“فكرن لعبة”: أرجوحة الشعب وكرسي السياسي

ستة وستون عاماً مرّت منذ أن قُدّمت مسرحية “الدرس” للكاتب الروماني الفرنسي يوجين يونسكو، تبنّاها مخرجون بكل لغات العالم، بل إنها وإلى جانب “المغنية الصلعاء” ما زالت تُعرض على مسرح “أوشيت” في باريس منذ العام 1957. وها هو النص يُجرّب مرة أخرى على المسرح اللبناني بإخراج غسان الحدّاد.

العرض الذي يُقدّم الليلة تحت عنوان “فكرن لعبة” على خشبة مسرح “الجمّيزة” اقتبسته الدراماتورج فاديا أبي شاهين التي تشارك في تأدية إحدى شخصياته الثلاث إلى جانب جورج عيد ووليد جابر.

وكما هو معروف، فإن مسرحية يونيسكو تدور بين ثلاث شخصيات: أستاذ وتلميذة جديدة وخادمة، حيث يستعد الأستاذ لاستقبال تلميذة جديدة، ولدى بدء الدرس في شقته يبدأ جهل التلميذة المستفز بالظهور والتفاقم مع تقدّم الأستاذ في الشرح، يتأجج غضب الأخير شيئاً فشيئاً حتى الوصول إلى اللحظة التراجيدية التي يطعن فيها الأستاذ تلميذته، وتنتهي المسرحية بدخول تلميذ جديد لتبدأ لعبة “الدرس” من الأول.

اختار المخرج والكاتبة اللبنانيان في اقتباسهما للعمل العامية، مقتربين من الأحداث الراهنة التي تشهدها بيروت، مقدّمين الأستاذ (السلطة) أمام التلميذة (الشعب)، في محاورة كوميدية سوداوية، تحكي عن التفاصيل اليومية المنهكة التي يعيشها المواطن اللبناني مع مؤسسات الدولة.

السينوغرافيا التي وضعت التلميذة على أرجوحة معلّقة في فضاء المسرح، اختصرت الكثير عن حالة اللاثبات والتخبط في الفراغ، بينما السلطة ممثّلة في الأستاذ ماكثة وثابتة على مقاعدها الراسخة على جانبي الأرجوحة الوحيدة.

لم يبق من نص يونيسكو الأصلي سوى الفكرة العامة؛ المضمون المُلبنن بالكامل يقول إن ما تشهده الشوارع من احتجاجات ليس، كما يعتقد السياسيون، مجرد تنفيس غضب شعبي، ولكنه لحظة فاصلة مثل اللحظة الفاصلة التي يصل فيها الأستاذ والتلميذة إلى أزمة قاتلة.

http://www.alaraby.co.uk/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *