فن التمثيل والموروثات الثقافية المحلية.. إصدار جديد للهيئة العربية للمسرح
صدر عن الهيئة العربية للمسرح وبمناسبة اليوم العربي للمسرح الذي صادف العاشر من يناير الماضي كتاب “فن التمثيل والموروثات الثقافية المحلية، نحو منهج لإعداد وتنمية القدرات الأدائية” تأليف الباحث والمسرحي السوداني د. عادل حربي، ضمن سلسلة دراسات تحت رقم (86)، والذي يعد إضافة مهمة لعلوم وفنون التمثيل وعلاقتها بالموروث.
يقول المؤلف في مقدمة الكتاب “تنمية إبداعات الممثل وقدراته العقلية والوجدانية والجسدية والصوتية لا يمكن أن تتم دون ربطها بتكوين مجتمعه وثقافته وحضارته، والتي يتأثر بها الممثل، لأن ذاتية الممثل المبدع لا تتحرك من فراغ بل تحدها عوامل تساهم في توجيه مقدراته الإبداعية، ومن أهم هذه العوامل … البيئة الحضارية التي يولد فيها الفنان ويعيش فيها زمنا ومكانا، تقاليد وموروثات”.
يتناول الباحث في هذه الدراسة استكشاف إمكانية توظيف الممارسات والطقوس الشعبية السودانية في إعداد الممثل، وهو الأمر الذي يختبره في إطار دوره كأستاذ ومؤطر، والتي يمكن أن يكون لها التأثير الإيجابي في إطار معملي على أساس أسلوب الورشة المسرحية كإسهام علمي من الناحيتين النظرية والتطبيقية.
يقسم المؤلف دراسته المتضمنة في هذا الإصدار، بعد تقديم موجز لها، إلى جزأين، يشتمل كل جزء منها على ثلاثة فصول، وقد جاءت العناوين كالتالي:
الجزء الأول: “الممارسة والطقوس الشعبية في السودان” – الفصل الأول: الحضارات السودانية عبر التاريخ – الفصل الثاني: عناصر الأداء في الممارسة والطقوس الشعبية في السودان – الفصل الثالث: في جمال حرفية فن الممثل والممارسات والطقوس الشعبية واستفادة المناهج الأوربية من الممارسات والطقوس الشعبية.
الجزء الثاني: “الأداء التمثيلي والممارسة والطقوس الشعبية في السودان” – الفصل الأول: المستلزمات المستخدمة في إعداد وتدريب الممثل وعلاقته بالممارسات والطقوس الشعبية – الفصل الثاني: الممارسات والطقوس الشعبية وإعداد وتدريب الممثل – الفصل الثالث: إعداد وتدريب الممثل في الورشة المسرحية من خلال الممارسات والطقوس الشعبية.
يورد د. الحربي في متن كتابه الشواهد ونقتطف منها قوله: يتضح مما سبق، أن الممارسات والطقوس الشعبية في السودان تجمع في داخلها عناصر فنية مثل الرقص والموسيقى والغناء والتشكيل «أقنعة، ماكياج، وشم، أزياء، وإكسسوارات»، وهذه العناصر الفنية المختلفة تدخل في نسيج الظاهرة الاجتماعية وتتنفس روحها مما يجعلها جزءاً من كل الظواهر الاجتماعية ذات مواصفات فنية شعبية.
إن هذه الظواهر الاجتماعية تحمل في طياتها عناصر أدائية قسمها الباحث إلى أربعة عناصر رئيسية، تشكل هذه الظاهرة الاجتماعية ذات الأبعاد الفنية، وهي التقمص، الحركة، الإيقاع والتأثير.
وفي خاتمة الكتاب يستعرض المؤلف مجموعة النتائج التي توصل إليها، كما يسطر بعض التوصيات استنادا لتلك النتائج التي جاءت في بحثه.