ألفريد فرج.. مسرح شكسبير المشحون بالحوار كان ملهمه الأساسي #مصر

حلت بالأمس 4 ديسمبر الذكرى الـ14 لرحيل الكاتب المسرحي الكبير ألفريد فرج، فقد غابت شمس ألفريد عن عالمنا في 4 ديسمبر 2005، بعد أن ترك إنتاجًا مسرحيًا مميزًا يحمل كثيرًا من الإبداع.

علاقة فرج بالمسرح بدأت مبكرا منذ أيام الدراسة، ولكن بطريق يختلف عن طريق الكتابة، فكانت بدايته من خلال التمثيل بفريق التمثيل بالمدرسة، وتعمقت هذه العلاقة أكثر بالمرحلة الجامعية فدراسته للأدب الإنجليزي بآداب الإسكندرية منحته فرصة للاطلاع على أعمال شكسبير وبرنارد شو وكتاب آخرين؛ وتأثر فرج بالأعمال الخالدة للكتاب الكبار وكانت لها أثرا واضخا على الأعمال التي قدمها في مسرحياته.

كان لفرج حسًا وطنيًا كبير تجاه قضايا مصر والعرب، وظهر في أعماله منذ البداية، فكانت أولي أعماله هي مسرحية “صوت مصر” التي تعرضت لمقاومة المصريين للعدوان الثلاثي في 1956، استمر ذلك في كثير من أعماله مثل سقوط فرعون والزير سالم ومسرحية النار والزيتون التي ناقشت جوانب القضية الفلسطينية.

وتقديرًا للجهود الكبيرة في الإنتاج الثقافي والمسرحي، تم تكريم ألفريد فرج بجائزة الدولة التشجيعية لعام 1965، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1967 .

ومع ذكرى رحيله نلقي الضوء على القضايا التي عرضها ألفريد فرج في مسرحه:

1-العدالة وصورها.. قضية خاضرة في مسرح فرج

من القضايا الهامة التي تعرض لها ألفريد فرج في كتابته المسرحية، ففي مسرحية “سقوط الفرعون” الذي كانت أحداثها تدور في العصر الفرعوني من خلال شخصيتي الفرعون إخناتون و زوجته نفرتيتي، فالفرعون إخناتون يدعو لرسائل التوحيد والمثالية وسياسة السلام المطلق، ويرفض أن يلجأ إلى الحرب، مهما كانت الأسباب، بينما كهنة آمون يرفضون هذه السياسة، ويدعون إلى الحرب، للمحافظة على المستعمرات المصرية في آسيا وإفريقيا.

وأرسل الكهنة واحدًا منهم إلى قائد جيش أخناتون ليغريه بالخروج على سياسة فرعون، وتسيير الجيش لقمع المستعمرات، وينجح الكاهن اللبق في مهمته، فيغري القائد بهذه السياسة، بل يغري أيضا زوجة فرعون نفرتيتي بالسياسة نفسها، ويشعر فرعون بهذه المؤامرة، فيأمر بوضع قائده وزوجته في السجن. ولكن القائد لا يلبث أن يهرب من السجن ليقود جيشه إلى الحرب، ويري الناقد السوري لقمان محمود أن مغزي المسرحية أن سياسية السلام المطلق والمثالية لا تصلح لتكون من صفات قائد الدولة.

2- خفة ظله طغت على الشخصيات التي كتبها

عن جواب شخصية ألفريد فرج تحدثت الكاتبة المسرحية رشا عبد المنعم للـ”الشروق” وقالت إنها من تعاملها من الرحل ألفريد فرج كان شخصية طريفة وخفيفة الظل ولكنه كان يتمتع بحكمة كبيرة في حله للمشاكل، وتذكر له عبد المنعم أنه أول من دعمها بعد أن عرضت عليه أول أعمالها المسرحية “خاتم الملك” ووصفته بأنه كان داعما كبيرالكل شباب الكتّاب.

وعن تأثر شخصيته الطبيعية بالشخصيات التي قدمها في المسرح، أشارت عبد المنعم إلى أن ذلك كان واضحا في رسمه للشخصيات التي إذا تتبعها القارئ سيحد أن تحمل كثيرًا من شخصية فرج، فكان يعالج القضية الهامة بخفة ظل تساهم في تركيز الفكرة في ذهن القارئ والمشاهد بعد ذلك على خشبة المسرح وأبرز الأمثلة على ذلك مسرحية “الطيب والشرير والجميلة”.

وعن طبيعة جوانب فرج في الكتابة، فقالت عبد المنعم، إن الحوار الدرامي المكثف هو أبرز ما يميز مسرحيات فرج، فكل جملة كان موضعها هاما ومؤثرًا وليس لمجرد السرد فقط.

3- تعرض لقضايا مست المجتمع من منطلق واجب المثقف تجاه مجتمعه

وتحدثت رشا عبد المنعم عن دورا هاما من أدوار الكتاب والمبدعين وهو المسئولية الاجتماعية، وأن فرج قدم ذلك بمعالجة قضية اجتماعية عامة من خلال مسرحية “جواز على ورقة طلاق” التي ناقشت تأثير الاختلافات الطبقية على نجاح الزواج، من خلال البطل الذي كان ينتمي لأسرة غنية وتزوج من فتاة أقل منه في المستوي المادي والثقافي، ليكون مصير هذا الزواج هو الفشل لصدامه مع تقاليد وقواعد وضعها المجتمع المسيطر علية أفكار الطبقية.

4- ألف ليلة وليلة وأدب شكسبير المصدر الأساسي لألهامه

وعن مصادر الهام ألفريد فرج، قالت عبد المنعم أن دراسته للأدب الانجليزي بشكل عام، وأعمال شكبير علي وجه الخصوص كان له تأثير كبير عليه وعلى كتابته، فطريقة السرد المبني على الحوار المشحون بالدراما هي مدرسة شكسبير في المسرح، كذلك كانت لحكايات ألف ليلة وليلة جزءًا هامًا من استلهامه للشخصيات ولكن بشكل أقل من أعمال شكسبير.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش