مهرجان المسرح العربي الدورة الثامنة (الكويت)..أفكار بصوت عالٍ من أجل التطوير

سررنا لحظة إعلانها، إنها جاءت في الظرف والتوقيت المناسب، بقصد إدامةً وتفعيل نشاط المسرح العربي، مبادرة عربية أطلقها حاكم عربي، يؤمن أن المسرح ضرورة والثقافة حصن لتجويد الأحوال، ترصين القيم، وقيامة الأخلاق، هو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للإتحاد، حاكم إمارةً الشارقة، وأعني بهذه المبادرة إنشاء الهيئة العربية للمسرح، ومركزها الشارقة، وحلّقت أمالنا بعيدا ونحن نطلع على بنود نظامها الداخلي، وأمّلت علينا المسؤولية المسرحية والعربية، أن نتابع إسهاماتها، ونساند فعلها فيما نُصرح و نكتب، برغم ما شاب تنفيذ برامجها الأولى من ارتباك واضح، بل سعدنا كثيراً حين حولّت هذا الارتباك إلى عملية نهوض أشّره هذا النشاط، وتلك الدورة من مهرجانها العربي، وما أقوله ليس كلاما عابرا بنّيَ على السماع والنقل، إنما هي عيني الراصدة وحضور تابعت من خلاله ثلاث دورات للمهرجان، أقامتها الهيئة في كل من قطر و الشارقة وأخيرا في الكويت وكنت سعيداً بما تحقق، ليس تماما في صورة الاكتمال، ولكن هناك فعلٌ يستمر، وأفكار تنبت، وطموحات تتحقق بصبر وأناة وتجربة عربية في المسرح، تنمو وتتطور وبما أن دورة المهرجان العربي للمسرح الذي أقامتها الهيئة في الكويت تعتبر هي الدورة الأكثر سخونة، لذلك أسجل بعض الملاحظات التي منحتني إياها متابعتي لأعمال هاته الدورة :

 سررت كثيراً وأنا أشاهد العزيزة تونس ُتمثّل بخمسة عروض مسرحية في المهرجان، أربعة على الهامش وواحد داخل المسابقة الرسمية، وأيضا عملين للمغرب ومثلهما للجزائر، أحدهما على الهامش، والأخر في المسابقة الرسمية، وأرى أن ذلك احتفاء جميل بمسرح هذه الأقطار العربية الشقيقة وعليه أتمنى ثبات هذا الإجراء. بحيث أنه وفي كل دورة يتم الاحتفاء بمسرح وطن معين من أوطاننا العربية، بنفس العدد من العروض 5 ,2 ,2 ، وفي كل دورة جديدة من دورات المهرجان .

2 ـ  المسرح فن زئبقي، ما أن تُمسك به حتى ينفلت منك، إذن هو فن يرحل، حتى وإن خُلّد في صورة فوتغرافية، أو قرص مدمج، والذي يتبقى من العرض المسرحي هي التدوينات، انطباع ما، رأي، أو كتابة نقدية، لذلك أجد أن الندوة التقيمية التي تقام للعروض المسرحية المشاركة في المسابقة الرسمية لها أهميتها، وينبغي أن ُيسمى لها المعقب الرئيس قبل فترة، وأن يطلع على النص بوقت مبكر، شرط أن يكون ناقدا مهنته النقد، ومن الأسماء المرموقة، كذلك يُسمى لها أيضا متداخلين رئيسيين من النقاد، إضافة لجمهور الحضور، ولدينا في الأقل أكثر من ناقد في كل دولة عربية، وأرى أنها فرصة طيبة للاهتمام بنقاد المسرح العربي، الذين لهم جهودهم الواضحة في تقويم وتقييم وتخليد الظاهرة المسرحية في الوطن العربي، جانب أخر وهو وقت انعقاد هذه الندوة الذي جاء في ختام ثلاثة عروض مسرحية وبشكل يومي أراه غير مناسب، والأفضل أن تقام أعمالها في الفترة الصباحية، ويُحشّد لها عدد طيب من الحضور، نظراً لأهميتها وتحقيقا للفائدة.
3 ـ فعاليات مثيرة حفلت بها الدورة الثامنة لمهرجان المسرح العربي في الكويت ندوة فكرية، مؤتمرات صحفية، ندوات تطبيقية، إضافة لثلاثة عروض مسرحية في اليوم الواحد، وأبدا لا نشك في عائدها الايجابي، لكن وضعها ضمن زمن مضغوط مداه ستة أيام، هو ما ينبغي مراجعته وإعادة النظر فيه لأنه ليس المهم المحاور وكثافة الفعاليات، إننا الأهم توفير الزمن الكافي لمتابعة الفائدة المرجوة من هذه الفعاليات.

4 ـ من محاسن هذا المهرجان الذي صممته الهيئة العربية للمسرح أنه يتنقل بين العواصم العربية، وبفعل الأوضاع المتوترةً التي يعيشها وطننا العربي ولعقود خلت، جعلت السفر ورغبة مشاهدتنا هذه المدينة العربية أو تلك في عداد الأماني لذلك أجد من الضروري تحديد يوم من أيام المهرجان أن يكون بلا نشاطات فنية، إنما يخصّص كجولة حرة للضيوف للتعّرف والتمتع بمعالم البلد العربي الذي يُقام فيه المهرجان .

5 ـ  دعم المجلة اليومية للمهرجان، بما يوفر لها فرصة جيدة للتمّيز والحضور واستقطاب القارئ، وحظا أوفر للمسرحي العربي ، أن يُسهم فيها، كتابة، حوارات ، أفكاراً مفيدة، وتقييما ًللعروض المشاركة تعريفا بالمسرحيين من الضيوف، سيما وأن هذا المطبوع، هو الوثيقة الأبقى لفعاليات الهيئة العربية للمسرح، ومرجعا هاما للمتابع ، للباحث والدارس .

6 ـ  أتمنى على الهيئة العربية للمسرح، تنفيذ واحد من طموحاتها الضرورية، ألا وهو الاهتمام بأوضاع المسرح العربي في المناطق العربية الساخنة، والتعلل بخطورة الجانب الأمني، لا يعفيها التنصّل من مسؤولية هي اختطتها في نظامها الداخلي، إنما متابعة المسرح وأحوال المسرحيين في هذه الأوطان العربية، أجده من أسمى اهتمامات الهيئة …
ما أسطّرهُ هي ملاحظات مسؤولة، على أن لا ننسى الشكر للسيد أمين عام الهيئة العربية للمسرح الكاتب المسرحي إسماعيل عبد الله، وكل الأخوة الأساتذة المساهمين معه، لما بذلوه في مراحل التخطيط والإعداد والاتصال والتنفيذ، ولا تقلل هذه الملاحظات أبدا من ألق وحيوية أعمال الهيئة العربية للمسرح وما تقدمه من خدمات هامه في ظرف صعب يعيشه وطننا العربي ، إنما الحرص هو دافعي لحث الهمم وتنظيم الجهود، لمتابعة وتجويد أعمال نافذة عنوان جمالي أعتبره بارقة أمل لتطوير مسرحنا العربي .

** عزيز خيون / مؤسس ورئيس محترف بغداد المسرحي ـ العراق

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *