المسرح ضرورةٌ ثقافية* كنزة مباركي#الجزائ

كنزة مباركي

المسرح ضرورةٌ ثقافية* كنزة مباركي#الجزائر

يقاس تحضر ورقي المجتمعات بمستوى حركة الفن فيها، وبتطور الأشكال الفنية التي تستقطب الجماهير وتمنح الحياة الاجتماعية اقترابا من الروح الثقافية المشعة. ويعد المسرح أهم تلك الأشكال الفنية، إن لم نقل أولها. مادام يساهم بشكل كبير في إعداد شعب مثقف واع، ويحمل القضايا الفكرية والثقافية والاجتماعية في جوهره إلى جانب الترفيه والتسلية والفرجة. إنه أكثر الفنون عمقا واتصالا بالفرد والمجتمع والمجموعات في آن واحد.

ليس غريبا أن يكون للمسرح كل هذه الهالة والإشعاع وهو الفن الذي حظي منذ بداياته باهتمام السلط، منذ كونه أداة للديمقراطية في أثينا إلى انتصاره الدائم للتعبير عن قضايا الأفراد والمجتمعات. ولعل الاهتمام من السلط بالمسرح تأرجح عبر حقب تاريخية مختلفة بين الدعم، الرقابة والسيطرة عليه لتحويله إلى وسيلة إلهاء وتوجيه، ليَنْتُجَ عن ذلك مسرح مناور مقاوم غير مهادن مضطر للخروج عن حاجته للدعم الحكومي، يقابله مسرح مساير للأوضاع متوافق والظروف والاشتراطات التي يشتغل بموجبها تحت وصاية.

مع التطور الحاصل في العالم اليوم، يبدو الحديث عن التضييق والرقابة الممارسين على المسرح نكتة سخيفة تطال السلط التي لا تنتبه حقا لأهمية وضع خطط وسياسة ثقافية يأخذ المسرح ضمنها مكانه الطبيعي كضرورة ثقافية. وفي هذا الصدد يشير الناقد الفلسطيني د. فيصل دراج إلى أنه: “إذا كان في المسرح ما يحيل، لزوما، على السياسة والحرية الاجتماعية، فإن فيه ما يستدعي مصطلح: المجتمع المثقف، أو الثقافة الاجتماعية، فلا وجود للمسرح كظاهرة اجتماعية، إلا في مجتمع يعترف بالمسرح كفن خاص، ويمايز بينه وبين الفنون الأخرى، ويرى في الذهاب إلى المسرح ضرورة ثقافية تكمل ضرورات ثقافية أخرى، مثل الموسيقا والقراءة والشعر والتساؤلات الفلسفية…”[i].

إننا هنا أمام توصيف دقيق موجز وكاف للدور الذي يؤديه المسرح في المجتمع، وللاعتراف المجتمعي به فنا خاصا يحمل ضمن تركيبته وتركيبة المشتغلين فيه ما يشير إليه دراج بأنه الدلالة الثقافية للمسرح. إذ: ” تتكشف دلالة المسرح الثقافية في تَقَدُّمٍ وارتقاءٍ ثقافيين مجتمعيين، في تعددية العناصر التي تندرج في العملية المسرحية التي تتضمن: مؤلف النص والممثلين والإخراج والمؤثرات الصوتية الضوئية إضافة، بداهة، إلى المكان الذي صمم كي يكون مسرحا، يستقبل متفرجا، يرى ويسمع من دون إرهاق كبير، إن مستوى هؤلاء جميعا، في اختصاصاتهم المختلفة، هو الذي يصرِّح بمستوى العرض المسرحي، الذي هو امتداد طبيعي لمستوى ثقافي-اجتماعي، قابل للمعاينة والتحديد.”[ii]

تواجه المسرحَ في وجوده في البلدان العربية ومنها الجزائر جملةٌ من الصعاب والمحاذير، لعل أبرزها تعرُّضه للتضييق والاهمال العمدي. فتركُ المسرح من دون اهتمام من قبل المسؤولين هو اعتراف ضمني بدوره بالغِ الأهمية والأثر في المجتمع، وبقدرته الكبيرة على التعبير الفني والنقد العميق لمشكلات المجتمعات وقضاياها المختلفة. وبالتالي؛ قدرته على تشكيل وعي الجماهير وصياغة مواقفها. وإلا، فكيف نفسر غياب استراتيجية واضحة لتطوير الحركة المسرحية في الجزائر طيلة السنوات الماضية؟ ولماذا لا يزال الإنتاج المسرحي خارج منطق (الصناعات الثقافية) عمليا؟ وخارج الاهتمام به كمساق ومقياسٍ مهم في أقسام الفنون وبمعهد الفنون الدرامية مثلا؟ وهنا أركز على كوننا نتحدث عن (الانتاج المسرحي)، عناصره، مراحله، آليات وأدوات وسبل الترويج والتسويق له ضمن حلْقةٍ تربطه بالاقتصاد الثقافي.

كلنا يعرف طبعا، بأن السوق الفنية، والسوق المسرحية لا يمكن أن تنشأ ما لم يعرف الإنتاج المسرحي حركية مستمرة، ومالم تتوفر له الشروط ليُنتِجَ الجودة والقيمة المضافة، هنا، يمكننا أن نتعامل مع الفكرة بمنطق الثقة، لا التخوف، نعلم أن الخوف من تسليع المنتج الثقافي والمسرحي مشروع، غير أنه من الضروري العمل على رفع فكرة (السوق الفنية) من مجرد إخضاع التعبير الفني/ العرض المسرحي لمنطق السوق إلى استراتيجية جادة وواضحة لاستثماره في أبعاده الحضارية، التاريخية والجمالية في التنمية الاقتصادية.

كثُرَ الحديث عن اتجاهنا نحو الاستثمار في الثقافة والفنون وعن المقاولاتية الثقافية، غير أننا لا نزال نتهجى الفكرة ونحاول هضمها، ويؤشر على ذلك؛ النمطية التي لاتزال تطبع تعاملنا مع الإنتاج المسرحي، ومع المشتغلين في المسرح، وطريقة تسويقنا للمنتجات الفنية والإبداعية وللتظاهرات الثقافية إلى الجمهور والمتلقي الذي لم نصل بعد لمنحه ضمانات تدفعه للوثوق بالفن والثقافة واعتبارهما ضرورةً مجتمعية.

تسترعي انتباهي كثيرا فكرة التأمل في نظرة مجتمعنا للمسرح، وبالتالي قياس أثر المسرح فيه، فأجدني دائما منتهية إلى أن المسرح عندنا لا يزال خارج نطاق الاستيعاب المجتمعي كضرورة ثقافية، إنه لا يعدو أن يكون فكرة مبهمة، غامضة، أو مكانا للضحك والسخرية إن لم نقل أن كثيرين يعدونه مكانا لتضييع الوقت. هي الحقيقة للأسف!!!

حريٌّ بنا البحث عن السبب أو الأسباب التي جعلت المسرح كالثقافة كالفن عبارة عن فكرة غامضة مبهمة في مخيال الفرد والمجتمع، فكرة تخترقها على مر سنوات محاولاتٌ لتحويل المسرح إلى ضرورةٍ ثقافية، لكن هذه المحاولات لم توفق إلى الحد الذي يضمن تماما هذا الهدف، بدلالة المعطى الواقعي اليوم لسلوك الفرد، واستنادا إلى صورة الوعي الجمعي وحدوده وأفقه الضيق، وقبل كل ذلك، انطلاقا من العلاقة المتوترة بين المسرح والجمهور.

في الحقيقة، يصعب قياس تأثير المسرح ثقافيا في ظل بحثنا مع كل موسم مسرحي عن الجمهور الغائب، لنجد أنفسنا أمام محاولات لتجارب مسرحية لا تكاد تكتمل. فليس ثمة شكٌّ في كون الجمهور هو الجوهر الأساس لكل تجربة مسرحية، سواءٌ أفردية كانت التجربة أم جماعية، مرتبطة بفنان أم ببلد. تشق التجربة المسرحية مسارها لتنضج وتكتمل بالرؤية الفكرية والجمالية التي تحملها، بتوافر عناصر مهمة تحدد مقاصدها الفكرية وصبغتها الشكلية وتوظيفها الجمالي وما تحمله من حساسيات جيل تجايِلُه، ومن مجاورتها لفكرٍ، لغةٍ وذاكرة إنسانية تعصرها دهشةُ الفن والإبداع في نتاجٍ مسرحي يحقق للجمهور متعته القصوى، يحرك حواسه ويأسر تفكيره لسنوات، يمنحه مسرحا دراميا لا فرجة ظرفية تدغدغ انفعالاته وتغازلها، مسرحاً يستثير ذائقته الجمالية ويُشغِّلُ آلةَ التفكير لديه مباشرة بعد تحقيق المتعة والترفيه المضمونين، مسرحا لا يحشو نصوصه باللغط، ولا يؤثث فضاءه بصور المقابر، السجون، المدن والأرياف ليبحث عن قضايا الإنسان والمجتمعات، وعن صورة الصراع بين الحاكم والمحكوم، فيُدخِلُنا السجونَ من جديد، ويعيدنا إلى رحمة الجلاد بفنٍّ مكبوت مكبل محاصر بعيونٍ وآذان، فالمسرح يُنتَظرُ في مساحات الانعتاق من كل رقابة وحدود وقيود، يَسْخرُ متعاليا لا مبتذِلا، ويرفِّهُ ذكيا لبيبا لا محتالا أو ساذجا، ويوحي بما يوحي لكنه لا يرمز ولا يشير، لا يصف ولا يكشف، المسرح لا يقع في الواقع، لكنه يختال في عوالم التخييل، نرى فيه كل شيء، نحس، نضحك، نبكي ونعيش، نعيش فيه أزمنة العروض المسرحية فيعيش فينا طويلا، المسرح لا يخط شهادة وفاته بيديه. لذلك، فإن أنجح التجارب هي تلك التي تنطلق حرة إلى جمهورها.

إننا هنا نتلمس الهوية الفنية للتجربة- لأي تجربة إبداعية – إذ نتعرف على تفاصيل ما يشكِّلُها من منتجات فنية خالصة، يتبناها المتلقي ( الجمهور) ويرى نفسه فيها، ويتركها تفعل فيه ما تفعل على وجه التلقي الواعي لا (الاستغفال).

تحتاج التجربة المسرحية لتنجح أن تستجيب لحاجات مجتمع تنشأ فيه جماليا، معرفيا وشكليا، لحاجات خفية تحتاج لاستنطاقها فنيا فيلبس المتلقي نتاجَ فكرٍ ليس من صنعه ولكنه يتماهى معه ويحتضنه وكأنه صاحبه. ولكن، هل يسهل تحقيق ذلك، دون أن يكون للتجربة مفتاحها السحري الذي يوصلها إلى ذلك الجمهور الساحر؟ حتما لا يمكن لذلك أن يتحقق مالم تكن الحرية محرك التجربة الإبداعية ووقودها، وما لم تتكئ هذه التجربة وهي تُبنَى وتتأسَّسُ على أرضية يدفع النقدُ فيها بالإبداعِ إلى الاستمرار بنضجٍ، ويدفع فيها الإبداعُ النقدَ إلى الاستعداد والتأَهُّبِ دائما لمرافقته بثقة، فيكون النقد مشروعا يؤَسَّسُ وتجرِبَةً تُبْنَى جنبا إلى جنب مع التجارب المسرحية.

لا يمكن إذن أن نخص الدور الذي يؤديه المسرح في الفعل الثقافي الوطني بحديث منفصل عن تساؤلات تتكرر دوما حول دور الجمهور في إنعاش المسرح وإحيائه، وواقع السياسة الثقافية في الجزائر وموقع المسرح منها، وقانون يرفع مستوى الممارسة المسرحية وينظم المهن الفنية الدرامية، ويضمن للفنان حقوقه وحريته.

وانطلاقا من ذلك، يمكن أن نقدم هنا مجموعة من المقترحات التي نضمُّها إلى جملة من تلك التي طرحها ممارسون وأساتذة ومختصون على امتداد سنوات عرف فيها المسرح والمسرحيون مشاكل تحتاج حلولا تتأسس بصدق النوايا وحضور الضمير والأخلاق المهنية مثلما تحتاج إلى البرامج والأموال والقوانين.

  ولأننا تحدثنا عن الجمهور الذي يعزف عن العروض المسرحية، وعن مشاكل التوزيع والتسويق للمنتج المسرحي، وانطلاقا من ايماننا بفكرة المسرح ضرورة ثقافية ومجتمعية؛ فإن جملة المقترحات التي سنقدمها هنا وأكدنا عليها سابقا تذهب إلى الاهتمام بالترويج للمنتج المسرحي والاستثمار في المسرح لتقريب المسرح إلى الجمهور بأفضل الطرق والصيغ والمبادرات[iii].

  • بناء حملات ترويجية عبر وسائط اعلامية مختلفة، فمن المهم جدا بناء خطة محكمة للإعلان المسرحي على الموقع الإلكتروني للمؤسسة وصفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر موقع يوتيوب وحتى في تطبيق للهواتف الذكية. وذلك باستخدام الوسائط المتعددة التي تعرف بأنها اجتماع وسيطين فما فوق.
  • تنظيم معارض للصورة المسرحية، فالصورة المسرحية تسوق العرض وتوثقه. وهي فوق ذلك كله؛ منتج فني يستحق الوقوف عنده للتسويق له في حد ذاته.
  • عدم التخلي عن الطرق والوسائل القديمة منها البراح وطريقة التسويق لعروض السيرك.
  • خلق وكالة لتسويق الأعمال المسرحية تعمل على توزيع العروض والتسويق لها. وتقديم معلومات عنها، ويكون لرجال الأعمال الدور الفاعل في تفعيلها.
  • تصميم تطبيقات خاصة بالهواتف الذكية للعروض ومسار انتاجها وحتى تطبيقات خاصة بالتعاونيات والمسارح لتقديم خطط الانتاج الجديد وتفاصيل عن كل انتاج لتسويقه بالشكل الأمثل.
  • التركيز على الاتفاقيات مع الشركاء المحيطين بالمسارح وزارة النقل، التربية والتعليم، التعليم العالي والبحث العلمي، السياحة، وغيرها لتقديم خدمات تسويق للعروض ضمن فضاءات النقل والجامعة والمركبات السياحية والفندقية ولتوفير تذاكر عروض في تلك الفضاءات.
  • إدراج تذكرة مسرح ضمن برامج الرحلات السياحية التي تنظمها وكالات السياحة والأسفار.
  • تذكرة مسرح ضمن برامج الجولات السياحية داخل البلد. وترتيبا على ذلك؛ تعمل المسارح على برمجة مرافقة لكل ما يجري في محيطها.
  • إطلاق قناة للمسرح أو حصة مسرحية دائمة غير مناسباتية، غير تقليدية الطرح والتصميم. تتابع حركة الإنتاج، العروض، الفعاليات وكل مفاصل الحياة المسرحية.
  • القائمون على الصفحات الخاصة بالمسارح عبر مواقع التواصل الاجتماعي -خاصة- ملزمون بناءً على انخراطهم في هذه الشبكات وبحكم شروطها وأهمها التفاعلية بالرد على المستخدمين، وبالتحديث المستمر وتنشيط الصفحة بما يتماشى ومختلف الفترات والمناسبات.
  • حل المشاكل المترتبة عن غياب وقلة الجمهور بسبب عدم توفر النقل، وعدم توفر مواقف السيارات وغيرها.
  • الإشهار وقت الذروة، وتمرير ومضات إشهارية لعروض فنية ومسرحية في هذا الوقت؟
  • تنظيم مسابقات للجمهور لتقييم الأعمال المسرحية التي تابعوها. ومن التقييمات المحصلة نربح تقييم الجمهور ونقدم لاحقا مكافآت لعدد من المشاركين في التقييم عن طريق السحب.
  • إنشاء بوابة الكترونية تحصي وتجمع كافة المسارح والجمعيات والتعاونيات بإنتاجاتها.
  • تقديم عروض في مناسبات الأعياد مثلا. عروض عيد الفطر وعيد الأضحى على غرار ما هو حاصل بعدد من الدول العربية، فهذه المناسبات موعد مهم للتسويق للعروض المسرحية، خاصة عروض الأطفال.
  • استحداث بطاقة ولاء تمنح للمتفرجين الأكثر ترددا على المسارح وعروضها، والاعلان بشكل شفاف وواضح عنها ليستفيد منها المتفرجون الحقيقيون. وتمنح امتيازات وخدمات وهدايا للمتفرجين الأوفياء بشكل يتم تدارسه ووضعه وفقا لإمكانات كل مسرح وحتى الجمعيات والتعاونيات.
  • تفعيل مشاركة رجال الأعمال في إنتاج وترويج العمل المسرحي وفعاليات المسرح المختلفة بجعلهم شركاء دائمين يؤسسون مع المثقفين اقتصادا إبداعيا وصناعة ثقافية (مسرحية)، لا مجرد منفقين لأموالهم بمناسبات معينة.

الإحالات:

* ورقة مقدمة في ندوة: المنجز في المسرح الجزائري بعد 58 سنة.. أسئلة، تأملات ورهان، ضمن مقياس: المسرح ودوره في الفعل الثقافي الوطني، من تنظيم المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي بالمكتبة الوطنية الجزائرية الحامة، بتاريخ 27 سبتمبر 2020.

[i] فيصل دراج، الثقافة الاجتماعية والاعتراف بالفنون، ورقة بحثية منشورة في مجلة المسرح العربي، الهيئة العربية للمسرح. الشارقة، عدد 7، مارس 2012، ص 85.

[ii] المرجع نفسه، ص 86.

[iii] تم طرح هذه المقترحات في مداخلة قدمناها في ندوة ضمن فعاليات المؤتمر الوطني للمسرح والإعلام ورجال الأعمال، تنظيم التعاونية الثقافية الخيام سميراميس، بالمسرح الجهوي العلمة – الجزائر، بتاريخ 16 جويلية 2019، ونشرت في الصحافة الوطنية وبموقع الهيئة العربية للمسرح على الرابط: http://www.atitheatre.ae/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%D9%8A-%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A9/?fbclid=IwAR2Bu6nD2IJzl9KmhvAXPPqN6thVrs70UOCI10hKA4VIy9vHuKpcelhyTG8

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

This will close in 5 seconds