اليوم الثالث – من فعاليات الدورة الثانية من مهرجان بغداد الدولي للمسرح
تستمر فعاليات النسخة الثانية من مهرجان بغداد الدولي للمسرح في يومها الثالث عبر أنشطة فكرية وأخرى فنية تحت شعار (لأن المسرح يضيء الحياة)، وقد عرف هذا اليوم توقيع مذكرة تفاهم بين مهرجان بغداد الدولي للمسرح والهيئة العربية للمسرح.
توقيع مذكرة تفاهم بين مهرجان بغداد الدولي للمسرح والهيئة العربية للمسرح
في لقاء حضره د.أحمد حسن موسى مدير مهرجان بغداد الدولي للمسرح وأ.الحسن النفالي مدير إدارة المهرجانات في الهيئة العربية للمسرح ممثلا لأمينها العام، تم توقيع مذكرة تفاهم بين المهرجان والهيئة، وقد حضر هذا اللقاء جمع من المسرحيين العراقيين والعرب ضيوف مهرجان بغداد الدولي للمسرح.
سير هذا اللقاء المسرحي العراقي د.جبار حسين صبري والذي قرأ ورقة افتتاحية، مما جاء فيها “أنه تعد وسائل تعدد الشراكات في المجال الفني وخاصة المسرحي منه ضرورة لتعزيز العمل ومواكبة التطور وتبادل الخبرات وصناعة هوية عربية من خلال هوية الفن وتأسس خطاب ناهض ومحقق لآمال وتطلعات شعوبنا مثلما هو ناهض ومحقق لآمال وتطلعات الفن المسرحي والمشتغلين به. وبما ان العالم اليوم في ظل التقدم التكنولوجي أصبح قرية متداخلة وجب إيجاد توسعة لدوائر العمل والإنتقال من مفاهيم دوائر محلية ضيقة إلى أدوات عربية موسعة وذلك لما لها من أهمية في إشاعة روح التنمية وخلق هوية جامعة للإنسان، وتعمل على شد حبال التقارب الذهني في التفكير وتعميق وسائل الإتصال والتواصل لتعميق بنية قطاع الفن المسرحي والعمل على تطوير مساراته المستقبلية.
ثم بعد ذلك تمت قراءة مواد المذكرة والتي تحدد الإطار العام للتعاون بين المهرجان والهيئة وكذا الأهداف المتوخاه. ثم قدم السيد الحسن النفالي كلمة عبر فيها عن سعادته بوجوده في العراق بعد أكثر من 35 عاما حيث كان مجيئه أول مرة إلى بغداد العام 1985 عندما شارك مجموعة من المغاربة، في دورة المسرح العربي في بغداد، بمسرحية “الدجال والقيامة” لعبد الكريم برشيد. وكنت دائما أتمنى – يقول النفالي – أن أزور العراق مرة أخرى، وجاءت هذه الفرصة لألتقي بالأصدقاء المسرحيين في العراق ولأرى هذا البلد الحبيب.
يستطرد النفالي، كنت دائما مغرما بالثقافة والفن العراقيين وبالخصوص المسرح العراقي، وكنت في المهام الإدارية والفنية التي توليتها في المغرب، أسهر وأعمل على دعوة الأشقاء من الفنانين والمثقفين العراقيين ليشاركوا في مجموعة من التظاهرات الفنية في المغرب، وهذا شرف لي.
وأود بهذه المناسبة أن أنقل إليكم تحيات الأستاذ إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، والذي حالت ظروف مهنية بينه وبين حضوره المهرجان، نحن الآن بصدد اعتماد استراتيجية جديدة حول المسرح المدرسي في الوطن العربي، وسيكون هناك اجتماع لوزراء التربية والتعليم في الوطن العربي بتونس لاعتماد هذه الإتفاقية ومن الواجب على الأستاذ إسماعيل ان يحضر هذا الاجتماع لتقديم هذه الاستراتيجية.
فيما يتعلق بمذكرة التفاهم قال الحسن النفالي، أنها إطار عام بين الهيئة ووزارة الثقافة، والهيئة منذ تأسيسها وهي ترغب في عقد هذه الشراكة مع العراق. ونعلم أن العراق من أهم الدول العربية في مجال المسرح، للأسف حالت بعض الظروف التي تقع بين الحين والآخر دون ذلك. إلى أن جاء د.أحمد موسى والذي ألح على ان تكون هذه الشراكة، وقد كان اللقاء الأول في 2019 وألح فيه على ان تكون هذه الشراكة، وها قد وصلنا اليوم إلى مرحلة توقيع مذكرة التفاهم هذه، وهي إطار عام ستليها اتفاقيات مفصلة ومحددة حول الأنشطة والبرامج التي سنتفق عليها معا والتزامات كل الأطراف.. ثم شكر وزارة الثقافة العراقية وتمنى تفعيل هذه الاتفاقية بمجهود المسرحيين العراقيين والفاعلين في هذا المجال.
أما كلمة أ.أحمد موسى فقد جاء فيها “سنلح دوما على إقامة شراكات مع المؤسسات والهيئات المسرحية العربية والدولية.. الأرض تتسع لمجموعة من الطاقات، وأردنا فيما بيننا أن نشىء قارتنا الخاصة والتي هي قارة المسرح…
إن الهيئة العربية للمسرح قد تكون على المستوى التاريخي معاصرة وجديدة، لكنها على المستوى الواقعي والفعلي تمتلك من العمق الكثير وقدمت للمسرح العربي بشكل عام الكثير.. باسم وزير الثقافة د.حسن ناظم وعلى بركة الله نبتدر هذا التوقيع في محاولة لتمرير الكثير من التجارب العراقية والعربية والتعاون المشترك مع دولة الإمارات الشقيقة للوصول إلى منطقة القارة التي ذكرتها..
المكانة الإدارية مكانة متحولة اليوم انا هنا وغدا أنا خارج هذا المكان. لكن أنا ومعي مجموعة اللجنة العليا للمسرح أردنا خلال هذه الفترة أن نحصد مجموعة من الشراكات لنفتح الأبواب للمسرح العراقي. مسرحنا العراقي ظل لفترة طويلة حبيس بغداد وحبيس المحافظات… لا بد للمسرح العراقي ان ينطلق وأن يعود إلى الفضاء العربي والعالمي. وهذه البادرة في إعادة هذا المهرجان عن طريق اللجنة العليا هي واحدة من الأمور التي ننتظر ان تكون هناك شراكات كبيرة شراكات من اجل مسرح حقيقي مسرح يرتقي بالواقع العراقي والعربي. وكما قلنا هناك أزمات.. فالمسرح ليس في حالة طيبة، رغم كل الجماليات المقدمة.. كثافة الجمهور التي رأيتموها في هذا المهرجان نوعي ويحتاج إلى مسرح نوعي.. المسرح النوعي لا يأتي بالتقنيات.. المسرح النوعي يأتي بالعمل الدؤوب وبالورشات والمختبرات وبالشراكات.. لهذا أردنا أن نخرج من هذه “الفردية” المغلقة إلى الفضاء العام.. سعيدون بالحسن النفالي أن يكون بيننا في بغداد والسعادة الأكبر أن يكون بيننا توقيع اتفاقية مع هيئة محترمة مثل هيئتكم.. وأعتقد ان القادم هو أن مسارح بغداد وفناني بغداد والعراق بشكل عام سيكونون سندا للهيئة العربية للمسرح ولكل المهرجانات المقامة في المنطقة..
ندوات نقدية للعروض المسرحية التي قدمت يوم الأحد 21 نوفمبر 2021:
قبل العروض المسرحية المشاركة في المهرجان والتي قدمت الإثنين 22 نوفمبر 2021 كان للمسرحيين وضيوف المهرجان والمتتبعين موعد مع ثلاث ندوات تطبيقية لمناقشة العروض الثلاث التي قدمت يوم الاحد 21 نوفمبر 2021:
– الجلسة النقدية التطبيقية الأولى لعرض مسرحية تقاسيم على الحياة – العراق إخراج د. جواد الأسدي عن قصة “عنبر رقم6” لأنطوان تشيخوف،
قدم د.عقيل مهدي ورقة نقدية حول العرض.
– الجلسة النقدية التطبيقية الثانية لعرض مسرحية بيت الشغف – سوريا إخراج هشام كفارنه أعدها عن مسرحية “رغبة تحت شجرة الدردار” للكاتب المسرحي الأميركي يوجين أونيل.
قدمت د.سافرة ناجي ورقة نقدية حول هذا العرض.
– الجلسة النقدية التطبيقية الثالثة كانت لعرض مسرحية منطق الطير- تونس إخراج نوفل العزارة عن نص فريد الدين العطار.
قدم الورقة النقدية لهذا العرض الباحث والمسرحي المصري د.أبو الحسن سلام.
هذا وعرف اليوم الثالث تقديم ثلاث فرق مسرحية من سوريا والعراق وتونس، لثلاثة عروض جاءت كالتالي:
مسرحية (سوبر ماركت) – سوريا
مسرحية “سوبر ماركت” تأيف المسرحي الإطالي داريو فو، إعداد أيمن زيدان ومحمود الجعفوري، وإخراج أيمن زيدان، تمثيل: حازم زيدان، لمى بدور، قصي قدسية، سالي احمد، حسام سلامة، خوشناف ظاظا.
العرض يتحدث عن ارتفاع أسعار المواد الذي يؤدي الى غلاء وزيادة الفساد مما يؤدي الى حدوث سرقات … فتقوم مجموعة من النساء بسرقة سوبر ماركت واخفاء المواد تحت ملابسهم وكأنهم حوامل وتقوم الشرطة بملاحقة السارقين فيتوضح من خلال الاحداث الى أي مدى وصل الفساد في البلاد.
قدم العرض في إطار فعاليات مهرجان بغداد الدولي الإثنين 22 نوفمبر2021، على خشبة مسرح الرشيد – بغداد.
مسرحية (أمكنة إسماعيل) – العراق
مسرحية “أمكنة إسماعيل” من تأليف هوشناك وزيري، وإخراج ابراهيم حنون، تمثيل: رائد محسن، باسل شبيب، كاترين هاشم، شوقي فريد، طه علي، حيدر الخياط، سيف مؤيد، علي العذاري، وماجد لفته. ديكور محمد النقاش، إضاءة عباس قاسم وموسيقى محمد الربيعي
“أمكنة إسماعيل” معادلة جدلية تدور احداثها حول ما حدث بعد عام 2003 من تخريب ودمار لجميع مفاصل الحياة وقد شمل هذا التخريب مصح للأمراض العقلية الذي تدور احداث امكنة اسماعيل فيه ويجسد شخوصه الفنان باسل شبيب، رائد محسن، الفنانة ميلاد سري..
“أمكنة إسماعيل” هي أسئلة لكل الاحداث التي حدثت بعد عام 2003 جدلية بين العقل والجنون، الخير والشر، كل الفضاءات مفتوحة بسبب التغيرات والصراعات التي حدثت حينها فلماذا يصر البعض الادعاء بالجنون والغاء العقل ليتعايش مع نفسه بعيدا عن هذه التعبيرات.. لبس بين العقل والجنون.. تحديات وصراعات.. على وكيف للإنسان ان يتعامل معها..
وتبقى الاسئلة تدور في فكر المتفرج فيبحث عن اجوبتها كلا حسب فلسفته وعقله وكيفية تعامله مع ما حدث..
المسرحية من إنتاج دائرة السينما والمسرح والفرقة القومية للتمثيل. قدم العرض في إطار فعاليات مهرجان بغداد الدولي الإثنين 22 نوفمبر2021، على خشبة مسرح الرشيد – بغداد.
مسرحية (ذئاب منفردة) – تونس
مسرحية “ذئاب منفردة” دراماتورجيا وإخراج وليد الدغسني، مساعدة إخراج أماني بلعج، تمثيل: منجي الورفلي، منير الخزري، منير العماري، نور الدين الهمامي، وليد الخضراوي، شيراز العياري، سيف الدين الشارني – ملابس عبد السلام الجمل – شريط صوتي لـ”ميش”.
العرض يتحدث عن لحظات مبتورة وغير مكتملة تبحث عن معنى لوجودها في حيز العبث واللاجدوى الذي يجتاح العالم ويصر على التغلغل في اشد مفاصل الحياة تعقيدا وفوضى. لوحات مسرحية منبثقة وجادة تقتنص فطنة المسرح ونباهته لتقول ما يجب ان يقال.
المسرحية من إنتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية. قدم العرض في إطار فعاليات مهرجان بغداد الدولي الإثنين 22 نوفمبر2021، على خشبة المسرح الوطني – بغداد.