نظم الفضاء الثقافي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالدار البيضاء، مساء يوم الجمعة 06 دجنبر 2019، لقاء مفتوحا مع الفنان المسرحي عبد الحق الزروالي حول موضوع “المسرح والمجتمع“، وذلك في سياق تخليد للذكرى 41 لتأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وهو لقاء عرف حضور عدد هام من المثقفين والمهتمين بالشأن الفني والمسرحي.
نسق أشغال اللقاء الأستاذ محمد بهجاجي الذي عبّر في مستهل كلمته الترحيبية عن سعادته الغامرة في المشاركة، خاصة وأن الأمر يتعلق بالفنان عبد الحق الزروالي الذي راكم تجربة إبداعية متعددة طيلة عقود من الزمن، واكب من خلالها تحولات المجتمع المغربي، إضافة إلى أن مصدر سعادته يرتبط بهوية المسرح عند الزروالي الذي تتميز تجربته بأنه يعيش المسرح كتجربة وجود.
وفي كلمته التي تمحورت حول تجربته الطويلة في عالم المسرح، عبر الزروالي عن فخره بهذا اللقاء زمانا ومكانا، لما له من دلالات قوية، حيث اعتبر أن تنظيم اللقاء في العمق يتصل بهدف مسكوت عنه، إنه لقاء الوفاء لقيم الماضي النضالي. وقد استعاد الزروالي في كلمته علاقته بالزعيم الكونفدرالي “نوبير الأموي” خاصة خلال مرحلة محاكمته الشهيرة 1992، حين استلهم أحداث مسرحيته ” المحاكمة ” مما عرفته المرحلة من أحداث.
حاول الزروالي بعد ذلك التوقف والغوص في ثنايا سؤال لماذا اخترت المسرح ؟ أو بتعبيره، لماذا اختارني المسرح؟ عبر النبش في إرهاصات تجربته المسرحية غداة كان طفلا بمدينة فاس في مرحلة بداية الاستقلال (1961) حين قدّم رفقة فرقة مسرحية “في سبيل الوطن”، قبل أن يواصل مسيرته في العمل الصحفي بجريدة العلم مع رواد الصحافة في المغرب، عبد الكريم غلاب، وعبد الجبار السحيمي، وقد انتقد الزروالي واقع المسرح المغربي اليوم مشيرا إلى أنّه من الواجب التمييز في الساحة الفنية المغربية، بين ثلاث فئات من المسرحيين، بين من يشتغل بالمسرح، ومن يمارس في المسرح، وبين من يمارس للمسرح.
ولعل تجربته تندرج في النوع الثالث، وفاء للمسرح وخاصة المسرح المونودرامي الذي كرّس له حياته وتجربته، وقد أشار في هذا السياق إلى المدارس المسرحية الكبرى التي شكلت شخصيته المسرحية (ويليام شكسبير، موليير، وبرتولد بريخت ) .
وختم الزروالي كلمته بتقديم وصلة موسيقية، وقصيدة شعرية تتغنى بالذات المنشطرة بين هموم الواقع وخيبات الأمل والأحلام الموؤودة في المجتمع.
وقد أعقب كلمات الزروالي نقاش مع الحاضرين حول هموم الثقافة والفن والمسرح بالمغرب، وكذا قضايا الارتباط بين المسرح والمجتمع والالتزام الفني الذي صارت تفتقده الساحة الفنية في ظل غياب أسسس مسرح حقيقي ببلادنا.