تغريد الداود: أعمالٌ لا تمس المجتمع مجرد «فقاعة فنية»

هي إنسانة موهوبة وفنانة مبدعة وكاتبة عاشقة للمسرح، تميزت بالإصرار وقوة الإرادة، وأحب الجمهور معظم أعمالها الفنية، وترى أن العمل المسرحي الذي لا يعكس هموم وآمال المجتمع مجرد «رسالة ناقصة وفقاعة فنية»، حتى إن كان يتضمن شيئاً من الجمالية والترفيه. كتاباتها مفعمة بالقضايا الإنسانية وما يتعلق بالفرد والمجتمع، إنها الكاتبة المسرحية تغريد الداود، وقد التقتها «الجريدة» في حوار صريح، فجاء على النحو التالي:

• كيف ترين مستوى المسرح في الكويت، وما السبيل إلى تطوير الفن المسرحي من وجهة نظرك؟

– نحتاج بشكل كبير جداً إلى الدعم، ويجب أن تتبنى الدولة دعم المسرح، كما تدعم الكثير من الفنون الثقافية الأخرى، لدينا منتجون وفنانون، وهذا يعد من أهم عوامل النجاح، ونتمنى أن يكون هناك دعم أكبر من التجار، وأن يكون هناك رعاة أكثر للأعمال المسرحية، وأن تكون مصحوبة بحملات إعلانية أوسع، لأنّ مساهمة القوى الاقتصادية ستضيف إلى العمل الفني الذي يقدّم في حال توافرت الأمور المادية له، وعندما نتحدث عن ضرورة دعم الدولة، فهذا يعني أنها تهتم بإنشاء مسارح جديدة تكون وفق مستوى عال من المواصفات.

وبما أن الكويت كانت ولا تزال رائدة في مجال الفن والمسرح، وأسوة بدول الخليج الأخرى، يجب أن يكون لديها دور عرض مناسبة، ونتطلع أيضا إلى أن يكون هناك دعم للفنان المسرحي، فعندما يكون هناك دعم من أعلى مستوى ثقافي للمسرح، أعتقد أنه سيكون هناك اهتمام كبير، وحتى الفنانون سيقدمون أكثر للمسرح.

وبالنسبة إلى الرقابة، فقد وصلنا – ولله الحمد – الى مرحلة لا يوجد رقابة على النصوص، ونتمنى أيضا تكون الرقابة اللاحقة على العروض إذا صدر منها شيء يسيء يتم اتخاذ الإجراءات القانونية، أما الرقابة المسبقة فمن شأنها تقييد الكثير من الأفكار. أيضا نطالب بالاهتمام بمسرح الطفل، وأن تكون هناك دور عرض مناسبة، وأن يكون هناك تصنيف للأعمار، حتى لا يدخل الأطفال مسارح الكبار.

 

• إلى أي مدى يستطيع المسرح الكويتي أن يعكس هموم وآمال المواطن والمجتمع، وهل يؤدي المسرح دوره المطلوب؟

 

– دور المسرح الأساسي أن يعكس هموم وآمال المجتمع، لذلك أي فنان يحاول من خلال الفن الذي يقدّمه أن ينقل قضايا هذا المجتمع وهموم وآمال المواطن، فهو يسير في الطريق الصحيح.

لدينا فنانون يؤمنون برسالة المسرح، وهناك في المقابل آخرون ينظرون للمسرح بسطحية أو كأنه نوع من أنواع الفرجة التي تنتهي فور أن ينتهي العرض، فلا يهتمون بأن يترك العمل أثره لدى الجمهور، وقد أخذ المسرح الكويتي منذ بدايته القيمة والشهرة، بسبب أنه كان يعكس قضايا المجتمع وهمومه، وهذا كان ديدن كل الفنانين الروّاد، ولنعلم أنه لا فائدة من الأعمال المقدمة مهما بلغت من قوة الإبهار والإتقان والعناصر الفنية إذا لم تستطع أن تمسّ هموم المجتمع، أو أن تترك أثرا أو أن تتناول قضية، فهو مجرد مجهود ليوم واحد مثل «فقاعة فنية».

• كيف تقيّمين تجربة «مطلوب مهرجين»، وهل تعتقدين أن هذا العمل أضاف إلى مشوارك الفني؟

– «مطلوب مهرجين»، إضافة وبصمة كبيرة في مشواري الفني لم أكن أتوقعها، هذا النص كُتب منذ عام 2013 ربما كنت أعتقد أنه سيتم تنفيذه سابقا، لكن شاء القدر أن ينفذ عام 2021، وقد حصلت على إطراءات كثيرة، ومن الإطراءات التي أعجبتني أنه عمل معاصر، وهذا ما يسعدني أنني أكتب شيئا يتنبأ بما سيحدث، أو أنك تكتب ما يحرّض الجمهور على اتخاذ ردة فعل، أو تكتب ما يلامس ذلك الجمهور، ويجعل المتلقي والمشاهد يتفاعلان معه بما يعكس شعورهما، مع الأسف، هناك من حاول أن يعطي انطباعا بأن مسرح المهرجانات مسرح معقّد غير مفهوم، وبعيد تماما عن المشاهد العادي، ولا يفهمه سوى الدارس المختص لنوعية معيّنة من المسرح، منذ بدأت في كتابة مسرحية «مطلوب مهرجين» كنت أسعى لأقرب هذه المسافة، وأن أقول إن المهرجان المسرحي تُعرض فيه مسرحيات يجب ألا تكون بعيدة عن الجمهور.

نجاح «مطلوب مهرجين» جعلني أخاف من الأعمال القادمة التي أقدّمها، لأن الجمهور ينتظر مني أعمالا ذات مستوى عال لأي عمل مسرحي يقدّمه، لا نريد أن تكون لدينا عروض مهرجانات معلّبة، بل نريد لعروضنا أن يكون لها أثر مع الجمهور، وأن يتفاعل ويتعامل معها، فخورة جدا بأن «مطلوب مهرجين» حصل على أصداء من د. محمد مبارك بلال، ود. شايع الشايع، والفنان عبدالعزيز الحداد، إضافة الى الكثير من الفنانين الآخرين.

• إلى أي مجالات تنتمي كتاباتك؟

– أحب دائما إذا ذُكر أحد اسمي أن يقول «الكاتبة المسرحية»، لأنني أتشرف بالمسرح وأعشقه، وأميل إلى الكتابة المسرحية أكثر من التلفزيونية أو الروائية، وحتى كتابة القصة القصيرة.

وبالنسبة إلى نوع الكتابات المسرحية، فإن كل فكرة نص تفرض على المؤلف ظروف كتابته، وأحياناً من باب تحدي النفس، ففي كتابة كل نص أتحدى فيه نفسي عندما أكتبه بأن يكون الأسلوب مغايرا تماما، فليست كل النصوص التي أكتبها تحمل الطابع الكلاسيكي في الكتابة، وبالنسبة إلي أميل الى الكتابات التي تتركز في القضايا الإنسانية بشكل كبير جدا، وأميل الى كتابة الأعمال التي تحمل فكرة تلفت النظر، ومن خلالها يتم التركيز على قضايا إنسانية اجتماعية.

 

• كيف ترين المرأة الخليجية عامة والكويتية خاصة في الساحة الفنية والمسرحية بشكل خاص؟

 

– في الفترة الأخيرة، أصبح للمرأة دور كبير في مجال الفن والمسرح، وهذا أمر مشرّف يدعو إلى الفخر عكس ما كان موجودا في السابق، وإن كنت أعتقد أنه كان طبيعيا أو بديهيا، لأن المرأة الخليجية بشكل عام أصبح لها دور كبير في الحياة والمجتمع، وبالتالي لا بدّ أن ينعكس هذا الدور على المسرح، سابقاً كانت المرأة عندما تعمل في المسرح تواجه الكثير من المشاكل.

المرأة الخليجية في مجال الفن، وبصفة عامة المسرح، أصبحت لها بصمات واضحة، وقد لا يكون عدد النساء في الوسط الفني كبيرا، لكن الأسماء الموجودة مؤثرة لها بصماتها الواضحة في الأعمال المسرحية.

المرأة الخليجية لها بصمات واضحة في مجال الفن خصوصاً الأعمال المسرحية

كتب الخبرفضة المعيلي – https://www.aljarida.com/

 

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.