هي مجرد فكرة إستند إليها الكاتب والمخرج “غبريال يمين” في مسرحيته الجديدة “ما شاء will” (والمقصود ويليام شكسبير) متعاوناً مع 9 طاقات تمثيلية (6 صبايا و3 شباب) من تلامذته في كلية الفنون الجميلة فرع فرن الشباك- بيروت، وقدّمها في 6 عروض على خشبة دوار الشمس، إختتمت ليل 27 نيسان/إبريل المنصرم.
أراد “يمين” الإيحاء بأن كل الشخصيات النسائية التي قدمها الكاتب الخالد في مسرحياته لهن ملاحظات عديدة على صورتهن الدونية قياساً على موقع الرجال المتقدم في العناوين، والمعالجات الأدبية في الحوارات ومونولوغات الشخصية، وصولاً إلى تصويرهن جميلات خائنات لا يعرفن الوفاء في علاقاتهن، ولا الثبات في مواقفهن، وكأنما هي محاكمة إنسانية له تصوره عنصرياً يقف إلى جانب أترابه الرجال، غير عابئ بكل إنزعاجات السيدات من إنحيازه الواضح بما يعني أنه قد آن الأوان لقول هذا بدل الصمت الرهيب الذي يُهيمن لحجب هذه الحقيقة التاريخية، وقد عالج “يمين” هذا الجانب بكثير من الفانتازيا مع تصويب على الرجال في نصوص شكسبير بأنهم متعالون تواقون دائماً لهزيمة النساء.
عرضت المسرحية لست شخصيات شكسبيرية نسائية وأعطتها حرية الكلام، والحركة وتوجيه الإتهامات في كل الإتجاهات من دون تردد: “ناني” (بيرلا حنا) “ديزدمونة” (نورا جريج) “جولييت” (كاتي يونس) “ليدي ماكبت” (ناتالي فريحة) “كليوباترا” (كريستينا نخول) “كاترين” (كريستي خوري)، في مقابل 3 شخصيات رجالية فقط: “الملك هنري” (نسيب سبعلي) “روميو” (جان بول أسطه) “بتروشيو” (عامر فياض)، لكن الذي حصل أنه رغم كل التعليقات والتهم وعدم الثقة بنوايا شكسبير، عادت الأمور إلى ما أراده الكاتب الخالد لمجرد أن النساء في شخصياتهن ضمن الروايات المسرحية يستحيل تبديلها وعليهن الركون إلى هذه الوقائع لأنها طبعت صورة شكسبير في الأذهان على هذا النحو، بما يشير إلى أن الإعتراض مقبول لكن التغيير مستحيل.
اللافت أن المسرحية كانت ممسوكة بثقة مع ممثلين فاجأتنا تقنيتهم في الأداء، والأرجح أن أستاذهم يدرك ما عند كل فرد من التسعة المشاركين في العمل من طاقة، ويبدو أن ردة الفعل الإيجابية على المسرحية تفتح الباب على إمكانية إستكمال عرضها لاحقاً.
محمد حجازي
(الميادين)