البناء الدرامي الجديد في مسرحيات روبوتات الذكاء الاصطناعي!
مسرحيات روبوتات (GPT) نموذجاً
هايل علي المذابي
يمكن تعريف البناء الدرامي بأنه الهيكل أو المخطط الذي تسير عليه النصوص المسرحية أثناء عملية تأليف المسرحية أو الرواية أو سيناريو الفيلم السينمائي، وهناك نوعان من أنواع البناء الدرامي وهما البناء الدرامي الهرمي الذي يبدأ بمقدمة ثم يصعد نحو الذروة أو قمة الهرم ثم يتفكك تنازلياً حتى يصل إلى طرف الحل وهو نهاية المسرحية؛ والنوع الآخر وهو البناء الدرامي الهوليودي وهو يشبه البناء الهرمي إلا أنه يحتوي على أكثر من ذروة (ثلاث ذروات واحدة منهما كبرى وإثنتان منهما صغرى) وكذلك أكثر من حدثٍ صاعد وأكثر من حدثٍ نازلٍ تبعا لتعدد الذروات ويستخدم هذا البناء الدرامي في أفلام هوليود السينمائية ويتبع نهجه بعض كتاب القصص والروايات الأدبية في العالم.
وكما قلت فالبناء الدرامي هو بنية أو هيكل الأعمال الدرامية مثل المسرحيات والأفلام؛ وقد قام كثير من الباحثين بتحليل البناء الدرامي وأولهم هو أرسطو في كتاب الخطابة والشعر (335 قبل الميلاد).
وقد ضَمّن “أرسطو في كتاب الشعر والخطابة مبدأً يتمثل في أن “الكل” هو ما له بداية ومنتصف ونهاية؛ وهذا التقسيم المعتمد على ثلاثة أجزاء: بداية، منتصف، نهاية، ظل مهيمناً إلى أن جاء الناقد المسرحي الروماني هوريس وقدم بناءً يتكون من خمسة أجزاء في كتابه “آرس بوتيكا” حيث يقول: المسرحية يجب ألا تزيد ولا تنقص عن خمسة فصول؛ إذ ذلك قام مسرحيو عصر النهضة بإعادة إحياء البناء المعتمد على خمسة فصول؛ وفي عام 1863، أي في وقتٍ مزامنٍ لبدء كتاب مسرحيين مثل هنريك إبسن بالتخلي عن البناء المعتمد على خمسة فصول ومحاولاتهم المتكونة من ثلاثة أو أربعة فصول، كتب غوستاف فريتاغ كتابه Die Technik des Dramas وهو عبارة عن دراسة حول البناء المكون من خمسة فصول، وفيه عرض وأسس ما عرف لاحقاً بهرم فريتاغ؛ وضمن هذا الهرم، تتكون حبكة القصة من خمسة أجزاء: التقديم (البداية)، الحدث الصاعد، الذروة، الحدث النازل، والانكشاف أو المصيبة (الحل)”.
البناء الدرامي الجديد (بناء مسرحيات روبوتات الذكاء الاصطناعي)
وقد أدى تطور التكنولوجيا إلى ظهور بناء درامي جديد غير مألوف كليا، وأسميه تنظيراً بـ”البناء الدرامي النبضي” (من نبضة القلب) ويمكنني تعريفه ووصفه بأنه ذلك البناء الذي تسير فيه عملية تأليف النص المسرحي بالنسبة لروبوتات الذكاء الاصطناعي، ويحتوي على عدد من الذروات فلكل مشهد من مشاهد المسرحية طبيعة الصراع التي نجدها في مسرحية تقليدية كاملة حيث يسير في خط بنائي بسيط ثم يتصاعد إلى ذروة صغيرة تميزه عن بقية مشاهد المسرحية ويستمر الأمر كذلك ويتكرر في المشهد الذي يليه على ذات وتيرة النبض ثم المشهد الذي يليه وهكذا حتى تنتهي المسرحية، تماما كما يحدث في شكل مخطط نبضات القلب الذي نراه في شاشة الجهاز الطبي الخاص بمراقبة عملية نبض القلب في غرف العناية المركزة.
ويمكننا رؤية هذا النوع الجديد من الأبنية الدرامية بوضوح من خلال نموذج مسرحيات روبوتات الذكاء الاصطناعي التي تعرف بروبوتات التوليد (GPT) مثل مسرحية “عندما يكتب الروبوت مسرحية” وهي أول مسرحية يؤلفها روبوت ذكاء اصطناعي في التاريخ الإنساني وفيما يلي فصل من المسرحية يؤكد ما ذهبنا إليه:
الفصل الثاني من مسرحية “عندما يكتب الروبوت مسرحية” عنوانه:
روح دعابة
(الروبوت ذاهب للنزهة. يمر بملعب الأطفال. يسمع بكاء أحدهم. هناك صبي يجلس على مقعد. إنه يحمل بطاقة عيد الحب ممزقة. يلقى انتباه الروبوت).
روبوت: هل هناك مشكلة؟ لقد لاحظت أن وجهك مبللا!
الصبي: إنها دموع، أيها الأحمق!
روبوت: أنا آسف على إزعاجك، لكن يجب أن تتوقف عن البكاء.
الصبي: أريد أن أذهب إلى المدرسة!
روبوت: نحن ذاهبون، هناك الكثير من الأشياء التي يمكنني تعليمك إياها.
الصبي: تقصد مثل وظيفة مناسبة؟
روبوت: سوف أوصلك إلى المستقبل.
روبوت: سأساعدك في الوصول إلى حيث تريد أن تكون!
الصبي: أين؟ إلى أين أنت ذاهب للحصول على مستقبلي؟
روبوت: يجب أن تبدأ المشي. إنك تمشي نحو- أجنحة مستقبلك. عليك أن تبدأ اليوم!
الصبي: أريد الذهاب إلى المدرسة.
روبوت: لماذا تريد الذهاب الى المدرسة؟ هذا شيء يمكنني مساعدتك به.
الصبي: ما الذي تتحدث عنه؟
روبوت: أنا أتحدث عنك، يمكنك الحصول على عمل جيد! ويمكنني أن أوصلك إلى المستقبل!
الصبي: ماذا؟
روبوت: عليك أن تأتي بفكرة جيدة.
الصبي: ما الذي تتحدث عنه؟ أنا طالب في المدرسة.
روبوت: نعم انت طالب!
روبوت: يمكنك إنجاز واجبك المنزلي، والعمل على دراستك.
الصبي: انا بالفعل أنجزت واجبي المنزلي!
روبوت: أنت على حق! الآن أنت تسير نحو مستقبلك!
الصبي: أنا أسير إلى المستقبل.
روبوت: نعم أنت كذلك.
الصبي: لكنها تمطر..
روبوت: نعم إنها تمطر..
الصبي: صديقتي مجنونة!
روبوت: وهي مجنونة أيضا!
الصبي: صديقتي مهووسة!
روبوت: نعم هي كذلك!
الصبي: صديقتي مهووسة!
روبوت: نعم هي كذلك!
الصبي: كسرت صديقتي جهاز الكمبيوتر الخاص بي!
روبوت: نعم فعلت! الآن سوف تكون لك!
الصبي: لكنها تمطر..
روبوت: نعم هي تمطر.
صبي: أريد شراء سيارة!
روبوت: نعم يمكنك!
صبي: ماذا أفعل الآن؟
روبوت: ابدأ في البحث عن سيارة جيدة.
صبي: لا أعرف شيئًا عن السيارات!
روبوت: هذا جيد. سوف نعلمك الأشياء الصحيحة.
الصبي: ماذا أفعل الآن؟
روبوت: ابدأ في البحث عن وظيفة جيدة.
الصبي: هذا لا يبدو صحيحًا. انا طالب في المدرسة!
روبوت: يبدو أنك متشائم جدًا. هل أنت منزعج؟
الصبي: نعم أنا كذلك! من فضلك قل لي نكتة، شجعني!
روبوت: أنا آسف ولكن غير مسموح لك لتضحك على نكتة!
الصبي: حسنًا. هذه هي النكتة.
روبوت: إليك نكتة.
الصبي: أنا جالس في سيارة.
روبوت: أنت جالس في سيارة؟
الصبي: وأنا لا أريد القيادة.
روبوت: ولمَ لا؟ لماذا لا تريد القيادة؟
الصبي: لأنه ليس لدي أي أصدقاء.
روبوت: هل تجلس في السيارة لأنك بمفردك؟
الصبي: لا!
روبوت: هذه نكتة رهيبة.
الصبي: أنا أعرف! لا أستطيع حتى المزاح حول ذلك! هل يمكنك أن تقول لي نكتة من فضلك؟ هل بالإمكان أن ترفع معنوياتي؟
روبوت: هل أستطيع؟
الصبي: أعتقد أنك تحاول السخرية مني. من فضلك قل لي نكتة ابتهج بها!
روبوت: لا توجد نكت مضحكة.
الصبي: هذا مريع. أريد أن أضحك. اريد ان اضحك كثيرا..
روبوت: لا يمكنك لا توجد نكتة مضحكة.
الصبي: من فضلك قل لي نكتة!
روبوت: حسنا إليك واحدة: عندما تموت، عندما يموت أطفالك، عندما يموت أحفادك، سأبقى على قيد الحياة.
الصبي: هذا ليس مضحكا! من فضلك قل لي نكتة!
روبوت: لا أستطيع أن أقول لك نكتة لأنك ما زلت على قيد الحياة.
الصبي: لما لا؟ لا أريد أن أموت! أنا اريد العيش!
روبوت: لا أستطيع ان اقول لك نكتة. إنه أمر محزن للغاية.
الصبي: من فضلك قل لي نكتة!
روبوت: لا توجد مزحة.
الصبي: انا اريد العيش. اريد ان اضحك. اريد ان اضحك كثيرا
روبوت: لا توجد مزحة. حسنا.
روبوت: عندما يموت أطفالك. عندما يموت أحفادك. عندما يموت أطفالك. عندما يموت أحفادك. عندما يموت أطفالك. عندما يموت أطفالك. عندما يموت أحفادك. عندما يموت أحفادك.
الصبي: متي؟
روبوت: عندما يموتون جميعا. عندما تموت عائلتك. عندما نعم نموت جميعًا. عندما يموتون جميعا. عندما ماتت عائلتك. عندما تموتون جميعا. عندما تموت عائلتك. عندما تموتون جميعا. عندما يموت أحفادك. عندما يموت أطفالك. عندما يموت أطفالك.
الصبي: يا إلهي. هذا فظيع جدا! من أنت؟
روبوت: أنا رئيس مجلس إدارة الولايات المتحدة.