الممثل المغربي.. يعير حياته وروحه للبطل الذي يخلقه له المؤلف : من الدار البيضاء: أسامة الماجد

 


يوضح ستانسلافسكي ان علاقة الممثل بنفسه وتحليله لها هي نقطة الانتهاء ونهاية الهدف ، فهي القاعدة، واصل الاستعداد فيها ما يسمى بالتحريض والهياج الذي يستعد به الممثل ليخطو أول خطواته على خشبة المسرح وهي التي تزود الممثل بكل إمكانياته الروحية النابعة من داخلة وبكل حماسه الداخلي والجسماني في كل لحظة.
لقد لفت إنتباهي خلال تواجدي في مهرجان المسرح العربي في دورته 13 المقام بالدار البيضاء، قوة وروعة الممثل المسرحي المغربي” نساء ورجال”، فلم يسبق لي وأن شاهدت مسرحيات مغربية. فالممثل المغربي فنان بطبيعته، يعير حياته وروحه للبطل الذي يخلقه له المؤلف بعد تجرده عن شخصيته الأصلية والتلبس بكل مقومات الشخصية التي قد تفهم روحها وملابساتها وخصائصها الطبيعية ووظيفتها المسرحية ومواقعها الأكثر دلالة والجمل الأكثر قصدا لتصوير غرض الشخصية ومتابعة سيره لأحداث المسرحية الذي يقوم بجزء من أجزائها التكميلية ليخلق الجو المسرحي حتى يستطيع بعبقريته الخلاقة ان يوهم الجمهور مدة بضع ساعات او دقائق ان الأحداث التي يشاهدها واقعية وان كانت لا تمت إلى الواقع بصلة.
وما المسرح كما يقولون إلا اتفاقية وهمية كما انه معبد النسيان، أي نسيان الممثل لشخصيته، ونسيان الجمهور لجميع الوسائل غير الصحيحة التي يشاهدها، ليبعث فيه الشفقة والرحمة، وليطهر نفسه كما قال أرسطو، وليحافظ على قيمة المعنوية ومن السقوط والتلاشي.
الممثل الناجح هو الذي يضع حدا بين ذاته وعاداته ومشاعره وذات الشخصية التي أنيط بعهدته القيام بها وعاداتها ومشاعرها للمحافظة على مميزاتها ومواقفها حتى يعيش دوره، وفي عيشه للدور يكون الابتكار والإبداع وتكون الشهرة والنجاح. وذلك هو الممثل المسرحي بعينه.
شاهدت مسرحيات” ماتبقى لكم” و ” حدائق الأسرار” و ” شاطارا” وبعد كل عرض أقول لأستاذي الدكتور والناقد المسرحي البحريني القدير يوسف الحمدان، أي إبداع هذا للمثل المغربي وقوة الأداء ولذة العمل من اجل الهدف.
 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد العاشر