شهد سادس ليالي مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته الـ 15، الذي تنظمه جمعية المسرحيين، عرض مسرحية “أمنية مفقودة”، للمؤلف عثمان الشطي، وإخراج محمد جمعة، لمسرح جمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح، وذلك مساء الثلاثاء.
وشارك في تمثيل مسرحية “أمنية مفقودة”، كل من عيسى مراد، وأمل حسن، وهيا حمدان، وعبد العزيز عيسى، وشعبان سبيت، وريم الفيصل، وفجر عبد الله، وعادل سبيت، وبشائر محمد، وعائشة حمدان.
فجأة وفي الظلام الحالك تنطلق أصوات صفارة القطار، وتعلو الصرخات لتعم الأرجاء معلنةً عن وقوع حادث رهيب غير حياة بنتين، فتظهر أمنية وهي بنت عشرينية وهي تصرخ في أختها الصغيرة وتعنفها، ويفرق الأبوان بينهما، وينصحانها باتخاذ أسلوب ليّن مع أختها، لكنها تتهمهما بإهمالها وتفضيل أختها الصغرى عليها.
وفي حوار داخلي تحدث به نفسها، تظهر أمنية عدم تقبلها لواقعها وواقع أسرتها الفقيرة، فهي تستحق أكثر من هذه الملابس الرثة وهذا المنزل المتهالك، ويتدخل العم سعيد جار الأسرة ليحث الفتاة على قبول الواقع والحمد على النعمة فالمال وحده لا يصنع السعادة، وإنما الحب والأسرة هما ما يحققانها، وعليها كأخت كبيرة أن تتحلى بروح المسؤولية وتساعد أسرتها، غير أن الفتاة تثور غضباً وتترك الجميع وتدخل غرفتها، وهي تضمر كرهاً شديداً لأختها وحياتها وتتمنى لو كانت صغيرة لتنعم بحياة اللهو واللعب، وتحصل على الاهتمام الذي تحصل عليه أختها.
وفي أسرة أخرى مجاورة تظهر أحلام وهي فتاة صغيرة لاتكاد تبلغ 10 سنوات تكنس منزل أهلها وتحضّر الفطور لوالدها المقعد وأخيها المصاب بالتوحد، فقد أجبرتها ظروف فقد أمها في حادثة القطار على أمومة مبكرة، ورغم حبها الشديد لوالدها وأخيها كانت أحلام ساخطة من حالتها، فحين طلب منها والدها أن تعيش طفولتها، غضبت غضباً شديداً ودخلت إلى غرفتها وهي تتمنى لو كانت كبيرة حتى ترعى أسرتها العاجزة.
وتخرج كل من أحلام وأمنية في الليل من البيت وهما غاضبتين من أسرتهما، لأسباب مختلفة، وتجلسان متقاربتين دون أن تعرف أي منهما الأخرى، وتتمنى كل واحدة منهما أن يتحقق لها مرادها، فيتغير لون السماء وترعد وتبرق، لتنتقل شخصية كل واحدة منهما إلى الأخرى، فتحمل أحلام جسد “أمنية” ويحتضن جسد “أحلام” شخصية “أمنية”، وتبحث كل أسرة ابنتها، لكن الفتاتين بعد اكتشافهما لما حدث تصابان بالذعر وتتجه كل واحدة منهما لأسرتها، هنا تكتشفان النعمة التي كانتا تعيشان وتسمعان من الأهل ما كانوا يضمرون لهما من حب، فتقرر الفتاتان تكرير نفس الفعل بعد أن فهمتا الدرس وتعيدنا الأمنية لكن هذه المرة بالعودة إلى أجسادهم وحياتهم التي كانتا تكرهانها.
تقوم فكرة المسرحية على أن الإنسان مهما كان شكل حياته، يجب أن يتقبلها بحب ورضى، فلعل حياتك هذه التي تصفها بالشقاء والبؤس أكثر نعيماً من حياة أشخاص آخرين، بل إنهم ينظرون إليك على أنك في نعيم ويتمنون لو كانوا مكانك، ولا شيء في الحياة أكثر سعادة من أن تعيش بقرب من تحب وتنعم معه بلحظات سعيدة.
أبدع المخرج في استغلال عناصر السينوغرافيا، كما كان لكسر الجدار الرابع حين نزلت الأسرة للبحث عن بناتها بين الجماهير دور كبير في إشراك الجمهور في الأحداث وجذب انتباهه أكثر، كما كان للموسيقى والأغاني دور كبير لفتت لحالات إنسانية تحتاج الدعم لمواجهة صعوبات الحياة.
(الشارقة 24)