أوراق فنية – اليوم العالمي للمسرح  وتفعيل المركز العراقي للمسرح – عبد العليم البناء

أوراق فنية 
اليوم العالمي للمسرح 
وتفعيل المركز العراقي للمسرح 
عبد العليم البناء
يحتفى المسرحيون ومحبو الفن فى كل العالم، باليوم العالمى للمسرح، في السابع والعشرين من آذار من كل عام، حين تم تبني هذا اليوم من قِبل المعهد الدولي للمسرح، وهو أكبر منظمة للفنون المسرحية في العالم، في المؤتمر العالمي التاسع للمعھد بمدینة فیینا عام 1961 باقتراح من رئیس المعھد آنذاك الناقد والشاعر والمخرج أرفي كيفيما، واحتُفل باليوم العالمي للمسرح للمرة الأولى  في27 آذار عام 1962 على نطاق عالمي، في افتتاح مسرح الأمم عام 1962 في موسم المسرح بمدینة باریس الفرنسیة، الذى كان یحمل اسم (مسرح سارة برنار)، وكانت التقالید الثقافیة الخاصة بالمھرجان المسرحى تبدأ فى الیوم  نفسه بتقدیم عروض مسرحیة لمختلف المسارح العالمیة، فأصبح تقلیداً عالمیاً للاحتفال بالمسرح لتعزيز وزيادة الوعي بأهمية هذا الفن، ودفع قادة الرأي إلى إدراك قيمته، إضافة إلى تقوية فكرة الاستمتاع بهذا الفن كهدف بحد ذاته، وجرى العرف أن يتم اختيار شخصية إبداعية ومسرحية لكتابة كلمة خاصة بهذه المناسبة تلقى في اليوم ذاته، وتشارك الشخصية تأملاتها حول موضوع المسرح وثقافة السلام، وتتم ترجمتها إلى لغات مختلفة ويجري توزيعها وتعميمها على جميع المؤسسات المسرحية في العالم، وكان الكاتب الفرنسي جان كوكتو أول شخصية اختيرت لهذا الغرض في احتفال العام الأول بباريس، وتوالى على كتابتها، منذ ذلك العام شخصيات مسرحية من مختلف دول العالم، منها: أرثر ميلر، لورنس أوليفيه، بيتر بروك، بابلو نيرودا، موريس بيجارت، يوجين يونسكو، أدوارد ألبي، ميشيل ترمبلي، جان لوي بارو، فاتسلاف هافل، سعد الله ونوس، فيديس فنبوجاتير، فتحية العسال، أريان منوشكين، وسلطان القاسمي، وغيرهم.
ويعد المركز العالمي للمسرح ( ITI ), واحداً من أشهر المؤسسات الثقافية والفنية التي تُعنى بتنشيط حركة المسرح حول العالم, وتم فتح فروع لهذا المركز في عديد البلدان والارتباط بشكل مباشر بنشاطاته وفعالياته والتعريف بالنشاطات المسرحية الوطنية ومنها العراق، الذي تأسس فيه المركز العراقي للمسرح في 22/2/1971 وكان من أهم مهامه فتح فروع لهُ في المحافظات العراقية وتعيين ممثلي ارتباط له فيها, مع عقد الاجتماعات لمكتبه التنفيذي بشكل دوري كل أسبوعين حسبما نصت عليه التعليمات الخاصة بالمركز العراقي للمسرح ذات الرقم عشرة في 1/1/ 1986 بصفته هيئة ثقافية فنية له شخصية قانونية واستقلال مالي، ومن أبرز أهدافه الاسهام بتنشيط وتطوير الحركة المسرحية في العراق، وتبادل المعلومات والخبرات مع المركز الدولي للمسرح والمراكز الوطنية الاعضاء فيه، ومن وسائل تحقيقها: تزويد المركز الدولي للمسرح والمراكز الوطنية الممثلة فيه بالنشاطات المسرحية في العراق بغية نشرها والتعريف بها، وعقد المؤتمرات والندوات المهرجانات والمسابقات، واصدار النشرات والمطبوعات الفنية ذات العلاقة بالمسرح، وتقويم العروض والفعاليات المسرحية، والتعريف بالنشاطات المسرحية في العراق عبر الترجمة والنشر واقامة المعارض وتيسير المعرفة المسرحية، ودعم الفرق التمثيلية العاملة المجازة بموجب قانون الفرق التمثيلية مادياً ومعنوياً.
وتعرضت هذه الاهداف ووسائل تحقيقها كما هو حال المركز الى التوقف لا بل انحسارها تماماً من المشهد المسرحي، الذي لم يشهد منذ أكثر من عقدين أية مبادرة لتفعيله سوى مبادرات فردية سرعان ما تلاشت، في وقت كان فيه المركز من أهم وأبرز الواجهات المسرحية التي عملت على تفعيل وتحفيز النشاط والحراك المسرحي العراقي، لاسيما عبر الاحتفاليات الكبيرة والمهة التي كان يعقدها بالتزامن مع الاحتفال بيوم المسرح العالمي في السابع والعشرين من آذار من كل عام، لتقويم المواسم المسرحية وتقديم الجوائز والشهادات التقديريية التي كان جميع المسرحيين العراقيين في بغداد والمحافظات يعتزون ويفخرون بها، لأنها كانت تتم عبر مسارات مهنية صرفة وبمشاركة كبيرة وواسعة ودون مجاملة أو محاباة لهذا أو ذاك، حيث كان مبدعو المسرح العراقي ينتظرونها على أحر من الجمر لينالوا ويحصدوا ثمرة مباريات الابداع المسرحية السنوية، التي كانت من العناوين المهمة في تحفيزالابداع المسرحي بصور وطرائق منهجية ومهنية تشمل المتابعة الدقيقة لكل العروض المسرحية في أنحاء العراق، وعبر لجان مسرحية متخصصة تشمل مختلف التخصصات المسرحية والثقافية والفنية والإبداعية ..
الجميع مطالبون وفي مقدمتهم وزارة الثقافة والسياحة والآثار، ونقابة الفنانين العراقيين، ودوائرة السينما والمسرح، ومستشارية الشؤون الثقافية في رئاسة الوزراء، بإعادة الحياة الى (المركز العراقي للمسرح) وفقاً لتعليماته الصادرة عام 1986،  وتشكيل لجنة تحضيرية موسعة تأخذ على عاتقها هذه المهمة الوطنية والإبداعية والجمالية التي ستكون عاملاً مضافاً في تحفيز الابداع المسرحي الرصين الذي يشهد انتعاشاً شاملاً ورصيناً من أقصى العراق الى أقصاه. 
وكل عام والمسرحيون في العراق والعالم بألف خير وإبداع وجمال..

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش