تقرير المؤتمرات الصحفية للمسرحيات المشاركة في الدورة 13 للمهرجان العربي للمسرح المقام بالمغرب بين 10 و 16 يناير 2023 بالدار البيضاء – المغرب

اليوم الأول : الإثنين 9 يناير 2023
مسرحية ما تبقى لكم
انعقد المؤتمر الصحفي لمسرحية ما تبقى لكم يومه الاثنين 9 يناير 2023 بقاعة المؤتمرات بفندق موغادور على الساعة 12 زوالا. افتتح الندوة المسؤول الإعلامي لمهرجان المسرح العربي الدورة 13 الدار البيضاء/ المغرب، الأستاذ أحمد طنيش، حيث بدأ بتقديم برنامج المهرجان وإعطاء الكلمة لفرقة مسرح أفروديت للتعريف بالفريق وبمسرحية ما تبقى لكم.
تحدث الأستاذ عبد المجيد الهواس مخرج ودراماتورج مسرحية ما تبقى لكم عن تأسيس فرقة مسرح أفروديت وأعمالها الأولى كما عرف بأعضاء الفرقة، وهم: أنس العاقل، قدس جندل، عبد الرحيم التميمي، سلمى المختاري، وبوبكر أيت يحيى، كما عبر عن مدى سعادته بهذا المهرجان الذي سيتيح له الاستمتاع بمشاهدة عروض المسرح العربي. وقد جاء في كلمته أن تجربة ما تبقى لكم هي رواية لغسان كنفاني كما أنها كانت بمثابة حلم للمخرج منذ أيام دراسته في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي. وقد بدأ الاشتغال على هذا المشروع منذ سنة 2016، حيث تم تحويل النص من اللغة العربية الى الدارجة المغربية.
جاء في المسرحية شخصيتان فانتازيتان هما شخصية الصحراء وشخصية الزمن، حيث ثم إعطائهما الحياة من أجل تقريبهما من الجمهور وجعلهما إنسانان يتكلمان على خشبة المسرح. وقد ذكرت قدس جندل إحدى ممثلات المسرحية أن تجربة ما تبقى لكم هي تجربة إنسانية أكثر منها تجربة إبداعية. كما جاء في كلمة أنس العاقل أن فن المسرح هو جماهيري وفي نفس الوقت حامل لقضية وحامل لجماليات جديدة والتجربة تتطلب من الممثل وعي دراماتورجي لأن العمل في تطور مستمر ولذلك يجب أن يعلم البوصلة، فالتفاصيل الدقيقة يمكن أن تكون حاسمة ما بين المبتذل والرفيع ولذلك عبد المجيد هواس يختار المصار الصعب وقد يشتغل على متن مختلفة ما بين روايات وقصائد شعرية وقصائد مسرحية.
وقد أشار الأستاذ عبد المجيد هواس أن الرهان كان هو اختيار الممثل اللائق بالشخصية، حيت تم استغراق فترة طويلة في قراءة الرواية والتأمل والنقاش ومشاهدة الوثائق التاريخية لفلسطين. كما أشار إلى أن الهدف من هذا العرض المسرحي هو اكتشاف الجمهور المغربي للذاكرة الفلسطينية التي أريد محوها.

اليوم الثاني : الثلاثاء 10 يناير 2023
مسرحية “أنا الملك”

انعقد المؤتمر الصحفي لمسرحية “أنا الملك” يومه الثلاثاء 10 يناير 2023 بقاعة المؤتمرات بفندق موغادور، والذي سيره الأستاذ أحمد طنيش المسؤول الإعلامي لمهرجان المسرح العربي في دورته 13 بالدار البيضاء/ المغرب.
تقدم السيد عبد الله بن ميمون بتقديم نبذة عن الهيكل المنتج للمسرحية، وهي فرقة سالمين للفنون الركحية، حيث ذكر أنها تأسست سنة 1997، مشيرا إلى أن الفنون الركحية لا تخص المسرح فقط بل كل الفنون التي تكون فوق خشبة المسرح.
وقد عبر في كلمة له عن التوجه الفكري لهيكل مسرحية أنا الملك الذي أنتج منذ تكوينه إلى الآن ما يقارب 28 عملا بين مسرح كورغرافي وغنائي، وكان آخر انتاجاته، وقبل مسرحية “أنا الملك”، عمل غنائي مشهدي بعنوان “في بلدي”، والعنوان هو صدر بيت للشاعر التونسي العملاق منور الصمادح رحمه الله، حيث يقول: “شيئان في بلدي قد خيبا أملي الصدق في القول والإخلاص في العمل”.
لماذا مسرحية أنا الملك في هذا الوقت بالذات؟
ذكر أن مسرحية “أنا الملك” جاءت في زمن تخوض فيه بلده تونس حروبا على واجهات عديدة، كحرب التجويع الممنهج، وحرب الإرهاب، وحرب التعدي على السيادة وحرب الفاسدين من الساسة ومرضى الزعامتية، والأخطر هو حرب التموقع الاستراتيجي، إذن القضية هي قضية سيادة واستقلال بامتياز.
أشار مخرج المسرحية “معز حمزة” في كلمته أنه تم الاشتغال في هذا العمل على تيمتين، هما: الطاعون المتمثل في المخاطر التي تقع مفاجأة، فيصبح الشعب في حالة صراع، مما يدفعهم الى انتظار ذلك البطل الذي ينقذهم من هذا الخطر، والتيمة الثانية هي “أوديب”، أي كيف يتم صناعة بطل لإنقاذ الشعب؟ حتى وإن كان هذا البطل من وهم وورق، وما ينتج عن ذلك من صراعات. فالمخرج سعى إلى تغيير كل الشخصيات الأصلية لمسرحية “أوديب” التي اقتبس منها هذا العمل، كما لم يتم تحديد الزمان والمكان كي تكون عامة لكل إنسان، وقد اشتغل بشكل أساسي على الصورة الرمزية، على شاعرية الصورة، حيث أن ما فيها من رمزية ودلالات تجريدية تضفي على المسرحية معنى أعمق.
كنا عبر نور الدين المعياري أحد ممثلي مسرحية “أنا الملك” عن إعجابه بطريقة تناول المخرج لطرحه في المسرحية، وكيف وظف مسرحية تحكي في كل الأزمنة.
وقد أشار المخرج إلى أن العرض ما قبل الأول للمسرحية كان أواخر مارس سنة 2020، وثم تقديمها خلال خمس عروض في مهرجانات الولايات التونسية، وآخر عرض قبل العرض الذي سيقدم في إطار مهرجان المسرح العربي الدورة 13 كان في افتتاح أيام قرطاج المسرحية. كما أكد على أن هذا العمل يعتمد على التجريب، ولذلك قام بتغيير كل عناصر الديكور، وهذا العرض الذي سيقدم هو تقريبا العرض السابع للمسرحية.
وفي كلمة ختامية، أشار الأستاذ أحمد طنيش أننا على أعتاب فرجة جديدة وتيمات جديدة يتوارى فيها النص والديكور ليس كالمسرح العادي، وإنما في مرحلة المسرح السينوغرافي، مسرح له علاقة مباشرة بالسينوغرافيا برؤاها المتعددة.

مسرحية “خلاف”
في إطار برمجة المؤتمرات الصحفية لعروض مهرجان المسرح العربي في دورته 13، تم عقد ندوة صحفية لمسرحية “خلاف” من العراق، في يومه الثلاثاء 10 يناير 2023، بفندق موغادور، بالدار البيضاء/ المغرب، بتسيير الأستاذ أحمد طنيش مسؤول المؤتمرات الصحفية للمهرجان.
وجاء في كلمة مخرج المسرحية “مهند هادي هندي” أن المسرحية للفرقة الوطنية للتمثيل، بشراكة مع وزارة الثقافة في بغداد، كما أشار أن النص كتب بمنحى من وزارة الثقافة الفرنسية سنة 2020، وقد كتبه على امرأة فرنسية وتمت ترجمته إلى اللغة الفرنسية، وبعد عودته لأرض الوطن -العراق- حاول أن يعيد الحكاية ليجعلها عن تاريخ المرأة العراقية التي حاول جميع الرجال الذين مروا فب حياتها أن تكون شبيهة لهم، وعلاقتها بالسلطة أيضا، وهي حكاية امرأة يسارية.
المسرحية تتحدث عن “أمل” وهي الشخصية الرئيسية التي أنجبت ابنها وأطلقت عليه اسم “كاميلو”، لتكتشف في اللحظة من اللحظات أن بيتها انتهى بسبب التوريث الفكري، فهذا العمل يدين فكرة التوريث الفكري بأي شكل من الأشكال، مستحضرا مقولة: “أن الأفكار مهما تكن عظيمة يأتي يوم ويكون مسيرها الحذاء”. كما ذكر أن كل فكر هو قائم بحد ذاته، لكن بالنتيجة ردت الفعل متشابهة بين جميع الأفكار يسارية كانت أو يمينية. وبين في كلمته أن “خلاف” هي خلاف بين سلطات متعددة؛ سلطة السلطة على المرأة، وسلطة المرأة على الإبن، وسلطة الإبن على المرأة.
وقد أوضح الممثل هيثم عبد الرزاق علي أن الفكر مع الزمن يتحول عند الإنسان إلى معتقد، وبعد ذلك إلى خرافة، وهذا أخطر شيء عند الإنسان، مما يؤدي إلى التطرف والقتل وعزل الآخر. وأشار الى أن شخصيته تمثل صفة الدولة العميقة في العالم، والتي تستغل الفكر المتطرف وتحوله إلى ثروة؛ حيث أن هناك دول تستغل الفقر والمرض والجهل وهو الأخطر، وهناك الحروب الثقافية المتمثلة في استثمار الجهلة.
وتدخلت الممثلة سهى طه سالم بالإشارة إلى أن خلاف أثار الاختلاف بشكل كثير في السينوغرافيا، الفكر والرؤية، والنص وأسلوب الأداء التمثيلي، وأن مسرحية “خلاف” تكشف كيفية صناعة الإرهاب داخل البيت في كل المجتمعات.
واختتم الممثل مرتضى حبيب دشر الحديث عن “خلاف” بوصفها اختزال لحالة كونية؛ حيث أن الخلاف موجود منذ الأزل، منذ اللحظة الأولى للحياة…، وأن الخلاف المشار إليه في المسرحية يثير التطهير.

مسرحية “حدائق الأسرار”

انعقد يومه الثلاثاء 10 يناير 2023 المؤتمر الصحفي ما قبل العرض لمسرحية “حدائق الأسرار” بفندق موغادور بالدار البيضاء/ المغرب، في إطار مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح في دورته 13 في المغرب، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
وقد تقدم المخرج محمد الحر بإعطاء نبذة عن فرقة مسرح “أكون” والتي تم تأسيسها سنة 2008، بتعاون مع المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، كما أشار إلى أن فلسفتها كانت على خط واضح وهي السعي نحو مسرح شعبي دون أن يسقط في الشعبوية، ومسرح للنخبة دون أن يسقط في النخبوية.
وقد ذكر أن مسرحية “حدائق الأسرار هي نتاج مختبري لمسرح أكون، بدأ إعدادها منذ سنة 2018 إلى حدود 2020، وأشار إلى أنها اعتمدت على السرد داخل المسرح، حيث كان الهدف منها هو محاولة التقرب من موضوع يشمل الإنسانية كلها ويبحث في المشترك الإنساني، وهو موضوع الفراغ والهشاشة والضعف الإنساني.
ويتمثل فريق “حدائق الأسرار” في محمد الحر مؤلف ومخرج المسرحية، وكل من جليلة التلمسي، وهاجر الحامدي، وياسين أحجام في أداء الأدوار، والسينوغرافيا لمصطفى العلوي…
هذا وقد أشارت الممثلة هاجر الحامدي أن التداريب جاءت في فترة الصيف، وكانت بمثابة معسكر ءو نظام صارم وقاسي شمل النظام الغذائي أيضا، وتطلب مجهودا بدنيا كبيرا. كما أكدت على أن التدريب هو ما يمكن المخرج من أن يضيف حساسيته ونظرته وتجديداته في العرض.
وفي كلمة للمثل ياسين أحجام ذكر أنه التحق بمسرح أكون من خلال مسرحية “تجربة أخرى” منذ أكثر من سنة، وكانت بمثابة فرصة لإحياء علاقته مع الخشبة بعد غياب طويل، وقد اعتبر اشتغاله في مسرح أكون كممثل مسرحي تحدي وتجربة مميزة، ووصف “محمد الحر” بشاعر الخشبة، الذي يستطيع تشكيل صورة شعرية وموسيقية فوق الخشبة.

اليوم الثالث : الأربعاء 11 يناير 2023
مسرحية ماذا أفعل هنا بحق الجحيم؟………..أو الإحتفاء المنتظر بالمكان

انعقد في إطار فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الثالثة عشر والمنعقد بمدينة الدار البيضاء ندوة
صحفية تعريفية بالعرض المسرحي المصري ماذا أفعل هنا بحق الجحيم؟ يومه الأربعاء 11 يناير
2023 على الساعة العاشرة صباحا بقاعة المؤتمرات الصحفية بفندق موغادور ، وقد كان اللقاء فرصة
لأعضاء فرق العرض لتقديم الخطوط العريضة للعمل المسرحي المبرمج عرضه غدا الخميس 12 يناير
2023 على الساعة الرابعة زوالا بمسرح محمد الزفزاف بنفس المدينة. و بعد أن قدم الاستاذ طنيش مسير
الندوة قراءة أولية في التجربة المسرحية العريقة التي مافتئ يؤكدها المسرح المصري بتجاربه المتعددة
كالمسرح التجريبي والمسرح الاخر قام اعضاء الفرقة المصرية ببسط نبذة عن تجاربهم المسرحية
والخلفيات التكوينية المرجعية التي ينتمون إليها ا والتي تنوعت بين التكوين الدرامي والتكوين الموسيقي و
فنون السيرك و المهرج وهو ما أعطى انطباعا لدى جمهور الاعلامين والحضور أثناء هذه الندوة بغنى
التقاطعات الفنية داخل الفرقة المصرية. وبخصوص موضوع العرض المسرحي أكدت المخرجة
المصرية ورئيسة الفرقة كارولين عقاد أن الاطار العام الذي أطر فعل الممارسة المسرحية داخل
عرض ماذا أفعل بحق الجحيم؟ تشكل أساسا بناء على ما خلفته تجربة جائحة كورونا من تاثير وجداني
وحالة إنسانية فريدة ارتبطت في مجملها بتجربة الحركة والسكون داخل فضاء رئيسي شكل مجالا وجوديا
بامتياز بالنسبة للعديدين داخل البيت إبان الجائحة، إنه المطبخ في لحظة حاول معها أعضاء الفرقة
اكتشاف الأبعاد الدرامية الممكنة داخل هذه المساحة الحاضرة في معيشنا اليومي بشكل كبير و غير المنتبه
لها، ما منح حسب الاستاذ طنيش لهذا العمل المسرحي فرادة وقوة لأنه يحتفي بمحدد رئيسي هو المكان
الامر الذي أكده باقي اعضاء الفرقة المصرية حينما أشاروا في تدخلاتهم إلى أهمية التمارين الحركية التي
تم إنجازها رغبة في إنجاح الرسالة الفنية والإنسانية للعرض.

مسرحية “الروبة”………..أو المسائلة المنتظرة لواقع القضاء التونسي

انعقد في إطار فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الثالثة عشر والمنعقد بمدينة الدار البيضاء ندوة صحفية تعريفية بالعرض المسرحي التونسي “الروبة” يومه الأربعاء 11 يناير 2023 على الساعة العاشرة والنصف صباحا بقاعة المؤتمرات الصحفية بفندق موغادور .
اللقاء شكل فرصة لأعضاء فرق العرض لتقديم الخطوط العريضة للعمل المسرحي المبرمج عرضه غدا الخميس 12 يناير 2023 على الساعة السادسة مساء بمسرح المركب الثقافي مولاي رشيد بنفس المدينة. و بعد أن قدم الاستاذ طنيش مسير الندوة تعريفا أوليا بالفرقة انبرى رئيسها المخرج و المؤلف المسرحي حمادي الوهايبي لاستعراض الخطوط العريضة التي حكمت التجربة المسرحية للفرقة التونسية و التي تمثل نتاجا لمركز الفنون الدرامية و الركحية بالقيروان بتونس والتابع لوزارة الشؤون الثقافية بنفس البلد و هو ما أعطى حسب الوهايبي للفعل المسرحي داخل هذه الفرقة بعدا قويا من حيث دعم الاعمال المسرحية المنجزة التي تبقى أهمها مسرحيات “الصابرات” و “جويف” و هما مسرحيتان حاولت من خلالها الفرقة مناقشة مواضيع ذات حساسية داخل المجتمع التونسي وهي وضعية النساء الممتهنات للدعارة بعد اندلاع انتفاضة الربيع التونسي أو مسألة الهوية التونسية في ارتباط بالعنصر اليهودي الحاضر تاريخيا في النسيج الاجتماعي التونسي.
و ضمن هذا السياق يأتي إنتاج مسرحية “الروبة” التي حاولت حسب رئيس الفرقة التونسية نفسه قراءة واقع القضاء في تونس، والإشكالات الاجتماعية والسياسية التي يطرحها بالنسبة للمواطن التونسي البسيط، من خلال إنجاز عمل مسرحي يأخذ من فضاء بهو المحكمة مجالا للفعل والحدث عبر ست شخصيات رئيسية .
و قد أكد الاستاذ طنيش في تعقيب له على ما جاء في توضيحات الوهيبي أن هذا العرض المسرحي التونسي ينتظر منه إسقاط الواقع على الخشبة، الأمر الذي ذهب في اتجاهه الوهايبي حينما أصر على التأكيد على أن مشروع الفرقة التونسية قائم على معالجة قضايا الان والراهن. وقد صبت باقي تدخلات أعضاء فريق العرض المسرحي التونسي في نفس الاتجاه حينما أكدوا على جرأة اختيار الموضوع جاعلين من العرض المسرحي هو المقياس الأول والأخير لفهم واستيعاب وتلقي رسالة المسرحية.

مسرحية “شاطار”…………………تجربة في إبداع المسرح المغربي الجديد

انعقد في إطار فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الثالثة عشر والمنعقد بمدينة الدار البيضاء المغربية ندوة صحفية تعريفية بالعرض المسرحي المغربي “شاطارا” يومه الأربعاء 11 يناير 2023 على الساعة الحادية عشر صباحا بقاعة المؤتمرات الصحفية بفندق موغادور ، وقد كان اللقاء فرصة لأعضاء فرق العرض لتقديم الخطوط العريضة للعمل المسرحي المبرمج عرضه غدا الخميس 12 يناير 2023 على الساعة الثامنة مساء بمسرح محمد السادس بنفس المدينة. و قد اعتبر الاستاذ أحمد طنيش مسير الندوة التجربة المسرحية للمخرج المغربي الشاب أمين ناسور عنوانا لمرحلة إبداعية جديدة داخل المسرح المغربي تنتصر لمفهوم جديد للفرجة عبر أعمال مسرحية نوعية، الأمر الذي أكده ناسور نفسه حينما استعرض الأفق الإبداعي الذي حكم ولازال عمله المسرحي بشكل عام و القائم أساسا على اختيارات مغامرة لا ترتبط بالمحددات التقليدية للفعل المسرحي المنحصر في الاشتغال مع دائرة ضيقة ومستمرة من المسرحيين، بل تذهب نحو البحث عن فضاءات أرحب لطرح الاختيارات الجمالية على خشبة مسرحية غير محكومة بالشروط والقوالب المتعارف عليها و هو ما يجعل التجربة حسب نفس المخرج تأخذ طابع المشروع. وقد حظي هذا الأخير بفرصة ترجمته على أرض الواقع حينما تم اللقاء بين المخرج ناسور والفرقة المسرحية “تيفسوين” التي كانت تنشط بمدينة الحسيمة بشمال المغرب والتي تمثل حالة مسرحية لها ارتباط بجزء من الهوية المغربية إنها منطقة الريف المغربي، و هو ما ظهر في أولى الأعمال المسرحية مع الفرقة وهي مسرحية “بريكولا” التي حاولت مناقشة أفق بحث مجموعة من الشباب المغربي عن واقع معيشي أفضل عن طريق تجربة هجرة من نوع خاص جعلت من ركح الخشبة مسرحا لاستعراض امال وتطلعات فئة من المجتمع المغربي. أما عن مسرحية “شاطارا” فقد أكد ناسور على أنها عمل يجسد تجربة اجتماعية إنسانية لثلاث نساء متعددة الانتمائات ومتنوعة السياقات و يمثلن في نفس الان حالات من الألم الإنساني حاول فريق العمل كل من موقعه إيصال رسالتها المسرحية بعيدا عن أي حزازات مجانية. وفي تعقيب للأستاذ طنيش على مداخلة المخرج المسرحي أمين ناسور أكد على أن تجربة هذا الأخير تمثل بحق مشروعا أكاديميا قائم الذات وقابل للتلقي على خشبة العرض المسرحي. وقد ذهبت باقي التدخلات سواء من طرف الممثلة المغربية مونية المكيمل التي جاءت مشاركتها في هذا العمل المسرحي كتعويض عن الغياب القهري للمثلة أمل بنحدو التي ترقد طريحة فراش المرض بالسرطان أو باقي أعضاء وعضوات الفريق في اتجاه التأكيد على قوة عمق العمل المسرحي المؤطر من طرف المخرج ناسور والذي اعتبره البعض من المتدخلين تجربة جديدة تسمح بهامش كبير لاكتشاف الذات من طرف الممثل أو الممثلة دون تجاوز الإطار الفني العام المؤطر للعمل المسرحي ككل. وقد أشار سعيد أبرنوص رئيس فرقة تيفسوين للمسرح على أن الاشتغال ضمن التجربة المسرحية الجديدة لناسور أعطى زخما فنيا قويا للفرقة التي تأسست منذ سنة 2004 من طرف مجموعة من الطلبة الجامعيين أبناء الريف المغربي لتصل الان إلى مستوى متقدم من الاحتراف و التتويج. ويبقى أهم ما ميز هذه الندوة الصحفية هو الإعلان رسميا من طرف الأستاذ طنيش و بحضور الفنان حسن فولان عن عودة مسرح الحي للإشتغال والعطاء المسرحي الذي يستقي مساره من تجربة مسرحية مؤسسة راكمت عقودا من العمل المسرحي.

اليوم الرابع : الخميس 12 يناير 2023
مسرحية “ميت مات”………….تجربة في مسرحة الشارع العراقي

انعقد في إطار فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الثالثة عشر والمنعقد بمدينة الدار البيضاء المغربية ندوة صحفية تعريفية بالعرض المسرحي العراقي “ميت مات” يومه الخميس 11 يناير 2023 على الساعة العاشرة صباحا بقاعة المؤتمرات الصحفية بفندق موغادور ، وقد كان اللقاء فرصة لأعضاء فرق العرض لتقديم الخطوط العريضة للعمل المسرحي المبرمج عرضه غدا الجمعة 13يناير 2023 على الساعة الرابعة زوالا بمسرح محمد الزفزاف بنفس المدينة. وقد أبرز مخرج المسرحية العراقي علي عبد النبي الزيدي في مداخلته عمق شكره لانعقاد هذا المهرجان الاحتفائي بالمسرح العربي على أرض المملكة المغربية، بما يمثله ذالك من لحظة إشراقة حقيقية تروم عبر مختلف العروض المبرمجة أو النقاشات المفتوحة إلى تسليط الضوء على واقع مسرحنا العربي بأحلامه وإرهاصاته. وفي هذا السياق أكد الزيدي على أن حضور الفرقة العراقية ومشاركتها بدورة المغرب هذه هي فرصة للتعريف بالتجربة المسرحية لمشغل دنيا العراقي للإنتاج الفني المحتضن لمسرحية “ميت مات” و هو تعبير عن ممارسة مسرحية عراقية خالصة، انطلقت منذ سنة 2012 في محاولة للتأسيس لوعي مختلف و قراءات مختلفة للمشهد المسرحي من خلال الاستعانة بطاقات شابة عراقية لها أفق ثقافي على درجة كبيرة من الوعي، و مسرحية “ميت مات” حسب نفس المخرج هي محاولة للاحتفاء من طرف فريق العرض بالتجربة والممارسة وليس بعامل الزمن، علما أن بروفات المسرحية استغرقت من الفرقة حوالي سنة من الاشتغال ضمن سياق عراقي محلي طبعته أحداث الاحتجاجات الشعبية التي عرفتها شوارع العراق في ظل الاوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي ميزت و لازالت الساحة العراقية. إذن الجميل في هذا العمل المسرحي منذ البدايات الأولى لكتابته نصا حسب الزيدي دائما أنه خرج من رحم معاناة الشارع العراقي، بل و فرادته تكمن في أن بناءه تم داخل فضاء مكاني حافل بالحركة الإنسانية الشعبية إنه أحد مقاهي الناصرية بالعاصمة بغداد، حيث امتزجت فيها اللحظة حينها بالواقع والخيال وضرورات الإبداع المسرحي بتفاصيله المعروفة كالموسيقى والاكسسوار. تبقى الإشارة هنا إلى أهمية الرقم الذي قدمه المخرج العراقي بخصوص عدد الورقات النقدية التي تم إصدرها لحدود اللحظة بخصوص قراءة هذا العمل المسرحي “ميت مات” من طرف عدد من النقاد والأكاديميين أنه وصل إلى 300 ورقة، وهو ما يعبر عن حجم الجدل و التفاعل الذي خلفه هذا العرض المسرحي، الذي ينتمي نصه في الأصل إلى كتاب أصدره نفس المؤلف بعنوان “نصوص المدينة الفاسدة” وهو مؤلف يحاول قراءة واقع المدينة بعد تعرضها للخراب والحروب ببعد مسرحي بطبيعة الحال في تجربة توحي بحضور الواقع العراقي داخل المشروع الفكري للكاتب. وفي تعقيب لمسير الندوة أحد الأطر الإعلامية المشتغلة بجريدة الأنباء الكويتية أكد من خلاله أن التجربة المسرحية للعراقي علي الزيدي هي تجربة مسرحي صاحب نصوص مسرحية ذات بعد إنساني، قادرة على إثارة الجدل عند الجمهور المتلقي. وقد انبرت باقي تدخلات أعضاء فريق عرض مسرحية “ميت مات” للذهاب في نفس الاتجاه مثل محسن غزل الذي أكد أن بداية العرض المسرحي ستبدأ مع نهايته أي مع بداية تشكل فعله و تأثيره في الجمهور ، وفي الأخير أكد المخرج العراقي علي الزيدي على أن الشكل الإخراجي الغير معتاد سيظهر واضحا في العرض والذي منح البناء المسرحي للعمل ككل شكلا إخراجيا أكثر قوة وصعوبة.

مسرحية “سوبر ماركت”………صرخة سورية ضد إرهاصات المعيش اليومي

انعقد في إطار فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الثالثة عشر والمنعقد بمدينة الدار البيضاء المغربية ندوة صحفية تعريفية بالعرض المسرحي السوري “سوبر ماركت” يومه الخميس 11 يناير 2023 على الساعة العاشرة والنصف صباحا بقاعة المؤتمرات الصحفية بفندق موغادور ، وقد كان اللقاء فرصة لأعضاء فرق العرض لتقديم الخطوط العريضة للعمل المسرحي المبرمج عرضه غدا الجمعة 13يناير 2023 على الساعة السادسة مساء بمسرح المركب الثقافي مولاي رشيد بنفس المدينة. وقد تم تسجيل غياب مخرج العرض الفنان السوري أيمن زيدان نتيجة التزامات له في تركيا حسب ما صرح به أحد أعضاء الفرقة خشناف، الذي أكد في مداخلته على أن المسرحية في بناءها و موضوعها هي تنتمي للمسرح الشامي الذي يحلول تجسيد الواقع الاقتصادي والمعيشي الذي يعيشه معظم سكان العالم هذه الايام والمرتبط بغلاء الاسعار وقساوة الظروف المعيشية لدى العديدين. وقد تم اختيار السوبر ماركت كفضاء مكاني لمسرحة النص المقتبس في أصله عن نص إيطالي لصاحبه داريو فو. والذي يدور موضوعه الرئيسي عن حالات نساء اضطررن امام صعوبة تدبير المعيش اليومي إلى سرقة القوت من محل تجاري كبير لتنطلق حكاية مسرحية على ركح الخشبة بناء على هذا الموضوع الراهن. وقد أكدت إحدى الممثلات المشاركات في العرض سالي أحمد على أن المسرحية لديها ذالك الطابع السخري الذي يناقش الواقع الراهن المتسم بصعوبة الاوضاع الاقتصادية عند فآت واسعة بما فيها مجموعة من النساء اخترن سلوك مسلك السرقة للحصول على الحاجيات الغذائية الاساسية في ظل انسداد الافق. وقد أشارت الممثلة السورية على أن العمل مع الفنان ايمن زيدان يعطي فرصة للمثل بأن يكتشف مهارات جديدة في الاداء ضمن إطار مدرسة مسرحية قائمة الذات يشكل فيها المخرج السوري الساف الذكر عمودها الرئيسي. أما الممثلة السورية لما بيدور إحدى المشاركات بدورهن في هذا العمل المسرحي فقد أكدت على أن اللهجة العامية المستعملة كلغة حوار داخل العرض يمكن أن تعطي الانطباع للمتلقي أنه أمام عرض مسرحي بطابع تجاري إلا أن العكس هو الصحيح، على اعتبار أنه عمل متسم بالعمق في تناول الموضوع و اختيار العامية هو لإيصال رسالة العمل بشكل واسع. والمثير في هذه الندوة أنه تم فتح نقاش هام حول قدرة النص المسرحي المترجم من لغة أجنبية على تجسيد الواقع العربي بتفاصيله وخصوصياته؟ و هو السؤال الذي أجاب عنه خوشناف بأن النجاح في إسقاط أي نص مسرحي أجنبي على الواقع العربي هي الشرط الوحيد لنجاح الأمر دون أي تحفظ طالما أنها ممارسة كتابية معتادة. وفي نفس الإطار أكدت إحدى المشاركات في الفرقة السورية أن الامر في حقيقته مرتبط بأزمة كتابة عربية للنصوص المسرحية، ما يجعل ما يكتب على المستوى العربي حسب تصريحها بانه غير قادر على تجسيد الراهن بشكل واضح. ويبقى الجمهور المغربي والعربي على موعد هام مع هذا العمل المسرحي في الموعد المشار إليه أعلاه من أجل قراءة مباشرة لمضمونه الفني والرسالي. وكل عام والمسرح العربي بالف خير.

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد العاشر