المسرح ومقص الرقيب – بقلم : أمل أحمد تبيدي – #السودان

ضد الانكسار

٢٧ مارس اليوم العالمي للمسرح الذي يفترض يكون مرآة لعكس القضايا وتسليط الضؤ علي ما يدور في المجتمع…. يذدهر المسرح في أجواء الديمقراطية وتمنحه الحرية مساحات ليتحرك فيها لبث الوعي وتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية…. يتم تدميره تماما في عهد الحكومات العسكرية التي تفرض رقابة تامة على النصوص ويصبح النص معرض للحذف والتعديل وأحيانا المنع…… في هذه الأجواء التي نتنسم فيها عبق الحرية يجب أن تكتب نصوص قوية تعيد المسرح لعصره الذهبي…..وتجعله جاذب للمشاهد والأهم أن ينال الدعم من وزراة الثقافة

*هنا استرجع حقبة الثلاثينات حيث كان العبادي الذي طرح نصوص قوية تغوص في المجتمع تعبر عن قضايا الوطن وحبه والولاء له… كانت (نبته حبيبتي) للكاتب والشاعر هاشم صديق و(خراب سوبا) لخالد ابو الروس.. وكثير من المسرحيات التي كانت تكشف الواقع السياسي في قالب كوميدي أو تراجيدي…. ظهرت الحركة المسرحية في السودان عبر وجود الجاليات…..ثم بعدها ظهرت الأعمال المقتبسة من النصوص العالمية، التي كان يتم عرضها في نادي الخريجين في العشرينات…. اول نص سوداني كتبه خالد ابوالروس في عام ١٩٣٢ وهو (مصرع تاجوج)… في حقبة الاستعمار لن يكون الحال افضل من الحكومات العسكرية التي دمرت المسرح عبر السياسات الباطشة…. شددت الرقابة بل وصل الأمر الي تقديم النص قبل عرضه الي رئيس قلم الاستخبارات البريطاني… و تعرضت مسرحية( خراب سوبا) للحذف…. تمت محاصرة المسرح في تلك الحقبة من المستعمر…..كما حدث في عهد الحكومات العسكرية رغم تفاوت النسب في المراقبة…
* ظهور تور الجر في الخمسينات عبر عروض تبث الوعي وتنتقد الواقع بصورة كوميدية انعش الحركة المسرحية.. …بعد افتتاح المسرح القومي في عام ٥٩ ١٩ ظهر مسرح الفاضل سعيد عبر مسرحياته التي كانت تحارب الفساد وتنشر الوعي في قالب كوميدي كانت تستمر العروض المسرحية سنين أصبح المسرح
جاذب….
*العصر الذهبي للمسرح كان من ١٩٦٧ الي ١٩٨٧ الذي اتسم بمواسم مسرحية منتظمة مثلا (نحن كدا)( نقابة المنتحرين) (المهرج) ( خطوبة سهير.) (اكل عيش) (بيان رقم واحد) .(الدهباية) (بامسيكا)…..(هو وهي) (عينك في الفيل)….. . الخ… نتمني أن يعود ذاك البريق الي المسرح وتبد مرحلة الإصلاح عبر النقد البناء و التوعية لينتهي عهد الخوف من مقص الرقيب….عالمنا السياسي والاجتماعي يعج بالقضايا التي تستحق أن تعرض….
(بناء مسرح بناء أمة…)

&&&أينما كان هناك مُجتمعٌ إنساني تتجلى روح المسرح التي لا يمكن كبتها.
بريت بيلي
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
Ameltabidi9@gmail.com

 

http://sudanile.com/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش