الهيئة العربية للمسرح منصة لابداعات أبو الفنون

الهيئة العربية للمسرح

الهيئة العربية للمسرح منصة لابداعات أبو الفنون – عبد الستار ناجي #الكويت

حتى وقت قريب كان المسرح في العالم العربي يتحرك بلا مظلة شمولية الا من رعاية بعض الوزارات والمؤسسات في هذا البلد او ذلك . حتى جاءت مبادرة حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي . العاشق الكبير للمسرح والباحث في التراث العربي وسرعان ما تحولت تلك المبادرة التي انطلقت في منظمة اليونيسكو حينما القى سموه كلمة اليوم العالمي للمسرح .

اليوم وبعد مرور قرابة الثلاثة عشر عاما على تأسيس الهيئة العربية للمسرح وموقعها الشارقة ،باتت تلك المؤسسة الحاضنة الأساسية للابداع المسرحي والمنصة التي راح يحلق من خلالها المبدعون المسرحيون الى فضاءات ابداعية بعيدة عبر مجموعة من المناسبات ولعل أبرزها مهرجان المسرح العربي الذي راح يجوب العواصم العربية في يناير من كل عام ضمن احتفالية باتت اليوم عكاظ المسرح العربي .

واذا كان مهرجان المسرح العربي هو أحد الثمار البارزة للهيئة العربية للمسرح فان أحدث المبادرات هي “رابطة أهل المسرح “وهي مؤسسة منبثقة عن الهيئة العربية للمسرح وتتكون من عدة وحدات عمل تقوم من خلالها بالمساهمة في رعاية احتياجات المسرحيين العرب الاجتماعية كما تساعم في تنمية الوعي المهني والحقوقي لديهم.

وضمن تلك المظلة ونعني الهيئة العربية للمسرح هنالك المهرجانات الوطنية التي راحت تنطلق في النسبة الأكبر من العواصم العربية ومسابقات التأليف للكبار والصغار وملتقي الدمى ومنشورات الهيئة التي باتت اليوم احدى الينابيع التي تثري حركة الابداع المسرحي سواء عبر النصوص أو البحوث والدراسات الأكاديمية المتخصصة .وهناك أيضا كم من الفعاليات التي تتواصل على مدار العام ومنها مسابقة القاسمي والتي تمنح لأفضل الأعمال المسرحية العربية تزامننا مع مهرجان المسرح العربي.

يقول  الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الكاتب الاماراتي القدير اسماعيل عبد الله :

“عملنا في بداية تأسيس الهيئة العربية للمسرح كان منصبا على التعريف بهذا الكيان المسرحي العربي الجديد وكيف باستطاعتنا استقطاب الطاقات المسرحية العربية ومن ثم تجذير وجود الهيئة في خارطة المسرح العربي مع التأكيد على كسب ثقة الجميع لأن الكثير من المشاريع المسرحية العربية قد فشلت سابقا ولم تحقق لنا شيئا ولم نستطع أن نعبر من خلالها الى افاق أوسع كاتحاد المسرحيين العرب واتحاد الفنانين العرب وغيرها من المشاريع التي فشلت بسببنا نحنُ كمسرحيين عرب وبسبب ظروف مختلفة “.

ويستطرد :

 “أما مشروع الهيئة العربية للمسرح منذ انطلاقته فهو مختلف تماماً عن غيره لأننا وضعنا له منذ البداية قواعد وجذور أساسية بحيث انتظرنا طويلاً حتى يؤمن المسرحيون العرب بهذا الكيان الجديد ويصبح حقيقة على أرض الواقع بعدها بدأنا العمل “.

وفي إطار المسرح المدرسي الذي بات أحد المشاريع الكبرى التي انشغلت بها الهيئة العربية للمسرح .

أكد المخرج المسرحي غنام غنام مسؤول الإعلام بالهيئة العربية للمسرح أن دعم تعليم الفنون والمسرح بالمدارس بالبلدان العربية يعتبر أهم محطات العمل بالهيئة العربية للمسرح، فقد دربنا فيها ما يزيد عن 8000 مدرس من العالم العربي، وخلال 3 سنوات فقط تمكنت دولة الإمارات من تحقيق السبق بخروج أول منهج مسرحي فى المدارس بداية من الصف الأول وحتى الصف الثاني عشر.

لقد استطاعت الهيئة العربية للمسرح وخلال زمن قياسي أن تخلق حالة من الحراك المسرحي العربي العال المستوى راح يحصد ثماره أجيال من المسرحيين العرب كما راحت تلك الهيئة تبشر بميلاد أجيال من المبدعين المسرحيين في مختلف التخصصات سواء عبر كتابة النصوص حيث المسابقات او المبدعين في مجالات الاخراج والتمثيل وبقية الحرفيات الابداعية من خلال مهرجان المسرح العربي الذي قدم لنا أسماء إضافية لرصيد المسرح العربي ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر نشير الكويتي فيصل العميري ومواطنه فيصل العبيد وايضا علي الحسينى وعبدالله العابر من الجزائر محمد شرشال ومن المغرب لامين ناصور ومحمد الحر واسماء هوري ومن تونس وليد داغسني وجعفر القاسمي ومن الامارات محمد العامري ومن مصر ناصر عبد المنعم وتطول القائمة لكم من الاكتشافات في جملة المجالات ومن بينها الكتابة والسينوغراف وغيرها من لحرفيات والأسماء التي راحت تترسخ عبر مواعيد ونتاجات مسرحية تبشر بزمن مسرحي عربي جديد لم يكن له أن يتحقق لولا ذلك الدعم والاسناد من قبل الهيئة العربية المسرحية التي تسير بخطى طموحة دؤبة صوب مستقبل المسرح في العالم العربي .

عبد الستار ناجي – الكويت

(البيان)

شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …