسرح   العربي ، كما  شهدتتجربة زميل لنا بمسرحية وهي ثلاث مسرحيات “الدرس” و”الأستاذ” و”حارس الفنار” وكان عدد الممثلين أكبر من عدد المشاهدين ، في هذا قمت بدراسة ونشرتها بمجلة الشباب وكانت تسمى “صوت الجيل” التي تصدر عن وزارة الثقافة ووضحت فيها أن المسرح الأردني بحاجة لمسرح يواكب الهموم العربية.

  وأولى أعمالي كان “الزير سالم” ثم عمل آخر “لـ”علي سالم” تحت مسمّى “عفاريت مصر الجديدة” وكنت قد سميتها “عفاريت القرن العشرين” بعد  الإعداد ، بالإضافة إلى اقديمي “الصعلوك” وكان اسمها “الملوك يدخلون القرية” ، وبعدها عمل آخر موسوم بـ “قرقاش”  لـ “سميح القاسم ” ، أضف إلى ذلك عمل آخر بعنوان “المسامير” لـ” سعد الدين وهبة” ، لأفتح بعد ذلك كلّه ملف “محمود دياب” بعد أن قدمت له مسرحية عام 1976 اسمها “اضبطوا الساعات” عن ثلاثية “رجل طيب” في سلسلة  ثلاث حكايات، لأقدّم  الحكايات الثلاث وهي  “الغرباء يشربون القهوة” بعد عام 1977 ، ثم “الرجال لهم عروش”  وقدمتها بوقت متأخر في العام 2002 ، ثم ثالث حكاية أو عمل  “رسول من قرية تاميرا” بعد أن شاهدتها في دمشق ،وقمت بإعداد لها بعد مشاهدتي لمعاناة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والمعزولين عنا ، وأهل تاميرا المعزولين عن محيطهم العربي ،وقد لاقى هذا العمل نجاحا جماهيريا كبيرا ،  لأتبع ذلك بمسرحية “المهرج” لـ” محمد الماغوط” و” ليالي الحصاد” في عام 1981 ، ثم فتحت ملف الصديق  المرحوم “ممدوح عدوان” وقدمت أول مسرحية “حال الدنيا” هي الأخرى لاقت نجاحا واسعا ، وقد قدمتها بالجزائر سنة 1985 ، وجالت المسرحية غالبية الوطن العربي ، لأقدم بعدها مسرحية كانت معدّة مسبقا “دورمينات” أعدها الأستاذ “عبد اللطيف شما” أردنيا اسمها “سلام الظل” ، ثم قدمت بعد ذلك في عام 1988 لـ” نجيب سرور” “أفكار جنونية من دفتر هاملت” وكانت نصا مونودراميا حولته إلى مسرحية لعدة شخوص ذات بعد  فلسفي ، وتمّ عرضها في بغداد وبعض الدول العربية.

  ويضيف ذات المتحدث قائلا : أمّا في فترة  التسعينيات كنت أسعى لإقامة مهرجان مسرحي فكان مهرجان المسرح الأردني وكانت الدورة الأولى من أنجح الدورات التي قامت وحتى اليوم يتم الحديث عن هذه الدورة وأثرها على المسرح الأردني والعربي وبعد عدة دورات أعتقد بعد أربع دورات ونتيجة إيماني بالعروبة حوّلت المهرجان إلى مهرجان عربيّ  ، حتى أصبح من أهم المهرجانات العربية ،وكانت تقيمه وزارة الثقافة الأردنية ، معتمدا  على القطاع الخاص في دعم المهرجان

 وفي العام 2007 أصبحت مستشار وزير الثقافة الأردنية ،ثم أمين الثقافة العامة بالوكالة، ثم أحلت على التقاعد ،ولا يزال المهرجان مستمرا حتى الآن في صعود وهبوط ،ثم بالتعاون مع الشباب في رابطة الفنانين أقمت مهرجان “عامون” المسرحي للشباب ، وكذلك مهرجان الطفل.

  وكنت منذ العام 1977 أصرّ على أنه أن يقوم لنا مسرح عريق لابدّ  من الاهتمام بمسرح الطفل وبمسرح الشباب وبالمسرح الجامعي ، حتّى يصبّ كل هذا الجهد والتنوع في مسرح المحترفين ، وكان لدينا اثنا عشر مركزا ثقافيا في المملكة ونشطنا مسرح الهواة وكان كل مركز يقدم عملا مسرحيا للهواة الشباب وبدعم من وزارة الثقافة ، ومن جانب آخر أسست نقابة الفنانين ، حيث في البداية أنشأت رابطة الفنانين الأردنيين وطورتها لتشمل كافة الفنون ،ثم  صدر بإرادة ملكية تأسيس نقابة الفنانين الأردنيين عام 1997 ، كما أني حصلت على جائزة الدولة التقديرية لجهودي في تكريس المسرح الأردني ، ولم يثنن هذا عن العمل بل واصلت المسير بالمسرح إلا منذ سنوات قليلة ، حيث هناك قانون نقابي للأسف يحرم على الفنان النقابي العمل بعد بلوغه سن التقاعد ،وهذه سنرفع بها قضية في مؤتمر النقابة القادم .

  • بعد هذا الاستعراض لأعمال مسرحية أنجزتها ، وكذا سعيكم لتأسيس نقابة للفنانين الأردنيين ، والاجتهاد في إقامة المهرجانات وبوجه خاص مهرجان المسرح الأردني السنوي الذي تقيمه وزارة الثقافة إلى جانب باقي   المهرجانات … ما هي رؤيتكم المستقبلية للمسرح العربي، وكذلك نظرتكم إزاء مهرجان المسرح العربي الذي تنظّمه وتشرف عليه الهيئة العربية للمسرح؟

 حـاتم الـسـيـد : يشرفني أن أكون تلميذا لمهرجان دمشق للفنون المسرحية ، هذا المهرجان الوحيد في الوطن العربي الذي كان له الفضل بأن جمعنا من المشرق والمغرب وعرفنا على بعضنا البعض، أول مرة أحضر المهرجان وأجد نفسي أمام “المنصف السويسي” رحمه الله، وأمام “محمد بن قطاف” و “فؤاد الشطي” و “الطيب الصديقي” ، جميعهم كوكبة من عمالقة المسرح العربي على أرض الواقع ، إلى جانب الكتاب المسرحيين  أمثال “محمود دياب” و”محمد الماغوط” و”ممدوح عدوان” ، ولفيف من النقاد أمثال “بو شاؤول” ، جميع هؤلاء  كان لقاؤنا بهم في مهرجان دمشق للفنون المسرحية ، صحيح تعرفنا على “محمود دياب” و”علي سالم” و“يوسف إدريس” خلال دراستنا في مصر ، ولكن أن تلتقي بهم ضمن مهرجان عربي هذا شيء له نكهة أخرى ،لذا أقولها بكل فخر لقد تتلمذت على يد هذا المهرجان فكنت أراقب وأشاهد وأتابع كل شيء ، من التنظيم الدقيق والكرم الحاتمي ومدير المهرجان الفنان “أسعد فضة” الذي نشأت لنا معه حوارات تناولنا فيها الكثير من القضايا التي ترتقي بالمسرح على الصعيد الاجتماعي العربي بشكل عام ، وكنا نقدم الملاحظات الآنية وكان يسمع لنا ويحاورنا في الغرف والردهات ،  لقد كان هذا المهرجان مدرسة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ،وأنا مدين لهذا المهرجان، ثم كان مهرجان قرطاج في تونس عام 1983 وذهبنا لتونس وتابعنا فعاليات المهرجان بإدارة “المنصف السويسي” ،وشاهدنا العروض الأفريقية والعروض الأخرى التي نعرفها وكذلك الكتاب والنقاد المخرجين الذين تعرفنا عليهم، وربطتنا بهم صداقات محبة وتعاون وتبادل خبرات ،وبهذا الشكل  تطور مهرجان قرطاج وزاد مهرجان دمشق ألقا وعطاء وتجديدا، بعدها مباشرة قمت بالإعداد لمهرجان المسرح الأردني ليضحى من المهرجانات الثلاث المهمة بالوطن العربي…

وكان هناك مهرجان محترف بالمغرب سمعته به ولكن لم أشارك به وكان مهرجانا هاما أيضا ، ثم ظهر مهرجان المسرح الوطني المحترف بالجزائر ثم مهرجان القاهرة التجريبي والدولي، وهو قبيل مهرجاننا بسنة أو سنتين، وكان مهرجانا دوليا على قدرعالي من الأهمية، وصرنا نذهب لدمشق والقاهرة وتونس والمغرب التي لا نعرف عنها أي شئ بعد ، فبدأنا في مشاهدة العروض المسرحية هناك والتعرف على الشخصيات المسرحية والثقافة بشكل عام ،والرواد والقضايا الفكرية بالمسرح وكل ذلك كان  إثراء للفنان، ومرحلتنا فعلا مرحلة إثراء للفنان العربي ،والحقيقة نحن تخرجنا من المعهد ومعلوماتنا محدودة عن المسرح بالوطن العربي، وأنا لا أنكر أننا كنا نعرف المحيطين بنا ، ولا نعرف إلا المسرح المصري، وبعد ذلك  تفاجأنا بوجود “سعد الله ونوس” و “الطيب الصديقي” و”منصف السويسي” و“صقر رشود” و“عبد الكريم سريا” و“فؤاد الشطي“، فكلّ هؤلاء بدأنا نتعرف عليهم بعد التخرج من المعهد ، وقبل ذلك حقيقة لم نكن نعرف أي شئ عن المسرح بالوطن العربي ، وللآن أتذكر أنه في سنة  1988م، وقع تحت يديّ عدد من مجلة الحياة المسرحية كان يضم مقالة عن مهرجان دمشق المسرحي ومشاركة الأردن بالمهرجان قرأت العدد كاملا وبشغف ولم تكن لدي هذه المعلومات ،وكنت وقتها طالبا وأحضر المجلة الصديق “هشام شربتجي” كنا معا بنفس المعهد وتخرجنا سوية وجمعتنا زمالة مهمة، قرأت المقال كاملا وبشغف وتعرفت على العروض التي تم تقديمها في المهرجان بدورته الأولى ،  ثم صار مهرجان الفوانيس الذي كان يقوم به أكاديميون ومتخصصون بالمسرح وبالموسيقى ، لكن للأسف توقف هذا المهرجان لقلة الدعم ، زكنّا نحن نعول عليه كثيرا لأنهم يعتبرون مدرسة جديدة في عالم المسرح ،وشكلوا ظاهرة في عالم المسرح ، ثم بدأت في التسعينيات بمرحلة متأخرة بعض الشيء مهرجان المسرح الحر والذي أصبح رافدا مهما ، ثم مهرجان طقوس ومازال مستمرا وهكذا بدأت المهرجانات تتوالد هنا وهناك في الأردن على غرار مهرجان الزرقاء والحر وطقوس ،إضافة إلى مهرجان  المسرح الأردني ،وجميعها روافد تصب بالحركة المسرحية، أنّى قامت تلكم الحركة  المسرحية على جهود أفراد قاموا ببعث تلكم المهرجانات وآمنوا بأهدافها .

  • ماهي رؤية الفنان “حاتم السيد” بعد هذه التجربة لأهمية المهرجانات وضرورتها المستقبلية؟

حـاتـم الـسيـد : أهم مسألة من وجهة نظري أن يكون بين هذه المهرجانات تنسيق، وتشكيل لجنة لمعرفة ماذا سيقدمون في كل مهرجان ،ويكون لكل مهرجان عنوان ،مثلا هذا المهرجان يلتفت للتراث ،وذاك يحكي          بالكوميديا ،بمعنى أن تكون كل  دورة من دورات المهرجان مخصصة لهذا الجانب أو ذاك ، بشكل تكاملي يفيد الحراك المسرحي في هذا البلد أو ذاك ، مثلا الآن هناك مهرجان مسرحي بالكويت وعدة فرق من الكويت تحضر وتشارك الآن في مهرجان المسرح العربي ،ومدير المركز الثقافي الملكي في مهرجان الكويت ومركزه يستقبل عروض المهرجان المسرح العربي ،لذلك من الضروري التنسيق وتكريس الجهود لمهرجان واحد لتكون الفائدة أكثر جدوى ، بمعنى أدقّ أن يكون هناك خارطة للمهرجانات العربية ويتم فيها بحث المشكلات التي تواجه المسرح العربي بشكل خاص وعام، وبالتالي يتم تجنب المشاكل التي تواجههم ، حيث مثلا وفي العام 1994 أقمنا مهرجان الملتقى العلمي للمسرح في القاهرة في أيام الرئيس “جمال عبد الناصر” وكان “أحمد حمروش” عضو مجلس الثورة مسؤولا ،يشرف ويقود هذه التجربة ، وكنت أنا من الأردن ،ويسر الجندي من مصر ،ومجموعة استطعنا أن نعمل هذا المهرجان ووضعنا له برنامج ، أين كانت تلكم الدورة تحكي عن التراث وأنت لديك عمل تاريخي تشارك بالمهرجان ولكن لا تدخل المسابقة ، وعملنا مهرجان شاركت به سوريا بعمل للدكتور “عجاج سليم “ومن كتابة المرحوم “ممدوح عدوان” رحمه الله بعنوان “سفر برلك” ..أعتقد بدورة العام  1994م، ولكن تمّ إيقاف نبض هذا المهرجان لصالح المهرجان التجريبي المعاصر، وللأسف لم تقم منه  سوى دورة واحدة لهذا المهرجان وكانت دورة مميزة حينها .

  • إذا ، ما هي أهمّ مقترحاتكم للمهرجانات؟

حـاتـم الـسيــد : مثلا أن لا يكون التكريم قطري كما حصل بهذه الدورة المرّمون جميعهم من الأردن ، لماذا لا يكون التكريم من مختلف البلدان العربية وهكذا في كل دورة ،أم علينا الانتظار حتى يقام المهرجان في بلد هذا المسرحي حتى نكرمه مثلا ،وكذلك التوقيت للفعاليات التي تقام بزمن واحد كيف ستتم المتابعة أنتم مثلا كمتابعين إعلاميين كيف ستتوزعون مابين المؤتمرات الصحفية عن العروض والمؤتمر الفكري وكلاهما بنفس التوقيت، هذا برأيي شيء متعب وخطأ في التنسيق بين الفعاليات ،وكذلك أن تكرر العروض مرتين وبتوقيتين مختلفين بحيث نوفر للمشارك وللجمهور مشاهدة العروض المستضافة في المهرجان

  • أستاذ حاتم الهيئة العربية للمسرح ودعما للشباب تقيم مسابقة في الكتابة الخاصة بالتأليف المسرحي  للكبار وللصغار وحتى في البحث العلمي …، لا شك مبادرة طيبة ومشجّعة ، فسؤالنا :      من تقدم به العمر وتجاوز السن المحدد ولديه الإمكانية للعطاء والمشاركة ما هو واقع الأمر بالنسبة له؟ وهل الإبداع مرهون بسن محدد؟

 حـاتـم الـسيــد : هذا الموضوع نعالجه في نقابة الفنانين الأردنيين التي جرت العادة وليس القانون أن المتقاعد يعفى من العمل ؟؟؟ وهذا كلام يحتاج لإعادة النظر به ، أي نعم الإبداع لا يحدده عمر معيّن ، أنا الآن متقاعد ولكن لدي التوق لإخراج عمل مسرحي ،أو لكتابة بحث علمي أو نص مسرحي وأدخل به المسابقة هذا حق ومن الضرورة إيجاد الحل فالإبداع لا سن له ، هؤلاء أصحاب تجربة من الضروري توصيلها للجميع ،وقد أشرت بكلمتي في اليوم  المسرحي العربي بدورته العاشرة بالجزائر موجها الحديث للشباب “كونوا كما كنا ..ولا تكونوا كما أنتم ” هم جاءوا على السهل ونحن دفعنا عمرنا مقابل هذا المنجز الذي تتنعمون به ، ليس على مبدأ صراع الأجيال طبعا ، نحن نؤمن بطاقات الشباب    وندعمهم ،ولكن لا تنسى إدارات المهرجانات أننا لازلنا أرضا خصبة للعطاء .

  • أستاذنا “حاتم” الجميل لدى الهيئة أنه في كل عام تقيم المهرجان في هذا البلد ولكن بالعودة لبرنامج فعاليات المهرجان لا نجد فرصة للمشارك بالتعرف على معالم هذا البلد وتراث هذا البلد ..، المشارك من المطار للفندق للمتابعة المضغوطة للختام للمطار ؟؟؟ ماهو تعليقكم على ذلك؟

حـاتـم الـسيـد : أنا مع ضرورة تعريف المشارك بالبلد المضيف وفق برنامج وليكون سياحيا مثلا زيارة البحر الميت، زيارة البتراء، زيارة جرش وهكذا في كل بلد ،هذا الضغط والتكثيف فيه نقص من الضرورة تلاقيه  في المهرجانات كافة الأخذ بعين الاعتبار الغاية والهدف من تنقل المهرجان من بلد لآخر ، هذه أشياء مهمة في بناء شخصية الإنسان التعرف على معالم هذا البلد وخصوصا هناك أشياء لا تكرر مثلا البحر الميت ،البتراء ،وهكذا في كل بلد معالم لا بد من التعرف عليها وتصبح هدفا من أهداف إقامة المهرجان في هذا البلد أو ذاك ، وشخصيا سأتكلم مع صديقي الغالي “اسماعيل عبد الله” وكذلك مع “غنام غنام” حيث سنلتقي قريبا بصدد كتاب ستصدره الهيئة عن تجربتي المسرحية لهم جزيل الشكر ،سأحدثهم بهذه المقترحات التي أراها هامة جدا ومن الضروري حلها .

  • أستاذ حاتم السيد كل الشكر والتقدير والاحترام على المعلومات القيمة التي منحتها لنا ، آخر ما ستقدّمه في حوارنا هذا من هذا المنبر الإعلامي ؟

حـاتم الـسـيد : إلى كافة المسرحيين العرب في كافة أرجاء الوطن العربي ،لا تستسهلوا الأمور ،لا تقلدوا الغرب ،نحن نريد مسرحا عربيا خالصاً ،نحن نريد أن نناقش قضايانا وهمومنا ومشاكلنا ،لا يمكن أن ينجح المسرح إلا بمناقشة مشاكلنا وهمومنا على خشبة المسرح ،وهذه نظرية التطهير عند أرسطو ،هذا ما تراه على خشبة المسرح وتنفعل وتتفاعل معها وتحدث عندك عملية التطهير الداخلي ،وأكرر ما قلت بكلمة المسرح العربي” أيها المسرحيون الشباب كونوا كما كنا .. ولا تكونوا كما أنتم …” ،إذ لدينا جيل واعي ومثقف ،المخرج والفنان هو فيلسوف عنده فلسفة ،عنده مدرسة عنده رؤية خاصة ، طبعا هذا لا يتشكل إلا بالعلم والتجربة والثقافة والمعرفة ،أما بالطريقة التي نشاهدها ونلامسها ثمة اجتهادات لا تؤدي إلى شيء ، هذا هو ندائي إلى أبنائنا وزملائنا الشباب في الوطن العربي.     

    وعليه ، كل مبدع وفنّان ، ثمّة جرعة إنسانية تسكنه ، جرعة تزيد من قلقه ومن شغفه ، بخاصة إن كان من الرعيل الأول فهو حامل لرصيد معرفي وإبداعي وتجارب هامّة كانت ولا تزال محفّزا للأجيال   الواعدة، أجيال تعيش بين نارين ، نار التشبث بالأصالة ونار الإتفتاح على الآخر ، حيث لابدّ كأجيال واعدة أن نكون حاملين للوعي وللإرادة ، لتقنية التمحيص الفاعل والفعّال كي لا ننسلخ من إرث هو الدعامة والسند ولن نفرّط في جديد قد يحمل غالبا عنصر التجديد فيما يخدمنا ويخدم فننّا ، والمسرح دوما وأبدا ذا بعد إنساني لابدّ أن يظل متّقدا بالقضايا الإنسانية وبكل الرؤى الهادفة .

حاوره : كنعان محيميد البني من سوريا – ” عباسية مدوني” من الجـزائر

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …