أمينة رزق ذات الألف وجه «الراهبة بمحراب المسرح»

يشارك الناقد والدكتور عمرو دوارة، بالعديد من الإسهامات فى الدورة الـ15 من المهرجان القومى للمسرح، إذ يصدر كتابا تحت عنوان «أمينة رزق الراهبة بمحراب المسرح» وهو توثيق عن الفنانة الراحلة والتى يكرم اسمها المهرجان هذا العام. وأعرب الدكتور عمرو دوارة عن سعادته بتعدد وتنوع إسهاماته بالدورة الخامسة عشرة للمهرجان القومى للمسرح المصرى «دورة المخرج المسرحى»، مرجعًا ذلك لأنها فى مجملها تؤكد تلك الثقة التى يعتز بها سواء من إدارة المهرجان أو من قبل جموع المسرحيين بمختلف أجيالهم وتنوع تخصصاتهم، ويمكن بصفة عامة إجمال مجموع مشاركاته.

أمينة رزق

وعن مشاركته بالمهرجان، أوضح «دوارة» فى تصريحات خاصة لـ «المصرى اليوم»: أستكمل إسهاماتى بمجال الكتب التوثيقية بإصدار كتاب «أمينة رزق.. الراهبة بمحراب المسرح»، وذلك فى إطار مجموعة الكتب الخاصة بالفنانين العشرة المكرمين بهذه الدورة، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب أستكمل به الكتب الثلاثة التى صدرت لى عن الفنانين الكبار: حسين رياض، سميحة أيوب، عبدالله غيث، والكتب السبعة التى صدرت لى عن المخرجين: كرم مطاوع، جلال الشرقاوى، د. كمال عيد، أحمد عبدالحليم، عبدالغفار عودة، محمود الألفى، د. هناء عبد الفتاح، وذلك بالإضافة إلى الكتب الثلاثة الخاصة بالفرق المسرحية (المسرح القومى، المسرح الكوميدى، فرقة أوبرا ملك).

أمينة رزق مع فؤاد المهندس

وتابع: «أيضا كتابة خمس شهادات فنية لخمسة فنانين مكرمين بناء على رغبتهم وطلب كتاب تلك الكتب، وهى الكتب الخاصة بالفنانين الخمسة الذين أعتز جدا بمسيرتهم الفنية وبصداقتهم وهم: عبدالرحيم الزرقانى، محمد صبحى، عايدة فهمى، فادى فوكيه، ناصر عبدالمنعم، وكذلك المشاركة بعضوية اللجنة العليا للندوات والمحاور الفكرية مع الزملاء عبلة الروينى، جرجس شكرى، عبير على».

وأشار «دوارة» إلى أنه يشارك بالمحور الفكرى الأول والذى نظم تحت عنوان: «البدايات وظهور مفهوم المخرج المسرحى»، وذلك بتقديم دراسة بعنوان: «مسيرة ومفاهيم الإخراج المسرحى ببدايات المسرح المصرى الحديث حتى منتصف القرن العشرين»، وكذلك المشاركة مع خمسة مخرجين زملاء من جيل ثمانينات القرن العشرين بأول مائدة مستديرة والتى تنظم تحت عنوان «المخرج والنص المسرحى»، وذلك مع الزملاء (طبقا للترتيب الأبجدى): إميل شوقى، حسن الوزير، محمد الخولى، مراد منير، ناصر عبدالمنعم.

أمينة رزق

وتناول «دوارة» خلال ندوة «مسيرة ومفاهيم الإخراج المسرحى ببدايات المسرح المصرى الحديث حتى منتصف القرن العشرين»، نتائج الدراسة، والتى أوضحها أنها تتضمن قائمة المخرجين الرواد من بدايات المسرح المصرى الحديث عام 1870، وحتى منتصف القرن العشرين أسماء المخرجين (طبقا للتتابع الزمنى): يعقوب صنوع، سليم النقاش، يوسف خياط، سليمان الحداد، سليمان قرداحى، أبوخليل القبانى، ميخائيل جرجس، إسكندر فرح، سليم عطا الله، أحمد الشامى، عزيز عيد، جورج أبيض، عبدالعزيز خليل، على الكسار، نجيب الريحانى، فوزى الجزايرلى، عمر وصفى، أمين صدقى، زكى طليمات، أمين عطا الله، فوزى منيب، عمر سرى، يوسف وهبى، بشارة واكيم، يوسف عز الدين، فتوح نشاطى، عمر جميعى.

وأشار إلى أن الإخراج المسرحى طبقا للمفهوم الأكاديمى هو التزام المخرج بالقيام بمهامه الوظيفية الأساسية التى أوضحها المسرحى العالمى/ الكسندر دين فى كتابة المهم: «أسس الإخراج المسرحى» وحددها فى النقاط التالية: التكوين، الحركة، التصوير التخيلى، الإيقاع، الأداء الدرامى الصامت لم تعرف وتطبق بالمسرح العربى إلى خلال النصف الثانى من القرن العشرين.

أمينة رزق مع يوسف وهبى

عدد كبير من المخرجين اقتحموا المجال بوصفهم أصحاب فرق

وتابع أن مفاهيم حقوق الملكية الفكرية أو حق الأداء العلنى لم تكن معروفة ولا يتم تطبيقها على أرض الواقع وأكبر مثال على ذلك بفرقة «رمسيس»، حينما قام الرائد/ عزيز عيد بإخراج عدد كبير من المسرحيات خلال الفترة من 1923 إلى 1926 ثم ترك الفرقة على إثر خلافه مع مؤسسها الفنان/ يوسف وهبى، قام الأخير بإعادة تقديم تلك العروض (ريبرتوار) الفرقة نسب إخراجها إلى نفسه لمجرد قيامه بإعادة توزيع بعض الأدوار على ممثلين آخرين، كما أن فرقة «فوزى منيب» كانت تعيد تقديم مسرحيات «الكسار»، وكذلك فرقة «يوسف عز الدين»، كانت تعيد تقديم عروض الريحانى بمسارح روض الفرج دون ذكر أسماء المؤلفين أو المخرجين!!.

أمينة رزق

وأكد الدكتور عمرو دوارة أن المسرح المصرى لم يشهد خلال مسيرته التى تجاوزت قرناً ونصف من الزمان ظهور المخرج المسرحى الذى وفق فى تقديم مدرسة جديدة أو ابتدع منهجا إخراجيا حديثا، وحتى تلك الدعوات التى قدمت تحت مسمى البحث عن الهوية المصرية كانت ترديدا لبعض الاتجاهات الأوروبية أو للتجارب ببعض دول أمريكا اللاتينية، وينطبق ذلك أيضا على عروض المسرح الملحمى أو المسرح الارتجالى أو المسرح داخل المسرح.

وتابع: يمكننى من خلال دراسة قائمة المخرجين الرواد التى تم إعدادها رصد وتسجيل الحقائق التالية، وهو أن عددا قليلا جدا من المخرجين بمرحلة البدايات كانوا على دراية بوظيفة ومهام المخرج (طبقا للمفاهيم الأكاديمية) – وذلك عن طريق سفرهم للخارج أو مشاهدتهم للعروض الأجنبية التى قدمت بدار الأوبرا الخديوية – وفى مقدمتهم كل من المبدعين: جورج أبيض، عزيز عيد، يوسف وهبى، زكى طليمات، عمر وصفى، فتوح نشاطى

وأضاف أن أكبر عدد من العروض كان من نصيب المخرجين الستة (طبقا للترتيب): عزيز عيد (265)، على الكسار (204)، يوسف وهبى (193)، جورج أبيض (141)، نجيب الريحانى (114)، عبد العزيز خليل (107).

وتابع أن عددا كبيرا من المخرجين اقتحموا مجال الإخراج بوصفهم أصحاب فرق – ولذا فقد اقتصرت مشاركاتهم بمجال الإخراج فى عروض فرقهم فقط – ومن بينهم الفنانون: أحمد الشامى، نجيب الريحانى، على الكسار، أمين صدقى، فوزى الجزايرلى، سليم عطا الله، أمين عطا الله، فوزى منيب، يوسف عز الدين، عمر سرى، عوض فريد (الاتحاد الوطنى)، محمود فهمى (جوق التمثيل)، حسين محرم (الابتهاج الأدبى).

وكذلك بعض المخرجين اقتصرت مشاركاتهم الإخراجية من خلال فرقهم فقط، فى حين تعددت مشاركات بعض المخرجين الآخرين فى أكثر من فرقة ومن بينهم مجموعة الفنانين: جورج أبيض، عزيز عيد، عبدالعزيز خليل، على الكسار، يوسف وهبى، زكى طليمات، عمر وصفى، فتوح نشاطى.

وأكد أن بعض نجوم التمثيل مارسوا الإخراج المسرحى أيضا وفى مقدمتهم مجموعة النجوم: جورج أبيض، نجيب الريحانى، على الكسار، يوسف وهبى، حسن كامل، استيفان روستى، أحمد فهيم الفار، عبد اللطيف جمجوم، فوزى منيب، يوسف عز الدين، بشارة واكيم، عبد العزيز خليل، محمد بهجت، حسن فايق، منسى فهمى، حامد مرسى، عبد الوارث عسر، سليمان نجيب، أحمد علام، سراج منير.

وتابع «دوارة» أنه تخصص بعض المخرجين وتميزوا فى إخراج المسرحيات الغنائية وفى مقدمتهم كل من المبدعين: يوسف خياط، سليمان الحداد، أبو خليل القبانى، إسكندر فرح، عزيز عيد، حسن ثابت، عبد العزيز خليل، زكى طليمات، فتوح نشاطى.

وأوضح: بعض المخرجين تميزوا وأجادوا فى مجال إخراج المسرحيات التراجيدية والميلودرامية وفى مقدمتهم كل من الفنانين: جورج أبيض، يوسف وهبى، عزيز عيد، عمر وصفى، عمر سرى، فتوح نشاطى.

وأضاف أن هناك نخبة من المخرجين تخصصت فى إخراج المسرحيات الكوميدية وفى مقدمتهم المخرجون: يعقوب صنوع، عزيز عيد، أحمد الشامى، مصطفى أمين، على الكسار، نجيب الريحانى، فوزى الجزايرلى، سليم عطا الله، أمين عطا الله، أحمد فهيم الفار، يوسف عز الدين، فوزى منيب.

كما تحدث الناقد عن كتابه «أمينة رزق.. الراهبة بمحراب المسرح»، وقال: عشقت الفنانة أمينة رزق الفن منذ صغرها فمنحته سنوات طويلة من عمرها، وظلت طوال مسيرتها الفنية راهبة فى محرابه.

وأضاف أن الراحلة استطاعت عبر مشوارها الفنى أن تعبر بقسمات وجهها المصرى الأصيل وصوتها المعبر المميز – الذى تتعرف عليه الأذن جيدا بمجرد سماعه – أن تصبح بالنسبة للفن العربى نموذجا للمرأة العربية المعاصرة بمختلف فئاتها والطبقات التى تنتمى إليها، وكما نجحت فى تجسيد شخصية المرأة القوية الثائرة المتمردة على الظلم، تفوقت أيضا بجدارة وبرعت فى تجسيد شخصية المرأة المقهورة المستسلمة.

وتابع أنها حقا الممثلة ذات الألف وجه التى برعت من خلال القنوات الفنية المختلفة وتألقت وتفوقت بصفة خاصة فى الأداء المسرحى حتى أطلقوا عليها لقب «الراهبة بمحراب المسرح العربى»، وذلك بعدما نجحت هذه العملاقة المسرحية باعتراف الجميع – بلا استثناء – بأن تصبح علامة فارقة فى تاريخ التمثيل المسرحى منذ بداياته وحتى الآن.

وأضاف «دوارة»: حقا لقد سحرتنا هذه الفنانة القديرة بصدق أدائها سواء بتجسيدها لبعض أدوار البطولة المطلقة أو حتى فى تجسيدها لبعض الأدوار الرئيسة والتى لم تكن فيها البطلة الأولى، وبهرتنا بأدائها، لدرجة أنه لا يمكن تخيل مشاركة أى فنانة أخرى بأداء نفس الشخصيات التى سبق للأستاذة القديرة/ أمينة رزق تجسيدها فأصبحت مرتبطة بها فى وجداننا وذاكرتنا، خاصة تلك الأدوار الاجتماعية والتاريخية والدينية المركبة التى برعت فى تجسيدها.

عمرو دوارة يتحدث خلال فعاليات المهرجان

وأوضح: هذا الكتاب – بخلاف هذه المقدمة والختام والملاحق – يشتمل على 6 فصول، حيث يتضمن «الفصل الأول» السياق التاريخى والفنى الذى تأثرت به وأثرت فيه والمناخ العام لإسهاماتها الفنية، فى حين يتضمن «الفصل الثانى» السيرة الذاتية والمسيرة الفنية الثرية لهذه الفنانة القديرة (خلال مراحل حياتها المتتالية)، بالإضافة إلى التوثيق لأهم مظاهر التكريم ولمجموعة الجوائز التى حصلت عليها، ويتضمن «الفصل الثالث» الإسهامات الفنية لهذه الفنانة القديرة بمختلف القنوات الفنية (السينما، الدراما التليفزيونية، الإذاعة – بخلاف مشاركاتها المسرحية)، وذلك نظرا لتخصيص «الفصل الرابع» لمجموعة إبداعاتها فى مجال التمثيل المسرحى، مع رصد دقيق لأهم أدوارها ومشاركاتها المسرحية. ويتضمن «الفصل الخامس» والذى جاء بعنوان «شهادات نقدية» مجموعة كبيرة من الشهادات النقدية بأقلام نخبة من كبار النقاد والمتخصصين الذين تناولوا بعض عروضها المسرحية بالنقد والتحليل.

وجاء «الفصل السادس» بعنوان: «رؤى وكلمات من القلب»، ويتضمن مجموعة مختارة من أقوالها التى وردت ببعض الأحاديث الصحفية والبرامج الإعلامية والتى توضح خبراتها الفنية وجهة نظرها فى الفن وفى الحياة بصفة عامة، وأخيرا يختتم الكتاب بالخاتمة التى تتضمن أهم النتائج والسمات العامة لهذه الفنانة القديرة. وتجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى ما سبق يتضمن الكتاب ملحقا خاصا يضم ولأول مرة القائمة الكاملة بجميع العروض المسرحية للفنانة/ أمينة رزق، وذلك بالطـــــبع بالإضـــافة إلى قائمة المراجع.

وأشار «دوارة» إلى أن الكتابة اليوم عن هذه الفنانة القديرة ومجموعة إبداعاتها الخالدة وإسهاماتها المهمة لا تهدف بالدرجة الأولى إلى تأكيد مكانتها أو المشاركة فى تكريمها بقدر ما تهدف إلى محاولة استكمال أجزاء الصورة بجميع تفاصيلها لتحقيق الاستفادة من خبراتها المتعددة، وتقديمها للفنانين الشباب ليتخذوها قدوة لهم، ولينتهجوا نهجها ويسيروا على دربها، خاصة وأنها نموذج مثالى للعطاء والإبداع وخير مثال وقدوة للفنان المبدع المعطاء، وبالتالى قد يصبح هذا الكتاب مفيدا جدا لجميع هواة المسرح والدارسين بالمعاهد الفنية.

غلاف الكتاب

سمات فنية تميزت بها«راهبة المسرح»

أكد الناقد عمرو دوارة أنه يمكن تحديد وإجمال أهم السمات الفنية التى تميزت بها هذه الفنانة القديرة أمينة رزق فى النقاط التالية:

– الالتزام الشديد بجميع التقاليد الفنية الرصينة، وفى مقدمتها الالتزام الدقيق بجميع المواعيد سواء أثناء مرحلة البروفات أو العروض، مع احترام رؤية وتوجيهات المخرج، والتعاون مع جميع الزملاء باحترام وود ومحبة، ومساندة الوجوه الجديدة ورعايتها لتحقيق فكرة تواصل الخبرات.

– الزهد عن النجومية بمظاهرها الكاذبة، والإيمان بأهمية العمل الجماعى، وضرورة إشاعة جو من المحبة والصفاء بين جميع العاملين بالعمل، وذلك لإيمانها بأن أى خلافات فى كواليس العمل سوف تظهر آثارها بالضرورة وتؤثر على نجاح العمل.

– دقة الاختيارات والانتقاء الذكى وذلك ليس فقط للنصوص المتميزة محكمة الصنع وجدية الخطاب الدرامى الذى تقدمه، أو للشخصية الدرامية التى وقع عليها الاختيار لتجسيدها ومدى توافقها مع مرحلتها العمرية وطبيعة مهاراته الأدائية، ولكن أيضا لجميع عناصر العمل لإيمانها بأهمية التوافق والانسجام الفنى بين مجموعة العمل.

– التدقيق الشديد عند التعاون مع المخرجين، حيث حرصت دائما على التعاون فقط مع كبار المخرجين المبدعين – من مختلف الأجيال – أصحاب الرؤى الفنية المتكاملة، ولذلك يمكن من خلال مراجعة قائمة المخرجين الذين تعاملت معهم طوال مسيرتها الفنية أن نسجل له تعاملاتها، قد انحصرت فقط مع نخبة من المخرجين المبدعين الذين يمثلون أكثر من جيل.

– حرصها الكبير على التنوع الكبير فى أدوارها سواء بالتنوع بين التراجيديا أو بعض الأدوار الكوميدية أيضا، أو بالتنوع فى تجسيد الشخصيات التى تتسم تصرفاتها بالطيبة بصفة عامة أو فى تجسيد بعض الشخصيات التى يمكن وصفها بالشخصيات الشريرة. وبرغم عشقها الكبير للمسرح الشعرى وللغة العربية الفصحى وإتقانها الشديد للتمثيل بها إلا أنها قد حرصت كذلك على تقديم بعض المسرحيات باللهجة العامية، ومن بينها على سبيل المثال: حسن ونعيمة، بير السلم، بداية ونهاية، الميت الحى، وبالفترة الأخيرة: إنها حقا عائلة محترمة، السنيورة والثلاث ورقات، الأرنب الأسود.

– الدراسة الدقيقة للأبعاد الثلاث للشخصية الدرامية (المادية والاجتماعية والنفسية)، والحرص على تطابق رؤيتها الفنية وتحليلها لجميع أفعال الشخصية وردود أفعالها مع رؤية المخرج. وبالطبع قد يتطلب ذلك الاهتمام التفرغ الكامل لدراسة الشخصية والإطلاع على بعض الكتب والمصادر التى ترتبط بالفترة الزمنية التى تمر بها الأحداث الدرامية.

– الاهتمام بأدق التفاصيل الخاصة بالشخصية الدرامية التى تجسدها، وكذلك بجميع الأحداث الدرامية بالعرض، وذلك بدءا بالاتفاق على تصميم الملابس وألوانها، وتوظيف الإكسسوارات المناسبة سواء كانت إكسسوارات شخصية أو إكسسوارات مرتبطة بالحدث الدرامى، وذلك مع الاهتمام بجميع تفاصيل «المكياج» المناسب للشخصية طبقا للمرحلة العمرية التى تمر بها وبما يتناسب مع مستواها الاجتماعى.

– تطورها الفنى وتوصلها أخيرا إلى تبنى مدرسة التمثيل بلا تمثيل أى التمثيل بطبيعية وتلقائية بعيدا عن التشخيص المبالغ فيه والحركات المفتعلة، مع مهارة نادرة فى فن الإلقاء حيث نجحت فى توظيف طبقات صوتها، وكذلك التأكيد على كل كلمة وكل حرف وهى بذلك تخالف بعض القواعد الأساسية فى فن الأداء والتى تفيد بأهمية التأكيد على بعض الكلمات أو الحروف فقط بكل جملة وليس على جميع كلمات وحروف الجملة، ولكنها استطاعت أن تقدم لنا منهجا خاصا يعتمد على الاختلاف فى درجات التأكيد بين كلمة وأخرى، وهو منهج يعتمد على المهارات الخاصة وبالتالى لا يستطيع اتباعه إلا الممثل المتمكن جدا من أدواته.

وأوضح أنه يحسب لهذه الفنانة القديرة خلال مسيرتها الثرية الرائعة إيمانها العميق بضرورة تواصل الأجيال وتبادل الخبرات، ولذا فقد حرصت – ولعدة سنوات متتالية – على التعاون مع أجيال مختلفة من المخرجين – بجميع القنوات الفنية – كما تعاونت أيضا مع أكثر من جيل من الممثلين.

واختتم: استطاعت الفنانة القديرة أمينة رزق خلال مسيرتها الفنية أن تصبح بحق نموذجا مشرفا للفنان المصرى – أو العربى – الموهوب والمثقف، ورمزا للالتزام الفنى والأخلاقى ولسمو ورقى التعاملات الإنسانية.

 

هالة نور

https://www.almasryalyoum.com/

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش