“ثلجية”.. مسرحية تتيح لأطفال تريزوميا التعبير بالفن

العمل المسرحي مقتبس من القصة الشعبية العالمية “بياض الثلج”، حيث تتناول أحداثها من منظور يتماشى مع المجتمع الجزائري.

الجزائر – في عمل مسرحي هو الأول من نوعه في الجزائر، نجح أطفال مصابون بمتلازمة داون في تقديم مسرحية على خشبة المسرح الجهوي “عبدالقادر علولة” في وهران.

وتعتبر المسرحية التي جاءت بعنوان “ثلجية” ويشارك فيها 12 طفلا، سابقة في مجال دمج هذه الشريحة اجتماعيا عن طريق الفن الرابع وإعطائها فرصة الوقوف لأول مرة فوق خشبة المسرح لأداء عمل فني بكل ثقة، بحسب تصريحات مدير المؤسسة المسرحية مراد سنوسي.

فسح المجال لأطفال تريزوميا للإبداع

من جهتها، قالت الفنانة شقاق صافية التي أشرفت على تدريب الأطفال بالتعاون مع زميلتها جبيلي نادية طيلة أربعة أشهر، “يستحق هؤلاء الأطفال الذين أبدعوا في تأدية أدوارهم العلامة الكاملة، حيث برهنوا للجمهور في مدة لا تتجاوز نصف الساعة من العرض عن قدراتهم”.

ومسرحية “ثلجية” مقتبسة من القصة الشعبية العالمية “بياض الثلج”، حيث تتناول أحداثها من منظور يتماشى مع المجتمع الجزائري مع إضفاء لمسة فنية يغلب عليها طابع الخيال وتوظيف التراث المحلي وبحوار بسيط وأسلوب يتماهى مع قدرات أطفال تريزوميا.

من جانبها، أكدت ليندة مكحلي، رئيسة “الجمعية الولائية للإدماج المدرسي والاجتماعي لأطفال تريزوميا”، والتي تتكفل بالمشاركين في هذا العرض أن “وقوف أطفال تريزوميا (متلازمة داون) فوق خشبة المسرح الذي يحمل اسم المسرحي الكبير الراحل عبدالقادر علولة فخر كبير لهذه الشريحة، وفرحة كبيرة بالنسبة إلى الذين أدوا هذه المسرحية بإبداع ممتع قد يراه كثير من الناس صعب على هذه الفئة”.

وتسعى الجمعية لتجسيد مشروع متكامل مع مديرية الثقافة والفنون للولاية، يهدف إلى فسح المجال لأطفال تريزوميا للإبداع، حيث تم مؤخرا فتح ورشة للرسم لهذه الشريحة من الأطفال تحت إشراف التشكيلي صلعة عبدالقادر، حيث ستعرض رسومات الأطفال في الحادي والعشرين من مارس المقبل في “المتحف الوطني أحمد زبانة” في وهران بمناسبة “اليوم العالمي للتريزوميا”.

وصعد عدد المصابين بمتلازمة داون في الجزائر بكثرة خلال عشر سنوات حيث قفز من 25 ألف مصاب سنة 2008 إلى نحو 100 ألف مصاب سنة 2018، وفق إحصاءات غير رسمية. وتقدر نسبة أطفال مرضى التريزوميا بمولود لكل 900 مولود وبمعدل 6 آلاف حالة جديدة سنويا، لكن إحصائيات الجمعيات المتخصصة تتعدى ذلك بأكثر من ثلاثة أضعاف، إن تم الأخذ بعين الاعتبار الأطفال غير المسجلين والقاطنين في المناطق الريفية، وهو ما يفرض على السلطات الجزائرية تشجيع ودعم المبادرات التي تفسح المجال لمرضى متلازمة دوان للمشاركة في الحراك الثقافي والاجتماعي بالبلاد.

 

https://alarab.co.uk/

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.