تغطية اليوم الثاني لمهرجان الأراجوز المصري الثالث

بدأت فعاليات اليوم الثاني لمهرجان الأراجوز المصري الثالث والذي تنظمه فرقة ومضة بالتعاون مع مكتبة الاسكندرية بمقر بيت السناري بالسيدة زينب بندوة حول الكنوز البشرية الحية وأسلوب تكوين الكنز البشري الذي يشبه تماما منطق الأسطى والصبي إذ أن المعايشة وقدم الندوة د نبيل بهجت  مفرقا بين الراوي الأصيل والراوي المزيف موضحا أنه بعد تسجيل أي عنصر شعبي على القوائم العالمين يتسارع إليه باحثو الشهرة وملتقطو الأضواء السريعة ويمثل هذا النوع خطر حقيقيا على العنصر الشعبي بما يقدموه من معلومات ومصطلحات وتاريخ وروايات مزيفة عن العنصر يروجون لها في بعض وسائل الاعلام ويخدعون بها من ليس له خبرة بتلك الفنون وصرح بهجت أن البعض حاول أن يعبث بالأراجوز شكلا وتاريخا ومصطلحا  بشكل أصبحنا نرى عروسه بلاستيكية بدون شارب على بوسترات رسمية وهو ما يشكل رواية مزيفة لشكل الأراجوز الذي يجب أن يصنع من الخشب بملامح رجولية هذا بالاضافة لادعاء البعض تاريخا ليس بالحقيقي أو انتحال روايات وتزيف أخري ووضح بهجت أنه عند التعامل مع التراث يجب أن نفرق بين مستويا الاستعادة التي نلتزم فيها بالعرض التراثي بحذافيره و التوظيف والاستلهام الذي يتيح للفنان حرية التصرف فإذا وظفنا واستلهمنا علينا أن نؤكد على ذلك حفظا علي حقوق الكنوز البشرية من حملة هذا العنصر فالاستعادة خلاف التوظيف والاستلهام وقدم بهجت عددا من الكنوز البشرية  الحية ليحكوا تجربتهم عن تعلم تلك الفنون  بالمعايشة ومرافقة حملة العنصر لسنوات تجاوزت العشرين عاما تلك المعايشة هي العامل الأهم في تكوين الكنز البشري وكان أولهم  

صبري سعد متولي الشهير بصابر شيكو المولود 1954الذي تحدث عن تجربته (كان أبويا الله يرحمه يعرف خيال الظل كويس وكان بيلعب الأراجوز زمان كان بتوع الخيال فيه كتير منهم بيلعبوا أراجوز برضه وبيحكولي أني اتولدت في المولد تحت المسرح كبرت وأنا شايف أبويا بيروح من مولد للتاني وكنت طبعا بروح معاه شفته بيلعب بالخيال برضه واتعلمت أنا كمان شغل الخيال والأراجوز والمزيكا بدق على الطبله يعني علشان كدا لما الدنيا كانت بتقفل كنت اشتعل مع بتوع حسب الله شفت عم أحمد الكومي واشتغلت في الخيال مع حسن خنوفه كنا بنقعد في شارع محمد علي كان الشغل زمان بيجي عليه و من 15 سنه أو أكتر حبه قالي د نبيل تعالى اشتغل معانا ومن ساعتها وأنا في فرقة ومضة بنعمل عروض أراجوز وخيال ولفينا دول كتير معدش حد في السوق بيشتغل خيال غيرنا دلوقتي الناس القديمة معظمهم مات خلاص سافرنا البحرين وتونس والإمارات والكويت وبلاد كتير قدمنا عروض في جناين ومسارح وفي الشوارع الشغل مع فرقة ومضه غير اللي كان زمان اللي كان كل يوم بيومه دلوقت عندنا عرض كل يوم جمع الشغلانه كانت حتخلص لولا الفرقة دي أنا نفسي الناس تشوف الشغل بتاعنا علشان تعرفه وتطلبه أكتر ونعرف نشتغل أكتر وزميلنا يشتغلوا والشغل مايمتش أنا بعمل العرايس وبنصب الشاشة وبحرك وبكون مبسوط لما أشوف العيال بتضحك).

كذلك تحدث الفنان على أبو زيد سليمان المولود 1983عن تجربته مع الفنون الشعبية وكيف تلقاه وعايش اللاعبين الشعبيين قائلا(لم تكن تجربتي مع خيال الظل تجربة فنية بقدر ما كانت تجربة إنسانية ووطنية تشعرني بالانتماء إلى وطن يمتلك من التاريخ والثقافة، وشعب مبدع بالفطرة منذ بداية الخليقة، وهذا ما فتح لنا أبواب العالم على مصراعيه لاستقبال هذا الفن بحفاوة شديدة جعلت الاستمرار فيه واجبًا، لخيال الظل سحره الخاص يشعرني أنني أمتلك مفاتيح عالم لا يعلم الكثير عنه أنه حالة من الإبهار والدهشة نراها في أعين الجمهور بمجرد إضاءة الشاشة وظهور المناظر حتى ينتهي العرض لنري منهم من يقترب خلف الشاشة ليكشف سر ما رأى.

وعلى المخايل أن يتقن كل تفاصيل تنفيذ العرض وتصنيع العرائس والشاشة  وتنفيذ الإضاءة وجميع متطلبات العرض… بدأت رحلتي مع خيال الظل منذ أكثر من قرابة عشرين عامًا من خلال ورشة تدريبية قادها وأشرف عليها د./ نبيل بهجت ضمت كبار المتخصصين في هذا الفن حيث التقينا فيها بكنوز بشرية حية، نهلنا من معرفتهم الخصبة ثم انطلقنا بعد ذلك في عروض فرقة ومضة، اجتهدت لكي يبقي دور المخايل حيًا في الثقافة العربية والمصرية وكانت فرقة ومضة مدرسة وقلعة وحصنًا يحمي هذا الفن جمعت الخبرة الفنية والأكاديمية في شخص مؤسسها الذى أمضي عمرًا في الحفاظ على تلك الفنون، إن ذكرياتي الشخصية يأتى معظمها من خلف الشاشة لقد عشت أبدع في تلك المساحة الصغيرة خلف الشاشة ما يبهر الجماهير، سعيد أنني اخترت لنفسي هذا الطريق للتعبير والإبداع، وحمل ملامح وتفاصيل الوطن).

وتحدث الفنان مصطفي عبد العزيز الصباغ المولود 1984 عن مصاحبته لكنوز الحية وتكوينه الفني قائلا (المخايل أعز الألقاب إلى قلبي رغم أنني خريج قسم المسرح إلا أنني منذ البداية ارتبطت بخيال الظل ومارسته أثناء الدراسة، فتح د./ نبيل بهجت أمامي عوالمه في محاضراته والتقيت في الورش بكبار المبدعين الأحياء آنذاك، وفتحت لي تلك الورشة أفقًا مختلفًا للتعبير، ومن يومها أصبح الخيال حياتي، وللمخايل بعض المهارات كالتحكم في الصوت ودرجاته والقدرة على الغناء والارتجال بل والتأليف أحيانا، وصوت المخايل يحمل بصمة وجهه في عقل الجمهور لذا يعرفنا الجمهور أكثر من خلال أصواتنا، ويأتي العمل الجماعي والانسجام مع فريق العمل كأحد أهم مقومات نجاح الفرد، ولقد شاركت في معظم عروض ومضة التي انشغلت بالتأصيل لفني خيال الظل والأراجوز من الجانب الأكاديمي والفني واستعادتهما بكل السبل، وتنمية مهارات المخايل تعتمد على  العمل الجماعي، والالتزام بمشروع ومنهج الفريق، واستطاعت فرقة ومضة على مدار السنوات الماضية أن تكون الفرقة الوحيدة المتخصصة في هذا المجال، واستطاعت أن تنطلق بفن محلي للعالمية، وأن تكون نموذجًا يحتذي في الإنتاج الفني والثقافي، لم تكن ومضة فرقة فحسب لكنها تجربة استعادة وإحياء وحياة وقمت مؤخرًا باستلهام بعض نماذج خيال الظل وأسلوبه في عمل معرض مستوحى من تصميم  دمى خيال الظل وإنتاج بعض عروض الحكي القصيرة للأطفال معتمدًا على خيال الظل، وللمخايل عوالمه السحرية التي يدخلها بمجرد إنارة الشاشة لتصبح مدة العرض مدة حياة سرية ينتقل المخايل فيها من عالمه الواقعي لعالم الخيال والسحر و البهجة والبسمة لذا فالمخايل هو أحب الأسماء إلى والخيال هو أجمل العوالم عندي).

وتحدث الفنان محمود سيد حنفي المولد 1987عن تعلمه الفنون وتكوينه ككنز بشري قائلا (يعتبر انضمامي لفرقة ومضة لعروض خيال الظل والأراجوز، والتي قام بتأسيسها الدكتور/ نبيل بهجت للحفاظ على هذه الفنون التراثية من الاندثار مسارًا هامًا في حياتي، حيث فتح بابًا للشغف الذى لا ينتهي شغف تأصل فيّ منذ الصغر دون أن أشعر عندما كنت أتابع عروض مولد السيدة زينب فأنا أحد أبناء هذا الحي المفعم بكل ما هو مصري، وكانت هذه الفنون أهم ما يقدم، وأنتظر من العام للعام من خلال المولد وهو ما دفعني لدراسة التمثيل والإخراج بجامعة حلوان، وكانت ورش وعروض فرقة ومضة بابا للدخول إلى عوالم الفرقة التي ساعدتني على تجاوز صعوبات عالم الدمى، وتتمثل في الاستغناء عن أدوات الممثل من الإيماءات والإشارات وتعبيرات الوجه والجسد ليعبر من خلال حركة العروسة والصوت 

وساعد في تجاوز ذلك في عروضنا لخيال الظل تنوع أعضاء الفرقة فهي مزيج بين فنانين شعبيين ومتخصصين أكاديميًا.

وهو ما ساعدنا على تقديم موضوعات متعددة  بخيال الظل منها: التراثي القديم والتربوي والفانتازيا والاجتماعي والسياسي، كذلك قدمنا عروضًا بالتعاون مع فرق أجنبية (صينية – أمريكية – إيطالية – مكسيكية …، وغيرهم)، وعمل معنا فنانون من مختلف دول العالم.

فقدمنا عروضًا وورشا في أكثر من 30 دولة لفتح الأفق حول تلك الفنون.

فقدمنا عروضًنا في الشوارع والحدائق والمدارس والمكتبات والمراكز الثقافية والقري بمحافظات مصر والأكاديميات والجامعات والمسارح والأوبرا وغيرها من الأماكن المختلفة، ومثلنا مصر بالمحافل الدولية.

وأخيرًا فالمخايل فنان شامل يرتكز عليه عرض خيال الظل…

وختامًا خلف الستار (الشاشة) عليك أن تتخيل تشابك أيادي المخايلين والتوحد مع العروسة في الحركة، وأن لغة غير اللغة وحياة غير الحياة  تصنع التواصل بين المخايلين لغة يخلقها الإبداع والحب).

وتحدث الفنان صلاح بهجت المولود 1974عن تكوينه ككنز بشري ومصاحبته للاعبين الشعبين على مدار عشرين عاما قائلا (أول ما يدرك الإنسان من ذاته هو ظله ذلك الآخر المطروح منه فالظل عالم وسحر وحياة، بدأت علاقتي مع خيال الظل منذ بداية فرقة ومضة وعروضها التجريبية في الأزقة والحارات ثم من خلال ورش التكوين المتعاقبة التي كونت كوادرها -على مر الأجيال- حتى صارت على ما هي عليه، بدأت ومضة حلما لمؤسسها يؤكد أن لدينا ما يستطيع أن يعبر عنا، وانطلقت كمدرسة تفتح الباب لكل من أراد أن يتزود منها من كل الجنسيات، فالخيال هو ذلك السحر المبهر فعندما تكون خلف الشاشة تتعدد المهام: الأصوات الحركات الهمهمات لتخرج مع النور لوحات تمثيلية يغيب عنها الممثل ويحضر ظل الدمى على المخايل أن يعرف كل الأسرار تلك المعرفة التي تنقذ العرض فإذا تمزقت عروسة أثناء العرض عليه أن يصلحها و يقوم المخايل بعدد من الأدوار جميعها تصب في صالح العرض الذي يشبه مباراة كل شيء يتحرك وينتفض من سكونه ثم يعود إلى ما كان عليه بعد العرض، الخيال يعطينا الفرصة لأن تختبئ خلف الستار لنضحك ونلعب ونقول ما نريده، أنها حياة غير الحياة، وبمجرد أن تلمس الدمى تصبح شخصًا مختلفًا تصبح أنت الدمية سواء كانت طفلاً أو رجل أو كهلاً أو حيوانًا، لقد قدم لنا خيال الظل مساحات من الإبداع الذى نستطيع أن نكتشف من خلالها مناطق داخل الفن فى الحياة والوجود وفتح أمامنا الباب على العالم الخارجي، قدمنا هذا الفن للعالم كله سافرنا به ومعه أضحكنا الأطفال والكبار، أعدناه للحياة وصنع لنا حياة، وللمخايل أدوات ورؤية وفلسفة تجعل منه مؤثرًا رغم اختفائه خلف الشاشة، فهو سعيد وقانع بالتأثير الذى يتركه على وجوه الكبار والصغار من ضحكات وأفكار وأسئلة في ذهن مشاهديه، الخيال فلسفة وجود ومنطق للحياة وصحبة للأمل). وأعقب الشهادات التكوينية للكنوز البشرية الشابة عرض صندوق الحكايات الذي يستلهم بعض قصص التراث ليحدثنا عن قيم الأمانة والصداقة ومساعدة الغير ويمزج العرض في صورته بين الأراجوز وخيال الظل الرواي ليقدم صورة متكامله تعتمد على حيوية المفردات والعناصر الشعبية المختلفة والعرض إعداد وإخراج د نبيل بهجت وشهد اليوم الثاني إقبالا جماهيرا كبير ولقد أشاد الجمهور بمستوى العرض والتنظيم لمكتبة الأسكندرية  داخل بيت السناري  

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …