معلناً انطلاق الدورة 12 لـ”المسرح العربي”
اسماعيل عبدالله: عمَّان اختبار حقيقي وعلامة فارقة للمهرجان
غنام: جائزة “القاسمي” كيان قائم بذاته..والإبداع محك الفوز
صباح الخميس 9/1/2020 عقد الأمين العام للهيئة العربيّة للمسرح إسماعيل عبدالله مؤتمراً صحفياً أعلن خلاله عن انطلاق الدورة الثانية عشرة لمهرجان المسرح العربي الذي تنظّمه الهيئة بالتعاون مع وزارة الثقافة ونقابة الفنانين الأردنيين، ويُحتفل بافتتاحه تحت الرعاية الملكية السامية في السادسة من مساء الجمعة 10 الجاري بقصر الثقافة بعمان، مشتملاً على 15 عملاً تعرض في المركز الثقافي الملكي وعدد من المسارح المحليّة في الفترة من 1-16 كانون ثانٍ، بمصاحبة برنامج فكري ونقدي تحت عنوان” مساءلات علمية وعملية لتجارب فرق وقامات عربية”.
وأعرب عبدالله رئيس المهرجان، عن الشكر الجزيل لجلالة الملك عبدالله الثاني؛ مؤكداً أهميّة الرعاية الملكية وما تقدمه من دفع حقيقي وإيجابي للحركة المسرحية في الأردن والوطن العربي، خصوصاً وأنّ عمان الثقافة والمسرح والتاريخ احتضنت الدورة الرابعة عام 2012 وكانت محطّةً مهمّةً وفاصلة في مسيرة مهرجان المسرح العربي، مُعوّلاً على الدورة الرابعة عشرة في أن تكون علامةً فارقةً في مسيرة هذا المهرجان، الذي يبحث دائماً عن الجديد لخلق صيغة احتفائيّة بمنجز مسرحي عربي متميز، مثمناً جهود الشراكة مع وزارة الثقافة ونقابة الفنانين في إنجاح هذه التظاهرة، وكلّ من يعمل بجد من أجل ذلك.
الخطيب: الرؤية والمنصة إبداعية
وأكّد نقيب الفنانين الأردنيين رئيس اللجنة العليا للمهرجان حسين الخطيب جهود الهيئة العربية للمسرح في سعيها الدائم نحو منصّة إبداعيّة مسرحيّة، تكون عمان هذا العام محطّةً لها، معتبراً إسهامات الهيئة، كإحدى مكرمات صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، رافعةً حقيقيّة للنهوض بالحركة المسرحية العربيّة، مستعيداً ألق الدورة السابقة للمهرجان في عمان، مقدّماً كلمة عرفان وتقدير باسم النقابة للشيخ القاسمي لعنايته بكل ما يدفع بالمشروع المسرحي ويشدّه في مفاصله ويؤطّره فعلاً إبداعياً، سواء في المهرجان أو في أنشطة الهيئة الأخرى ومسابقاتها واجتراحاتها المهمّة في أكثر من اتجاه.
وتحدث الخطيب عما قدّمته الهيئة العربية للمسرح من حضور واهتمام بعدد كبير من الفنانين الأردنيين والعرب، في الدورات السابقة التي أقيمت في عواصم عربيّة عديدة، وهو ما أسهم في حراك مسرحي متواصل ومنجز واضح، وقال الخطيب إنّ نقابة الفنانين توافقت مع عدد من الجهات المؤسسية ذات العلاقة بترسيخ أعمال الهيئة العربية للمسرح في الأردن وتيسير رؤيتها، ذاكراً وزارة الثقافة والتلفزيون الأردني وأمانة عمان ووزارة الشباب وهيئة تنظيم السياحة. وأشاد الخطيب بدور الإعلام الأردني في ترويج أهداف المسرح التنويرية وتوسيع جمهورها والإعلاء من قيمة “أبو الفنون” بوجهٍ عام.
البراري: فيلادلفيا..المسرح العتيق
وتحدث أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري عن أهميّة التظاهرة المسرحية التي تقوم بها الهيئة العربية للمسرح في الأردن من خلال أكثر من نشاط أو مهرجان، مقدّماً إطلالةً على عراقة المسرح الأردني واتكائه حضارياً على مسارح جدارا وأم قيس وجراسيا، والمدرج الروماني بعمان بكلّ عبقه التاريخي، مروراً بالبتراء ومدرّج الأنباط كشاهد ثقافي وحضاري؛ وهو ما يؤكّد أنّ المسرح ليس طارئاً أو وليد سنوات قريبة، وإنّما يمتد لقرون بعيدة من منظور تطور الحركة المسرحية العربية.
وقال البراري إنّ المسرح في الأردن كان سابقاً لتأسيس الدولة الأردنية، ذاكراً أوّل عرض مسرحي موثق عام 1918، عدا عروض كثيرة لم توثّق سبقت ذلك التاريخ. ومن هذا المنطلق أكّد البراري أنّ عمان(فيلادلفيا) ليست مجرد مكان؛ بل هي مُنتج للحضارة والثقافة، ونقطة التقاء الفنانين، وداعمة لمجترحات كلّ الجهود الخيّرة ومقترحاتها في جميع المجالات الثقافية والفنية.
وأكّد البراري أنّ عمان جديرة بالمسرح وأنّه جديرٌ بها، وأنّ ذلك كلّه يتأطّر بشمول هذه الدورة بالرعاية الملكية السامية، وهو ما يعيد الثقة بأنّ المسرح ليس فعلاً هامشيّاً، بل هو محلّ اهتمام دولة، كمنجز حقيقي وهويّة وطنيّة مهمّة.
كما أكّد حرص وزارة الثقافة على إنجاح هذه الدورة، من خلال قطاعات الوزارة ومسارحها وبنيتها التحتيّة وخدماتها اللوجستية، مراهناً على جودة المخرج الإبداعي للمهرجان الذي لا يمثل فقط عروضاً مسرحيّة، وإنّما حالة فكرية متنوعة من الورشات والمؤتمرات الفكرية والحوار الثري والندوات التي تقام كجزء رئيسي من فعاليات المهرجان الذي ينبئ عن سباق فني إبداعي نحو عوالم الدهشة والمتعة والإفادة والجمال. وثمّن البراري الجهد الاستثنائي والكبير الذي قامت به نقابة الفنانين والفرق المساندة في تواصلها واستمرار مشاركتها وتنسيقها لهذا المهرجان.
غنام: الطموح والنقد الذاتي
بدوره، قدّم عضو اللجنة العليا التنفيذية للمهرجان مسؤول الإدارة والتنسيق غنّام غنام إطلالةً عن أهميّة المؤتمر الفكري المصاحب، كشرارة انطلاق حقيقي لفعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان المسرح العربي، وكهدف رؤيوي يقع دائماً في صلب اشتغالات المهرجان وتحضيراته، بما يسعى إليه من اجتراح محاور ومواضيع ذات أهميّة قصوى بالنسبة للمسرح العربي وأسئلته الراهنة في البلد المستضيفة للمهرجان.
وقال غنّام إنّه، ورغم كلّ الجهود المبذولة، ما يزال الطموح يشعرنا بحالة من الرضا الجزئي؛ لنقف دائماً موقف النقد الذاتي والموضوعي لمنجز المؤتمر الفكري، في مستخلصاته وحواراته وأسئلته، مستفيدين مما يمكن أن ينشأ من عثرات يمكن تلافيها وتجاوزها بتطويره والبناء على إيجابيّته والوقوف على متطلباته في أكثر من موضوع، خصوصاً وأنّ كثيراً من المؤتمرات التي تجري في سياق تظاهرات فنيّة وثقافيّة باتت مفعمةً بالكلام وقليلةً في النتائج؛ بمعنى أنّها لا تجذب جمهوراً أو تحفزه على “اقتراف” المعرفة، مؤكّداً في هذا السياق إيمان الهيئة العربية للمسرح بالحاجة الملحّة إلى صيغة موضوعيّة تشتمل على أسئلة علمية وعمليّة ناظمة للمؤتمر الفكري، الذي يُضاف إلى أعماله الجانب “العملاني” في الإجابة عن الأسئلة التي تُطرح على المسرح العربي، ومن أهمّها غياب البيان النظريّ لهذا المسرح؛ خصوصاً محدوديّة البيانات النظرية التي تحمل الفكر والمنحى الجمالي، والفراغ الحاصل في العقدين الأخيرين في هذا الموضوع، وهو ما حدا بالهيئة العربية للمسرح لأن “تضع العربة أمام الحصان”؛ نحو حالة من استفزاز هذا البيان العربي.
الفرصة.. والمرجعية الجمالية
ووصف غنام الفرق المسرحيّة الأردنيّة بالنشيطة ذات البصمة التي تميّزها على المستوى العربي، فكان التوجّه لقراءة كلّ تجربة، في خمس جلسات تسائل خمس فرق مسرحيّة أردنية وجلسة شهادات، بالإضافة إلى جلسات تسائل التطبيق “العملاني” لمعارف ومهارات من خلال خبراء مسرحيين عرب على شكل تفاعلي يشارك فيه صاحب التجربة الحضور المسرحي بعصارة تجربته.
وقال إنّ المؤتمر الفكري أخذ أبعاد هذه الفرق الاجتماعيّة والنسويّة والأسطورية والطقسيّة والارتحاليّة وغيرها من الأبعاد المرتبطة بكلّ فرقة، ذاكراً “السخرية” عند الفنان خالد الطريفي، وشهادات على تجربة “الفوانيس”، و”الصورة والأسطورة في تجربة مختبر الرحالة المسرحي”، والشأن الاجتماعي ببعده النسوي في تجربة المسرح الحر، والموسيقى في تجربة فرقة “ع الخشب”، وفيزياء الجسد في تجربة المسرح الحديث، وآليات ومنهج العمل الطقسي في تجربة فرقة طقوس المسرحية. وقال إنّ متخصصين سيحاكمون كلّ ذلك بشفافيّة وموضوعيّة، ملقياً الضوء على تجارب وازنة في المسرح العربي هي محلّ مساءلة فنيّة وإبداعيّة، ومنها: “من الارتجال إلى تكاملية الفنون في تجربة خالد جلال”، و”فاميليا- فاضل الجعايبي وجليلة بكار”، و”مسرحية المكان والمسرح البوليفوني في تجربة انتصار عبدالفتاح”، و”تطبيقات في البيوميكانيك: تجربة د.فاضل الجاف المسرحية”. وقال إنّ “حوصلة” المؤتمر وتوصياته سيقدمها نخبة من الفنانين وأصحاب العلاقة، وهو ما يؤكّد قوّة هذه التجربة التي يحسب لها أنّها الأولى في هذا الزخم لمهرجان المسرح العربي، خالصاً إلى أنّ نجاح هذه التجربة في الأردن سيؤسس إلى إعادة التجربة بهذه الصيغة أو صيغ محسنة في الدورات القادمة للمهرجان.
وتحدث غنام عن فرصة أن نحصل على خمسين أو ستين بياناً مسرحيّاً عربيّاً من فرق مهمة، نحو مرجعيّة جماليّة، تأسيساً على هذه التجربة المختلفة التي تقدّم تمارين عمليّة وقراءة علميّة خلال المؤتمر الفكري الذي تزداد فائدته بحضور عشاق المسرح والمهتمين به والدارسين له، ليفرحوا بتمرين ينطلق من المنصة في معمل حقيقي متميّز يدعم النظري والتطبيقي في عالم المسرح.
نفالي: أفضل عمل مسرحي
وتحدث عضو اللجنة التنفيذية للمهرجان مسؤول الإدارة والتنسيق حسن نفالي عن عروض المهرجان، في مساريهِ، الأوّل المتضمّن ستة عروض، والمسار الآخر وهو جائزة صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي لسنة 2019، إذ يضمّ هذا المسار تسعة عروض، لتكون العروض الإجماليّة في المسارين ممثّلةً للمغرب والأردن وسوريا والكويت وتونس والإمارات ومصر والجزائر، وتُقدّم على مسارح: المركز الثقافي الملكي(هاني صنوبر والدائري)، ومركز الحسين الثقافي، ومسرح الشمس.
وتحدث النفالي عن تسع ندوات نقدية تُقام في نهاية العرض الثاني يوميّاً، إضافةً إلى قراءة تجارب الفرق المسرحية الأردنية والعربية، وشمول مدينة إربد لقاءات عدد من المبدعين العرب طيلة المهرجان، إلى جانب ورشة فنون الدمى والعرائس في الزرقاء.
كما ذكر النفالي الندوة المحكّمة التي تقام في منتدى عبدالحميد شومان للإعلان عن الفائزين في مسابقة البحث العلمي للشباب في مجال المسرح. وتحدث عن عدد من المؤتمرات الصحفية الخاصة بعروض المهرجان، وفعاليات أخرى.
متداخلون: الإصدارات ومعايير التكريم
وفي مداخلاتهم، ناقش صحفيون وإعلاميون قيمة جائزة المهرجان التي أطلقها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة في أفضل عمل من تسع عروض مسرحية، ومدى انعكاس ذلك على حفز الجهود الإبداعيّة، وطبيعة تخلي عدد من المهرجانات المسرحية العربية عن جوائزها، ومدى شمولية الدول العربية في تمثيلها بالمهرجان، ومدى توافر الأعمال المشاركة على ثيم تقرأ الواقع السياسي العربي والعالمي والكوارث والحروب والإدانة الإنسانيّة لذلك، وترتيبات حفل افتتاح المهرجان بقصر الثقافة، ومدى شمول التكريم المالي لموسيقيين ومغنين مشاركين، والإشادة بدور الهيئة العربية للمسرح وطموح أن تصل إلى صيغ جديدة، مثل المسرح الصحراوي، وأن تجمع أبناء العروبة على هدف فكري موحّد من خلال المسرح، في أعمال طاقمها التمثيلي والإخراجي يتوحّد فيها نحو خطاب أصيل ورصين أمام “الآخر”.
كما تطرق متداخلون إلى مدى ظهور “مسرح الصورة” في هذه الدورة؛ خصوصاً وأنّ كلمة الافتتاح التي يلقيها الفنان البحريني خليفة العريفي ستكون بعنوان”النص المسرحي: بين الصوت والصورة”. ومن المداخلين من ذهب إلى توازي الندوات النقدية والقيمة النوعية أو الإبداعية للعروض، ومعايير التكريم ومطبوعات المهرجان التي أصدرتها الهيئة العربية للمسرح لعدد من المهتمين والمتخصصين والأكاديميين في مجال المسرح، والوجه الآخر الإبداعي لرئيس المهرجان وطاقم التنسيق والإدارة، ومدى دعم وزارة الثقافة لحفل الافتتاح، ومشاركتها بدرجة ثانية بعد نقابة الفنانين الأردنيين.
التمثيل الفني للعروض
ونبّه مسؤول الإدارة والتنسيق في المهرجان غنام غنام إلى أنّ جائزة المهرجان هي مبادرة من صاحب السّمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، وهي مسار مستقل ارتأت الهيئة العربية للمسرح أن تكون مساراً داخل المهرجان، ذلك لأنّ المهرجان بلا جوائز، باستثناء جائزة واحدة في المسار الثاني. وبيّن غنام أنّ هذه الجائزة كيان قائم بذاته، وأنّ عملاً من تسعة أعمال سيفوز بها في نهاية المهرجان، على وفق لجنة تحكيم تنطلق من ميثاق شرف وموضوعيّة في قراءتها أو مفاضلتها بين الأعمال المتنافسة.
وحول مشاركة الدول العربية أو تمثيلها، لفت غنّام إلى أنّ التقدّم للمهرجان ليس بأسماء الدول، إنّما بأسماء العروض والفرق، “فحين تحضر الفرق تحمل أعلام بلادها على أكتافها”، باختصار لأنّ الدول لا تبعث بالفرق، بل إنّ الهيئة العربية للمسرح هي التي تختار وهي تتحمل مسؤولية قدوم ضيوفها إلى المهرجان؛ فالعروض تمثل نفسها، ومن الطبيعي أن تستفيد الدول من تفوّق هذه العروض، ودلل غنّام بأنّ مشاركات أربعة كانت لدولة واحدة في إحدى دورات مهرجان المسرح العربي كما أنّ دولاً لم يشارك منها أيّ عرض، واستدرك غنام بأنّ غياب بلد ما لا يعني تهميشاً له، لأنّ المعيار دائماً هو البحث عن الأجود.
وأوضح غنام، في ردّه على متسائل دعا إلى حمل العروض المشاركة لما يمور به الوطن العربي والعالم من مآسٍ وأدخنة حروب واقتتال ولجوء وويلات إنسانيّة، أنّ الشباب العربيّ في المسرح دائماً في حالة من الاشتباك مع همومه وقضاياه، فيظلّ ينافح عن إنسانيّته فيها ويندد بهذا الصراع الحاصل، حتى وهو يقدّم “روميو وجولييت”؛ انطلاقاً من أنّ الاختيار المسرحي هو دائماً ابن دوافعه المتعددة متشابكة الأبعاد. وفي ذلك ناقش غنام العمل المسرحي المباشر”الشعاراتي” والمستوى الفنّي، وأحقيّة هذا العمل بأن يدافع عن نفسه أو يقنعنا فنيّاً، فيفرض ذاته بقوّة في المشاركة أو التنافس، وزاد: أرى أنّ المسرح العربي مشترك مع الواقع بمعطيات الحريّة وكرامة الإنسان، وهو في كثير من الأحيان متقدّم على السياسيين، ولا ينتقص ذلك من كونه منبراً جماليّاً بطبيعة الحال؛ كما أنّ اللجنة العليا للمهرجان لا تمارس أيّ حظرٍ على أيّ نوعٍ من أنواع المسرح في سياق الهيئة العربية للمسرح، لا فكريّاً وعلى على المستوى الجمالي.
الصيغ الجماليّة والمعرفية
وتحدث غنام عن جزئيّة التكريم؛ مبيّناً أنّنا، ومن حيث المبدأ، لو أردنا تكريم 10 فنانين فإنّ الأمر سيكون صعباً، ذلك لأنّ 100 يستحقون التكريم بجدارة، وبالتالي فالتكريم عيّنة على هذا الجميع المستحق للإشادة والاحتفاء.
وعلّق غنّام أيضاً على عمل الهيئة العربية للمسرح في صيغها المستقبلية وحملها مشروعاً وحدوياً عن طريق المسرح، مبيّناً أنّ “الهيئة” تتوخّى مساعدة المسرحيين لإيجاد الصيغ الجماليّة والمعرفية، غير أنّها لا تستطيع أن تفرض شكلاً أو أنموذجاً معيّناً، وهي تجتاز تحديات اجتماعيّة وتحاول أن تتغلّب على أوضاع سياسيّة تشكّل ربما عقبات أمام مشروعها؛ لذلك هي مهتمّة بالممكن والنتيجة الأفضل، وهو ما يتمثّل بورشات العمل والتدريب والتأهيل والنشر، وفي موضوع النشر أكّد غنام أنّه ما من محاباة في موضوع النشر، وأنّ تنسيقاً جرى مع نقابة الفنانين للإعلان عن مخطوطات يمكن أن تُطبع، لافتاً إلى أنّ الكتب الناجزة استحقت طباعتها ضمن أعمال المهرجان كإصدارات للهيئة العربية للمسرح، في حين أنّ أيّ نقص في منهجيّة “المخطوط” أو معلوماته سيمنع النشر، انطلاقاً من أهميّة الكتب الصادرة وإضافتها النوعية والحقيقيّة للمكتبة المسرحيّة العربية.
ونوّه غنام إلى لجنة اختيار العروض، وعدم تدخل “الهيئة” في أعمالها أو فرضها أسماء معيّنة، لافتاً إلى نوعيّة الضيوف والعروض كمعيار مهم من معايير الاستضافة أو المشاركة، وإلى محاولات التطوير على الورشات والمؤتمر الفكري نحو التميّز، انطلاقاً من أهميّة هذه الدورة كمنعطف حقيقي في هذا المجال.
ورأى غنام أنّه والأمين العام للهيئة العربية للمسرح لا يستطيعان أن ينفيا عن نفسيهما صفة الانخراط الإبداعي في الحراك المسرحي؛ فمن الطبيعي أن تتناول الفرق العربية أعمالهما الإبداعية في النصوص المسرحيّة، ومن الإجحاف أن نحرم فرقةً اتخذت هذه النصوص في أعمالها أو تداولتها برؤية تطمح من خلالها إلى الفوز، مؤكّداً أنّ لجان الاختيار النزيهة لا تتعامل بالأفضليات المسبقة، بل تقيس مدى الوفاء بالشروط الفنيّة وهو أمر لا تهاون فيه لـ”الهيئة” مهما كان اسم مؤلف العمل أو صاحب فكرته الإبداعية؛ فلا يوجد أحد بحاجة إلى التزكية للوصول إلى التنافس.
وحول حفل الافتتاح، قال أمين عام وزارة الثقافة البراري إنّ الدولة المستضيفة هي من يقوم بحفل الافتتاح، وبالتالي فإنّ نقابة الفنانين، باعتبارها في اللجنة العليا للمهرجان، خاطبت الوزارة وتمّ توفير دعم مالي، لأنّ هذا الحفل، وحفل الختام أيضاً، يمثلان الأردن وهو منوط بالدولة المستضيفة.
وقال البراري إنّ وزارة الثقافة تنظر لنقابة الفنانين كشريك استراتيجي، والقضية الأهم هي أن يُنجز العمل قيد التعاون بأفضل صورةٍ وبشكلٍ لائق يستحقه المسرحيّون العرب ويستحقّه الأردن بطبيعة الحال.
وفي مداخلاته، قال نقيب الفنانين الأردنيين الخطيب إنّ هناك معايير وضعتها اللجنة التنفيذية العليا، وأنّ نقابة الفنانين ممثلة في هذه اللجنة، ولذلك فالجميع يستحق التكريم من فنانينا المبدعين، غير أنّ التزاماً بهذه المعايير التي تحددنا بعدد معيّن وهذه سنّة التكريم، لافتاً إلى تكريم الفنان ربيع شهاب وحده في دورة 2012، والمطالبة بزيادة هذا العدد حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، مؤكداً أنّ اختيار خمس فنانين لا يعني تهميش الآخرين أو إقصاءهم، فجميعهم قدّم الكثير. وناقش الخطيب قيمة مبلغ التكريم بشفافية في قراءته للمقدرات المتاحة بين الوزارة والنقابة والهيئة العربية للمسرح.
وقال إنّ حفل الافتتاح هو موضوع مهم وهو منوط بالجهة المستضيفة، كما تناول طموح أن يكون هناك أكثر من مسار للأعمال المشاركة في المهرجان.
إلى ذلك، تمّ توزيع عدد من إصدارات الهيئة العربية للمسرح في سياق المهرجان، وهي: “المسرح الأردني في ربع قرن” للباحث والناقد المسرحي العراقي عواد علي، و”نفحة عدل” للمسرحي الرائد عبداللطيف شما، و”المسرح الأردني بين المادة والشكل والتعبير” للأكاديمي د.محمد خير الرفاعي.
حفل افتتاح “المسرح العربي”.. استعراض شبابي بأفكار إبداعية
وفي المؤتمر الصحفي الخاص بحفل افتتاح الدورة الثانية عشرة للمهرجان، ناقش صحفيّون وإعلاميّون مفردات الحفل، مؤكّدين قيمة أن يكون مرآةً إبداعيّةً وثقافيّةً تعكس جهود “الهيئة”، وفي الوقت ذاته تلبّي تطلّع الحضور والمتابعين وشغفهم لبانوراما المسرح “أبو الفنون”، في الحفل الذي يحظى برعاية ملكيّة سامية، ويشتمل على فقرات استعراضيّة وتوثيقيّة متنوعة.
وتحدّث نقيب الفنانين حسين الخطيب عن تناغم عمل النقابة مع الهيئة العربيّة للمسرح ووزارة الثقافة، نحو حفل يليق بمستوى هذه الدورة التي تُعدّ علامةً فارقةً في دورات المهرجان؛ بما تشتمل عليه من تفاصيل فكرية ونقدية وعروض غنيّة، واعداً بتقديم لوحات فنيّة مشغولة بحجم الحضور العربي الكبير الذين يستضيفه المهرجان، والثقة الجماهيرية للمسرح لأن يكون حفل الافتتاح بمثابة عنوان الكتاب الاحتفالي الذي يطالع صفحاته كل المراهنين على الفعل المسرحي؛ فكان اضطلاع نقابة الفنانين بهذا الحفل رهاناً على احتفاليّة واضحة المعالم، وتتحدث عن واقعنا وعن الثقافتين: العربيّة والإنسانيّة.
وأعرب الخطيب عن تقديره لكلّ الجهود المخلصة في سبيل إنجاح حفل الافتتاح، مبيّناً أنّ الجميع له أيادٍ بيضاء كطاقم متكامل في كل فقرات وتفاصيل هذا الحفل، في الإخراج والأداء، وهو الحفل الذي تمخّض عن جلسات عصف ذهني وجمالي لأعضاء اللجنة التنفيذية العليا للمهرجان حول الصيغة التي تصل إلى ثقة الحضور المسرحي والجماهيري الأردني والعربي لهذه التظاهرة المهمّة التي تشكر عليها الهيئة العربيّة للمسرح وما تقدّمه بدعم وتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، في حرصه الدائم على نشر المسرح في كلّ أرجاء الوطن العربي، فكان هذا المهرجان.
وانطلق الفنان غنام غنام من فكرة الشراكة، القائمة على أن يكون للشريك دوره في رسم صورة المهرجان، بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح التي اشتغلت ونسّقت لكلّ مفاصل المهرجان، من اختيار عروض وصياغة برنامج فكري ونقدي مصاحب ليس على هامش المهرجان بل جزءٌ أصيلٌ منه، أو بالورشات والدورات أو أعضاء لجنة التحكيم، وأمور أخرى كمهمّة رئيسية لها، منوّهاً إلى أنّ التقليد المتّبع هو أن يُترك للدولة المضيفة ترتيب وإنجاز حفلي الافتتاح والختام، فتقدّم في ثنايا ذلك صورة الوطن والفنان الأردني والموروث كعتبة لحدث عربي كبير يقام في الأردن، مؤكّداً حريّة الدول المستضيفة في هذا المجال، خصوصاً وأنّ دولاً معيّنة قدّمت الحفل فاتحةً لعروض مباشرة بعد الحفل، ونوّه غنام إلى أنّ “الهيئة” لا تتدخّل في مضمون وشكل الافتتاح، باختصار لأنّه يُعد صورةً عن البلد مستضيف المهرجان.
ورأى غنام أنّ من حق النقّاد جمالياً وفنيّاً أن يتابعوا مجريات حفل الافتتاح وأن يعلّقوا على فقراته، على اعتبار الفن والنقد موضوعين لا انفصال بينهما بحالٍ من الأحوال، معرباً عن تقديره لوزارة الثقافة لوقوفها إلى جانب نقابة الفنانين نحو افتتاحية ترقى لروعة المسرح، هذا الفعل الإبداعي والإنسانيّ الجميل.
وتحدّث مخرج الحفل الفنان محمد الضمور عن أهميّة تكاتف كلّ الجهود والآراء بموضوعيّة وشفافيّة نحو تجويد الفقرات وتحسينها كجهد جماعي؛ خصوصاً وأنّ دعوة الجمهور الأردني والضيوف العرب تستحق منّا أن نكون عند حسن ظنّ الجميع، مؤكّداً قيمة الاقتراحات والإضافات والنصائح التي تصبّ في نهاية الأمر في مصلحة العمل الفني الذي هو العتبة الأولى للمهرجان.
ورأى الضمور أنّ التورّط في إقامة احتفاليّات يرضى عنها الجمهور والمتابعون لإقامة احتفاليات كبرى، مثل مهرجان المسرح العربي، هو تورّط لطيف وجمالي، خصوصاً بعد انقطاعه فترةً رآها طويلة نسبياً، لاشتغاله في الإدارة الفنيّة في وزارة الثقافة. وقال إنّ رؤية حفل الافتتاح قامت على النقابة كعضو من أعضاء اللجنة العليا للمهرجان، لأن تقدّم أفكاراً، غير أنّ الأمور صارت إلى أن تتولّى النقابة القيام بهذا الافتتاح بسبب عنصر الوقت.
واستعاد الضمور الاحتفاليّة التي أنجزها في مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته قبل الماضية، تحت عنوان “حكاية عشق أردنيّة”، مستلهماً فكرتها العامّة، نحو تقديم ما أسماه “رسالة محبّة للوطن العربي الكبير”.
وأشاد الضمور بالشباب مترجمي هذه الأفكار، خصوصاً وأنّهم مسكونون بحبّ الفن ومدفوعون عن رغبة لتقديم شيء جميل ومتميّز ويؤشّر على إبداعاتهم، متحدثاً عن عناصر الموسيقى والعناصر الفنية الأخرى، مشيداً بفرقة “رف” كفرقة استعراضيّة جديدة، ومرجئاً الحديث عن تفاصيل العمل لصالح التشويق الذي سيتفاجأ به الجمهور في حفل الافتتاح، كاشفاً عن أنّ الأشعار ستكون أكثر دراميّةً وستبثّ من خلالها رسائل مقصودة.
وركّز الفنان المسرحي علي عليان على الجزء الثاني من الاحتفاليّة؛ كاشفاً عن مغناة “السنابل”، بما تحمله من معنى، كاختيار للجنة العليا للمهرجان. كما تحدث عن جزئيّة المغناة التي تحمل الأردن؛ مبيّناً أنّ غايات جماليّة كانت وراء اختيار المنطوق المسجّل للفنان الأردني الراحل ياسر المصري، كجزء من الوفاء لعطائه الفني على الساحتين المحليّة والعربيّة، واحترام وفائه للأردن من خلال صوته الذي سجله في المغناة الأخيرة قبل رحيله. ولفت عليان إلى أنّ التسجيل الصوتي للفنان المصري تحوّل إلى رقصة تعبيرية.
ووضع الفنان عليان الحضور بصعوبة عمل كهذا، يحتاج إلى العنصر الفوتوغرافي في صور أعضاء الهيئة العامة المكرمين، وكذلك موضوع النصّ الذي جاء عن رؤية أن يلفت بعمقه الميثولوجي، عدا كلام عرفاء الحفل الذين سيعرّفون بالمهرجان وحيثيّاته بطريقة دراميّة تبتعد عن السرد الجاف لسيرة الفنانين المكرّمين، هذا بالإضافة إلى صور تم تجميعها لمسرحيات محليّة وعربيّة ستبدو للجمهور من خلال الشاشات، داعياً إلى الحديث عن العرض بعد الاستمتاع بمشاهدته على خشبة الافتتاح.
وفي مداخلاتهم، استوضح صحافيون عن اختيار فرقة “رف” تحديداً، وجدوى فقرات “سنابل” أو مدى ارتباطها بالعمل المسرحي، كافتتاح لمهرجان مسرح، ومدى توافر هؤلاء الشباب، على أهميّة إعطاء الفرصة لهم، على الخبرة اللازمة لافتتاح مهرجان احترافي على مستوى عربي؛ خصوصاً وأنّ هذه الدورة ستكون نقطة تحوّل في تاريخ المهرجان، في حين كان ينبغي أن يعطى ذلك لفنانين أدائيين محترفين. كما تطرّقت المداخلات إلى التوليفة الإبداعية والثقافية والاحتفائيّة في مدى إضافتها أو تميّزها خلافاً للسائد الروتيني في افتتاحيات مهرجانيّة كثيرة.
وفي ردودهم، قال نقيب الفنانين حسين الخطيب إنّ الفرقة الشبابية ينتمي أعضاء منها إلى النقابة، وهم من عائلة فنيّة معروفة، كما أنّ اختيار فرقة “رف” جاء بسبب أنّه لم يصلنا من الفرق المسرحيّة أيّ تصوّر أو فكرة، خصوصاً وأنّ هناك ثماني فرق مسرحيّة موجودة في الساحة، لافتاً إلى أن فرقتين مسرحيتين، هما “طقوس” و”المسرح الحر” تقدّمتا لحفل الافتتاح، غير أنّ اللجنة العليا اعتذرت لعدم توافق الأفكار في هذا الموضوع.
وحول التصوّر المسبق للحفل، صارح الخطيب بأنّ جلسة العصف الذهني كانت تستلزم السؤال: ماذا سنقدّم: عمل مسرحي أم فرقة دبكة أم حكاية عشق أردنية؟!..؛ فكان النقاش يتمخّض عن فكرة واحدة وهي انسجام الحفل مع الحضور المتنوع الاهتمامات، فكان أن وقع الاختيار على فرقة “رف”، نظراً لتعبير هذه الفرقة عن الرقص التعبيري، وليس في إطار الدبكة أو لاستعراض التقليديَّيْن، وهو جزءٌ من مساعدة الشباب، وإتاحة حريّة من الإبداع في ما يشتغلون عليه.
فنانون يبعثون برقيات وفاء لـ”القاسمي” في يوم تكريمهم
وشهد المؤتمر الصحفي الثالث الذي أعلنت فيه الهيئة العربية للمسرح عن مُكرمي دورة المهرجان، حفاوةً كبيرةً بعشرة من الفنانين الروّاد الذين أعطوا وقدّموا خلال مشوارهم الفنّي المتنوع الكثير.
ففي الندوة التي حضرها رئيس “الهيئة” اسماعيل عبدالله، أعرب الفنانون عن بليغ شكرهم وتقديرهم لراعي الثقافة العربيّة صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، بصفته رئيساً فخرياً للهيئة العربية للمسرح، وقدّم الكثير جداً من مبادرات الاحتفاء بالفنانين العرب من المحيط إلى الخليج، مستلهمين فكرته العبقرية في إنشاء الهيئة التي ما تزال تواصل دورها في العطاء وكشف طاقات البلدان العربية بالمبدعين.
ورأى الصحفيّون والمتداخلون أنّ هؤلاء الفنانين هم عيّنة إبداعيّة على كثير من الفنانين الأردنيين الذين صنعوا من أنفسهم نماذج عالية في الوجدان الأردني والعربي في حقول متنوّعة من الفن، منها المسرح الذي حملوه أزماناً طويلة في عقولهم وأخلصوا له، فكانت لفتة كريمة من المهرجان أن يسعى إلى تكريمهم، ومن نقابة الفنانين الأردنيين التي تردّ لهم جزءاً من واجبها نحوهم بعد كلّ هذا المشوار من العطاء.
وحملت كلمات المكرّمين الثناء كلّه والشعور بأنّهم ما يزالون يواصلون دورهم في مشوارهم النبيل، حيث ألقى الفنان حابس حسين كلمةً باسم زملائه المكرمين، قال فيها إنّه يشعر بعظيم الامتنان والتقدير لكلّ هذه الجهود المسرحيّة المبذولة من ناحية، ولتكريس ظاهرة التكريم من ناحيةٍ أخرى، ملقياً مقاطع من قصيدة طويلةً ازدانت بالصور الجميلة والمعاني الرقيقة وهذا الرباط الوثيق بين عمَّان والشارقة، ومن القصيدة قرأ حابس حسين:
“ما أمّةٌ عنيت بحال فنونها
إلا وكانت بالمعالي باسقة
الفنّ مصباح الشعوب وضوؤها
ويزينها بالميّزات الفارقة
فتصير كالجنّات رغم قليلها
تهفو لطلّتها العيون الرامقة
هل كانت الدنيا بغير فنونها
إلا جحيماً كالحجار الحارقة
فإذا أتاك المسرحيُّ فقمْ لهُ
فلقد أتاك عجائباً متناسقة
غذّ الخطى واسكن بدار قلوبنا
واشدد بأيدٍ بالمحبة واثقة
هذي العروبة قد أطلّ نجومها
وجبال عمان التقت بالشارقة
أختانِ تستقيان ضرعاً واحداً
وكلاهما الأخرى تنام معانقة”.
وفي المؤتمر الصّحفي، الذي استذكر صحفيون فيه المسرحي الراحل نادر عمران والأديب الراحل رسمي أبو علي، قال نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب إنّ زملاءه المكرمين يستحقّون الكثير وإنّ جميع الفنانين الأردنيين هم مبدعون، غير أنّ النقابة التزمت بمحدوديّة العدد الذي تمّ إقراره، علماً بأنّها طالبت بحصّة أكبر، حيث تمّ رفعه منذ دورة 2012 من فنان واحد وهو الفنان ربيع شهاب، إلى عشرة فنانين، وهذا لا يعني أنّ الآخرين لا يستحقون التكريم أو أنّ مشوارهم الفني لا يؤهّلهم لذلك. وأضاف الخطيب أنّ من معايير التكريم الإطار الفني والمسرحي والإبداعي، لافتاً إلى أنّ خمسين اسماً كان مطروحاً للتكريم بالاختيار، فتمّ التوافق على هؤلاء الفنانين.
الفنان غنام غنام أكّد أنّ التكريم يحمل معنى الاعتراف بما تمّ وبما سيتمّ في المسرح العربي، في البلد التي يقام فيها المهرجان، معتبراً فرز اللجنة التنفيذية العليا لعشرة فنانين من وسط مليء كلّه بالإبداع هو صعوبة بحدّ ذاتها، وقال: التكريم هو اعتراف بجهود المسرحيين العرب وإعطاء النموذج لهم، وهو تكريس لأخلاقيات المهنة ومنتجات إبداعية فارقة في حياة هؤلاء المسرحيين.
وقال غنام إنّنا حين نكرّم هؤلاء الفنانين بهذه الصفة العربيّة وليس فقط المحليّة، فإننا يجب أن نعلن دائماً أنّنا إنّما نكرّم أنفسنا، ونختار الأنموذج، معرّفاً بميزة أن يكرم أكثر من فنان، لافتاً إلى رفع عدد المكرمين من فنان إلى خمسة، إلى عشرة فنانين.
وفي المؤتمر، الذي تغيّب عنه الفنان يوسف الجمل بسبب ظروفه الصحيّة، كانت أولى المتحدثين الفنانة مجد القصص، حيث أعربت عن تقديرها للهيئة العربية للمسرح، متمنيةً أن تبقى هذه الهيئة شامخةً ومستمرةً بالعطاء، كما شكرت جهود نقابة الفنانين في هذا المجال. وبعثت برسالة إلى والديها اللذين دعماها وإلى زوجها الذي آمن بالمسرح ورسالته السامية في الحياة.
وأشاد الدكتور باسم دلقموني بالمهرجان وعنايته بالجهود العربية، معتقداً بأنّ الهيئة العربية للمسرح قد وحّدت العرب عن طريق الفن من خلال رحلاتها المهرجانية المتواصلة باستمرار.
وبعد تقديره لدور الهيئة العربية للمسرح ونقابة الفنانين أهدى الفنان خالد الطريفي تكريمه إلى العزيزين على قلبه دائماً “عامر” ونادر”.
كما وصف الفنان حاتم السيّد جهود الشارقة ممثلةً بالهيئة العربية للمسرح بالإنجاز الكبير الذي يرفع من شأن المسرحي ويعلي من قيمة المسرح العربي؛ على اعتبار أنّ شريحة المسرحيين هي”شريحة مستضعفة تستحق الأخذ باليد”. كما قدّم السيّد الشكر لوزارة الثقافة وللنقابة وللأمين العام للهيئة اسماعيل عبدالله وللفنان غنام غنام وزملائه على هذا الإنجاز.
وعبّرت الفنانة نادرة عمران عن شكرها وتقديرها لكلّ من أسهم في المهرجان، معتبرةً “الهيئة” مظلّة للجميع وليس لجزء بعينه، وأنّ تكريمها هو شهادة من المسرح على مستوى عربي، وهو في النهاية تكريم لكلّ زملائها الفنانين.
كما أشاد الفنان حابس حسين بالسُّنَّة التي استنَّها حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وجهوده في الرقي بذائقة الناس وتلقيهم للفعل المسرحي، وفي كلّ جهوده في رفعة الشأنين الفني والأدبي، معرباً عن تقديره لفريق الهيئة العربية للمسرح في هذا المشوار الأنيق والمتميّز بما يبذلونه من جهود.
واستذكر الفنان نبيل نجم مشواره المسرحي، معتبراً المسرح كلمةً تشعّ في الروح، وكأننا نتحدث عن نهر ومنبع للنهر، ومصب له، متحدثاً عن حاكم الشارقة الشيخ الدكتور القاسمي في تأليفه مسرحيات منذ بواكير عطائه الفني والأدبي، واحتضان سموّه المبدعين وفناني المسرح في دارته وحضّه على الكتابة للمسرح، بوصفه فعل حياة، فكان وما يزال- حفظه الله- يعمل على دعم المسرح، بما للوطن العربي الكبير من مكانةٍ كبيرةٍ في قلبه.
ورأى الفنان عبدالكريم القواسمي أنّ التكريم يجمع أكثر من لون في الشعور السعيد، ومنها أن يُكرّم الفنان وهو حي، كما أنّ لون السعادة الثاني هو أن يأتي هذا التكريم من الهيئة العربية للمسرح وليس من هيئة محليّة، مؤكّداً اهتمام الشارقة ورهان حاكمها على الإنسان العربي في فكره وثقافته وإبداعه.
وتحدث الفنان عبدالكامل خلايلة عن قيمة تكريم الفنان في حياته، مثمناً للهيئة العربية للمسرح هذه اللفتة الكريمة للإبداع الأردني في مجال المسرح، مؤكّداً عدم تقاعد الفنان حتى وإن دخل مرحلة الشيخوخة؛ ففنّه ما يزال شباباً دائماً ومزهراً بالعطاء والإنجاز. كما دعا إلى أنشطة تجمع المكرّمين خلال حياتهم بعد مشوارهم الطويل مع الفن.
مسرحيون: “المؤتمر الفكري” بيان جمالي وتأسيس لدورات قادمة
كما عقد المهرجان أيضاً مؤتمراً صحفياً خاصّاً بالمؤتمر الفكري الذي يقام طيلة أيّام المهرجان، مشتملاً على قراءة في تجارب فرق وقامات عربيّة تحت عنوان “مسائلات علمية وعمليّة”، وفق تصوّر “المسرح معمل الأسئلة ومشغل التجديد”، في تفاعل حيوي يمزج النظرية المسرحيّة بالتطبيق.
وقدّم الفنان غنام غنام إطلالةً على المؤتمر الفكري، الذي ارتأت اللجنة العليا للمهرجان ألا يكون هامشيّاً، بل من صلب المهرجانن، وهو موضع اهتمام كبير، من خلاله يتم تكثيف المعاني الجماليّة والفكرية المستهدفة. وأضاف غنّام أنّ المؤتمر يشمل أيضاً كلّ ما يدور في الحيّز الفكري للمهرجان كالورشات، والندوة المحكّمة لمسابقة البحث العلمي المعنونة بـ”الإشكال الثقافي في المشهد المسرحي العربي” في محور بناء الأشكال الإبداعيّة في ظلّ الخصوصيات الثقافية.
وعرّف غنام بالمؤتمر في تركيبته التقنية والقصدية المسبقة نحو النسق المطلوب، متحدثاً باستفاضة عن اهتمامات الفِرق في الشأن النسوي على سبيل المثال والتصدي الاجتماعي والسخرية” البروتسك”، متمثلاً بأسماء هذه الفرق والقائمين عليها، معرباً عن أسفه لأن تكون الساحة العربية خلال عشرين عاماً خلوّاً من أيّ بيان مسرحي؛ إذ كان ذلك في عرف بعضهم مجرد فلسفة لا طائل منها، متناولاً قامات عربيّة وتقنيات جديرة بالنقاش، مثل الدكتور فاضل الجاف، وانتصار عبدالفتاح، والاشتغالات المغايرة، مؤملاً قطف ثمار جيدة من وراء المؤتمر الذي ننطلق منه نحو الدورة المقبلة للمهرجان ونحن نمتلك سلّة من المعرفة في هذا الموضوع.
وتحدث المسرحي محمد خير الرفاعي عن المؤتمر الفكري كلاً متكاملاً، منطلقاً من اهتمام الهيئة العربيّة للمسرح في المهرجان بالابتعاد عن النمطي نحو تجربة جديدة تنقلنا فعلاً من محور الورق إلى محور العمل. وقال الرفاعي إنّ وراء ذلك كلّه جهداً في التخطيط وابتكار المفيد، دون أن نبقى في أسر المنصّة الخطابيّة؛ فكان البحث عن إمكانيّة تطويع المكان وفق احتياجات كلّ متحدث ومتطلبات ذلك، وهو ما يجعلنا قادرين على أن نحقق متطلبات المتحدثين والمؤطِّرين بطرح أفكارهم والتجارب قيد المساءلة أو القراءة بوسائل غير تقليدية؛ نحو هدف الوصول لصيغة تقدّمية عما كان سائداً، فيكون التعاون مدروساً بين الورق والعمل في هذا المجال.
وقال الرفاعي إنّ الأهميّة التي يكتسبها المؤتمر تنطلق من الحلقة التي يشكلها كهمزة وصل تقاربيّة بين مختلف الميادين وتخصصات المبدعين، باجتماع مبدعين من أقطار عربية لطرح قضايا تدخل ضمن المنحى الإنساني لتجارب الفرق والقامات العربية، وكلّ ذلك من أجل بناء تصوّر فكري جديد.
ودعا الرفاعي المهتمين والباحثين والأكاديميين وأعضاء المخابر المسرحيّة، تأسيساً على أهميّة المؤتمر في قراءة التجارب ورقياً وعملياً، إلى الحضور والإفادة من هذا المجترح الفكري؛ كونهم جزءاً لا يتجزأ من المؤتمر، يسهمون في الصياغة الكليّة المرجو تحقيقها في جلساته المتتابعة، وذلك من أجل التأسيس للتواصل والتفاعل وتشكيل المساءلة العلمية والعملية والقوى التي تقف وراء إنتاج المعرفة من خلال تعدد محاور المؤتمر في ثلاث نقاط رئيسيّة، هي تحليل المحتوى، وتحليل المؤلف، وتحليل الدراسات.
وذلك كلّه يفيد، كما أشار الرفاعي، في “حوصلة المؤتمر الفكري”، باعتبارها مهمّة جداً تجيء تتويجاً أو خاتمةً لكلّ الجهود المبذولة في المؤتمر، وبوصفها ذات علاقة بالمنهجيات واستخدام الأطر للنماذج الفكرية المعرفية وبنية هذه الدراسات، كعملية نقدية وفكرية تبنى على العمل الميداني، فهي تأسيس لما هو قادم.
وتحدث الرفاعي عن إشكاليّة المؤتمر من الناحية الافتراضيّة، مبيّناً أنّ عملية التطوير والتحسين برؤى جديدة هي هدف للهيئة العربية للمسرح، برؤية قراءة التجديد ومنطلقاته، ليس نظرياً فقط، بل وفي حالة من التطبيق لتأكيد المعرفة على أرض الواقع.
وقال الرفاعي إنّ هذا قادنا إلى البحث عن قضيّة لها علاقة بالتطورات الميدانية المعرفية والإرهاصات التي ما فتئت تُطرح هنا وهناك بحثاً عن حلول؛ لذا سيكون المؤتمر كمقاربة لجمع الباحثين والمختصين لمعالجة هذه الإشكاليات وفق منظور الإنسان الذي شكّل مركز الاهتمام وخصوصاً في ما يتعلق برؤاه المسرحيّة.
ولذلك سيحاول المؤتمر أن يجيب على العديد من الإشكاليات التي يطرحها الباحثون والمختصون وفق المنشود من الطروحات في إطار من المقاربة المعرفية.
وشرح الرفاعي بأنّ المنطلقات ستبدأ من العنوان الأول وهو “المسرح معمل الأسئلة”، بما تحمله في طيّاتها، ليتم الحديث عن الجانب التطبيقي لهذا البعد بما فيه من اتساع، وبما يلتقي به مع الفنان في إطار من تعدد معطيات المسرح.
وقال إنّ المؤتمر وهو يسعى لإشراك المسرحيين بالندوات إنّما يقوم بعملية إشراك تفاعلي للمساهمة بتغيير النمط السائد للمحاضرات والندوات، وذلك للبحث عن مزيد من الجدل المنشود، ولكي تعمّ الفائدة بمشاركة أصحاب التجارب المتميزة في نقل أسس هذه المعارف للمسرحيين والراغبين بتنمية ما لديهم في هذا الموضوع.
وأكّد الرفاعي رؤية الهيئة في إشراك الفرق الفاعلة أردنياً؛ بهدف تسليط الضوء على مساعيهم ومحاولاتهم من خلال تقديم تجاربهم وتوثيق مساعيهم والحوار حولها، وبالتالي فتح آفاق جديدة والنظر في إمكانيّة تطويرها من منظور النقاش.
وتحدث عن مرتكزات مهمّة في ما يخصّ واقع التجربة ومدى التقريب بين الباحثين، وجعل المؤتمر فضاءً للالتقاء والتباحث حول ما يطرأ من مشكلات وكيفية التعامل معها، وكذلك إبراز دور المسرح ومدى معالجته للقضايا والمشكلات الراهنة.
وحول الأهميّة المستقبلية للمؤتمر الفكري، قال الرفاعي إنّنا نأمل أن يكون نواةً أو بدايةً للتأسيس لما هو قادم، ونحن متفائلون أن تحتضنه الأردن ليؤشر على ما بعد المهرجان، وكيف يمكننا تطويع الفكرة من خلال الشكل واستخدام موجودات المكان لئلا نبقى معزولين عن المستمع، فهو أقرب إلى الشكل المسرحي القائم على فكرة تنظيرية.
وختم الرفاعي بتأكيده انفتاح المؤتمر الفكري على الرأي والرأي الآخر وتدوين الملاحظات التي تُطرح في الجلسات، وصولاً في النهاية إلى قضية “الحوصلة” لرصد مسار هذا المؤتمر الفكري، والتأسيس عليه في مقبل دورات المهرجان.
وتناولت مداخلات الحضور والصحفيين مواضيع النقد المكاشف والآخر المبني على الأخذ باليد، أو النقد الاحتفائي، مؤكّدين قيمة أن يُصار إلى شيء من الصراحة في ذلك، ومدى تباين الفرق الخاضعة للدراسة الورقية(النظرية) والتطبيقية، نحو بيان جمالي نستند إليه في المستقبل، كما ثمّن الحضور الأبعاد المرسومة والتي تنطوي عليها كلّ فرقة من خلال السؤال النقدي والمحور المناسب لهذه الفرقة أو تلك، وهو ما يعطي هذه الدورة ريادة وتأسيساً لعناصر فكريّة تستفيد منها الهيئة في دورات المسرح العربي القادمة. كما طرح متداخلون أهميّة أن تؤسس القراءة الفكرية للتجارب المسرحية لفكر مسرحي نفتقده في الوطن العربي، داعين إلى متابعة هذه البيانات الجماليّة والفكرية بعد انتهاء المهرجان. كما تمّ التطرق إلى مدى استفادة المؤتمر من دورة “وهران” كأساس للتفكير بمؤتمر نقدي يحاكم الفرق المسرحية أو في قراءة جديدة ضمن برنامج فكري مستقل.
وفي ردودهم، تحدّث الرفاعي عن أهميّة استمرار الفكرة ومعطيات الفرق للاستمرار؛ لأنّ الهدف هو مواصلة المشوار أو التجربة، وليس بقصد الإضاءة على التجربة فقط، مؤكّداً أنّ هدفاً مهمّاً وهو وضع هذه الفرق في إطار مؤتمر فكري نقدي يطرح الفكر والفكر الآخر ويتم من خلاله تداول المعلومة، وحفز الفرق على النهوض والإحياء، بتنظيم رؤاها وتوجهاتها المستقبلية من خلال القراءة.
ورأى غنام غنام أنّ الدافع لصياغة المؤتمر هو أنّ هذه الفرق لا تمتلك بيانات جماليّة فكرية، فجاء المؤتمر النقدي ليكون دافعاً لصياغة هذه البيانات، لافتاً إلى نضوج الفكرة وفق الظروف المسرحية اليوم. وقال إنّ الهدف هو أن نطرح سؤال”إلى أين؟!” مع الفرقة المسرحية قيد المساءلة في مشوارها، لافتاً إلى ندوة وحيدة في “وهران” لها علاقة بموضوع الإيماء، لكنّها لم تكن كافيةً إلى القدر المطلوب، مضيفاً: رأينا أنّ هناك طرقاً كثيرة للإفادة والوصول إلى مرحلة التأسيس الفكري خلال المهرجان، وأنّ الفرق حين ترى نفسها أمام المساءلة والاستحقاق ستركز على اتجاهاتها الفكرية والجمالية، وذلك ما يرنو إليها المهرجان كغاية مهمة.
وقال غنام إنّ فائدة البرنامج الفكري ستكون متاحةً، لأنّ الهيئة ستقوم بطباعة هذه البيانات والمساءلات التي ستقدّم لها، وستصبح بين أيدي الباحثين وطلبة الدراسات ومشاريع التخرج، وهو ما يسهم في توفير مكتبة خاصة في هذا المجال.
وفي سياق المجال الفكري قال غنام إنّ إصدارات لثلاثة كتب حول المسرح الأردني هي: المسرح الأردني في 25 عام لعواد علي، والمسرح الأردني بين المادة والشكل والتعبير لمحمد خير الرفاعي، ونصوص من المسرح التعليمي لعبد اللطيف شما.
وقال إنّ الهيئة معنيّة بتكوين المكتبة المسرحية المنشودة، معترفاً بأنّ ثلاثة باحثين فقط تقدّموا بمخطوطاتهم إلى المهرجان من خلال النقابة كعضو في اللجنة العليا للمهرجان.
وفي السياق، قال غنام إنّ الحراك الفكري للمؤتمر سيمتد ليشمل ندوات أو لقاءات تقام في محافظة إربد بالتعاون مع مديرية ثقافة إربد التابعة لوزارة الثقافة، حيث ستشهد المحافظة استضافة لأحد المؤطّرين “النقاد” أو المختصين لتقديم ورشة للمسرحيين وطلبة جامعة اليرموك ولمحبي المسرح بوجهٍ عام. كما سيصار إلى ورشة تقام في محافظة الزرقاء لصالح فرقة الزرقاء المسرحية لها علاقة بدمى الطاولة، كما كانت هناك ورشة مقررة في محافظة مادبا، لم تتم لظروف خاصة بالفرقة.
ولفت غنام إلى اتساع المجال الفكري من خلال معرض للمنشورات في أكثر من مئتين وعشرين عنواناً، هي أجود عناوين نشر مسرحي خلال العشر سنوات الأخيرة، منوّهاً بخصم يصل إلى ستين بالمئة على هذه الإصدارات ليصار إلى أن تكون في متناول الجميع.
ورأى غنام أنّ المجال الفكري هو الحراك الأساسي للمهرجان، متحدثاً عن قيمة الندوات التطبيقية حول العروض التسع المتنافسة على جائزة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لأفضل عرض، واعداً بقراءة نقديّة حقيقيّة للعروض، نظراً لتوفير الوقت الكافي للنقاد المشاركين للاطلاع على الأعمال وقراءة ثيمها وتقنياتها الفنيّة قبل وقت الندوة بمدّة تسمح لهم بأن يقدّموا رأياً نقدياً موضوعياً حول هذا العرض أو ذاك.