“80 درجة” قصّة قبعت في الدرج 20 سنة قبل أن تبصر النور على خشبة المسرح.
وتشارك المسرحية اللبنانية “80 درجة” في مهرجان المسرح العربي بالشارقة والذي تنطلق فعاليات دورته السادسة من 10 إلى 16 يناير/كانون الثاني 2014.
واعتبرت مخرجة المسرحيّة اللبنانية عليّة خالدي أنّها عندما قرأت القصّة منذ عشرين سنة “لم تمسّني”، وتضيف:” لكن منذ 3 سنوات عندما عدت إلى بيروت، أعدتُ قراءتها وقررت إخراجها”.
فخالدي التي أصبحت على مشارف الخمسين رأت في النصّ فرصة لمعالجة ما يفرضه العمر من تغيير.
هل يتحول الإنسان إلى شيء زائد مع تقدّمه في السنّ، لتنعدم قيمته مع اقتراب موته؟ ثلاث شخصيات كهلة وعبثية، تعيش في شقة تعلو ثمانين درجة عن الشارع العام أو العالم الواقعي، تطرح هذا السؤال في العرض المسرحي “80 درجة” للمخرجة علية الخالدي والنص للكاتبة رندة الخالدي.
وتسلّط المسرحيّة الضوء على الصراع الداخلي الذي يعيشه كل شخص على حدة من جراء تعاقب الزمن بسرعة، وتلفت كذلك إلى الصراع التي تعيشه كلّ شخصيّة مع الأخرى.
لكن “عندما تفرّغ كلّ شخصيّة ما لديها، وعندما يفتح كلّ منهم قلبه للآخر يصلون إلى مرحلة “بكبّوا الماضي”، ويقررون الإنفصال عن العالم الخارجي والعيش بسلام سوياً والتحرّر من القيود الإجتماعيّة”، وفق خالدي.
ومسرحية “80 درجة” تقديم فرقة “بيروت، وتمثيل: فائق حميصي (أحمد)، ورائدة طه (لمياء)، ولينا أبيض (فايزة)، وعلي منيمنة (منير) ونزهة حرب (ليلى).
والمسرحية من تأليف رندة الخالدي واخراج عليّة الخالدي، وتقدم صورا هزلية لعائلة غريبة الأطوار تتألف من جنرال متقاعد، وزوجته وأخته المتقدمتين في السن وابنة وحيدة ورجل يتولى تدبير شؤون المنزل، وتسكن شقة ترتفع 80 درجة عن الشارع العام.
وتثير المسرحية موضوعات مختلفة: التقدم في السن، والتقاعد، والتسامح، وتقبّل الحياة والموت.
أما الشخصيات الثلاث الرئيسية فتتصرف بطريقة شاذة تثير الاستغراب، وتتحرك في حيز مكاني تشغله الأفلام المصرية القديمة والأسلاك الكهربائية وعلب الادوية، والجوارب والاحذية المبعثرة في ارجاء المكان وسط جو عاطفي يتفجر كوميديا عبثية سوداء.
هي أربعون دقيقة، رحلةٌ تصعد بك “80 درجة” عبر المسرح نحو زمنٍ آخر. تحكي عن الشباب ثمّ التقدّم بالعمر، النضارة ثمّ الشيخوخة، النشاط ثمّ الكسل، العمل ثمّ التقاعد، الصيف ثم الشتاء.
أمّا الـ”80 درجة”، فأوضحت خالدي أنّه “كان من المقرّر تسمية المسرحيّة على العتبة، لكن عندما كنا نعيش في بيروت مع أهلي، كان منزلنا قديم جداً ولم يكن هناك مصعد، لذلك كنا نصعد 4 طوابق (أي 80 درجة) وننزلها، وكانت حياتنا تتمحور حول هذه الـ80 درجة”، من هنا جاء خيار تسمية المسرحيّة”.