وسط شارع الحمراء القلب النابض لبيروت الحياة والجمال. ومن مسرح المدينة، الرئة التي تتنفس بها العاصمة اللبنانية إبداعا وجمالا. انطلقت مساء يوم الأحد 2 فبراير 2020، فعاليات الدورة الثانية لمهرجان لبنان الوطني للمسرح، برئاسة السيد علي الصمد مدير عام الثقافة بوزارة الثقافة والزراعة، وبحضور ممثل الهيئة العربية للمسرح مدير إدارة المهرجانات الأستاذ الحسن النفالي ومدير الدورة الفنان دانيال نقولا ونقيب الممثلين الفنان نعمة بدوي وأعضاء اللجنة العليا للمهرجان وثلة من المسرحيين اللبنانيين وممثلي وسائل الإعلام وجمهور عاشقي ومحبي المسرح.
تميز حفل الإفتتاح لهذه الدورة بكلمة وزارة الثقافة التي تلاها نيابة عن الوزير مدير عام وزارة الثقافة والتي عبر فيها عن عظمة فن المسرح وعن كون اللبنانيين شكلوا الطليعة المتقدمة لهذا الفن في عصر النهضة الحديث، -يقول الوزير – ولهذا فليس غريبا عن وزارة الثقافة اللبنانية أن تعير هذا الفن العالمي ما يستحق من رعاية واهتمام، بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح. مذكرا أيضا، بانطلاق الدورة الاولى لمهرجان لبنان الوطني للمسرح الذي حصد نجاحا كبيرا وخلف صدى طيبا، لذا مختلف الشرائح المجتمعية، لاسيما الأوساط الفنية والثقافية، آملا ان تشكل الدورة الثانية محطة للإعتبار، كما لإثارة المتعة الفنية الراقية. في وقت يكابد بلدنا – تقول الكلمة – أوضاعا مصيرية على كثير من الصعد. مستطردا بان المهرجان يطل بستة أعمال مسرحية، تكب على بعض قضايا المجتمع والهوم اليومية، في غطار معالجة جادة وبعيدة عن الإبتذال.عسى ان تكون هذه الفاعلية الفنية والثقافية – كما جاء في كلمة الوزير – مثارا لتعزيز منظومات قيمنا، نحن اللبنايين، وتكريس هويتنا الوطنية. وفي ختام الكلمة شكر معالي الوزير، حاكم الشارقة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على المبادرة التي تعزز الشراكة من بوابة الفن بين لبنان والشارقة، الشراكة التي تتعدى إلى ميادين أخرى واطر من التعاون متزايدة.
بعد ذلك ألقى الأستاذ الحسن النفالي كلمة الهيئة العربية للمسرح نيابة عن الأمين العام الأستاذ اسماعيل عبد الله، الذي لم تسعفه ظروف مهنية طارئة من الحضور إلى بيروت. هذا وقد أبلغ الأستاذ النفالي الحضور تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، الذي يولي اهتماما خاصا وعناية فائقة لهذه المهرجانات الوطنية عموما ولمهرجانكم بصفة خاصة اعتبارا للتاريخ المتميز للحركة المسرحية اللبنانية.
وجاء في الكلمة التي القاها النفالي في حفل الافتتاح بأن تنظيم الدورة الثانية لمهرجان لبنان الوطني للمسرح، هي سادس مهرجان وطني تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالدول العربية بعد الأردن، المغرب، موريتانيا، فلسطين والسودان وبعد دورة أولى لمهرجان البحرين المسرحي وعلى بعد أيام من تنظيم مهرجاني اليمن والعراق، وهي تندرج في إطار المبادرة السامية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي التي أعلن عنها سموه في 13 مارس 2018 بمناسبة حفل اختتام الدورة 28 لأيام الشارقة المسرحية، وذلك في إطار تفعيل الإستراتيجية العربية للتنمية المسرحية التي أعدتها الهيئة العربية للمسرح والرامية إلى تنمية الفن المسرحي في الوطن العربي. وهي مبادرة تتوخى تطوير المسارح الوطنية في الدول العربية ليصبح لكل قطر عربي مهرجان وطني يلتئم فيه المسرحيون ليقدموا أجد وأجود إبداعاتهم السنوية ويتبادلوا الأفكار والمقترحات التي يمكنها أن تطور مشاريعهم الإبداعية وتنميها لينافسوا بها في المحافل العربية والدولية.
ويضيف النفالي، إن تجدد لقائنا اليوم هو تأكيد على تشبث المسرحيين اللبنانيين بهذا المهرجان ورغبتهم في استمراره كعنوان دائم لعشقهم للحياة، ولم لا، ولبنان كانت دائما مفخرة للعرب في الثقافة والفنون، في المسرح كما في الموسيقى والآداب. وقد ترسخت هذه الرغبة وهذا التشبث بتلاقي إرادتي الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة اللبنانية التي تبلورت من خلال شراكة ثنائية نتطلع إلى نتائجها بالمزيد من التفاؤل وخدمة المسرح اللبناني تفعيلا للشعار العام الذي نعمل من أجله ” نحو مسرح جديد ومتجدد”.
إن حاجتنا اليوم للفن عموما وللمسرح على وجه الخصوص – يستطرد النفالي – باتت ضرورية وملحة أكثر من أي وقت مضى ليلعب دوره الطليعي والقيادي في مواجهة كل الآفات التي تحدق بمجتمعاتنا من إنحراف وتطرف وغلو وليحرر العقول المتحجرة ويطهر النفوس المحملة بالضغائن وليعلي صوت الجمال والحياة والحق والحرية. وأملنا في الهيئة العربية للمسرح كبير لتوسيع هذه الشراكة مه لبنان ومؤسساتها لتشمل ملفات وقضايا أخرى كالتكوين والتأهيل والمسرح المدرسي والشبابي الذي نعتبره مشتلا حقيقيا لتنشئة الأجيال المستقبلية القادرة على رفع راية القيم النبيلة من تنوير وانفتاح وتسامح وتعايش.
ليختم الكلمة بشكر كل من انخرط في هذا الأفق الواسع للخلق والإبداع بدءا من الحكومة اللبنانية ممثلة بوزارة الثقافة وسائر المبدعات والمبدعين والنقاد والإعلام. والإشادة بالعمل الجبار الذي قام به الإخوة أعضاء اللجنة العليا وإدارة المهرجان ولجان الإختيار واللجان العاملة الذين كان لهم الأثر الكبير في الوصول إلى هذه المحطة الهامة وتدبير المرحلة رغم الإكراهات.
كما قدم تحية خاصة لكل الفرق المسرحية المشاركة في الإقصائيات والمتأهلة للمهرجان التي آمنت بهذا المشروع وتابرت واجتهدت لتكون جزءا منه. كما أحيي الجمهور اللبناني العاشق للجمال والحياة والذي عبر ويعبر دائما عن رقيه وعن شغفه وحبه لمنتوج بلده الثقافي والفني.
(وتعالوا جميعا لننشد معاً أنشودة الحياة، أنشودة التجديد والتجدد، أنشودة الخلق والإبداع، ونردد مع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي مقولته الشهيرة “لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية”)
أما كلمة مدير الدورة الفنان دانيال نقولا فقد رحب في كلمته بالحضور وبممثل الهيئة العربية للمسرح الأستاذ الحسن النفالي ممثل الأمين العام للهيئة العربية للمسرح وحمله السلام والشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتورسلطان بن محمد القاسمي وسعادة الأمين العام “للهيئة” الاستاذ اسماعيل عبد الله وللأستاذ غنام غنام.. كما حيى رئيس الهيئة العليا للمهرجان د.علي الصمد والفنان رفيق علي أحمد مدير دورة المهرجان الاولى وكل أعضاء الهيئة ومديري جلسات النقاش وأعضاء لجنة الاختيار والمشاهدة وأعضاء لجنة التحكيم… وشكر الهيئة التنفيذية العامة وإدارة مسرح المدينة وعلى رأسها الفنانة نضال الاشقرووجه التحية إلى كل الفنانين والفنيين عصب هذه التظاهرة الفنية وعلة وجودها كما قال…وفي الختام دعى دانيال إلى تعاون الجميع لأجل تطوير المهرجان وجعله عيدا حقيقيا للمسرح وأهله.
وعرف حفل افتتاح الدورة الأولى لمهرجان لبنان الوطني للمسرح تكريم الهيئة للوزارة ومن خلالها أعضاء اللجنة العليا وإدارة المهرجان وكل اللجان العاملة على الجهود التي تقوم بها خدمة للمسرح اللبناني وعن بمساهمتها القيمة في إنجاح هذا المهرجان. كما تم بالمناسبة تكريم الفنانة اللبنانية القديرة سوسن شوربا قدوح من قبل ممثل الوزارة ومدير المهرجان، نظير ما قدمته من خدمات للمسرح اللبناني.
وبعد مراسيم الحفل، كان الجمهور على موعد مع العرض المسرحي الأول المشارك في المهرجان، وهو مسرحية “كوميديا العبابيد” تأليف وإخراج هشام زين الدين.
وتجدر الإشارة إلى أن العروض المشاركة في الدورة الثانية لمهرجان لبنان الوطني للمسرح، كانت من اختيار لجنة المشاهدة التي تكونت من، راندا الأسمر – وليد دكروبو – بيار أبي صعب. وستتنافس على 9 جوائز يقدمها المهرجان عن فئات أفضل ممثل وممثلة دور أول ودور ثان، وأفضل تأليف موسيقي ومؤثرات صوتية وسينوغرافيا وإخراج ونص مسرحي وصولاً إلى جائزة «أفضل عمل مسرحي لبناني» لهذا العام.
وقد جاءت العروض المتنافسة كالتالي:
– مسرحية كوميديا العبابيد” تأليف وإخراج هشام زين الدين
– مسرحية ما شاء الله” – تأليف وإخراج غبريال يمين
– مسرحية المعلقتان” – تأليف حسن مخزوم وإخراج لينا عسيران
– مسرحية “أصل الحكاية” – تاليف وإخراج أورليان الزوقي وإريك دينيو
– مسرحية “شاطر فؤاد” – تاليف وغخراج فؤاد يمين
– مسرحية “مجدرة حمرا” تاليف وإخراج يحيى جابر
وسيتواصل تقديم العروص المشاركة إلى غاية يوم 8 فبراير 2020، يوم اختتام فعاليات المهرجان بحفل يجري خلاله توزيع جوائز المهرجان على الفائزين بها من المسرحيات الست المشاركة.
أما لجنة تحكيم العروض المسرحية المشاركة في النسخة الثانية لمهرجان لبنان الوطني للمسرح فيرأسها الفنان بطرس روحانا بعضوية كل من: لينا خوري وندى بوفرحات وناجي صوراتي وزاهي وهبي. وتنظم يوميا ندوات تطبيقية لمناقشة العروض المقدمة.
اما اللجنة العليا للمهرجان فتتكون من الدكتور علي الصمد رئيسا وعضوية الفنانين: نقولا دانيال- نعمة بدوي – عبيدو باشا – جهاد الأطرش وبديع أبو شقرا.
(المصدر: إعلام الهيئة العربية للمسرح)