(عطر الورد .. والمسرح الغنائي الراقص للمخرج يوسف شموط …)سوريا
قدمت فرقة كواليس المسرحية القادمة من مدينة “محردة” مسرحية ” عطر الورد” / “أيام فخر الدين” المستوحاة من مسرحية “فخر الدين المعني” والتي قدمها الأخوين رحباني في مهرجان بعلبك الدولي عام 1966 .. والذي تحدث عن بناء القائد ودوره في تحفيز الشعب للدفاع عن وطنه وذلك عبر مفهوم الوطن والمواطنة أي التشاركية في البناء والتعمير للمجتمع ماديا وروحيا في سبيل رفعة الوطن والزود عنه خلال الحروب والكوارث التي تمر على البلد ..
لقد كان من العروض المميزة التي جسدت العلاقة المتبادلة بين الممثل والجمهور وفق حلول إخراجية رسمها المخرج الفنان “يوسف شموط” دراميا في سياق الحدث الأساس الصراع بين الخير المتمثل بالأمير “فخر الدين” والشر المتمثل بالخيانة التي مارسها القائد العثماني الأصل “كجك أحمد” الذي لم يحصل على المركز القيادي الذي كان يحلم به .. وقد حقق العرض المسرحي تواصلا حساسا مع الجمهور بوصف الاتصال فعل ضروري يرتبط بمفهوم العملية التي هي تغير مستمر للفعل /الحدث خلال زمن معين متصل بالحركة المتبادلة بين الأفراد ” الممثلين” وبين الجمهور بهدف الوصول إلى هدف أو إشباع حاجة معينة .. بوصف فن التمثيل عملية اتصالية تقوم على الاستجابة المركبة القائمة على “النص / الحوار” وفهم الفكرة من الحركة ودمجها مع الآخر لتشكيل لوحة معبرة تفي بالمعنى المراد إيصاله للجمهور .. أي رسالة ومرسل ومتلقي وفق رؤية المخرج الدرامي والمصمم للوحات الراقصة، كرقص تعبيري وفق مشهدية تتجلى فيها تمكن فريق العمل ممثلين وراقصين من فهم الفكرة/مقولة العمل ..وهذا التواصل تجلى في شخصية “فخر الدين” التي جسدها بحرفية عالية الفنان الدرامي الراقص “ضاهر رحال” حيث كان متميزا ضمن المجموعة وموجه لها عبر الحوار وشحنة العاطفة التي كان يرسلها للمجموعة وللجمهور ليلفت الانتباه لدى الجمهور للحدث/الفعل كما أسلفنا .. وهذا أيضا تجسد عند الفنانة “ساندي جربوع” التي لعبت شخصية “عطر الليل” الشخصية الموازية في تبني الأفعال والأحداث عبر الكلمة واللحن والحركة الراقصة .. محققة التواصل الفعال مع الجمهور ضمن تمرير حالات تخرج فيها عن السياق الفيروزي لنسمع المقام مرسلا بروح ساندي الفنانة الموهوبة التي تعشق الست “فيروز” القامة التي تتجلى بميلادها ال/84/ متمنية لها العمر المديد والعطاء الذي لا ينضب نبعه ..وبعد العرض التقينا الفنان “يوسف شموط” معد ومخرج العمل حيث حدثنا عن العرض المسرحي وعن توجهه للمسرح الغنائي الراقص قائلا: ” البعض يقول انك تنسخ تجربة الرحابنة و تلصقها الآن ليس إلا !!!!!!!
لهؤلاء المدعين المعرفة و الثقافة أقول : كل ما قمت بإخراجه حتى الآن من أعمال الأخوين رحباني ( ناس من ورق – المحطة – عطر الليل أيام فخر الدين ) ليس لها أي نسخ مصورة أبدا و الحق أنني أخذت النص المسرحي المنشور بنسخة صوتية فقط و عملت عليه كأي نص مسرحي آخر ان كان بالإعداد أو الإخراج
لماذا اتجهت الى المسرح الغنائي ؟
لعدة أسباب أهمها أن الظرف العام قاس و مرهق للناس على كافة الأصعدة حرب و ضغوط اقتصادية و نفسية و اجتماعية لذلك قررت العمل على المسرح الغنائي على أمل ترفيه لناس و اخراجهم ولو قليلا من أعباء الحياة الصعبة التي نعيشها اليوم و اخترت من المسرح الرحباني ما يحقق معادلة المتعة و الفائدة فالمسرح الرحباني لا يتخلى عن طرح القضايا الملحة التي توجه الضوء على مشاكل الناس و همومها مثلا ناس من ورق و التي تعالج مشكلة الصراع بين السياسي و الفنان و مسرحية المحطة التي توجه الضوء على أهمية الحلم لدى الناس في تغيير واقعها نحو الأفضل و الآن عطر الليل التي تشير الى صفات القائد الوطني التقدمي وأهمية حمله لمشروع بناء الدولة و المجتمع و العمل على انجاز هذا المشروع بالتضافر مع الإرادة الشعبية
التجربة الأولى كانت ( ناس من ورق ) كانت تجربة جميلة جدا لاقت نجاح منقطع النظير و لكنها كانت صعبة بتكاليفها الكبيرة و كادرها الكبير، و مع مرور الوقت و تقدم البروفات دعوت بعض الفعاليات الاقتصادية لحضور بروفة و منها حصلت على جزء جيد من التكاليف اما كادرها الكبير ( 58 مشارك ) فقد كان جمعهم مع بعض لتنفيذ بروفة شيء من الخيال في هذا الزمن و لكن الإصرار على انجاز العمل أزال كل العقبات و الجدير بالذكر ان هذه المسرحية تم عرضها لعشرة أيام متتالية و كانت الصالة تغص بالحضور رغم أن سعر بطاقة الدخول كان مرتفع.
التجربة الثانية كانت ( المحطة ) أيضا من تأليف و تلحين الأخوين رحباني هذه التجربة هي الأقرب و الأحب إليَّ ذلك ان فكرتها من أروع الأفكار الإنسانية و هي أهمية الحلم في تغيير الحياة بالكامل نحو الأفضل كما و أن حكايتها من أجمل الحكايا سبكا لهذا الموضوع و لذلك شعرت خلال العمل عليها بمتعة غامرة جدا جدا. و تم انجاز العرض خلال أربعة أشهر فقط و عرضت أيضا لمدة خمسة عشر يوما رغم أن سعر البطاقة كان أعلى من سابقتها و شارك فيها 65 شخص. هذا العدد الكبير حرم المحطة أيضا من عروضها خارج مدينة “محردة” .
التجربة الثالثة و كانت ( عطر الليل ) – أيام فخر الدين المعني الثاني – وهي تجربة ناجحة بامتياز كما سابقاتها مع تميزها بإمكانية عرضها خارج “محردة” ذلك انه تم الاستغناء عن كادر الموسيقا و الغناء من خلال تسجيل الموسيقا و الغناء في استوديو مما أعطى للعمل احترافية موسيقية أكبر و كان الكادر العامل بها هو الكادر الدرامي و فريق الرقص البالغ عددهم 35 شخص فقط لا غير مما مكننا من عرضها في اللاذقية و حماة و لاحقا سيتم عرضها في دمشق و حمص و طرطوس و بيروت.
بالنسبة “لعطر الليل” تم العمل على النص بشكل اكبر بكثير من سابقاتها بدأ من اسم المسرحية الذي كان أيام فخر الدين المعني و أصبح “عطر الليل” وذلك لأنني شخصيا منحاز للناس و “عطر الليل” هي الشخصية التي تمثل ضمير الناس هذا من جهة و من جهة أخرى لأن المعركة التي يشارك فيها الناس مصيرها النصر، لذلك أردت الإضاءة من خلال تغيير اسم المسرحية على أهمية مشاركة الناس للوصول الى نصر حقيقي. اما فيما يخص الحكاية فلقد قمت بإعداد النص بما يتلاءم مع واقعنا الحالي فالنص الرحباني يعرض حكاية فخر الدين بدأ من عودته من المنفى ليحكم لبنان ويبدأ تحقيق مشروعه الوطني الإنساني …
فخر الدين : و كيف بدنا نعمرو … بكل شيء قمح زرع بيادر معاصر نوال ايدين تعلا ع مد العين نعمر قصورا نعمر جسورا نعمر دراج قلاع نعمر بيوت صغيرة و بتساع بدنا نتاجر ناخود و نعطي نسفر مراكبنا ع كل شط بهالدني و بكل شط بهالدني تنزل مراكبنا بدنا العلم الفن و ننفتح عالكون و الكون مش بس البيوت الهون مش متل ما قالوكن انو حدود السلطنة هي يلي وحدا الكون الكون هون من هون بتبلش اللعبة و بتاخود بدربا الدني تاتوصلو لهالنجوم لألف لون و لون هيدا الكون
و يرد عليه الناس : نحنا رجالك نحنا سيفك لوح بسيفك واضرب ع كيفك نحنا سيفك نحنا رجالك
كتعبير عن مشاركتهم له مشروعه الوطني الإنساني في بناء الدولة و المجتمع ، و من لحظة بدء فخر و عطر الليل الخطوات الأولى في تعمير البلاد يبدأ الفعل المضاد لهما من قبل بعض المتخاذلين ( الأميرة منتهى ) اللبنانية الأصل و معها “الكجك أحمد” العثماني الأصل و الذي ولد و تربى في لبنان و لكنه ناكر للجميل وهو يتأجج غله ضد “فخر الدين” عندما يعينه في الديوان الملكي في الوقت الذي كان يطمع في قيادة قلعة “الشقيف” و هنا يبدأ “الكجك أحمد” بالتآمر مع السلطنة لإسقاط “فخر الدين” الذي يمشي بالتشارك مع شعبه على درب بناء البلاد و تزدهر أوضاع البلاد على كل الأصعدة و يصبح لها علاقات خارجية كبيرة في الوقت الذي تقرر إسطنبول الهجوم على لبنان و اسقاط حكم “فخر الدين” الوطني وإعادة البلاد و الناس الى حظيرة السلطنة العثمانية فتحدث معركة “عنجر” ينهزم العثمانيون و تستمر “عطر الليل” و “فخر الدين” بمشروع البناء . هنا يقف عرض “عطر الليل” في حين يستمر الرحابنة الى أن يتم أسر “فخر الدين” من قبل العثمانيين. طبعا نحن توقفنا عند معركة عنجر” للشبه بينه و بين النصر الحالي لنا على الأتراك.
في الموسيقا و الغناء تم الاستغناء عن الفرقة الموسيقية و المغنين بالاستعاضة عنهم بالتسجيل في الأستوديو و بذلك ربحنا الحرفية و الدقة في الموسيقا و الغناء وربحنا إمكانية العرض خارج “محردة” و قد تم ذلك و عرضنا في “اللاذقية” و “حماة” و سنعرض لاحقا في “حمص” و “طرطوس” و “دمشق” و “بيروت” و غيرها في أي مكان تتوفر لنا فيه شروط العرض الناجح كما و ربحنا الأداء الدرامي الجيد حيث قام بأدوار المغنين ممثلين ذو خبرة مسرحية كبيرة
في الرقص كان هذا العمل منعطف كبير لصالح الفرقة حيث تم تشكيل مجموعة رقص و فنون شعبية خاصة بفريق “كواليس” أي فريقنا اذ كثير من اللوحات الراقصة في العمل شارك فيها عناصر الفرقة نفسها و كانوا محترفين بأدائهم للرقصات و ذلك بإشراف و تدريب الأستاذ المبدع “ضاهر رحال” ، طبعا هذا بالإضافة لمشاركة “فرقة رمال” للمسرح الراقص التي أغنت العرض بكل معنى الكلمة بإشراف الأستاذة “غيداء محمد”
الملابس : صممها و نفذها الأستاذ “ضاهر رحال” و الآنسة “ديانا فلاحة” بمساعدة بعض عناصر الفرقة
الديكور : أيضا تم تنفيذه بأيادي عناصر الفرقة بإشراف الأستاذ “يامن شموط” و المهندس “الياس بصبوص” و الفنان التشكيلي “حنا نجار”
طبعا هناك رسالتين متشابكتين ل ( عطر الليل ) الأولى : الإشارة الى كيفية بناء الأوطان من خلال الإشارة لأهمية دور القائد الحقيقي و الحامل للمشروع الوطني التقدمي الإنساني و عمله على انجاز هذا المشروع بالتضافر مع شعبه ( عطر الليل ). و الثانية : هي اسقاط للواقع الحالي الذي نعيشه و محاولة العثماني – التركي – الذي ابقانا 4 قرون في الظلمة و التخلف و هو الآن يحاول اعادتنا الى تلك الظلمة و لكن ابدا لن يحدث فنحن الآن ننتصر عليه من جديد ب عنجر 2019 و لا انكسار ابدا بعدها انه الانتصار على التركي ( العثماني ) بقوة “عطر الليل” و “فخر الدين” السوريين.
اسرة العمل : ضاهر رحال م. مخرج و مدرب رقص و لعب دور فخر الدين – ساندي جربوع بدور عطر الليل – يامن شموط بدور شكري و دور محمد آغا – يوسف الجاني بدور أبو جرجي – ساره عكيلي بدور ام جرجي – حنا نجار بدور عباس – ديانا فلاحة بدور الأميرة منتهى – فادي فلاحة بدور كجك أحمد – الياس هزيم بدور رفعت – إبراهيم طبولي بدور نظمي و دور علي شهاب – سليمان زروف بدور احمد شهاب – انس سموع بأدوار أبو منصور و أبو حسين و شيخ المينا – ريما فلاحة بدور نزهه – جيما نجار بدور هدى – فهد رحال بدور الشيخ خاطر – شهد عوكان و غادة زحلوق و الياس عكيلي أطفال – فنية موسيقي و صوت ساره شموط – يامن شموط الياس بصبوص حنا نجار تصميم و تنفيذ الديكور – تصميم و تنفيذ الملابس ضاهر رحال و ديانا فلاحة – الدعاية و الإعلان حنا نجار و يامن شموط و إبراهيم طبولي –
فرقة رمال للمسرح الراقص : غيداء محمد تصميم و تدريب – لين يونس – فارس جاموس – حمزة مبيض – محمد إبراهيم – حنان محمد – نور شحادة – بشار بلوط – مايا أسعد
المؤديين : جورج مراد – الياس أبو راس – ساندي جروج – سمايا العلي – يارا حداد
معالجة الصوت : إسماعيل كيخيا – إيليا شريقي
تنفيذ موسيقي : بشار دوجي – غابي صهيوني
اشراف موسيقي عام : جورج دير عطاني
اعداد وسينوغرافيا و اخراج : يوسف شموط “.
بعد العرض المسرحي الغنائي الراقص التقينا مع الفنان الراقص والمدرب المميز “ضاهر رحال” حيث قام بالرد على الأسئلة التي وجهت له ومنها عن مشاركته الثالثة مع المعد والمخرج “يوسف شموط” في هذه الأعمال ذات الطابع الغنائي المسرحي الراقص ..( ناس من ورق – المحطة – عطر الليل) وقد لمسنا ابداعاته المميزة بالمسرح الغنائي الراقص ومشاركته بأدوار رئيسية في هذه المسرحيات وأيضا بوصفه مدربا متخصصا بالرقص التعبيري في سياق تصميم الرقصات والتشكيلات الفنية الجميلة .. ولماذا المسرح الراقص الآن؟ أجاب قائلاً: ” قليل هم من يشتغلون المسرح ال اقص ..لأنه يتطلب وقت وجهد وتعب بشكل كبير ..لأنك ستقوم بدمج الرقص التعبيري بالغناء والدراما ..نحن مثلا استهلكنا من الوقت أربعة أشهر بروفات مكثفة .. كي نعمل الدمج بين الرقص والدراما والموسيقا .. وشاركتنا فرقة “الرمال من اللاذقية” قابلنا التعب الكبير في انجاز العمل ..وتميز العمل معهم بالتفهم والانسجام والمبادرة في تفهم العمل وقناعتهم بالعمل كراقصين .. لذا لهم الحب والتقدير ..لذلك من النادر وجود فرق تعمل في المسرح الغنائي الراقص وأعتقد حتى في العاصمة “دمشق” قد لا تجد فرقة مسرحية راقصة ..والشيء الذي نعتبره انجازا هو الانسجام بين الفرقتين والتفهم لجوهر العمل بشكل أعتقد أن المتلقي يصعب عليه التمييز بين أعضاء الفرقة الراقصة بالعمل ..واستطعنا من خلال اللوحات الراقصة أن نعبر عن الأفعال والأحداث الدرامية في مسرحية عطر الليل ..”.
وعن التساؤل الذي قد يطرحه المتلقي .. المسرحية قدمها مسرح الرحابنة بعنوان “فخر الدين المعني الثاني” .. وما كان منكم سوى أن قمتم بعملية القص واللصق؟؟؟ ..أفادنا الفنان “ضاهر رحال” قائلاً: ” أوا شيء المسرحية التي قدمها الرحابنة غير مصورة ..وفرضا إذا كان هناك تصوير فيديو للمسرحية والرقصات ليشاهدوا ويقارنوا بين العملين سيجدون الفرق ..لا شك الرحابنة مدرسة لنا الشرف أن نتعلم وننهل منها .. ولك في مسرحية “عطر الليل” كل شيء جديد مبتكر رقصات وحوار درامي وتشكيل تعبيري جميعا وليد عملية دراسة العمل الرحباني ومن ثم صياغة عمل يتشابه بالروح ولكن الأداء تمثيلا ورفصا يختلف تماما ..”
ثم كان اللقاء مع الممثل الذي جسد شخصية “كجك أحمد” الفنان “فادي فلاحة” الذي حدثنا عن الشخصية التي لعبها بالمسرحية قائلا: ” أعمل منذ مدة مع المخرج “يوسف شموط” وتقمصت بهذه المسرحية شخصية محورية بالمسرحية هي شخصية “كجك أحمد” الذي تربى بكنف “الأمير فخر الدين” وعندما تولى الأمير “فخر الدين” الحكم وزع المناصب على قواده وكان يطمع “الكجك أحمد” بمنصب قيادي رفيع ولكن الأمير “فخر الدين” لم يكلفه بالمنصب الذي يرغب به .. لذا يأخذ على خاطره .. ويبدأ بإقامة العلاقة مع الدولة العثمانية لزرع الفتن داخل القصر وخارجه بدعم خارجي في سبيل الوصول للحكم ..عبر حرب يتكاتف مع الأمير فخر الدين أغلب الشعب وبالتالي ينتصر فخر الدين بالمحبة والتعاون مع الغيورين على البلد ..”.
ومسك الختام كان اللقاء مع الفنانة “ساندي جربوع” التي أطربت الحضور بصوتها الفيروزي الجميل .. حدثتنا عن مشاركاتها مع الفنان المخرج “يوسف شموط” بمجمل أعماله الفنية الراقصة قائلة: ” عملي معلمة روضة أطفال .. شاركت بعدة أعمال مع الأستاذ “يوسف شموط” من مسرحية ” الأم يتلم” ضمن فعالية فنية ضخمة .. وكذلك بالمسرحية الغنائية الراقصة “ناس من ورق” وكنت قد جسدت دور المهرج ..وبمسرحية المحطة جسدت دور “مرات سعدو” .. في مسرحية اليوم كنت الشخصية الرئيسية “عطر الليل” .. وعن العلاقة مابين اللحن والأغنية والموسيقا .. وحمل السلاح لمواجهة الأعداء .. هذا الدور الذي أكده الأمير “فخر الدين” عندما وزع الأدوار بالقول نحن نحمل السلاح وأنت تحملين الكلمة واللحن قالت الفنانة “ساندي”: ” عطر ليل” هي الهوية التي لاتقف أمامها الحدود تعبر حاملة اللحن المتماهي مع الكلمة واللحن الذي يحفز على حب الوطن والتضحية من أجل ذلك .. العطر .. الذكريات الأماكن حيث الروح تسمو لتعانق كل جميل في البلاد التي تستحق التضحية .. العطر / الحرية .. وتجسيد ذلك لم يكن بالشيء السهل أن تصل لعقول الناس وتسمو بهم لمعاني الانتماء من خلال الكلمة واللحن والحركة الراقصة والحوار المتوازن مع الحركة لتكريس الصورة الجمال .. وعن المشاعر التي عاشتها “ساندي” وهي تؤدي للملاك الفيروزي التي تربعت على عرش هذا العمر الجميل “84” من الأعوام .. وهي تغني الكلمة وتراقص اللحن ماهي المشاعر وكان الجواب: ” ياويلي كنت خائفة جدا .. كيف سيتقبلني الجمهور وأنا أحاول التماهي مع الصوت الفيروزي وأنا الهاوية الشابة .. لقد حاولت ولم تكن المحاولة سهلة أبدا .. الجمهور سيقارن ولو بشكل غير مباشر .. لم تكن المحاولة سهلة ولكن الإرادة وعشقي لفيروز التي تلازمني نهاري وليلي دفعتني للمغامرة ولعب هذا الدور “عطر الليل” أتمنى أن يكون الجمهور قد تقبلني .. وعن محاولة التميز ولو قليلا والانزياح عن الخط الفيروزي لتغرد ساندي بصوتها الجميل إلى أي مدى استطاعت “ساندي” ممارسة هذا الفعل وقد لمسته ولمسه البعض الذي عبر عن الاحترام والجرأة أجابت قائلة: ” بعمري وأنا الشغوفة بالحضور الفيروزي الرحباني .. تراودني هذه الحالة .. لذا فيروز فيقتي التي تحفزني على السؤال والتساؤل والغوص بالعقل والمشاعر مع الكلمة واللحن والجملة الموسيقية وتفكيكها لمعرفة جوهرها قولا وفعلا روحيا تقليدا ومقارنة .. وكل الشكر لمن لمس هذا الانزياح الجميل .. وتبقى فيروز الحلم الذي لا يطال .. وعن رسالة العمل في ختام اللقاء قالت وتكاد دموع الأمل تسقي ضفاف العيون قالت: ” سوريا العشق الأبدي .. ياريت نتعاون جميعا لبناء سوريا الأم العظيمة التي تضم لصدرها الجميع بعيدا عن الطائفية والعرقية وتقبل الآخر وضرورة الحوار وتعلم جوهر ثقافة الاختلاف .. عطر الليل حملت تلك الرسالة ونتمنى أن تكون قد وصلت للجميع …”.
كل الشكر لفريق العمل وللمناسبة العزيزة التي وفرت لنا مشاهدة هذا العرض المسرحي المميز بالفنية العالية التي كرسها العشق المستدام للمسرح ..
كنعان محيميد البني – سوريا