اللقاء المسرحي العربي في هانوفر بألمانيا الإرث ، رؤى ، واقع وآفاق مجال خصب للعطاء الفني والإبداعي- بقلم : عباسية مدوني – الجزائر

في حقل تحقيق الإنصهار الفني والإبداعي ، وتأثيثا لفعل مسرحي واعد يشي بالتنوع وتمحيص شتى الأبعاد نقديا ، فنيا وموضوعاتيا ، تنفتح هانوفر الألمانية على فعاليات اللقاء العربي المسرحي في نسخته الرابعة ، والتي تحمل شعار :

الإرث ، رؤى ، واقع وآفاق  ” خلال الفترة الممتدة من 07 إلى 12 جوان 2022 .

هذا اللقاء العربي المسرحي الذي سيشهد تنوعا زاخما وثراء في الفعل الإبداعي المسرحي من حيث العروض المسرحية المنتقاة ومن حيث توجهاتها وأهدافها ومسارها المسرحي الذي يبحث في الإرث الحضاري ، الفكري ، التاريخي ، السوسيو ثقافي ، الإيديولوجي وشتى التوجهات تحت مظلة المسرح والإنسان، وجلّ العروض المسرحية المنتقاة تبحث في مكنون ذلكم الإرث .

يأتي هذا اللقاء مواكبا لجميع التحولات والتناقضات التي شهدها المسرح العربي منذ شرارة الربيع العربي إلى الآونة الأخيرة ، يأتي ممحّصا للراهن وباحثا في مكنون الهوية والإنتماء ، متّكئا على الآفاق المستقبلية جماليا وفنيا .

اللقاء المسرحي العربي يحتضنه مسرح البافليون بالتعاون مع مسرح الورشة ومركز بافليون الثقافي بتمويل كذلك من المؤسسة الثقافية الإتحادية سيكون نافذة مفتوحة على حوارات ونقاشات جادة ذات العلاقة الوطيدة بالإرث المسرحي الذي يبحث في عمق العلاقات والروابط الإنسانية ضمن سياق خطاب جادّ وحوار بنّاء وهادف .

العروض المسرحية الدولية التي ستنشّط هذا المحفل العربي المسرحي من عديد الدول على غرار تونس ، المغرب ، الجزائر ، مصر ولبنان ومن خلال ما تمّ إستعراضه خلال الندوة الصحفية التي أشرفت عليها هيئة المهرجان ” كاتارينا فيزوتسكي” ، ” فتاح ديوري” ، ” كوثر سليماني” و” زابينه تروتشل” فقد كشفت عن كل التفاصيل والمحطات الهامة للمهرجان بما في ذلك العروض المسرحية مثل العرض المسرحي ” آي ميديا ” ، ” سماء أخرى ” ، ” جويف ” ، ” آخر 15 ثانية ” ،” WELTSCHMERZ”  ، و” من أجل الجنة ، إيكاروس”، ” جي بي أس GPS” ، و” النسخة الثانية 2045 ” وعرض ” جميلة والأبطال الآخرون ” .

ومن خلال استعراض الهيئة التنفيذية للمهرجان البرنامج الفني المسرحي ، يتضح لنا بشكل مباشر مدى الترابط والتناسق في انتقاء العروض ومدى تماهيها مع موضوع الدورة الرابعة لهذا اللقاء العربي في تيمته الإرث ، رؤى وواقع ، حيث أن مجمل العروض ذات خطابات وصراعات ورهانات تفرض نفسها بقوة في ظل شتى التحولات الراهنة ، فيها البعد الساخر ، والبعد الواقعي وفيها النماذج الحية من محطات التاريخ والدين والسياسة ، وجميعها مرتبطة بأسئلة مصيرية وتأويلات من شأنها استفزاز المتلقي وبخاصة المتلقي الناقد صاحب الرغبة الجامحة في التقصي والتمحيص لملامسة ذلكم الإرث في بعده الواقعي ، وبمختلف رؤاه وآفاقه وأبعاده المستقبلية .

هذا ، وقد كشفت لجنة المهرجان عن تفاصيل الحفل الختامي للقاء العربي والذي تحييه فرقة موسيقية هي الأخرى صاحبة إرث فني واعد ،  ناهيك عن أن المهرجان يعرف مشاركة ثلاث مجموعات من محترفات ومحترفي المسرح ، بمختلف مواضيعهم وطروحاتهم ، وجميع تلكم المجموعات تتكون من فناني وفنانات المهرجان المهجر ، مع مواكبة طلبة من عدة دول لمحطات المهرجان ، وبذلك تكون محطة هامة للنقاش وتبادل الآراء والنقاشات الرصينة ذات العلاقة الوطيدة بالمسرح  ، إذ يدير نقاش

( منظمات ومنظمو المهرجانات ) زابينه تروتشل من هانوفر ، ألمانيا وهي عضوة في فريق إدارة اللقاء المسرحي العربي ، أما مجموعة ( فنانو وفنانات المهجر ) يشرف عليه فتاح ديوري  باعتباره عضوا في فريق إدارة اللقاء المسرحي العربي ، وتدير نقاش ( منتدى الطلبة ) كوثر سليماني وهي عضوة في فريق إدارة اللقاء المسرحي العربي بمشاركة كل من الدكتورة نورا هاك من برلين ، ألمانيا التي درست العلوم الإسلامية والسياسية في كل من برلين ، باريس ، إسطنبول والقاهرة ، ومشاركة كذلك الدكتور عبد الله المطيع  من الرباط ، المغرب وهو أستاذ مساعد لمادة التربية الفنية في كلية العلوم التربوية في جامعة محمد الخامس وهو باحث في مجال المسرح وفلسفة الفن ، كل هذا سيتم ّ متابعته وتوثيقه من لدنّ الدكتورة لينا الأبيض من بيروت ، لبنان وهي مخرجة مسرح وناشطة سياسيا ، حاصدة لجائزة محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي سنة 2013 ، وهي أستاذة زائرة في قسم علوم الإتصال ( المسرح ) في الجامعة الأمريكية ببيروت .

وبالموازاة وضمن البرنامج العام للقاء المسرحي العربي كشفت ذات اللجنة عن إقامة معرضين في ضوء الفعالية ، بما في ذلك نظرة حول عشرة سنوات من اللقاء المسرحي العربي في هانوفر من خلال استعراض الأرشيف الفني لفريق العمل وصور الأعمال المشاركة والمواكبة للحدث .

وعليه ، فإن اللقاء المسرحي العربي على مستوى هانوفر الألمانية في نسخته الرابعة يعتبر مكسبا إبداعيا وإرثا حضاريا وفكريا وفنيا ، مقارنة بالبرنامج المسطر وشتى البرامج المواكبة لهذا الحدث الدولي المسرحي على أساس أن الفن الرابع إرث يحمل في جعبته العديد من الرؤى ، الواقع والآفاق المستقبلية التي من شأنها أن تكون أرضية خصبة نحو حوار هادف ونقاشات جادّة تخدم الفن ، الإنسان وقضاياه المصيرية .

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.

   

This will close in 5 seconds