بعدما حصدت جوائز في “أيام قرطاج” و”القاهرة التجريبي” “آي ميديا” سليمان البسام على خشبة “المدينة” في بيروت

 

بعدما حصدت جوائز في “أيام قرطاج” و”القاهرة التجريبي”

آي ميديا” سليمان البسام على خشبة “المدينة” في بيروت

بعدما حصدت مسرحية “آي ميديا” (I M E D E A) للمؤلف والمخرج الكويتي سليمان البسام جوائز رئيسية في المسابقة الرسمية للدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية في تونس، وجائزة أفضل ممثلة في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي الشهر الماضي؛ يتوجه فريق العمل إلى بيروت لتقديم ثلاثة عروض على خشبة مسرح المدينة الذي يعد أعرق مسارح العاصمة اللبنانية في تمام الثامنة مساءً أيام 28 و29 و30 كانون الثاني/ يناير الجاري.

وكان العمل حصد ثلاثة جوائز رئيسية بمهرجان قرطاج الذي يعد أبرز الفعاليات المسرحية في العالم العربي. فقد فاز الفنان سليمان البسام بجائزة أفضل نص مسرحي عن عمله “آي ميديا”، وفازت الفنانة حلا عمران على جائزة أفضل ممثلة عن ذات العمل، وإيريك سواييه على جائزة أفضل سينوغرافيا عن العمل الذي حاز على إشادة وإعجاب النقاد والمسرحيين وجمهور المهرجان. وبذلك تكون الكويت قد حازت على أهم ثلاث جوائز رئيسية من بين الجوائز الخمسة التي يقدمها المهرجان الذي تنافس فيه 12 عرضاً مسرحياً.

وبعد قرطاج توجه البسام وفريقه إلى القاهرة حيث اقتنصت الممثلة السورية الفرنسية حلا عمران جائزة أفضل ممثلة في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي.

ويعد مهرجانا “أيام قرطاج” “والقاهرة التجريبي” من أهم العناوين البارزة في الحراك المسرحي العربي والإقليمي، ومنارتان بارزتان للإبداع والتجديد المسرحي عبر الانفتاح على التجارب المسرحية العالمية والتفاعل معها والتواصل بين التجارب المسرحية في البلدان العربية.

وعن جولة العمل الحالية في المدن العربية قال البسام “جولتنا القائمة عبر المدن العربية تأتي من باب التضامن مع الحركة الفنية المسرحية والجمهور في هذه المدن، وهكذا هو الأمر في بيروت؛ المدينة الغالية على قلوبنا والتي تعاني ما تعانيه من صعوبات في هذا الزمن العصيب، وتقديم “آي ميديا” ببيروت في هذا الوقت بالتحديد هو الرد الموضوعي والصحيح على أمراء الحرب وتجار الموت والخراب ووكلاء تصحير الوعي والفن والثقافة”.

وقد أثارت المسرحية إعجاب النقاد الذين كتبوا دراسات مهمة عن العمل، فكتب الناقد الدكتور عبد الحليم المسعودي دراسة عن العمل نشرت على خمس حلقات قال فيها: “أننا أمام ظاهرة إخراجية فريدة في الفرجة المسرحية العربية قد تخلصت من كل الأعباء التقليدية للفرجة وبوسائل موغلة في البساطة”، مضيفاً أن ” شخصية ميديا تتجاوز هذه النمطية المرتبطة بالتوحش والفظاعة والشر المطلق إلى أفق جديد هو أفق سياسي بامتياز”.

من جانبها كتبت الناقدة الأستاذة سهام عقيل أن مسرحية آي ميديا ” استطاعت بعث طريق جديد نحو إمكانيات جمالية تتفوق على مرارة هزائمنا المسرحية والأنطولوجية”.

فيما كتب الناقد حاتم التليلي محمودي في دراسته النقدية أن العمل “علامة مسرحية تخترق المسافات بين مناهج التمثيل والأنواع المختلفة من المسارح بوضعها على نفس الحدّ من خطوط التماسّ أين يخرج شكل ثالث من الحضور في الأداء بتصدّع الفواصل الحجرية للأنظمة المسرحية المغلقة”.

يذكر أن مسرحية “آي ميديا” هي إنتاج مشترك بين مسرح سليمان البسام SABAB Theatre ومهرجان نابولي بإيطاليا Campania Foundation of the Festival-Napoli Teatro Festival Italia. والصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق (AFAC، علماً أن إنتاج العمل توقف قبل أيام من افتتاحه على مسرح دار الأوبرا بمركز جابر الأحمد بسبب جائحة كورونا في مارس 2020.

وتعد “آي ميديا” (I M E D E A) تجربة جديدة في مشروع البسام البحثي المسرحي الذي يبحث في التكثيف على صعيد اللغة والاقتصاد بالأدوات المسرحية التي تؤدي إلى تكثيف البعد الشاعري في مكونات العرض المسرحي، ومرَّ العمل – ككل أعمال البسام – بمراحل مختلفة في الشكل وعملية الخلق المسرحي، فقد كان العمل على شكل أوبرالي ضخم وعملية إنتاجية كبيرة قبل ظهور فيروس كورونا الذي قطع البروفات النهائية لتقديم العمل، وبعد الجائحة العالمية والإغلاقات العامة على مستوى الكوكب قرر البسام التأقلم مع الوضع الجديد الذي استشعره في الإنتاج المسرحي والتفاعل معه عبر تبسيط وتعميق مفاهيم العناصر المقدمة على خشبة المسرح.

     ويتكون فريق عمل البسام من مجموعة متنوعة من العناصر المتميزة في أوروبا والعالم العربي كالممثلة السورية الفرنسية حلا عمران، وأعضاء فريق التنّين Two or The Dragon الموسيقيان علي حوت وعبد الرضى قبيسي من لبنان، والسينوغراف الشهير إيريك سواييه ومهندسة الصوت الفرنسية ماتيلد دوسييه من فرنسا، ومدير الإضاءة سمير شعراوي من مصر، والممثل ومدير الإنتاج أسامة الجامعي من تونس، بالإضافة لفريق دعم إداري وتقني عربي أجنبي.

وعن تكوين فريق العمل يقول البسام أنه لطالما اعتمد في أعماله على خلق فرق مشتركة من بلدان عربية ومن الغرب ومزج عناصر من خلفيات وتجارب مسرحية متعددة ومختلفة بما يخدم العرض ويصب في بوتقة إيصال مقولة العرض ورسالته، حيث أن البسام يؤمن أن لا هوية وطنية للمسرح بل هوية فنية مطلقة عابرة للحدود.

عبد الستار ناجي – الكويت

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.