مسرحية “أصابع جميل”.. مستقبل زاهر لأشبال المسرح

بطولة أطفال وقفوا على الخشبة لأول مرة

لا يبدو واضحًا متى كان الانطلاق الفعلي لأول عمل مسرحي في التاريخ، إلا أنه قديم بِقِدَم الإغريق والرومان، ومنذ ذلك الحين يستمر المسرح في عطائه جيلًا بعد جيل، ينشأ حبه في المهتمين به، ينتقل إلى أرواح الأجيال الصغيرة، فيواصلون المسير والاهتمام، ليبقى ألق المسرح ناصعًا ولامعًا ومشعًا مهما تطور الحياة، ومهما تعددت الوسائل الترفيهية، ومهما تعددت التقنيات وتطورت.

مسرحية “أصابع جميل” تسير في مسارين اثنين، المسار الأول هو المسرح والفرجة الجميلة والاشتغال الدقيق من فريق العمل، ومسار آخر أعمق وهو تلخيص سيرة المسرح بشكله العام متناقلًا بين الأجيال ليبقى ما بقيت البشرية، وكانت مسرحية “أصابع جميل” رهانًا على ذلك بزمام أطفال وقفوا أمام الجمهور لأول مرة في حياتهم، وأطفال آخرون عملوا خلف الكواليس، فكانت ثيمة العمل طفولية إلى حد كبير، مليئة بالعزيمة والإصرار والمقدرة على حمل راية المسرح، ولسان حالهم يقول: “إن غدا لناظره قريب”.

انطلق أول عرض لمسرحية الأطفال “أصابع جميل” مساء أمس الأول وذلك على خشبة مسرح الكلية المصرفية ببوشر، برعاية صاحبة السمو السيدة الدكتورة تغريد بنت تركي بن محمود آل سعيد الرئيسة الفخرية لفرقة مسرح الدن للثقافة والفن، وبحضور عدد من المدعوين من أصحاب السمو والسعادة والفنانين، وكان العرض من تأدية أطفال لأول مرة يقفون على خشبة المسرح، وهم الفنانون الناشئون حمود الرواحي، وعيسى الدرعي، وراشد الهنائي، وعمر السيابي، وهود الهنائي، وسالم السيابي، بمشاركة الفنانة إخلاص الحارثية.

العمل المسرحي من إنتاج فرقة مسرح الدن للثقافة والفن، بالشراكة مع الجمعية العمانية للسينما والمسرح، ومن تأليف وإخراج أسعد السيابي، بمساعدة المخرج إدريس النبهاني.

قدَّم حفل افتتاح العرض المسرحي الطفل تركي البلوشي، الذي قال: “باسم فرقة مسرح الدن للثقافة والفن، وفي اليوم العالمي للتطوع، ويوم التطوع العماني، أرحب بكم أنا تركي البلوشي من ولاية السويق أصغر متطوع في إعصار شاهين في هذه الأمسية التي تزدان بحضوركم، وبإبداع الأطفال، على خشبة المسرح وفي كواليسها وصالة العرض، وهذا نهج تنتهجه فرقة مسرح الدن للثقافة والفن انطلاقًا من رسالة المسرح، واهتمام صاحبة السمو السيدة الدكتورة تغريد بنت تركي بن محمود آل سعيد من أجل تنشئة شباب الغد وتنمية مواهبهم، واحتضان إبداعاتهم، وفي المقابل يتطوع الأطفال بحب كبير لخشبة المسرح السمراء في العمل مع هذه الفرقة المسرحية التي تفتح أحضانها للمبدعين من أبناء سلطنة عمان، وها هي الرؤية تتحقق واليوم نبدأ قطاف ثمرة الحلم، فاليوم نبدأ مرحلة جديدة عنوانها مسرح الطفل من الطفل إلى الطفل، يأتي هذا العرض إيمانًا من فرقة مسرح الدن للثقافة والفن والجمعية العمانية للسينما والمسرح بأهمية دعم الشراكات الفنية مع المشتغلين في المجال لإنتاج العروض المسرحية خاصة عروض مسرح الطفل التي وجدت طريقها إلى برنامج الجمعية العمانية للسينما والمسرح، وعلى الدوام تبنت فرقة مسرح الدن للثقافة والفن إيصال رسالة مسرح الطفل فقدمت أكثر من عشر مسرحيات للأطفال جالت مختلف محافظات سلطنة عمان، وشاركت في المسابقات المحلية والدولية حائزة على العديد من الجوائز والإشادات”.

أما كلمة رئيس فرقة الدن فألقاها الطفل تيم بن محمد الهنائي، وقال فيها: “لِأنَّ الدنَّ، حِكَايَةُ مَسْرَحٍ، فَحِكَايَتُها، لَيْسَ النَّجاح، بَلِ استِمْرَارُهَا في البَحْثِ عَنِ النَّجَاحِ واليومَ وَمِنْ هُنَا تَبْدَأُ حِكَايَتُنَا الجَدِيدَةَ”.

وكانت “عمان” قد نشرت سابقًا عن أحداث العمل المسرحي، فالعمل تدور أحداثه حول الطفل “جميل” الذي يعيش مع والدته، ولد جميل مختلفًا عن بقية أقرانه، إذ أنه ولد بلون أصابع مختلف عن الألوان الطبيعية الأمر الذي سبب له الكثير من المعاناة والإحراجات مع مجتمعه خاصة أقرانه، كما سبب له أزمةً نفسيةً جعلته لا يتقبل نفسه بسبب عدم تقبل الآخرين له، كما تسببت هذه الأصابع في أزمة بيئية، إلا أنه بمرور الوقت يكتشف أن لتلك الأصابع فائدة كبيرة يمكن أن تغيره وتغير كل ما حوله.

وكان للعرض المسرحي في يومه الافتتاحي، والذي اقتصر على المدعوين تفاعل كبير، حيث قالت الدكتورة وفاء الشامسية في حسابها في تويتر: “لمن استمتع بعرض أصابع جميل، بالتأكيد شعرتم بالدهشة والعفوية وبالانفعال والحماس وبالحزن والفرح، وبالتأكيد لمستم شغف هؤلاء الأطفال بالمسرح. نحن فعلًا بحاجة إلى حراك مسرحي موجه للطفل، يبدأ به وينطلق منه، ويؤمن بأن طفل اليوم هو مبدع الغد”.

فيما قال المسرحي بدر النبهاني في تغريدة له: “حضرت اليوم مسرحية (أصابع جميل) لفرقة مسرح الدن، لقد كانت متنفسًا جميلًا للمسرح المخنوق لزمن طويل، العودة من نافذة مسرح الطفل بشكل إبداعي جميل ومؤثر للغاية، شكرًا لفرقة الدن وللمؤلف والمخرج الأستاذ أسعد السيابي الذي لا يزال يرفد المسرح بالمواهب الرائعة”.

وشهد العرض حضورًا فنيًا رائعًا أعاد إلى الخشبة روحها وحركها انطلاقًا من الأطفال الذي أثبتوا جدارتهم بالوقوف على خشبة المسرح والوقوف خلف الكواليس، وكسبت بهم فرقة الدن المسرحية الرهان.

https://www.omandaily.om/

https://www.omandaily.om/

Check Also

أنه موليير الخليج بلا منافس.. مهرجان ظفار المسرحي يكرم الكاتب القدير إسماعيل عبدالله -أسامة الماجد:

حمل استمارة المشاركة في الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي

This will close in 5 seconds

استمارة النسخة التاسعة 2024 من المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي

This will close in 5 seconds

مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار فوق سن 18 "الإنسان في عالم ما بعد إنساني"

This will close in 5 seconds

مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للطفل من سن 3 إلى 18(أطفالنا أبطال جدد في حكاياتنا الشعبية)

This will close in 5 seconds