إختتمت نهاية الأسبوع، فعاليات الدورة السادسة لـ«عشيات طقوس المسرحي» بعمان التي تم فيها عرض مسرحية «بخور عصري» لمخرجها هارون الكيلاني، تقمص أدوارها كل من طاهر صفي الدين، فيصل بوناصر، خليل طالب، يونس بن الباي وأحمد بن الطاهر.
تناول العرض مسرحية طقوسية، التي اعتمد فيها على الموروث الإفريقي بداية من الجنوب الجزائري امتدادا إلى إفريقيا العميقة لخصت قصة مجموعة من الناس تتنافس للخروج من جلودها ورؤوسها لتقديمها كقرابين للقادم المجهول وحققت بها مشاركة شرفت عبرها الجزائر ضمن مجموعة المشاركات العربية، وجعلت فيها العلم الجزائري حاضرا بين ربوع الأعلام، التظاهرة التي اختتمت بالمركز الثقافي الملكي شاركت فيها عدة مسرحيات عربية ضمت كل من لبنان مصر قطر البحرين، إضافة إلى العروض المسرحية الأردنية، كانت الشقيقة تونس حاضرة من خلال جمعية العنقاء للفن المسرحي بعرض موسوم «البحث عن العائدة» عرضا بعنوان «البحث عن عائدة»، وهي عمل مونودرامي يناقش القضية الفلسطينية، ألفته حبيبة صوف وأدته وأخرجته ارتسام صوف، حيث تناقش المسرحية واقع المرأة العربية من خلال نضال امرأة فلسطينية، لتقول في النهاية إن كل امرأة عربية تناضل بطريقة أو بأخرى، وتؤدي صوف دور فنانة تتوجه إلى فلسطين لعرض مسرحية هناك لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنعها من الدخول فتقرر تقديم عرضها المسرحي على الحدود لتحدث العديد من التطورات المثيرة أثناء العرض، مصر هي الأخرى شكلت عبر مسرح هاني صنوبر مسرحية «البيت» المستوحاة من نص «منزل برناردا ألبا»، أخرجها سعيد سليمان وقام بتأديتها كل من عزة بلبع، عبير عادل، جيهان سرور، مي رضا، نورهان، بدور، من إنتاج فرقة «الغد»، وتدور حول تركيبة اجتماعية تم تناولها بشكل متطور لتعبر بشكل غير مباشر عن حال المجتمع المصري والوجه الآخر له بعد ثورة 25 يناير التي أسست لمرحلة سياسية جديدة في البلد.
تتحدث المسرحية عن خمس بنات يعشن في منزل تحت سيطرة الأم، التي تفرض عليهن عادات وتقاليد معينة، لنجد في الظاهر بيتا تسوده علاقات طيبة ومثالية، لكنه يحمل من الداخل أخلاقا متناقضة وغير سوية، وضمن فعاليات المهرجان، ناقشت ندوة «الآثار الأردنية وحلم العودة»، قضايا الآثار وأهميتها في المنطقة العربية عامة والأردن بشكل خاص، وأبدت عميد كلية الآثار والسياحة في الجامعة الأردنية الدكتورة ميسون النهار، تخوفها من تحويل القطع الأثرية إلى سلع في ظل غياب الاهتمام والثقافة الإعلامية والتوعية ما يؤدي إلى تهريب وسرقة هذه الآثار، كما نوهت بدور دائرة الآثار العامة في وضع تعليمات لحماية وتحصين المواقع الأثرية ومحتوياتها والحفاظ على تلك المواقع ومحتوياتها، كما أكدت أن هناك العديد من القطع الأثرية الأردنية المعروضة في متاحف العالم، من أشهرها حجر ميشع وواجهة المشتى وغيرها، وأن الخطر على آثارنا لا يزال ماثلا للعيان متمثلا بقلة الوعي وعدم ربط التواجد الحضاري في الأردن بالهوية الوطنية، وقلة الدعم المرصود للمحافظة على المواقع الأثرية، وعدم وضع القوانين الرادعة للإتجار بالآثار. للإشارة، تطرق الباحث وضاح محادين إلى أهمية إعادة النظر في التشريعات الناظمة للتعامل مع الآثار بشكل عام.
نوال الهواري