المكان والفضاء في التراجيديا الشكسبيرية للراحلة وصفية محبك

جديد منشورات مقاربات.
المكان والفضاء في التراجيديا الشكسبيرية.
للمرحومة الدكتورة وصفية احمد زياد محبك (1980-2012).

    تقديم ومراجعة الناقدوالأكاديمي الاستاذ الدكتور احمد زياد محبك.
نقرأ من التقديم المؤثر والعميق الذي صدر به والد المرحومة الكتاب.
متميز نشْرُ هذا الكتاب ومختلف، وله قصة، فقد بقي نائما في الحاسوب ست سنوات، حتى آن وقت نشره في دار مقاربات، فللدار الفضل والشكر، فهي القابلة، التي تستقبل المولود وهو يخرج إلى نور الحياة.
*
كانت مؤلفته تطمح إلى نشره في دار كبيرة، وها هو ذا طموحها يتحقق، لكن بعد أن انتقلت إلى رحمة الله، وكم من كاتب لم ينشر كتابه إلا بعد وفاته، والآن سوف تطمئن روحها وتفرح، والمرجو أن يكون نشره بفضل دار مقاربات في ميزان حسناتها، وأن يكون شفيعا لها عند بارئها لتدخل في رحمته وتحظى برضاه، والمرجو أيضا أن يكون نشره فاتحة خير وبركة وعطاء لدار مقاربات.
ويبقى متجددا دائما لدار مقاربات الشكر والتقدير
*
هي ابنتي منحتني اثنين ثلاثين عامًا من مشاعر الأبوة الرائعة والراقية، ومنحتني الإحساس بالوجود والأنس والسعادة والذكاء والفرح والإبداع، وهي مشاعر يعرفها كل مَنْ وهبه الله ابنة ذكية وفية محبة للحياة والمرح طامحة إلى المجد متفانية في العمل مخلصة في الجهد صادقة في النية.
يوم ودعتها في مطار حلب عام 2006 مغادرة إلى ليفربول كانت تتنقل في ردهات المطار مثل فراشة كأنها تريد أن تحلق بجناحيها إلى إنكلترة قبل أن تحملها الطائرة، عانقتني مودعة، وقبلتني في خدي، وقبلتها في خدها.
راودني لحظتها شعور أنها ستموت، ولن ترجع.
وهبني الله إياها عام 1980 وهي أول عطايا زوجتي المحبة الحنون الوفية، وأسميتها وصفية، باسم عمتي التي تعهدتني بالتربية، هي وعمتي فاطمة، وقد منحتني كل منهما أكثر مما يمكن أن يمنح الأبوان.
*
منذ طفولتها، تمتاز بالذكاء، والحيوية، والأنوثة، وحب الحياة.
في المرحلة الإعدادية بدأت تكتب القصة القصيرة، وطمحت إلى النشر، لا لتقلد والدها، بل لتنافسه، وهي في المرحلة الثانوية صنعت مجلة ثقافية منوعة، تشبه مجلة العربي، أعدت موادها بنفسها.
في المرحلة الإعدادية كنت أساعدها على التفوق في اللغة الإنكليزية، وفي سنواتها الجامعية الأولى كنت أراجع موضوعاتها باللغة الإنكليزية، وأصحح لها، بقدر معرفتي المتواضعة باللغة الإنكليزية، وأزودها بما في مكتبتي من مراجع في نقد الأدب الإنكليزي، وقد استفادت من كتاب “شكسبير معاصرنا”، من تأليف يان كوت، المترجم إلى العربية، ومن كتاب برادلي عن “التراجيديا الشكسبيرية”.
بيننا صداقة، لم أعرف مثلها.
*
تخرجت في قسم اللغة الإنكليزية بجامعة حلب بتقدير جيد جدا عام 2002 ونالت دبلوم الدراسات العليا عام 2003 وسجلت رسالتها للماجستير بجامعة حلب عام 2004، بتوجيه مني واقتراح، وكان عنوانها: “جماليات المكان في الرواية دراسة مقارنة بين نجيب محفوظ وفيتزجيرالد وأوستن”، بإشراف الدكتور عاصم فارس، وعملت فيها بجد، وأوشكت على الانتهاء منها، ولكن جرى تعيينها معيدة عام 2005، وسرعان ما أوفدتها جامعة حلب إلى ليفربول عام 2006 لنيل الدكتوراه.
وفي عام 2008 نالت الماجستير في ليفربول عن رسالتها: “المكان في مسرح هارولد بنتر”، بإشراف الدكتورة نادين داز، ورجعت إلى حلب لتمضي بين أمها وأبيها وإخوتها شهرًا إجازة.
*
زارت حلب كلها، أحياءها وحاراتها وشوارعها وكل مَنْ لها في حلب مِن أقارب وأهل وصديقات.
وشاركت في ندوات قصصية وأقامت أمسيات بالمشاركة مع والدها ومع بعض الأدباء والأديبات.
*
وحين نشرت أولى قصصها، بارك لها الأصدقاء، وقالوا لي: “تفوقت عليك، في كتابة القصة”، وشهد بذلك الأستاذ القاص والروائي فاضل السباعي، وأرسل إليها رسالة تهنئة حين نشرت قصة في مجلة المعرفة في سورية، وشهد بذلك الأديب والناقد الأستاذ عدنان كزارة حين نشرت أول مجموعة قصصية لها، وكتب عنها دراسة نشرت في جريدة الأسبوع الأدبي، ثم أعاد نشرها في الجزء السادس من كتاب “أدباء من حلب في النصف الثاني من القرن العشرين” عام 2011.
أنا اخترت لها ليفربول، لتتابع فيها دراستها، وتنال الماجستير والدكتوراه، ووصفت لها ليفربول، وكأني أعرفها، مع أني لم أزرها، وأنا اخترت لها دراسة المكان في تراجيديات وليم شكسبير، لأنني كنت مهتما بدراسة المكان، ولأنني كنت قرأت معظم مسرحيات شكسبير، مترجمة إلى العربية، ولأنني كتبت دراسة عن هاملت، ولأنني حاولت قراءة مسرحية الملك لير بنصها الإنكليزي، ولكن لم أستطع متابعتها، فتابعت هي بدلا مني قراءة مسرحياته كلها.
في مقر فرع الاتحاد الكتاب العرب، وفي المركز الثقافي بحلب، وفي بعض المراكز الثقافية، أقمنا أمسيات قصصية مشتركة، أنا وهي، وكان المثقفون من الحاضرين يؤكدون تفوقها علي، وكنت أقول لها: “أخشى أن يكون اسمي عقبة في طريقك إلى النجاح”، فتضحك، وتقول:” سأتفوق عليك، وأسبقك إلى الشهرة، لأنك أبي ومعلمي وأستاذي”.
وفي ليفربول، وعبر البريد الرقمي، كل يوم أكتب لها، وتكتب لي، أخاطبها: “ابنتي الحبيبة”، وتجيبني: “أبي الغالي”.
وساعدتها على جمع بعض قصصها في مجموعتين، الأولى بعنوان: “قلب وقلب آخر”، والثانية بعنوان: “عندما قرر النهر الرحيل”، ونشرت 300 نسخة من كل منهما، على نفقتها، في زيارة لها إلى حلب عام 2008، ووزعتها على الأصدقاء.
*
في عام 2002 صحبتني مع أمها في زيارة إلى القاهرة، أمضت فيها معنا شهرًا، وكنت موفدا إلى جامعة عين شمس بمهمة البحث العلمي لأربعة أشهر، اشتاقت إلى إخوتها وأخواتها فرجعت إلى حلب.
في القاهرة، قالت لي: “لا يكفي أن يكون في مصر نجيب محفوظ واحد”، فقد أذهلتها الحياة الصاخبة الموحية، وكتبت عدة قصص من وحي القاهرة، ضمنتها في إحدى مجموعتيها.
*
فجأة صارحتنا في الشهر الخامس من عام 2011 بأن لديها ورمًا في الغدد اللمفاوية، كانت تشكو قبل بضعة أشهر قليلة في ذلك العام من سعال، حسبته نزلة برد، ولكنها زارت المشفى، واكتشفت أنه ورم في الغدد اللمفاوية، ولا سيما في الصدر.
“اطمئنوا، هنا في ليفربول يأتي المصابون بالسرطان في الغدد اللمفاوية للعلاج، سوف أشفى بإذن الله”، هكذا قالت لنا.
في ليفربول رعتها صديقتها فطومة، وهي من تونس، وكانت لها أختا، ورعاها زوج فطومة السيد معز طرابلسي، وهو كبير الممرضين في المشفى، وأحبت ابنهما يوسف، ابن السنوات الثلاث، وكانا يحملان لها الطعام الذي تشتهيه إلى المستشفى.
*
من قبل عام 2008 شاركت ببحث عن شكسبير في ندوة أقيمت في سترادفورد آون آفون بلدة الشاعر والمسرحي العظيم، ونزلت في غرفة عند سيدة عجوز، وكان لدى هذه السيدة قط أليف، ومن وحي منزل هذه السيدة كتبت قصة.
حدثتني أنها خرجت من محطة القطار، ودخلت في سيارة أجرة، وأغلقت الباب، وطلبت من السائق أن يوصلها إلى مقصدها، فقال لها بصدق وأريحية: “يمكنك أن تأخذي الحافلة في الطرف المقابل من المحطة، أجرته زهيدة جداً”، طبعًا، شكرته، ونزلت.
زارت صديقات لها في لندن وكارديف وإدنبرة ومانشستر.
كانت تحدثني عن إنكلترة، وكنت أعيش معها في إنكلترة، بالروح والثقافة.
بالقطار تحت المانش سافرت من لندن إلى باريس، وأمضت شهرًا في ضيافة أختها فاطمة، وتعرفت إلى باريس عام 2010.
*
في غرفتها بالمستشفى كان إلى جوارها مريضتان متقدمتان في العمر تعانيان مثلما كانت هي تعاني، وكانت تنهض في الليل لتواسيهما.
توفيت إحداهما بين يديها، وهي تسقيها الماء.
“لم أخف، هي مثل جدتي، سقيتها الماء بيدي، الموت حالة طبيعية، يجب أن نتقبَّلها”، هكذا أجابتني عندما سألتها: “هل خفت؟”.
وفي سرير المرض أنجزت رسالتها للدكتوراه، وصححتها، وعدلت فيها مرتين، وفي سريرها في المستشفى ترجمت رسالتها إلى العربية، بتشجيع مني وتحريض.
وفي سرير المرض أنجزت ترجمة كتاب “الموتيفات في الحكايات الشعبية والأساطير”.
وكنت أقرأ فصول رسالتها بالإنكليزية، وأناقشها فيها، على قدر معرفتي، وأقترح عليها التعديل، ولا سيما في جانب النقد والتحليل لمسرحيات شكسبير.
كنت أحثها على الترجمة، وكنت أراجع الترجمة وأصححها لها، وأناقشها.
فليسامحني الله، أتعبتها، وكانت غايتي أن تشغل نفسها وتنسى المرض والألم والغربة والوحدة.
ما شكت، ولا بكت، ولا تذمرت، في كل صباح، وفي كل مساء لا بد من تحليل الدم، ولا بد من أنابيب الدواء والتغذية المغروزة في العروق.
وهي التي كنا نخاف عليها من وخز شوكة الورد.
ولا بد من العلاج بالكيماوي، وما يرافقه من ألم في الجسم كله.
كانت وحدها، بل كان معها الله.
“بابا، لا تقلق، القرآن الكريم إلى جانبي، وأنا أتلو فيه صباح مساء، وأنا أنهض وأصلي”.
ثم أضافت: “هنا في المشفى يضعون الكتاب المقدس على المنضدة الصغيرة بجوار المريض، وكل يوم تأتي ممرضة تقود عربة، فيها كتب، تعيرنا للقراءة”.
*
فقط، مرة واحدة، قالت: “أريد ماما”.
*
لم تشأ أن نخبر أحدًا من أقاربها خارج نطاق أمها وإخوتها.
“اطمئنوا، هنا ألقى أفضل أشكال العلاج والرعاية”.
استجاب الجسم للعلاج، وفرحت، كانت دائما تقول: “سأرجع إليكم، وسأقعد مع والدي في مكتب واحد في الكلية”.
وكتبت القصص.
وظلت تترجم مواد أدبية من الإنكليزية إلى العربية لمركز بحوث ودراسات أدبية في المملكة العربية السعودية، وشجعها على الترجمة الدكتور ناصر حجيلان، معاون وزير الثقافة، سابقًا، وأعجب بترجمتها، وأعجب بقصصها، وبتفانيها في العمل، ودقة ترجمتها، بل دعاها إلى حضور معرض الكتاب في الرياض، لشهر فبراير عام 2012، ونزل اسمها في البرنامج، لتلقي محاضرة عن تجربتها القصصية، في النشاط الموازي للمعرض، وجرى الحجز لها بالطائرة.
وفرحت بالدعوة، وتوقعت أن يتاح لها أداء العمرة، وزيارة أختها “نورة” في الدمام بالمملكة العربية السعودية.
*
وكنت أحلم بعودتها إلى حلب حاملة شهادة الدكتوراه، لنكون معًا في كلية الآداب، بل لنكون معا في مكتب واحد.
*
ولكن سرعان ما حدث الانتكاس.
وكان العلاج بالليزر.
واستجابت بعض الغدد ولم يستجب بعضها الآخر.
واقترح الأطباء زرع النخاع الشوكي مِن متبرع.
وسافرت أختها الدكتورة أمل وهي طبيبة من حلب إلى بيروت، وتقدمت إلى السفارة البريطانية، تطلب منحها الفيزا للسفر إلى ليفربول للتبرع لأختها، وقدمت للسفارة ملف المرض وكل الأوراق المطلوبة، ومن المؤسف أن السفارة لم تقدر الوضع، ولم تمنحها الفيزا.
سافرت إليها أختها “فاطمة” من باريس، تحمل معها طفلتها “لور” ابنة الأشهر الثلاثة، وجرى تحليل النخاع الشوكي، وكان مناسبًا، وجرى الإعداد للزرع.
وضعفت مناعتها، وامتلأت رئتها بالماء، وجرى سحبه من الرئة بعملية مؤلمة جدًّا وصفتها في قصة، هي آخر قصة لها، لا أعرف كيف استطاعت معالجتها بفنية عالية.
وقررت إدارة المشفى عدم الزرع، ونصحت لها بالعودة إلى موطنها حلب.
لم يعد العلاج مجديًا.
“بابا، سأرجع إليكم، أراكم، سوف أشفى عندكم، لا تقلقوا، اطمأنوا، أنا بخير”.
واعتذرت إلى الدكتور ناصر حجيلان، وألغت مشاركتها في النشاط الذي سيقام بمناسبة معرض الكتاب.
وحجزت للعودة مع أختها إلى حلب يوم الخميس 25/ نيسان/ 2012 على الخطوط الأردنية.
وفي غرفتها بالمستشفى صباح يوم الثلاثاء 23/ 4/ 2012 حضرت لجنة المناقشة، والتفَّت حولها صديقاتها، وإلى جوارها أختها فاطمة، وصديقتها فطومة وزوجها معز طرابلسي، وزينت الغرفة بالأعلام والأضواء والبالونات، وقدمت عرضا لرسالتها، وأجابت عن أسئلة لجنة الحكم.
قالت لي أختها: “كانت أقوى ما تكون، تتكلم، وتنطلق، وتضحك، وهي في غاية السرور والسعادة، وكأن المرض قد زال عنها، بل كانت متألقة”.
ومنحت درجة الدكتوراه.
وطلبت من الجميع أن ينصرفوا وأن يكونوا مطمئنين.
بل طلبت من أختها فاطمة ألا تنام معها في غرفتها، قالت لها: “نامي عند صديقتي فطومة”.
أشفقت على أختها فاطمة، لأن أختها كانت قد جلبت معها ابنتها “لور”، وعمرها ثلاثة أشهر.
فرحتها بنيلها الدكتوراه لا توصف، وفرحتها بعودتها إلى حلب لا توصف.
هكذا قلت لي ابنتي فاطمة.
*
الكلام على طموحها ونشاطها كثير وطويل، والكلام على جدها وعملها الدؤوب أطول وأكثر.
*
في صباح اليوم التالي، الأربعاء 24/4/2012 في الثامنة والنصف صباحًا اتصلت إدارة المستشفى لتقول لهم: “وصفية ماتت”.
*
لن أقول اخترمها الموت، ولن أقول عاجلتها المنية، ولن أقول توفيت قبل الأوان، ولن أقول لم تعش حياتها، ولن أقول لو أنه امتد بها العمر لأبدعت وأعطت، بل سأقول: “عاشت حياتها كلها، واستوفت عمرها، ورزقها، وحققت ذاتها، وكانت سعيدة”.
تكفي الإشارة إلى أنها عملت معي بالتدريس في جامعة الفرات، في دير الزور، عامي 2004ـ 2005، قبل إيفادها إلى إنكلترة، وعملت بالتدريس في معهد اللغات بحلب، وعملت في الترجمة إلى العربية لأحد مراكز البحوث الأدبية في المملكة العربية السعودية، وتقاضت هنا وهناك وهنالك أجورًا، وادَّخرت مبلغًا جيدًا، واشتريت لها شقة جميلة في حلب، تليق بها، وهو ما يطمح إليه كل شاب، ولا يقدر عليه إلا بشق الأنفس.
وقد أسكنتُ فيها أسرة نازحة ثلاث سنوات، من غير أجرة، ولكن بأجر عند الله، ويسكنها اليوم أخوها وزوجته وابنتهما وأسرة زوجته.
وتكفي الإشارة إلى أنها شاركت في مسابقة الشارقة للإبداع الأدبي لعام ٢٠٠٥ بمجموعة عنوانها: “التمثال والشاعر”، وكانت مجموعتها أول مجموعة يُنَوَّه بها، بعد المجموعات الثلاث الأولى الفائزة.
ولها عندي في الحاسوب خمسون قصة، سوف أسعى جاهدًا لنشرها.
لقد عاشت حياتها، وأعطت، وما يزال أثر عطائها قائمًا ومستمرًّا.
*
وهذا هو عمرها المحدد لها والمقدر، ولقد أعطت كل ما يمكن أن تعطي، ورضيت الرضا كله بما أنجزت وأظن أنها ودَّعت الدنيا غير آسفة، وأظن أنها انتقلت إلى بارئها راضية آمنة مطمئنة.
لذلك، لا جزع وحزن، هنيئا لها حياتها الآن عند بارئها وفي رحمته وعنايته وهو أرحم الراحمين، وهو الذي أعطى وهو الذي أخذ، وقد أعطاني اثنين وثلاثين عاما عشتها معها، هي هبة من الله وعطاء، ويبقى موعدنا الجنة.
*
ولا أنسى صبر أمها، زوجتي الغالية والحبيبة، وقوة تحملها، وصمتها، وما أشعرتني يوما بحزنها الصامت، وإن كنت أعلم أن في قلبها جرحًا غائرًا، ولكن أسأل الله أن يزيدها قوة إيمان، وأن يمنحها الصبر.
*
في الختام
ابنتي الحبيبة،
ست سنوات لم أستطع فيها الكتابة عنك، واليوم إذ أكتب، فلأعترف بأني لم أحسن الكتابة.
ست سنوات لم أستطع فيها نشر رسالتك للدكتوراه، هي ليست رسالة دكتوراه فحسب، هي كتاب في النقد، سيكون له تأثير، وسيلقى التقدير.
واليوم دار مقاربات تنشر لك كتابك
ليرحمك الله، وليكن الثواب والأجر لكل العاملين في الدار والمشرفين عليها والمسؤولين عنها، وأخص بالشكر الأستاذ الدكتور جمال بوطيب، صاحب الفضل الكبير، وأشكر أخي وصديقي الدكتور مرشد أحمد الذي عرفني على الدكتور جمال بوطيب.
وأسأل الله أن ينفع الباحثين بهذا الكتاب.

(المصدر صفحة منشورات مقاربات)

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش