(ا ف ب) – مجلة الفنون المسرحية
افتتح مساء اليوم الخميس، اول مسرح محلي في البصرة بعد عام 2003 , وقال مدير مسرح ومنتدى الديرة في البصرة رمضان البدران : إن “إدارة المسرح لديها برنامج كبير لاستضافة مختلف الفرق من داخل العراق وخارجه”، مؤكدا أن “هذه التجربة مهمة جدا لتطوير العمل المسرحي والثقافي في المدينة”.
وفي ذات الشأن بينت الممثلة عبير علي، أن “هذا المسرح سنقدم فيه تجارب مهمة ورصينة”، مبينة أن “سعادة غامرة بداخلي حين رأت هذا الصرح الكبير”.
وذكر المواطن كريم جميل، ان “14 عاما كافية لمدينة مثل البصرة وليس فيها مسرح كبير يجمع شتات فنانيها”، داعيا الحكومة المحلية والمركزية إلى “دعم مثل هذه المشاريع”.
شهدت البصرة في جنوب العراق مساء الخميس عرضا مسرحيا هو الاول منذ 15 عاما، اعتبره مشاهدون وفنانون عودة للحياة الثقافية الى “مدينة الموانئء”.
بين الحضور في القاعة المقامة في مركز تجاري، جلس محمد بدران (23 عاما) لمشاهدة مسرحية للمرة الاولى في مسقط رأسه، تخللها عرض مع موسيقى شاعرية وغناء اوبرالي.
ويقول هذا الشاب الذي دفع مبلغ خمسة الاف دينار (حوالى 4 دولارات)، بطاقة دخول لحضور المسرحية، متحدثا لوكالة فرانس برس “والدانا اخبرانا عن كثير من الاحداث الفنية التي حضراها، واليوم تولد الحياة الثقافية من جديد في البصرة”.
ويستذكر فتحي خضير رئيس اتحاد الفنانين في البصرة، قاعة “ابن خلدون” وهي اول مسرح افتتح في البصرة العام 1945.
ويعود تاريخ تأسيس اول فرقة فنانين في البصرة الى العام 1976، على ما يؤكد كاظم كزار مدير دائرة السينما والمسرح في المدينة.
ويقول كزار إن “البصرة مدينة ثقافية قبل ان تكون مدينة نفطية”.
وكان في البصرة، لدى اجتياح تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة للعراق العام 2003، “خمسة مسارح والعديد من دور السينما”، اغلقت جميعها بسبب تلك الحرب، على ما يذكر الفنان البصري عبدالمطلب عزيز (61 عاما) الذي عاش اجمل ايام الثقافة في البصرة.
وركزت حملات اعادة الاعمار على البنى التحتية خصوصا المنشآت النفطية فيما اهملت المرافق الثقافية في البصرة، وفقا لعزيز.
وهو يشير الى ان انتشار الاحزاب الاسلامية والجماعات المسلحة ادى الى اختفاء المسارح ودور السينما.
ويؤكد خضير “حتى الان لا تتمكن السلطات المحلية او الاتحادية بناء مسرح، ومن قام بذلك رجل اعمال”.
ويقول رمضان البدران، ممول المشروع (54 عاما) بفخر إنه اشترى “احدث المعدات الصوتية والانارة” لهذا المسرح الذي يستوعب “600 شخص”.
وقد صمم الديكور على المسرح بطريقة تراثية مع خشب واجهات منازل مميزة بنوافذ شرقية تعكس ثقافة البصرة.