ما الذي يعنيه اسم بريخت؟ إنه الكاتب والمخرج الألماني، الذي طور نظرية في الدراما، مؤسسة على جماليات ماركسية، والتي ما تزال أعماله تثير شغف الجميع، هو من ثوّر المسرح المعاصر، وإنجازه أحدث غضباً واستنكاراً من معسكرين متناقضين (الشرق والغرب) ذلك أن أعماله تستعصي على أي استقطاب صارم.
ويعلن بريخت بشكل يتوافق مع الكاتب الناقد ما بعد البنيوي، أن المؤلف ليس الشخص الذي يخلق عملاً مبتكراً، لكنه ذلك الإنسان القادر على الإنتاج من خلال مكونات التاريخ. إن بريخت هو منتج نصوص تجريبية في ما يتعلق بكتابتها وتجسيدها على خشبة المسرح، وإن مسرحه الملحمي مصمم لكي يبث في المتفرج القدرة على فهم أن التدخل أو المشاركة إمكانية حقيقية، ولتحقيق هذه النتيجة فإن الممثلين والمتفرجين مدعوون للعب أدوارهم في بناء سرد مخالف لذلك السرد الذي تقدمه النسخة الجاهزة تاريخياً.
وتتساءل المؤلفة أيضاً: هل مات بريخت؟ وتجيب: يتضح مما سبق أنه أبعد من أن يكون ميتاً، بوصفه موضوعاً للتفسيرات النقدية، لكن السؤال عن إسهامه الحي في نظرية المسرح وممارسته لا يزال مطروحاً.
هذا الكتاب يتعمد إعادة النظر في مسرحيات بريخت – خاصة المبكرة – لاكتشاف مدى تأثيرها في المشهد المسرحي العالمي، قبل سقوط حائط برلين، وقد أثبتت السنون أن جزءاً من المشهد المسرحي العالمي قد واصل السير في الاتجاه نفسه.