دورة الورشة التكوينية الفنية ” فصل الاحتراف بتأثيث من تعاونية فنّ المسرح من الجزائر العاصمة وبالتنسيق مع المسرح الجهوي ” صيراط بومدين ” سعيدة ما تزال سارية المفعول ، وأغلب الورشات التكوينية تحتضنها المكتبة الرئيسية للمطالعة ، من ورشة السينوغرافيا ، ورشة الإخراج ، ورشة الكتابة الدرامية وورشة التوظيف الموسيقي في العرض المسرحي ، بالإضافة إلى ورشة فن التمثيل على مستوى فضاء المسرح الجهوي سعيدة .
وحسب تصريحات مجموع مؤطري الورشات ولفيف من المتربصين المنتمين لمختلف الورشات ، فإن الدورة التكوينية الفنية ” فصل الإحتراف ” تشهد روحا عالية من الانسجام والتواصل ما بين المؤطرين والمتربصين وجميع المشرفين على هذا التربص التكويني في حقل أبي الفنون .
وكما جاء على لسان الفنان ” جمال قرمي ” رئيس تعاونية فن المسرح فإن تعاونية فن المسرح عرفت إنتاج عدّة اعمال مسرحية سواء الخاصة بمسرح الأطفال أو مسرح الكبار ، وأثّثت لهته الدورة التكوينية الفنية بدعم من صندوق الإبداع من وزارة الثقافة حيث أرادت التعاونية أن تخرج من المركزية وتتوجه نحو ولايات أخرى فاختارت المسرح الجهوي ” صيراط بومدين” بسعيدة كشريك رسميّ لاحتضان محطات هته الورشات التكوينية التي تشمل عدّة تخصّصات مركّزين على فن التمثيل ، السينوغرافيا ، الكتابة الدرامية ، الإخراج والتوظيف الموسيقي في الأعمال المسرحية ، والهدف من هته الورشات يكمن في اكتشاف المواهب ، مؤكّدا على أهمية التكوين باعتباره مفتاح الإحتراف ، والعمل على صقل مواهب الشباب على أن يكون هنالك إستمرارية لمثل هته الورشات في مرحلة ثانية تشمل الإنتاج برغبة ملحّة من لدنّ السيد ” عقيدي أمحمد ” مدير المسرح الجهوي سعيدة .
في حين مؤطر ورشة التوظيف الموسيقي في العرض المسرحي الدكتور ” سليم دادة” والذي يعدّ مؤلفا موسيقيا وعازفا وقائد أوركسترا وباحثا في العلوم الموسيقية ، فقد أكّد على أن ورشة وظيفية الموسيقى في العرض المسرحي تهدف في الأساس إلى تعزيز قدرات المشتغلين في ميدان المسرح سواء الموسيقيين أو في ميدان النقد أو التمثيل أو الإخراج لتكثيف المعلومات والتعمق في الممارسة المسرحية .
كما أضاف أن للموسيقى دورا هاما وكبيرا في العمل المسرحي وفي الحركة الدرامية من خلال تشطير العمل والكثير من الوظائف ، إذ هناك من يفرط في استعمالها أو حتى يقلل منها وغالبا عدم الإلمام بسيميائية الموسيقى التي تعتبر مستقلة ولديها مفاهيم ومصطلحات ولغة تعبيرية خاصة بها ، فالهدف من خلال فعاليات هذا التكوين هو منح المعلومات الأهم المتعلقة بالموسيقى بخاصة وأن معظم المنخرطين إلى الورشة ليسوا بموسيقيين لكنهم يملكون ميولا خاصة بالموسيقى ، أين تمّ التركيز على منحهم ما يحتاجونه والتعريف بمختلف الأنماط المسرحية ، وهناك قبول واستجابة وانضباط من لدنّ المتربصين ويملكون ثقافة فمعظمهم ذوي خلفية مسرحية وخلفية بحثية ، وفي ظرف وجيز تمّ الانتقال بمعيّة المتربصين من الشق النظري إلى التطبيقي ويتم الاشتغال على عرض مسرحي فيه 15 د وهو نص لتشيكوف ، ويتم الاشتغال على مستوى الأداء والإلقاء وفي الآن ذاته اختيار وتوظيف مقاطع موسيقية تليق بهذا العمل المسرحيّ.
من جهتها الباحثة والأستاذة ” مواليك عمرية ” من بين المنخرطين بورشة التوظيف الموسيقي في العمل المسرحي أكّدت على أن الورشة ذات صدى واسع وإيجابي تحت تأطير فنان متمرّس ومتمكّن أين تمّ الإلمام بمبادئ الموسيقى والدلالات السيميائية للموسيقى في العرض المسرحي على أمل أكبر أن تستمر مثل هته الورشات للاستفادة أكثر بخاصة وأن وطننا الجزائر يكتنز طاقات كبيرة وفنانين عالميين لنا أن نفخر بهم ونستفيد من خبراتهم .
أمّا ورشة فنّ الإخراج التي يشرف عليها الدكتور ” لخضر منصوري” أستاذ بقسم الفنون بجامعة وهران ، باحث وأكاديمي في فن العرض المسرحي ، ناقد ومخرج مسرحي وصاحب عديد الأعمال الدرامية المترجمة على ركح المسرح ، فقد أكّد أن دورة الورشات التكوينية الفنية ” فصل الاحتراف تستحق كل الثناء كمبادرة واعدة في مجال التكوين المسرحي ، فمدينة سعيدة خزّان للطاقات الشابة وتحتاج إلى مثل هته التربصات وأنّه لابدّ من تظافر الجهود ما بين الجهات المعنية من مديرية الثقافة ، المسرح ، دار الثقافة للتكريس من مثل هته المبادرات ، وأن هته الدورة تجمع تحت رايتها عديد الأسماء المهمة والوازنة في الحقل المسرحي والتي تسعى إلى صناعة الحدث بهذا العرس التكويني ، فالشباب المتربص متعطّش جدا وصاحب رغبة في التعلم وهذا ما يصنع المسرح .
مؤكّدا على أن التكوين هو أساس كل تجربة ناجحة ، مع توافر الجدية والاستمرارية بعيدا عن التكوين الموسمي أو المناسباتي ، إذ لابد من الاستثمار في الطاقات والمواهب سواء من لدنّ المسرح أومن طرف تعاونيات وفرق مسرحية ، مع فتح المجال أمام كل الأكاديميين وكل المحترفين للمشاركة في مثل هته الفعاليات حيث لكل طرف طاقته وموهبته وميولاته وثقافته حيث يمكن تقاسمها مع الآخر باعتبار المسرح محبة ، المسرح جماعة مع ضرورة تظافر كل الجهود لصناعة الجمال .
في حين صرّح المتربص ” مومن العربي” وهو شاب هاو ومحب للفن والمسرح ، أنه قد إلتحق بالتربص وبورشة فن الإخراج بعد تعميم الإعلان عبر صفحات التواصل الاجتماعي ، وأنّه متفائل خيرا باعتبار الدورة التكوينية هته تجمع عديد الأسماء المهمة من أكاديميين وممارسين وفنانين من أهل الإختصاص ، وأنّ مجال المسرح مجال شائك وواسع ومتشعب وقد تمكّن من تحصيل أهم المعلومات من لدنّ المؤطر خلال أيام الدورة ، وأن المهمة المتبقية تبقى على عاتق كل متربص للبحث والاهتمام أكثر مستقبلا إذا ما أراد مواصلة المشوار والتعمق أكثر في حقل الفن الرابع .
وتبقى هته الدورة ذات أهداف واعدة لابدّ من ملامسة نتائجها في المستقبل القريب بحكم ما تمّ التركيز عليه من لدنّ المؤطرين وما تمّ ملامسته لدى الشباب المتربص والمتعطش لهكذا مبادرات في حقل التكوين المسرحي .