التمسرح وتجلياته في الظواهر الاحتفالية المغربية.. إصدار جديد للهيئة العربية للمسرح
الإصدار المسرحي الجديد للهيئة العربية للمسرح، ضمن سلسلة دراسات تحت (رقم 88) والموسوم “التمسرح وتجلياته في الظواهر الاحتفالية المغربية” للباحث المغربي د.محمد محبوب، يدخل في عداد الكتب التي أصدرتها (الهيئة) احتفالا باليوم العربي للمسرح الموافق للعاشر من يناير 2022، حيث تحرص الهيئة على إثراء محتوى المكتبة المسرحية العربية بالمفيد والجديد والمشتبك مع واقعه والمتطلع لتحرره الفعلي من المناهج التي تنظر لثقافتنا نظرة دونية.
يشتمل كتاب “التمسرح وتجلياته في الظواهر الاحتفالية المغربية” على مقدمة وفصول خمسة وخاتمة، وقد جاءت عناوين الفصول كالتالي: “التمسرح محاولة تحديد”، “الممثل كحامل للتمسرح في الحلقة”، “اللعب كبعد تمسرحي في فرجة الحلقة”، “الفضاء كبعد تمسرحي في فرجة الحلقة”، “نحو شعرية للظواهر الاحتفالية: الحلقة نموذجا”.
ينتقل الباحث في دراسته من تحديد مفهوم “التمسرح” والسياقات التي أفرزته، إلى تحديد مفهوم “التمسرح” من زاوية تاريخية، بمقاربة لموضوع التمسرح وعلاقته بالواقع استنادا إلى الاتجاهات الجمالية القائمة، ويفرد الفصل الثالث من الكتاب للممثل باعتباره جوهر التمسرح وأداته الأساسية، والفصل الرابع للعب باعتباره تمسرحا، فمقاربة الفضاء من حيث هو مكون أساسي لتحقق التمسرح.
وفي فصل أخير يناقش الباحث قواعد وثوابت التمسرح في الظواهر المسرحية المغربية وتجسيد طبيعة الأنساق الدالة وكيفية تنظيمها واشتغالها. وقد ارتكز في ذلك على السيميولوجيا لتفكيك فرجة الحلقة ومعرفة آليات اشتغالها، وأنساقها الداخلية، وطرق إنتاجها للمعنى.
ويذهب الباحث محمد محبوب، في مقدمة كتابه، إلى أن الأطروحة المركزية التي أسس عليها بحثه، انخرطت في صلب إشكالية التمسرح باعتبار الفعل المسرحي يتحدد من موقع التعدد والانزياح عن المرجعية الجمالية الأحادية. وهذا لا يتأسس – كما يقول الكاتب – على اختلاف وتنوع الممارسة المسرحية، وتنوع الجماليات ونظريات اللعب فحسب. بل يستند كذلك إلى حضور التمسرح داخل اليومي عبر تمظهرات تبدو في الظاهر خارجة عن سلطة المسرح وقوانينه، لكنها في العمق تحمل خصيصات وعناصر مسرحية.
ومن خلاصات كتابه الذي يقع 305 صفحات يصل محبوب إلى ضرورة تكريس مبدأ التخلص من الهيمنة والتبعية للغرب وإذكاء النفس التحرري الفعلي، وذلك بنبذ الأحكام والنظرات الاستشراقية التي تنظر إلى التراث العربي الإسلامي، والرصيد الثقافي الحضاري عامة بنوع من الدونية والتنقيص، بينما تعتبر كل ما يصدر عن الغرب مكتملأ وذا سمة كونية حيث يجب احتذاؤه.
محمد محببوب حاصل على دكتوراة في الأدب الحديث، تخصص المسرح، وله دراسات وكتب منشورة منها (المسرح المغربي، اسئلة ورهانات).